يتم التحميل...

مقابلة السيد حسن نصر الله مع قناة الإخبارية السورية 6-4-2015

2015

مقابلة السيد حسن نصر الله مع قناة الإخبارية السورية 6-4-2015

عدد الزوار: 16

من إنجازات العدوان أنه اليوم يوجد مطالبة، حتى الآن القيادة التي تدير المعركة في اليمن لم تأخذ قراراً بأن تقفل باب المندب، وهي تستطيع أن تقفله في الوقت الذي تريده، 20 كلم، يعني قصة إغلاق باب المندب بيدهم هذا، وتستطيع تضرب أهداف عسكرية في داخل الأراضي السعودية بالصواريخ وهي تقدر على ذلك وتستطيع أن تدخل أيضاً إلى داخل الأراضي السعودية، ولكن القيادة اليمنية، أهل البلد الذين هم يديرون هذه المعركة لم يلجأوا إلى أي خطوة من هذا النوع حتى الآن، ولكن قد يلجأون إلى خطوات من هذا النوع في المستقبل، أنا لا أدري، هذا له علاقة بتطورات الحرب والمعركة. الأهم هنا، أنه نعم هناك مطالبات شعبية ضخمة جداً بالرد، سواء كان رد له طابع صاروخي أو رد يقوم على الدخول (إلى الراضي السعودية)، والآن يوجد خطاب عريض وطويل في اليمن يتكلم عن المحافظات اليمنية التي هي يمنية، ولكن قام آل سعود باقتطاعها من اليمن وضمها إلى المملكة، وإدارة المعركة في السعودية، أنا سمعت خبراً، (هل هو) أكيد أو غير أكيد لا أعرف، أنه ما يقارب التسعين بلدة وقرية حدودية تم إخلاؤها، حتى قيل إنه تم هدم البيوت فيها خشية من دخول اليمنيين إليها. الآن يوجد مطالبة شعبية يمنية بأنه فلندخل السعودية، القيادة حتى الآن لم تقرر شيئاً من هذا، أنا أحببت أن ألفت لهذا الموضوع.

من الإنجازات العظيمة للعدوان هو دعم داعش ودعم القاعدة، مع العلم أن القاعدة وداعش حقاً يشكلون خطراً على السعودية وعلى كل دول الخليج ورأينا من العراق ماذا حصل. لكن هم عندما يصيبهم العمى لا يعودون يرون أمامهم، يعني أنت أمامك يوجد عندك في اليمن عندك داعش والقاعدة وعندك الجيش اليمني وعندك أنصار الله وعندك قوى سياسية أخرى صديقة حليفة للسعودية، لكن هؤلاء الذين تقاتلونهم الآن هم كانوا جاهزين للتفاوض معكم، يتحاورون معكم، يتفقون معكم قبل أن تشن الحرب عليهم، وهم ما زالوا الآن جاهزين لأن يذهبوا إلى حوار يمني يمني في دولة محايدة، لكن القاعدة وداعش يشكلان تهديداً لليمن ولكل دول الخليج وحكومات الخليج وملوك وإمراء وشيوخ وشعوب الخليج، لكن العمى إلى أين وصّل؟ من أجل أن يضرب أنصار الله ويضرب الجيش اليمني هو يحمي القاعدة ويحمي داعش في اليمن بل أكثر من ذلك ينزل لهم السلاح بالطائرات. حسناً، هذا إنجاز؟! هذا على خلاف المصالح السعودية، لذلك أنا تقديري أنه يوجد جانبان، في الجانب الإنساني مؤلم جداً ويجب أن نضيء عليه، ومسؤولية كل إنسان أن يضيء عليه، المجازر والقصف والعدوان وضرب البنية التحتية وتدمير الجيش اليمني، هذا نسيت أن أحكيه بالأهدف، هؤلاء الجماعة يعني الأميركان وإسرائيل ومعهم هؤلاء الجماعة التي جيوشهم كلنا نعرفها كيف، هم لا يريدون في هذه المنطقة جيشاً قوياً يمكن في يوم من الأيام أن يشكل تهديداً لإسرائيل أو للهيمنة الأميركية في المنطقة ولذلك الجيش اليمني هو هدف الآن على قائمة التدمير. على كل أعود لأختم وأقول، بالبعد الإنساني نعم هذا مؤلم ومحزن ما يحصل في اليمن لكن في البعد الآخر أنا من البداية توقعت، ليس توقعت على طريق المنجمين، يعني على طريقة التحليل السياسي والتجربة والمعطيات وما نعرفه أيضاً عن الوضع في اليمن والوضع في السعودية ومعادلات الصراع القائمة في المنطقة، أنا ما زلت عند رأيي الذي قلته قبل أيام في بداية الأحداث، الهزيمة السعودية عندي من أوضح الواضحات والإنتصار اليمني من أوضح الواضحات وهذا سيكون له إنعكاس على كل أحداث المنطقة وسيكون باب فرج للكثير من شعوب وحكومات المنطقة.

