يتم التحميل...

خطبة ابتداء الخلق

خطب وأشعار

1 ومن خطبه له عليه السلام يذکر فيها ابتداء خلق السماء والارض، وخلق آدم، وفيها ذکر الحج وتحتوي علي حمد الله، وخلق العالم، وخلق الملائکه، واختيار الانبياء، ومبعث النبي، والقرآن، والاحکام الشرعيه (1) الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون،

عدد الزوار: 47

ومن خطبه له عليه السلام يذکر فيها ابتداء خلق السماء والارض، وخلق آدم، وفيها ذکر الحج وتحتوي علي حمد الله، وخلق العالم، وخلق الملائکه، واختيار الانبياء، ومبعث النبي، والقرآن، والاحکام الشرعيه:

(1) الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون، ولا يحصي نعماءه العادون،(2) ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدرکه بعد الهمم، (3) ولا يناله غوص الفطن، الذي ليس لصفته حد محدود، ولا نعت موجود، (4) ولا وقت معدود، ولا اجل ممدود فطر الخلائق بقدرته (5) ونشر الرياح برحمته، ووتد بالصخور ميدان ارضه (6) اول الدين معرفته، وکمال معرفته التصديق به، وکمال التصديق به توحيده، (7) وکمال توحيده الاخلاص له، وکمال الاخلاص له نفي الصفات عنه، (8) لشهاده کل صفه انها غير الموصوف، (9) وشهاده کل موصوف انه غير الصفه: فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه، (10) ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزاه، ومن جزاه فقد جهله،

 (1) ومن جهله فقد اشار اليه ومن اشار اليه فقد حده، ومن حده فقد عده، (2) ومن قال (( فيم ) ) فقد ضمنه، ومن قال (( علام ? ) ) فقد اخلي منه (3) کائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم مع کل شي ء لا بمقارنه، (4) وغير کل شي ء لا بمزايله، فاعل لا بمعني الحرکات والاله، (5) بصير اذ لا منظور اليه من خلقه، متوحد اذ لا سکن يستانس به (6) ولا يستوحش لفقده (7) خلق العالم (8) انشا الخلق انشاء، وابتداه ابتداء، بلا رويه اجالها، ولا تجربه استفادها، (9) ولا حرکه احدثها، ولا همامه نفس اضطرب فيها (10) احال الاشياء لاوقاتها، ولام بين مختلفاتها، وغرز غرائزها، والزمها اشباحها، (11) عالما بها قبل ابتدائها، محيطا بحدودها وانتهائها، (12) عارفا بقرائنها واحنائها ثم انشا سبحانه فتق الاجواء، (13) وشق الارجاء، وسکائک الهواء، فاجري فيها ماء متلاطما تياره، متراکما زخاره (14) حمله علي متن الريح العاصفه، والزعزع القاصفه (15) فامرها برده، وسلطها علي شده، وقرنها الي حده الهواء من تحتها فتيق، (16) والماء من فوقها دفيق ثم انشا سبحانه ريحا اعتقم مهبها (17) وادام مربها، واعصف مجراها، وابعد منشاها، (18) فامرها بتصفيق الماء الزخار، واثاره موج البحار، فمخضته مخض السقاء،

 (1) وعصفت به عصفها بالفضاء ترد اوله الي آخره، (2) وساجيه الي مائره، حتي عب عبابه، ورمي بالزبد رکامه، (3) فرفعه في هواء منفتق، وجو منفهق، فسوي منه سبع سموات، (4) جعل سفلاهن موجا مکفوفا، وعلياهن سقفا محفوظا، وسمکا مرفوعا، (5) بغير عمد يدعمها، ولا دسار ينظمها ثم زينها بزينه الکوا کب وضياء الثواقب، (6) واجري فيها سراجا مستطيرا وقمرا منيرا: (7) في فلک دائر، وسقف سائر، ورقيم مائر (8) خلق الملائکه (9) ثم فتق ما بين السموات العلا، فملاهن اطوارا من ملائکته، (10) منهم سجود لا يرکعون، ورکوع لا ينتصبون، وصافون لا يتزايلون، (11) ومسبحون لا يسامون، لا يغشاهم نوم العيون، (12) ولا سهو العقول، ولا فتره الابدان، ولا غفله النسيان ومنهم امناء علي وحيه، (13) والسنه الي رسله، ومختلفون بقضائه وامره، ومنهم الحفظه لعباده، (14) والسدنه لابواب جنانه ومنهم الثابته في الارضين السفلي اقدامهم، (15) والمارقه من السماء العليا اعناقهم، والخارجه من الاقطار ارکانهم، (16) والمناسبه لقوائم العرش اکتافهم ناکسه دونه ابصارهم، (17) متلفعون تحته باجنحتهم مضروبه بينهم وبين من دونهم حجب العزه، (18) واستار القدره لا يتوهمون ربهم بالتصوير،

