يتم التحميل...

لقمان والآيات

وصايا لقمان الحكيم

الآيات، لقمان " 31 " ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد * وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم * ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا

عدد الزوار: 15

الآيات، لقمان " 31 " ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد * وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم * ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون * يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير * يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور * ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور * واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير 11 - 19.

تفسير: " أن اشكر " أي لان اشكر، أو أي اشكر، فإن إيتاء الحكمة في معنى القول " وهنا " أي ذات وهن، أو تهن وهنا على وهن، أي تضعف ضعفا فوق ضعف " وفصاله " أي فطامه في انقضاء عامين، وكانت الام ترضعه في تلك المدة " أن اشكر " تفسير لوصينا أو علة له، أو بدل من والديه بدل الاشتمال " إنها " أي الخصلة من الإساءة والاحسان " إن تك " مثلا في الصغر كحبة الخردل " فتكن " في أخفى مكان وأحرزه كجوف صخرة أو أعلاه كمحدب السماوات أو أسفله كمقعر الأرض يحضرها الله فيحاسب عليها " من عزم الأمور " أي مما عزمه الله من الأمور، أي قطعه قطع إيجاب " ولا تصعر خدك للناس " أي لا تمله عنهم، ولا تولهم صفحة وجهك كما تفعله المتكبرون " مرحا " أي فرحا وبطرا " واقصد في مشيك " أي توسط بين الدبيب والاسراع " واغضض من صوتك " أي اخفضه إلا في موضع الحاجة، أو توسط في ذلك أيضا.

تفسير علي بن إبراهيم: " وهنا على وهن " يعني ضعفا على ضعف، وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " واتبع سبيل من أناب إلي " يقول: اتبع سبيل محمد. قال علي بن إبراهيم: ثم عطف على خبر لقمان وقصته فقال: " يا بني إنها إن تك مثقال حبة " قال: من الرزق " يأتيك به الله ".

قوله: " ولا تصعر خدك للناس " أي لا تذل للناس طمعا فيما عندهم " ولا تمش في الأرض مرحا " أي فرحا. وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " ولا تمش في الأرض مرحا " يقول: بالعظمة.

وقال علي بن إبراهيم في قوله: " واقصد في مشيك ": أي لا تعجل " واغضض من صوتك " أي لا ترفعه.

بيان: تفسير تصعير الخد بالتذلل خلاف المشهور بين اللغويين والمفسرين، لكن لا يبعد كثيرا عن أصل المعنى اللغوي، فإن التصعير إمالة الوجه، فكما يكون عن الناس تكبرا يكون إلى الناس تذللا، بل هو أنسب باللام.

قال الطبرسي رحمه الله: أي ولا تمل وجهك عن الناس تكبرا، ولا تعرض عمن يكلمك استخفافا به، وهذا معنى قول ابن عباس وأبي عبد الله عليه السلام، يقال: أصاب البعير صعر أي داء يلوي منه عنقه.


بحار الأنوار / العلامة المجلسي ج13_ قصص لقمان.

2015-12-20