ـ سؤال: سأعود للحديث في موضوع يخص السعودية في آخر هذا الحوار، لكن سأدخل مباشرةً إلى الملف النووي الإيراني، ينظر كثيرون بأن إتمام الإتفاق هذا يعني أن له إنعكاسات واضحة على المنطقة، ليس كمحور مقاومة فقط، بل على المنطقة بشكل كامل، كيف تنظرون إلى هذا الإتفاق المبدئي الذي توصلت إليه إيران مع المجموعة الست؟
- السيد نصر الله: في المبدأ لنقل أن هذا إعلان مبادىء أو إعلان نوايا أو خطوط عريضة أو معايير أساسية، لم يتم الحديث حتى الآن عن إتفاق نهائي، المفترض من الآن إلى 30 حزيران يجب أن يشتغلوا بكتابة المسودة، 30 حزيران هو موعد الإتفاق النهائي، أنا يكفي أن أقول لأنه لدينا معايير ومؤشرات، يكفي أن تنظري إلى الموقف الإسرائيلي، وهنا بعض دول الخليج وليس كل دول الخليج، بعض دول الخليج وفي مقدمتها السعودية هي متقاطعة مع إسرائيل، عندما نرى الغضب الإسرائيلي السعودي، الإسرائيلي المعلن والسعودي المضمر من هذا الإتفاق، نفهم أهمية هذا الإتفاق، هذا أولاً.

وثانياً: نعم هذا إنجاز كبير جداً، وهذه تجربة التفاوض على الملف النووي الإيراني يجب أن يُتخذ منها العبرة وتُدرس وتُحلل ويُستخلص منها دروس ونتائج لكل الدول والحكومات والشعوب أيضاً التي تتفاوض على قضايا محقة، عندما نتكلم عن مفاوضات، وتتم دراسة الأسباب التي أدت للوصول إلى هذا الإتفاق، لكن من حيث النتيجة لا شك بأن الإتفاق النووي الإيراني ستكون له نتائج كبيرة ومهمة على المنطقة، هذا لا يعني الدخول في المساومات، التي عادةً بعض الناس يقلقون منه، أنا يكفي أن أقول إنه من أول نتائجه هو إستبعاد الحرب الإقليمية، لأنه دائما كان العدو الإسرائيلي يهدد بقصف المنشآت النووية في إيران، هذا القصف كان يمكن أن يؤدي بل طبعاً كان سيؤدي إلى حرب إقليمية، وقد تتطور الحرب الإقليمية إلى حرب عالمية، الإتفاق إن حصل إن شاء الله سيبعد شبح الحرب الإقليمية وبالتالي الحرب العالمية عن منطقتنا وبالتالي هذا من أبسط ومن أوضح ومن أهم الإنجازات حتى الآن. ثانياً: هذا طبعاً من نتائجه أنكم أنتم كلكم الذين - لا تؤاخذيني بالتعبير- "الذين كنتم تنتظرون الفشل" - وهم سيعملون بالمناسبة من الآن إلى 30 حزيران بدنا نفترض مليارات الدولارات التي سوف تدفع واللوبيات كلها وفي أمريكا ستعمل وفي الخليج والإسرائيليين واللوبي الصهيوني، سيكون هناك عمل دؤوب ومثابرة في الليل وفي النهار حتى لا يتم هذا الإتفاق في 30 حزيران، لكن في كل الأحوال أنتم كلكم كان هدفكم محاصرة إيران وإضعاف إيران وضرب إيران وإخضاع إيران. نتيجة الإتفاق سيكون هناك شيء آخر.
أنظري إلى إيران عندما جلست تفاوض دائماً كان يقال في لبنان إن الإنتخابات الرئاسية في لبنان موقوفة على المفاوضات النووية، وسوريا مرتبطة بالمفاوضات النووية والوضع في البحرين مرتبط بالمفاوضات النووية والوضع في العراق والوضع في فلسطين..، نحن منذ اليوم الأول نتيجة معلوماتنا وليس تحليلاً من بعيد، نحن سألنا الإخوة الإيرانيين في أعلى المستويات وقالوا: التفاوض هو فقط على الملف النووي ونقطة على أول السطر، لا نتكلم عن شيء آخر غير الملف النووي، لا نتكلم عن لبنان ولا عن سوريا ولا عن العراق ولا عن البحرين ولا عن فلسطين ولا عن النفط ولا عن الغاز ولا عن شيء آخر، وخلال السنوات الماضية كان الأميركيون دائماً يُصرون على إدخال ملفات أخرى على الطاولة، الإيراني كان يرفض، لماذا كان يرفض؟ الإيراني لو أراد أن يبيع لكان باع، لأنه عندما تأتي إلى الإيراني لتقول له أنا أريد أن أعالج لك وأن أتفاهم معك على ملفك النووي بما يضمن حقوقك مثلاً أو الحد الأدنى من الحقوق، طيب يجب أن تعطيني حق هذا في لبنان على حساب حلفائك، وفي سوريا على حساب حلفائك وفي العراق وفي البحرين وفلسطين وفي موضوع إسرائيل وإلى آخره...

يعني آخر شيء أن نتنياهو يطلب أن الإتفاق النووي الذي له علاقة بالموضوع النووي يجب أن يتضمن بند اعتراف إيران بحق إسرائيل في الوجود، هنا نعرف سبب العداوة مع إيران، هذا هو، ونتنياهو يفهمه جيداً، على كلٍ الإيراني رفض أي نقاش في أي ملف غير الملف النووي، لأنه عندما يفتح الملفات الثانية فإنه سوف يُضغط عليه، وسوف يصير على حساب أصدقائه وحلفائه، بينما هو صاحب حق في الملف النووي فلماذا يريد أن يخلط الملفات ببعضها بهذه الطريقة. ذهب إلى الملف النووي 12 سنة يُفاوض،المفاوضات الأخيرة إستمرت سنة وأكثر "سحبة واحدة" مثلما يقولون، وصل لنتيجة أخذ هذه المعايير الأساسية، والدنيا كلها وصلت إلى محل أنه لا يوجد حل مع إيران غير الدبلوماسية، هذا الذي يضطر أوباما ليخرج ليتكلم عنه، السبب قوة إيران، بالدرجة الأولى قوة إيران، صحيح أن لها أصدقاء في المنطقة ولها تأثير في المنطقة وهذا عامل مساعد برأيي لكن ليس هو العامل الأول، العامل الأول والحقيقي والأساسي هو قوة إيران الذاتية، وهم بعرفون أنهم لا يستطيعون أن يُشعلوا حرباً مع إيران والعقوبات جربوها عشرات السنين ولم تعط نتيجة، وإيران تتقدم وتتطور وعلى كل صعيد: العلمي والتقني والتكنولوجي والثقافي والفكري والإقتصادي والبنية التحتية والعسكري والتصنيعي والتجارة والزراعة وعلى كل صعيد إيران تتقدم وتتطور.

