يتم التحميل...

الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) والعناية بالمحتاجين

الهوية والسيرة

كان الإمام الحسن (عليه السلام) كأبيه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لجهة الاهتمام بالمحتاجين والفقراء... كان شديد الاهتمام بهم وكان يقوم بعمله دون علم أحد من الناس،

عدد الزوار: 179

كان الإمام الحسن (عليه السلام) كأبيه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لجهة الاهتمام بالمحتاجين والفقراء... كان شديد الاهتمام بهم وكان يقوم بعمله دون علم أحد من الناس، وكان بذلك مصداقاً للآية الشريفة: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾[1].

قيل للإمام الحسن المجتبى (عليه السلام): لأي شيء لا نراك ترد سائلاً وإن كنت على فاقة؟ فقال: إني لله سائل، وفيه راغب، وأنا أستحي أن أكون سائلاً وأرد سائلاً، وإن الله تعالى عودني عادة أن يفيض نعمه عليّ، دعوته أن أفيض نعمه على الناس، فأخشى إن قطعت العادة، أن يمنعني العادة، ثم أنشد يقول:
إذا ما أتاني سائل قلت مرحباً                     بمن فضله فرض عَلَيَّ معجل
ومن فضله فضل على كل فاضل                  وأفضل أيام الفتى حين يُسأل
[2]

ونسبت الأبيات الشعرية الآتية إلى الإمام (عليه السلام):
إن السخاء على العباد فريضة                     لله يُقْرَأ في كتاب محكم
وَعَدَ العبادَ الاسخياء جنانه                       وأعد للبخلاء نار جهنم
[3]

أما الموارد التي تشير إلى اهتمام الإمام الحسن (عليه السلام) بالفقراء والمحتاجين فكثيرة، نشير هنا إلى ثلاثة منها:

ألف ـ جاءت إحدى الإماء تحمل باقة ورد للإمام (عليه السلام). قَبل الإمام (عليه السلام) الهدية وقال: "أنت حرة لوجه الله) وقد رد الإمام (عليه السلام) الذين اعترضوا على عمله هذا وقال: "أدبنا الله فقال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَ﴾[4]، وكان أحسن منها اعتاقها"[5].

ب ـ في أحد الأيام كان الإمام (عليه السلام) يسير في بعض أذقة المدينة فسمع أحد الأشخاص يطلب من الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم لرفع مشكلاته، التفت الإمام (عليه السلام) إليه وأرسل له المبلغ على الفور[6].

ج ـ كان الإمام (عليه السلام) بعض الأحيان يحقق حاجات الأشخاص ويعلمهم في الوقت عينه بعض المسائل. قيل ان محتاجاً طلب المساعدة من الإمام (عليه السلام)، أجابه الإمام (عليه السلام) قائلاً: "إن المسألة لا تصلح إلا في عزم فادح أو فقر مدقع أو حمالة مقطعة".

فقال له السائل أن حاجته هي لواحد من هذه الأمور الثلاثة. فأعطاه الإمام مائة دينار.

ثم ان السائل عرض حاجته على الإمام الحسين (عليه السلام) فأعطاه 99 ديناراً (احتراماً للإمام الحسن (عليه السلام)) ثم ذهب وسأل عبد الله بن عمر فأعطاه سبعة دنانير.

وعندما استوضح السائل من عبد الله بن عمر عن سبب الفارق بين ما أعطاه الإمامان الحسنان وما أعطاه هو، فكان جوابه بأنه لا يمكن المقارنة بينه وبين الأئمة المعصومين (عليه السلام) الذين هم أهل البذل والعطاء[7].
 
مجلة مبلغان - أحمد زماني


[1] سورة البقرة، الآية: 274.
[2] الشبلنجي الشافعي، نور الأبصار، ص111.
[3] مناقب ابن شهرآشوب، ج2، ص156؛ ناسخ التواريخ، ص253.
[4] سورة النساء، الآية: 86 .
[5] بحار الأنوار، ج43، ص343، الحديث 15.
[6] المصدر نفسه، ص347، الحديث 20.
[7] عيون الأخبار، ج3، ص140.

2022-09-19