يتم التحميل...

ترجمة مختصرة عن حياة المولى الفيض الكاشاني رحمه الله

الفيض الكاشاني

كان المولى محمّد بن المرتضى المدعوّ بـ "محسن" والمعروف بـ"الفيض الكاشاني" أحد نوابغ العلم والمعرفة في القرن الحادي عشر، وكان- مضافاً إلى علمه وفضله..

عدد الزوار: 38

كان المولى محمّد بن المرتضى المدعوّ بـ "محسن" والمعروف بـ"الفيض الكاشاني" أحد نوابغ العلم والمعرفة في القرن الحادي عشر، وكان- مضافاً إلى علمه وفضله- حكيماً متكلّماً محدّثاً مفسّراً عارفاً أديباً متبحّراً في جميع العلوم والمعارف.

ولد رحمه الله في سنة (1007هـ.ق.) في مدينة قمّ المشرّفة ونشأ فيها، ثمّ انتقل إلى كاشان ليشدّ الرحال بعدها إلى مدينة شيراز للانتهال من العلَمين: السيّد ماجد بن عليّ البحرانيّ وصدر المتألّهين الشيرازيّ، حيث تزوّج من ابنة الأخير، وما إن ارتوى من تلك المعارف عاد إلى مدينة كاشان ليكون هناك مرجعاً فذّاً لا ندّ له، إلى أن توفّي فيها سنة (1091هـ.ق.) وهو ابن أربع وثمانين عاماً ودفن فيها، وقبره هناك مشهور يقصده العلماء والعارفون.

أقوال العلماء فيه:

نعته المحدّث الشيخ الحرّ العاملي بقوله: "كان فاضلاً عالماً ماهراً حكيماً متكلّماً محدّثاً فقيهاً محقّقاً شاعراً أديباً حسن التصانيف..."1.

وقال عنه الرجاليّ الكبير محمّد بن عليّ الأردبيلي: "محسن بن المرتضى رحمه الله العلّامة المحقّق المدقّق، جليل القدر، عظيم الشأن، رفيع المنزلة، فاضل كامل أديب، متبحّر في جميع العلوم"2.

وقال صاحب الروضات: "أمره في الفضل والفهم والنبالة في الفروع والأصول وكثرة التأليف مع جودة التعبير والتوصيف أشهر من أن يخفى في هذه الطائفة على أحد إلى منتهى الأبد"3.

وقال المحدّث القمّي: "وأمره في الفضل والأدب وطول الباع وكثرة الاطّلاع وجودة التعبير وحسن التحرير والإحاطة بمراتب المعقول والمنقول أشهر من أن يخفى"4.

وقال العلّامة الأميني في ترجمة علم الهدى ابن المؤلّف: "هو ابن المحقّق الفيض علم الفقه، وراية الحديث، ومنار الفلسفة، ومعدن العرفان، وطود الأخلاق، وعباب العلوم والمعارف، وهو ابن ذلك الفذّ الّذي قلّ ما أنتج الدهر بمثيله، وعقمت الأيّام أن تأتي بمشابهه"5.

ونقل عن العلّامة الطباطبائي صاحب الميزان قوله: "هو ممّن جمع العلوم وقلّ نظيره في العالم الإسلامي"6.

مصنّفاته:

صرف المولى محسن الفيض عمره الشريف في ترويج الآثار المرويّة والمعارف الإلهيّة تدريساً وتأليفاً، فخلّف ثروة علميّة عظيمة في شتّى أنحاء العلم والمعرفة من الفقه والحديث والحكمة والعرفان والأخلاق والتفسير والأدعية والأشعار وغيرها، ناهزت المائة والعشرين مصنفاً، منها:

 "الصافي" و"الأصفى" في التفسير، و"الوافي" و"النوادر" في الأخبار، و"معتصم الشيعة" و"مفاتيح الشرائع" في الفقه، و"عين اليقين" و"علم اليقين" في الحكمة والكلام، و"المحجّة البيضاء في تهذيب الإحياء".

وقد امتازت تأليفاته بجودة التحقيق وحسن البيان والتأليف وسلامة الألفاظ ومتانة المباني ودقّة المعاني وعلوّ المقاصد.