إذاً الحصار والعقوبات لن يُخضعا إيران وحرب مع إيران النووية لا توصل إلى نتيجة، إذاً الطريق الوحيد هو الدبلوماسية، مثلما يقول أوباما، وإيران جاهزة للدبلوماسية، هي تريد حقوقها والآن هم يطلعون ليعلنوا بطولات: منعنا إيران من صناعة القنبلة النووية، طيب هم قالوا إنهم لايريدون صنع قنبلة نووية، الإمام الخامنئي منذ عشرين سنة يقول صنع القنبلة النووية وإستخدامها حرامٌ شرعاً، وهذا ممنوع بالنسبة لنا، طيب يريد أن يقدم ليعمل إنجاز ماشي الحال، يقول أنا عملت إنجاز ومنعت إيران من أن تُصنع سلاحاً نووياً، لكن النتيجة أن إيران كانت جاهزة للدبلوماسية لكنها لن تتنازل عن حقوقها الطبيعية، وأيضاً لم تُقدم أي تنازل في ملفات المنطقة، لماذا؟ لأنها رفضت أساساً أن تناقش أياً من ملفات المنطقة في المفاوضات النووية مع المجتمع الدولي.

الآن يأتى البعض ليقول الشيطان الأكبر وإيران تحبونها وهي وقعت إتفاقاً مع الشيطان الأكبر، على مهلك هي أجرت إتفاقاً مع المجتمع الدولي، خمسة زائد واحد، وغداً يوجد مجلس أمن وأمم متحدة. هذا هو تقييمنا، فنحن نرى فيه إنجازاً كبيراً بالتأكيد مثلما قال كثيرون، العدو والصديق والخصم والحاسد والمحب، الإثنين قالوا إن هذا الإتفاق إذا استمر فمعناه أنه سيعزز من قوة وحضور إيران وتأثير إيران في المنطقة، وهذا لن يضغط على إيران لتتخلى وتتراجع عن حلفائها وعن أصدقائها، لأنهم خائفون، طيب يوجد واحد سأل سؤال وهذا موجود في أكثر من واحد حتى لا يذهب الذهن إلى واحد محدد، أنه إذا إيران إستردت 120 مليار دولار فماذا سوف تعمل بهم؟ إذا من الآن هم مرعوبون، إذا إيران إستردت هذه الأموال وأصبح بإمكانها بيع نفطها وتصدير إنتاجها وحل موضوع المصارف وفتحت أبواب الإستثمار وسنشهد تنافساً هائلاً شركات أوروبية وفرنسية وألمانية وكله سوف يأتي إلى إيران، فماذا يعني ذلك؟ أن إيران سوف تزداد قوة وتزداد منعة وتزداد غنى وثروة وبالتالي ستزداد تأثيراً.. هذا واضح.

ـ سؤال: وبالتالي سينعكس ذلك على قوة الحلفاء بشكل مطلق وليس بشكل نسبي
- السيد نصر الله: تماماً تماماً، أنا قرأت في مكان ما أنه يوجد أناس قلقون من أنه غداً إيران ستبيعنا وتزيحنا وتتاجر على ظهرنا. أنا أحب في هذا الموضوع أن اقول لكل الاصدقاء والحلفاء والأحبة في كل الأماكن والدول الجبهات، إيران لم تبع أحداً في يوم من الأيام، هذه إيران الدولة الإسلامية، أما إيران الشاه فنحن أعداؤها رغم أن النظام كان شيعياً، الموضوع ليس موضوع شيعي أو ليس شيعياً، إيران هذه الدولة الإسلامية، الجمهورية الإسلامية في ايران، لم تتخلَّ ولا في يوم من الأيام عن حلفائها، ولا يوم من الأيام باعتهم أو فرضت عليهم خياراً ولا يوم من الأيام أمرتهم بأمر، ولا يوم من الأيام سخّرتهم لمشروع إيراني خاص بها. هذا لم يحصل، والذي لديه شاهد فليأتِ به، أنها سخّرت صداقاتها وتحالفاتها لمصالحها الشخصية أو أنها تخلّت وباعت وخانت أحداً من حلفائها وأصدقائها، فلتأتوا لي بشاهد واحد. هذا لما كانت إيران محاصرة وتخضع لحرب، ولعقوبات ولعداوات، لم تبع ولم تشترِ على ظهر حلفائها، فكيف وإيران القوية الغنية التي سينفتح عليها العالم، كلا، أنا اقول إن إيران في المرحلة المقبلة ستكون قادرة على أن تقف إلى جانب حلفائها وأصدقائها وشعوب المنطقة وخصوصاً المقاومة في فلسطين والشعب الفلسطيني أكثر من اي وقت مضى، وهذا الذي يخاف منه الآخرون.