(1) ولا يجرون عليه صفات المصنوعين، ولا يحدونه بالاماکن، (2) ولا يشيرون اليه بالنظائر (3) صفه خلق آدم عليه السلام (4) ثم جمع سبحانه من حزن الارض وسهلها، وعذبها وسبخها، (5) تربه سنها بالماء حتي خلصت، ولاطها بالبله حتي لزبت، (6) فجبل منها صوره ذات احناء ووصول، واعضاء وفصول: (7) اجمدها حتي استمسکت، واصلدها حتي صلصلت، (8) لوقت معدود، وامد معلوم، ثم نفخ فيها من روحه فمثلت (9) انسانا ذا اذهان يجيلها، وفکر يتصرف بها، وجوارح يختدمها، (10) وادوات يقلبها، ومعرفه يفرق بها بين الحق والباطل، والاذواق والمشام، (11) والالوان والاجناس، معجونا بطينه الالوان المختلفه والاشباه المؤتلفه، (12) والاضداد المتعاديه، والاخلاط المتباينه، من الحر والبرد، (13) والبله والجمود، واستادي الله سبحانه الملائکه وديعته لديهم، (14) وعهد وصيته اليهم، في الاذعان بالسجود له، والخنوع لتکرمته، (15) فقال سبحانه: ﴿اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ (16) اعترته الحميه، وغلبت عليه الشقوه وتعزز بخلقه النار، واستوهن خلق الصلصال، (17) فاعطاه الله النظره استحقاقا للسخطه، واستتماما للبليه وانجازا للعده، (18) فقال: (( انک من المنظرين الي يوم الوقت المعلوم ) )

(1) ثم اسکن سبحانه آدم دارا ارغد فيها عيشه، وآمن فيها محلته، (2) وحذره ابليس وعداوته، فاغتره عدوه نفاسه عليه بدار المقام، (3) ومرافقه الابرار، فباع اليقين بشکه، والعزيمه بوهنه، (4) واستبدل بالجذل وجلا، وبالاغترار ندما ثم بسط الله سبحانه له في توبته، (5) ولقاه کلمه رحمته، ووعده المرد الي جنته، (6) واهبطه الي دار البليه، وتناسل الذريه (7) اختيار الانبياء (8) واصطفي سبحانه من ولده انبياء اخذ علي الوحي ميثاقهم، (9) وعلي تبليغ الرساله امانتهم، لما بدل اکثر خلقه عهد الله اليهم فجهلوا حقه، (10) واتخذوا الانداد معه، واجتالتهم الشياطين عن معرفته، (11) واقتطعتهم عن عبادته، فبعث فيهم رسله، (12) وواتر اليهم انبياءه، ليستادوهم ميثاق فطرته، ويذکروهم منسي نعمته، (13) ويحتجوا عليهم بالتبليغ، ويثيروا لهم دفائن العقول، (14) ويروهم آيات المقدره: من سقف فوقهم مرفوع، ومهاد تحتهم موضوع، (15) ومعايش تحييهم، وآجال تفنيهم، واوصاب تهرمهم، واحداث تتابع عليهم، (16) ولم يخل الله سبحانه خلقه من نبي مرسل، وکتاب منزل، (17) وحجه لازمه، ومحجه قائمه: رسل لا تقصر بهم قله عددهم، (18) ولا کثره المکذبين لهم: من سابق سمي له من بعده

(1) وغابر عرفه من قبله: علي ذلک نسلت القرون، ومضت الدهور، (2) وسلفت الاباء، وخلفت الابناء مبعث النبي (3) الي ان بعث الله سبحانه محمدا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لانجاز عدته، واتمام نبوته، (4) ماخوذا علي النبيين ميثاقه، (5) مشهوره سماته، کريما ميلاده واهل الارض يومئذ ملل متفرقه،(6) واهواء منتشره، وطرائق متشتته، بين مشبه لله بخلفه، وملحد في اسمه، (7) ومشير الي غيره، فهداهم به من الضلاله، وانقذهم بمکانه من الجهاله (8) ثم اختار سبحانه لمحمد صلي الله عليه وسلم لقاءه، (9) ورضي له ما عنده، واکرمه عن دار الدنيا، ورغب به عن مقام البلوي، (10) فقبضه اليه کريما صلي الله عليه وآله، وخلف فيکم ما خلفت الانبياء في اممها، (11) اذ لم يترکوهم هملا، بغير طريق واضح، ولا علم قائم: (12) القرآن والاحکام الشرعيه (13) کتاب ربکم فيکم: مبينا حلاله وحرامه، وفرائضه وفضائله، (14) وناسخه ومنسوخه، ورخصه وعزائمه، وخاصه وعامه، (15) وعبره وامثاله ومرسله ومحدوده، ومحکمه ومتشابهه، (16) مفسرا مجمله، ومبينا غوامضه، بين ماخوذ ميثاق علمه،

(1) وموسع علي العباد في جهله، وبين مثبت في الکتاب فرضه، ومعلوم في السنه نسخه، (2) وواجب في السنه اخذه، ومرخص في الکتاب ترکه، (3) وبين واجب بوقته، وزائل في مستقبله ومباين بين محارمه، (4) من کبير اوعد عليه نيرانه، وصغير ارصد له غفرانه، (5) وبين مقبول في ادناه، موسع في اقصاه (6) ومنها في ذکر الحج (7) وفرض عليکم حج بيته الحرام، الذي جعله قبله للانام، (8) يردونه ورود الانعام، ويالهون اليه ولوه الحمام، (9) وجعله سبحانه علامه لتواضعهم لعظمته، واذعانهم لعزته، واختار من خلقه سماعا (10) اجابوا اليه دعوته وصدقوا کلمته، ووقفوا مواقف انبيائه، (11) وتشبهوا بملائکته المطيفين بعرشه يحرزون الارباح في متجر عبادته، (12) ويتبادرون عنده موعد مغفرته، جعله سبحانه وتعالي للاسلام علما، (13) وللعائذين حرما، فرض حقه، واوجب حجه، وکتب عليکم وفادته، (14) فقال سبحانه: ﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين﴾.

2011-11-12