لقد أولى الفيض اهتماماً متزايداً وعناية بالغة بالقرآن والحديث، واستدلّ على آرائه في جميع مصنّفاته بأدلّة من الكتاب العزيز وبالحديث الصادر عن الرسول وآله الطاهرين، وله في التفسير مسلك خاصّ، جمع فيه بين الطريقة والشريعة، ألّف في الحقائق القرآنيّة التي أسّست على أصول الفطرة والحكمة المتعالية- الّتي تنطبق على نواميس الطبيعة والعرفان الصحيح الّذي يلائم الفطرة والعقل- تفسيريه "الصافي" و"الأصفى"7.

حول هذه الرسالة:

قال في الذريعة تحت عنوان (زاد السالكين): فارسيّ، في كيفيّة سلوك طريق الحقّ. للمحقّق المحدّث الفيض الكاشاني المولى محسن بن الشاه مرتضى المتوفّى (1091هـ.ق.) أوّله: (الحمد لله وسلام على عباده الّذين اصطفى...) ذكر فيه ما ملخّصه: (چنانچه سفر صوري را مبدأ ومنتهى ومسافت وسير وزاد وراحله ورفيق وراهنما ميباشد، همچنين در سفر روح بجانب حقّ سبحانه كه سفر معنوي است همهء اينها ضروراست، اما مبدأش جهل طبيعي، منتهايش وصول بحقّ، مسافت مراتب كماليه، منازل صفات حميده.. وتفاصيل إين منازل ودرجات در كتاب "منازل السالكين" است) إلى قوله: (وراهنما حضرت پيغمبر وآل أطهار..) ثمّ ذكر خمسة وعشرين أمراً ممّا وصل منهم عليهم السلام من لوازم السالك وما لابدّ منه من المستحبّات الشرعيّة الأكيدة كالمواظبة على أوقات الصلوات والنوافل اليوميّة وأمثالها، والنسخة مع "منازل السالكين" و"فهرس العلوم" كلّها للفيض بخطّ السيّد عليّ بن إسماعيل بن زين العابدين السنجاني المولد الغروي المسكن في 15 شوال 1297 رأيتها عند الشيخ إبراهيم الكنّي في النجف. ورأيت منه نسخاً أخرى في طهران وغيرها. وقد اختصرتها أنا في قرب خمسين بيتاً قبل خمسين سنة وضممت المختصر إلى مجموعة كلّها بخط جدّي المولى محمد رضا (المتوفّى 1275) ابن الحاج محسن التاجر الطهراني. وقد طبع الأصل بتصحيح جلال الدين المحدّث بطهران بعنوان زاد السالك في 1331 في 124 صفحة8.

وينقل العلّامة جلال الدين المحدّث الأرموي المشار إليه عن صاحب الذريعة قوله مشافهة: يحتوي هذا الكتاب الشريف على مطالب يمكن التعبير عنها بكلمة جامعة بـ: السلوك الشرعيّ والطريقة الدينية9.

وينقل عنه أيضاً قوله: عندما رأيت نسخة هذا الكتاب ونظرت في محتوياته ترك في نفسي تأثيراً إلى درجة لم أستطع أن أكتفي بمطالعة واحدة، فقمت بتلخيصه في صفحة واحدة جاعلاً إيّاها على شكل فهرس، وذلك لأستفيد أنا وعائلتي من مطالعة مضامينها الحقّة والعمل بإرشاداتها ودستوراتها الشرعيّة10.


والحمد لله ربّ العالمين


1- الحرّ العاملي، أمل الآمل ج 2 ص 305.
2- الأردبيلي، جامع الرواة ج 2 ص 42.
3- الخوانساري، روضات الجنات ج 6 ص 79.
4- القمّي، الكنى والألقاب ج 3 ص 35.
5- الأميني، الغدير ج 11 ص 362.
6- مهر تابان ص 26.
7- اقتبسنا هذه الترجمة من مقدّمة التحقيق لكتاب تفسير الأصفى للمؤلف ج 1 ص 9.
8- الطهراني الآغا بزرك، الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 12 ص 2.
9- الأرموي جلال الدين المحدّث، العرفان والسلوك عند أهل البيت عليهم السلام المعروف بشرح رسالة زاد السالك ص 6-7.
10- كنجينة عرفان- بالفارسية- ص 11.

2013-01-08