ـ سؤال: بطبيعة الحال الأيام القادمة ستحمل الكثير على هذا الصعيد، تحديداً سماحة السيد أنتقل للحديث في ملفنا الأخير بالدقائق الباقية. قلت مرة إنه لا يملك أي زعيم عربي أو مسلم أو أي قمة عربية لا يمتلكون حق التخلي عن حبة رمل من أرض فلسطين ولا يملك أحد الحق في التخلي عن حرف واحد من حروف كلمة فلسطين، هذه العقيدة والإيمان سيرثه أبناؤنا وإن كنت أعتقد أننا جيل نصر وأننا جيل من سيصلي في فلسطين، بصراحة سماحة السيد، ضاعت فلسطين؟
- السيد نصر الله: ما ضاعت، هم عملوا على تضيعها ليس من الآن، يعني الآن ما يجري في العالم العربي تحت عنوان ربيع عربي وخريف عربي وكذا، البعض من حقه أن يقلق ويقول إنه ضاعت فلسطين أو ستضيع فلسطين. أنا أتهم أغلبية الأنظمة العربية أنها عملت على إضاعة فلسطين منذ عقود، وأنهم يتصرفون مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني كعبء، ولا يعرفون كيف ينهون هذا الموضوع وبأي ثمن ينتهي. والذي أحرجهم حتى الآن هو الشعب الفلسطيني المصر على أن يعود إلى أرضه والمصرّ على رفض التوطين والمصرّ على المقدسات ووو.... وقدم تضحيات هائلة. هذه الأحداث رغم قساوتها وصعوبتها هم يريدون من خلالها، الأميركيين والإسرائيليين وبعض الحكام العرب، أن تضيع فلسطين في هذا الوسط، ولكن لن تضيع إن شاء الله، وهذا يرتبط أولاً بإرداة الشعب الفلسطيني الذي ليس لديه خيار ولن ييأس ولن يتخلى لا عن أرضه ولا عن مقدساته ولا عن قضيته، هذا شعب حي وأثبت أنه يرث جيلاً بعد جيل بعد جيل. الذي يراهن أن هذا شعب يتعب أو ييأس أو شعب يتخلى عن قضيته، هو واهم تماما. أنا أعترض على الآخرين بموضوع قناعاتهم بالشعوب، هذا شعب من الأشخاص أنا اعتقد به كثيراً، مثل ما أتكلم عن اعتقادي بالشعب اليمني، بالشعب اللبناني، بالشعب السوري، بشعوب المنطقة.

ثانياً: أصدقاء الشعب الفلسطيني، بقية الشعوب، حركات المقاومة، نحن لن نتخلى عن فلسطين، حتى لو حصلت أخطاء من فلسطينيين. انظروا هنا في الضاحية كانوا عمداً يرسلون الفلسطيني ليفجر، وأنا أعتقد أن هذا عمل مخابرات اميركية، انه لماذا؟ أليس لديك سوري أو عراقي أو يمني أو سعودي؟ في العراق كانوا كلهم يفجرون، لماذا عندنا في لبنان، عند حزب الله، عند هذه البيئة الحاضنة للمقاومة، يرسلون فلسطينياً كانتحاري؟ ليحولوا بيننا وبين القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، انه "ما دخلنا في قضية فلسطين وما دخلنا في الشعب الفلسطيني"، هذا لن يحصل، لأن موضوع فلسطين والشعب الفلسطيني بالنسبة لنا هو موضوع عقائدي وإنساني وأخلاقي وليس موضوع فعل ورد فعل.

حسناً، سورية ورغم كل ما حصل في سورية، خذي من خطاب الرئيس الأسد، إلى الإعلام السوري، إلى القيادات في سورية، إلى الشعب في سورية، هل تعدل الموقف من القضية الفلسطينية؟ لم يتعدل، وموقف سورية سواء التفوضي أو الميداني هو الذي حال دون تصفية القضية الفلسطينية منذ مؤتمر مدريد إلى اليوم، وأنا أعتقد أن سورية لن تتخلى عن فلسطين حتى ولو كان لها عتب على منظمات أو حركات أو جماعات فلسطينية مثلاً. بقية شعوب المنطقة، الشعب اليمني رغم كل الذي يحصل، أنا مثلاً بعض الاصدقاء قالوا لي أنت من بين كل الحكام العرب الذين كانوا بشرم الشيخ، أنت خصّيت أبو مازن بالعتب؟ يعني هل يوجد شيء؟ الموضوع ليس بانه موضوع خاص معين، الموضوع انه انت يا أخي رئيس سلطة فلسطينية وأنت أرضك محتلة وشعبك شعب معتدى عليه، ما هي مصلحتك في أن تدعم عدواناً على الشعب اليمني، هذا هو حدود الموضوع، هذا الشعب اليمني المحب لفلسطين، هذا الشعب اليمني يقول الموت لإسرائيل، هذا الشعب اليمني أنا واثق أنه إذا حصلت أحداث في المنطقة ويُطلب من اليمنيين 100 ألف مقاتل لقتال الإسرائيلي فإنهم يرسلون، 200 ألف مقاتل يرسلون، أنا اثق بهذا، وهنا يأتي العتب، لذلك لا الشعب اليمني ولا الشعب السوري ولا السعب العراقي ولا الشعب الإيراني ولا اللبنانيين ولا الشعب الفلسطيني ولا أعتقد أن الشعب المصري وأن بقية الشعوب العربية ستتخلى عن فلسطين أيا تكن المصائب التي تحل علينا جميعاً بسبب هذا الصراعات الموجودة.

ـ سؤال: سماحة السيد، عندما تحدثت عن المقاومة الفلسطينية، مررت مروراً لا أستطيع إلا أن أصفه - إن كان توصيفي صحيحاً - أنه مرور خجول على بعض الفصائل التي كان لها دور في ما جرى في المنطقة، لا أستطيع إلا أن أسأل هنا عن علاقتكم بحماس، كيف تستطيع أن توصف لنا المشهد من هذا الفصيل الفلسطيني المقاوم؟ نتحدث عن حماس تحديداً، لا سيما أن ما جرى مؤخراً في مخيم اليرموك يضع الكثير من إشارات الاستفهام.
- السيد نصر الله: انظري، نحن بموضع فلسطين، معيارنا هو التالي: الفصائل الفلسطينية كلها وبمعزل عن أي اعتبارات أخرى، الفصائل التي ترفض إسرائيل وتقاوم الإسرائيلي وتقاوم المشروع الصهيوني وتقدم الشهداء ولها أسرى في السجون ولها موقف سياسي واضح، نحن حتى لو اختلفنا على أي ملف آخر أو على أي قضية أخرى ولو كانت بحجم المعركة في سورية، موضوع سورية ليس ملفاً عادياً، ملف كبير جداً وخطير جداً، لكن نحن معنيون، نتيجة إخلاصنا للمعركة في مواجهة المشروع الصهيوني وإخلاصنا للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، حتى لو صار تباين بالموقف مع حماس ومع فتح ومع أي فصيل فلسطيني آخر، حريصون على العلاقة مع كل الفصائل الفلسطينية وأن تبقى علاقة طبيعية وجدية وجيدة ونتعاون لاننا نحن نواجه عدواً واحداً، أما ما نختلف عليه من ملفات أخرى، نعالجها بالحوار وبالنقاش، يقبلون منا، نقبل منهم، لاحقاً أن يقول أحد للآخر كان معك حق، هذا كله نتركه للوقت. أستطيع أن أقول بالرغم من خلافنا على تقييم الموقف مما يجري في سورية وهذا أمر معروف أنه عند الإخوة في حماس وعند بقية الفصائل، نحن كنا حريصين وسنتبقى حريصين على علاقة جيدة وطبيعية. طبعاً هناك أناس عاطفيا يمكن أن لا يتحملوا هذا الموقف، سواء في سورية أو في لبنان، ويقولون إن هذا لا يجوز، كلا نحن هنا نضع الموضوع العاطفي جانباً أو ملاحظاتهم وملاحظاتنا جانبا، لأنه أحيانا يحصل ملاحظات تفصيلية، بالمبدأ هذا المسار الاستراتيجي نحن نتّبعه.

ـ سؤال: سماحة السيد نحن نشكرك على ما تفضلت فيه في كل ملفات المنطقة، دقائق جداً ضيقة وسأستغل كل ما بقي منها من ثانية واحدة حتى، أسئلة سريعة أسالها لسماحة السيد يمكن أن تخص شخصه أو العائلة أو الحزب، بشكل كامل وكجزء أو كفصيل عسكري كبير إلى حد كبير له تأثير في هذه المنطقة، أبدأ وأسأل بما يُسأل اليوم: ما الذي يمنع حزب الله إذا كان يمتلك كل هذه القوة، العتاد والسلاح بأن يشن هجوماً فعلياً على إسرائيل وبأن بفتح الجبهة، ويقول: لم يعد الحزب حزب مقاومة، اليوم سنبدأ الهجوم.
- السيد نصر الله: نحن لا ندعي أن حزب الله يستطيع أن يشن حرباً.

بمعزل عن المبدأ، نحن لا نستطيع، لا ندعي أننا نستطيع وواقعاً لا نستطيع، هل نكذب على شعبنا وعلى أنفسنا أننا نحن نستطيع أن نشن حرباً على إسرائيل وأن نشطب إسرائيل وأن نحرر فلسطين، نحن حزب الله لوحدنا! هذا غير صحيح. لم ندّع شيئاً من هذا في يوم من الأيام. نحن واقعيون، هناك قوة أمامنا، نعم، قوة حقيقية، لكن نحن نختلف مع الآخرين الذين يخضعون لهذه القوة ويستسلمون لها ولا يجدون خياراً آخر، نحن لا نوافقهم. لكن نحن لم نصل إلى حقيقة أن المقاومة في لبنان بعديدها ومقدراتها وإمكاناتها هي قادرة على أن تحرر فلسطين مثلاً من البحر إلى النهر، لا.

نعم، في موضوع الجليل الذي تحدثت عنه سابقاً، وبالمناسبة أنا تحدثت عنه بلغة "قد"، أنا ليس لدي وعد قاطع، وهذا ال"قد" قد يحصل، أنه في أي حرب مقبلة، لا سمح الله، عندما أقول حرب مقبلة يعني عدوان إسرائيلي على لبنان. نعم، في موضوع الجليل مقدور لنا، يعني للمقاومة اللبنانية، لكن أن ندخل ونصل تل أبيب ونصل إيلات، لا، لا يوجد إمكانية من هذا النوع.

ثانياً، حرب بهذا المستوى، لا يستطيع فصيل من فصائل المقاومة ان يتحمل مسؤوليته لوحده. هذا قرار كبير وعلى مستوى المنطقة يجب أن يتخذه شركاء قادرون على تحقيق الهدف من إعلان حرب من هذا النوع. نحن حتى الآن لم نتحول إلى جيش نظامي، نحن حركة مقاومة، طابعنا بالإطار العام هو طابع دفاعي. نحن نساند المقاومة في فلسطين، نعتقد أن أسلوب حرب المقاومة هو الأسلوب الأنفع والأجدى والأقل كلفة. ما زلنا نعمل على هذا الأساس ولذلك نحن لم نبادر في أي وقت من الأوقات إلى حرب كلاسيكية بهذا المستوى، وإنما فرضت علينا حروب من هذا النوع. ما نفضّله هو حروب المقاومة وليست الحروب الكبرى، ولكن إن حصلت لا نخشاها ولا نخاف منها وسنقف فيها وننتصر إن شاء الله.
ـ سؤال: سماحة السيد بعض القادة في الجيش الإسرائيلي قالوا وتحدثوا بشكل كبير عن استعداد كبير تمهيداً لحرب ثالثة محتملة على لبنان قد يدعي الإسرائيلي على خلفية هذا الاتفاق والقول بأن حزب الله بدأ الحديث عن امتلاكه لصواريخ ياخونت، ما صحة هذه المعلومات التي يتم تدوالها اليوم في الإعلام الإسرائيلي؟
- السيد نصر الله: من الجيد أن يقول ما يريد، نحن في موضوع مقدرات المقاومة لا نقول شيئاً، نحرص على الإخفاء الشديد، يعني إذا كان موجوداً يجب أن نخفي وإذا كان غير موجود يجب أن نخفي. إذا كان موجوداً يجب أن نخفي حتى نحافظ عليه وحتى نفاجأ العدو، مثلما حصل في الحرب. في حرب تموز مثلاً، البارجة ساعر خمسة في مقابل شواطئ بيروت، نحن أخفينا إمتلاكنا لهذه القدرة بحيث أن العدو الإسرائيلي لم يكن لديه معلومات أننا نملك صواريخ أرض - بحر، وما كان يحتمل وما كان يتوهم، ولذلك هو لم يكن محتاطاً بشكل كاف عندما تم ضرب البارجة. كذلك في عمليات المواجهة في الجنوب، عندما دمر عدد كبير من الدبابات في الأيام الأولى أو في المواجهات، هو فوجئ بأننا نمتلك مثلاً سلاحاً ضد الدروع المسمى "كورنيت"، هو لم يكن يعرف شيئاً عن هذا الأمر. إذاً مصلحة المقاومة، مصلحة المعركة، نحن هنا لسنا في موقع التباهي، نحن في موقع المقاومة الجدية التي إن دخلت معركة تريد أن تنتصر فيها، يعني هذا الأساس الذي يحكمنا. فإخفاء المقدرات أمر أساسي. لكن لو تحدث العدو عن مقدرات ليست موجودة لدينا، لماذا أنفي ذلك وأقول له غير موجود! فليعتقد أنه موجود وبالتالي هذا يدفعه لإجراء حسابات. يعني مثلاً إذا اعتقد أنه لدي هذا النوع من الصاروخ، هذا يعني أن حركته البحرية، سفنه في البحر ستصبح مختلفة، سيبتعد مسافة معينة، سيأخذ إجراءات احترازية. إذا كان لدي هذا الصاروخ، الحمد لله، وإذا لم يكن معي فأكون قد ربحت ثمرة وجوده حتى لو لم يكن موجوداً. لأنني لا أريد أن أنفي.

ـ سؤال: سماحة السيد عندما يطل على شاشات التفزة في خطاباته نادراً ما يكون غاضباً، في خطابك الأخير سماحة السيد كنت غاضباً إلى درجة أنك هاجمت الأمراء في المملكة العربية السعودية. شُنت حملة جراء هذا الخطاب ولماذا السيد حسن نصر الله الآن يغضب إلى هذا الحد وكم مرة غضب سماحة السيد حسن نصر الله باستثناء الخطاب الأخير؟
- السيد نصر الله: أولاً، كوني غاضباً له سبب، على الرغم أني كنت هادئاً أغلب الخطاب، في المقطع الأخير عندما وصلت إلى موضوع اليمن والهجوم على اليمن والاعتداء على اليمن وسلوك آل سعود، نعم تحدثت قليلاً بانفعال، وهذا انفعال طبيعي وليس انفعالاً متعمداً. بالنهاية أنا إنسان أدعي أن كل ما أقوله وما أفكر به وأتعاطى معه أيضاً قلبياً وعاطفياً وروحياً. سبب الغضب هو هذا التطور الأخير الخطير جداً جداً جداً، ليس فقط في الموضوع الإنساني، بموضوع كل وضع المنطقة ومستقبل المنطقة هناك أشخاص أخذوا قرار هذه الحرب وهم كانوا قادرين أن لا يذهبوا إليها. والمحزن والمؤسف أكثر، هذا العالم العربي. الحكومات العربية موقفها ليس جديداً، لكن أين أصحاب الإرادات الحرة في العالم العربي؟ أين الصحفيون؟ أين التفزيونات؟ أين الإذاعات؟ أين الكتّاب؟ أنا لم أطلب في الخطاب من أحد موقفاً، وحتى في لبنان نحن لم نطلب حتى من حلفائنا وأصدقائنا وأقرب الناس لنا موقفاً في موضوع اليمن. لكن ننتظر الناس أن تأخذ موقفها بإرادتها، هم أحرار بالموقف الذي يتخذونه. المؤسف والمحزن أنا كنت أتحدث بعد 48 ساعة وأكثر، وهناك سكوت قاتل في العالم العربي. إلى هذه الدرجة المال السعودي والإعلام السعودي "فعل فعله"، إلى هذا المستوى أصبحت الأمة مشطوبة ومختصرة ليس لها مكان. إلى هذه الدرجة العقل العربي أصبح يقبل سخافات. يعني مثلاً ذهبوا إلى الحرب. ما هي الحرب؟ نحن نريد أن ندافع عن الديموقراطية والشرعية في اليمن، وهذا سفيرهم في واشنطن عاد وكرر هذا الكلام. "ليش انتو عندكم ديموقراطية يا حبيباتي، عندكم انتخابات، ليش عندكم دساتير". تصوري أن الدولة، المملكة العربية السعودية تشن حرباً على الشعب اليمني وحتى الآن ما ثبت، طبعاً يضربون الجيش، يضربون بنية الجيش، ولكن هناك أعداد كبيرة جداً من الشهداء المدنيين والجرحى المدنيين. بلد يدمر بحجة ماذا؟ بحجة أنه يريد أن يعيد الديموقراطية أو نتيجة الديموقراطية إلى اليمن؟ أولاً اعمل عندك ديموقراطية. الطفل في العالم العربي يعرف هذا الكلام الذي أقوله. هذا يحتاج أن يدرس الانسان في الجامعة ليعرفه؟ تتحدث عن ديموقراطية، تتحدث عن حقوق الانسان. قبل أيام لم أحب أن أتحدث عن الموضوع الداخلي في السعودية. المرأة لا يحق لها أن تقود سيارة؟ لماذا؟ يقول لأن هذا حرام، هذه بدعة؟ لكن لا مشكلة إذا جلست بجانب السائق وحدها، يعني الخلوة ليست حراماً، ولكن تلك بدعة حرام. هذا نقاش فقهي. الناس يقولون لك حقوق المرأة في السعودية، أنا أريد أن أتحدث في حقوق الرجل في السعودية. إذا هناك دولة ليس لديها ديموقراطية، ولا انتخابات، ولا تداول سلطة، ولا حقوق انسان وفي هذا الأمر يوجد ملف طويل عريض، ومال الشعب السعودي ينفق في كل العالم كما يعرف كل العالم، ثم ترى العالم العربي ساكتاً على عدوان على اليمن، فأنا حقيقةً كنت متأثراً بهذا الجانب. وإلا لست قلقاً على المعركة، ولذلك قلت لا، لا يوجد خطر.

أنا أعتقد أنه يوجد بعد إنساني مؤلم جداً، ولكن أنا مقتنع أن السعودية ستلحق بها هزيمة كبيرة جداً، وستكون لهزيمتها انعكاس على أوضاعها الداخلية، وعلى العائلة المالكة، وعلى الذين ظنوا أنهم يريدون أن يصنعوا معجزات وانتصارات تاريخية وسيكون له انعكاس على كل المنطقة، هذه قناعتي، ونستطيع أن نكتب، وسنرى، والأيام قادمة.

أما أنا فقط غضبت؟ كلا أنا في كثير من الخطابات انا غاضب. طبيعة الموضوع يعني، أحياناً اتكلم بهدوء، وعندما نتكلم بموضوع المقاومة نتكلم بغضب، هذه طبيعة الخطاب، يستلزمه الخطاب.

أما رد الفعل علي، لأختم هذا الموضوع لأنه قطعنا الوقت معك وأطلنا عليكِ، أنا أطمئن الكل.

أولاً: أطمئن احبائي الذين "يزعلون"، إنه هاجموا فلان وسبّوه وشتموه، أنا اقول لهم لا "تزعلوا"، لأنهم هم يفترضون أنني أتأثر وأنني "أزعل"، كلا.

ثانياً: أقول للذين يشتمون، أنا عندما أرى مثلاً بعد الخطاب الأخير الذي ألقيته، أنا أرى كل ردود الفعل وأرسلوا لي إياها الاخوة. في لبنان، في السعودية، بعض دول الخليج، في مصر، في صحافة عربية أخرى، شتائم، شتائم.. أنا اذاً أقول ان معي الحق، لانه يشتمني، بعدها يخرج أحدهم ويقول إن لديه عقدة نفسية، أو أزمة نفسية، أنا لدي أزمة نفسية؟ أنتم لديكم أزمة نفسية. أو يقولون: مربك، خائف، قلق، مرتبك، أي أحد غيري لا يتكلم بالقاطعية التي قلتها، أن اليمن سينتصر، السعودية ستلحق بها هزيمة، أنا مقتنع بهذه الكلمات حرفاً حرفاً.

أنا لست مرتبكاً، ولا خائفاً، ولا قلقاً، ولا مأزوماً، وليس لدي أزمة نفسية، ولا شيء، ما يعني هذا؟ شتائم.

ناقشني بالمنطق يا أخي، أنا أتكلم بالحجج والمنطق، لها علاقة بالسعودية، لها علاقة بإيران، بسوريا، بالمقاومة، قل لي، فند لي الحجج، نعم هناك أمر وحيد قرأته وأحترمه، أنهم تكلموا أنني أنا والحزب لدينا ازدواجية معايير، الآن ليس هناك وقت لأشرح وأجيب على هذا الموضوع، إن شاء الله في مقابلة أخرى أو في خطبة أجيب وأقول: إنه كلا، لا يوجد ازدواجية معايير.

باستثناء هذا النقاش، كله شتائم، الشتائم لا توصل إلى مكان، هل تغير قناعتي بالشتائم؟ تخوفني عندما تشتمني؟ أنا أحمل دمي على كفي في الليل وفي النهار، وجاهز للشهادة في الليل وفي النهار، الشتائم ستغيرني؟

ولكنني سأقول لهم أكثر من ذلك، أنا أفرح لأنني أعتقد في يوم القيامة، ولدينا في الروايات موجود، أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، عند السنة والشيعة موجود، أنه في حال ظُلم أحدهم، وشتم، وتُكلم عليه بغير الحق، الله سبحانه وتعالى يزيد له ثوابه وأجره يوم القيامة بالمجان، يعني أنا أكون جالساً ويشتمني 200 شخص ويصبحون 300 أنا لا أحزن، لأنه أنا سيزيد ثوابي وأجري يوم القيامة بشكل مضاعف.

هذه معركة، من الطبيعي جداً أن نعبر نحن عن رأينا مهما كانت التبعات، هذا موقف كان لا بد أن يؤخذ، مثلما حدث في الأيام الأولى في سوريا، أياً تكن تبعاته، نحن سنأخذ هذا الموقف ونكمل فيه.

ـ سؤال: متى آخر مرة زرتَ فيها سوريا؟
- السيد نصر الله: لا أستطيع أن أقول لك، هذا الطمع لن ينجح معك، انا لست منقطعاً عن سوريا، لكن بسبب الظروف الأمنية لا نتكلم عادة متى وكيف وأين.. لكن أنا لست منقطعاً وعلى تواصل دائم إن شاء الله.

ـ سؤال: سماحة السيد القائد الأب الصديق وفي كثير من الأحيان عندما يستيقظ يقول لنفسه كلمات، عندما ينظر في المرآة، ماذا تقول عندما تستفيق صباحا كل يوم؟
- السيد نصر الله: لأنه لا نريد أن نطيل أكثر؟ لا أقول شيئاً.

ـ سؤال: ابداً؟ لا يوجد كلمة لتحكى؟ كلمة للمقاومة أو للشباب؟ ماذا يقول أول كلمة عندما يصحو؟
- السيد نصر الله: بالجواب على سؤالك حقيقةً أنا لا أقول شيء، حتى لا أمثّل وأخترع كلاماً. لكن أنا منذ أن أستيقظ إلى أن أنام حتى أنا ونائم أرى منامات، ما اؤمن به هذه القضية التي ضحت من أجلها الشعوب العربية والإسلامية بكل المنطقة، وسقط من أجلها مئات الآلاف الشهداء ويسقط جرحى ونواجه فيها مظلومية، هذه القضية أنا أعتقد بها وأؤمن بها وأعمل لها بالليل وفي النهار وحيث تطلب هذه القضية موقفاً من حزب الله ومن أي فرد من أفراد حزب الله سيكون حاضراً وجاهزاً، هذا ما نعيش من أجله في هذه الحياة.

ـ سؤال: كلمة أخيرة تحب أن توجهها للشعب السوري، ولفريق الإخبارية السورية الموجود الآن في غرفة الأخبار يتابع حضرتك وهم مسرورون جداً لإطلالتك عبر شاشة الإخبارية السورية، ولأول مرة عبر الإعلام الرسمي السوري. ما الذي تقوله لكل من هو موجود على الأرض في سوريا؟
- السيد نصر الله: لكل السوريين داخل الأرض السورية وخارجها، لأنه لدينا في لبنان بات هناك ما شاء الله عدد كبير من السوريين وخارج لبنان أيضاً بالاردن، تركيا، بالعراق.. أقول لهم: أنا أدعوكم أولاً إلى وعي حقيقة ما جرى منذ سنوات إلى اليوم وإلى فهم أهدافه، أول شيء البصيرة، أن يكون لدينا فهم وإدراك وإحاطة، أن لا نؤخذ بالشعارات، أن لا نؤخذ بالاتهامات، أن لا نؤخذ بالحرب النفسية، أن نعرف مصلحة بلدنا، ومصلحة شعبنا، وموقعنا الحقيقي هذا أولاً.

ثانياً: أنتم جرت عليكم حرب دولية واقليمية ضخمة وهذه محنة كبيرة مر بها الشعب السوري، محن أخرى عاشتها شعوب أخرى أيضاً، الشعب الفلسطيني، الشعب العراقي، الشعب اللبناني، الآن الشعب اليمني، شعوب أخرى تعاني.
المطلوب الصمود، عدم الاستسلام، عدم اليأس، الثبات، المقاومة، وأنتم قادرون على أن تنتصروا وعلى أن تتغلبوا على هذه الحرب الكبرى التي شُنت عليكم.

بلدكم، وكرامتكم، ودولتكم، ووجودكم يستحق التضحية وأنتم قدمتم تضحيات جسيمة.

أنا شخصياً اخر الخط، أنا أرى انتصاراً في سوريا، لا أرى هزيمة في سوريا، المشروع الآخر لن ينتصر في سوريا إن شاء الله. الشعب السوري وهذا الخيار في سوريا هو الذي سينتصر، المسألة هي مسألة وقت، الأوضاع الدولية والأوضاع في المنطقة وهذه واحدة منها حرب اليمن وإن شاء الله سنرى في المستقبل.

ما يجري في المنطقة سيتحول إن شاء الله إلى مصلحة شعوب هذه المنطقة، ومن جملتهم الشعب السوري والوضع في سوريا، وأدعوهم إلى الثبات، إلى الصبر، إلى الثقة بالانتصار الآتي من خلال هذه التضحية التي تبذل.

أدعوهم إلى الحوار، إلى الوحدة، إلى التماسك، إلى تجاوز الماضي، إلى معالجة الجراحات، إلى العفو في أي مكان يمكن أن نعفو عن بعضنا وأن نجمع بعضنا البعض، طبعاً أدعوهم أيضاً من باب الوفاء الأخوي والشخصي أن يقدّروا قيمة شخص موجود على رأس الدولة في هذه المرحلة اسمه السيد الرئيس بشار الأسد.

وللإخبارية السورية ولكل الإعلام في سوريا، أعزيهم بشهدائهم، أسأل الله لجرحاهم الشفاء وأقول لهم لكم دور كبير جداً لأن الحرب الاعلامية هي أقوى بكثير من الحرب العسكرية. والآن في اليمن الحرب الإعلامية أضخم بكثير من الحرب العسكرية التي تشن على اليمن.

لذلك دوركم في هذه المعركة كبير وأساسي وانتم شركاء في صنع الانجازات وستكونون شركاء في صنع الانتصار النهائي إن شاء الله. يعطيكم العافية.

2 1
2015-03-08