يتم التحميل...

 كلمة الإمام الخامنئي في لقاء بأعضاء لجنة مؤتمر الخطوة الثانية

2022

 كلمة الإمام الخامنئي في لقاء بأعضاء لجنة مؤتمر «الخطوة الثانية للثورة الإسلامية من منظور القرآن والحديث»

عدد الزوار: 12

 كلمة الإمام الخامنئي في لقاء بأعضاء لجنة مؤتمر «الخطوة الثانية للثورة الإسلامية من منظور القرآن والحديث» 2022/01/25

بسم الله الرحمن الرحيم،(1)

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

تثبيت الرّؤية المستقبليّة هي الفائدةُ المهمّة لهذا المؤتمر
العمل الذي أنجزتموه، أيها الأصدقاء، بشأن الخطوة الثانية والنظر إلى التخطيط للسنوات الأربعين الثانية من الثورة هو عمل قيم ومهمّ للغاية. أيضاً في الأساس كان هذا هو الهدف من أن نكون قادرين على رسم رؤية. فمن أهم الأشياء في الثورة الإسلامية والنظام الإسلامي رسمُ الرؤية لمعرفة أين نريد أن نذهب.

تارةً نتحدث حول الفكر والنظرية ومثل هذه الأشياء، ولدى المرء كثيرٌ ليقوله، وبحمد الله أيدينا ممتلئة، لكننا الآن وسط الميدان، ونقاشنا تعدّى نقاش النظرية والتعبير الذهني والفكري، لقد عبَرنا. نحن نتحرك الآن وسط الميدان. نحتاج إلى تحديد ما نفعله، وإلى أين نحن ذاهبون، وما هدفنا. هذه قضية مهمة. أنتم الآن تساعدون في هذا الأمر. هذا جيد جداً، أيْ من أهم فوائد هذا الاجتماع وما تفعلونه أنكم تعملون على تثبيت الرؤية، فأنتم تصوّرون وتوضّحون إلى أين نحن ذاهبون وإلى ماذا نستند.

الفوائد لترسيم رؤية ونظرة طويلة المدى
هناك نقطة أخرى يجب أخذها بالاعتبار عند النظر إلى الأعوام الأربعين الثانية، وهي: لو أتيحت لنا - طبعاً هي في الواقع فرضية غير ممكنة - الفرصة في بداية الثورة لنجلس ونرسم رؤية لخطوة أولى لأربعين عاماً، لكان وضعنا بالتأكيد أفضل من وضعنا الحالي، في الظاهر كان سيكون متقدّماً أكثر. بالطبع الإرادة الإلهية والعون الإلهي وما إلى ذلك قضايا موجودة دائماً، ولكن وفق الموازين كُنّا سنكون متقدمين عن الآن. لو كنّا نستطيع أن نفكّر... افرضوا مثلاً أننا نتوقع عدواناً عسكرياً من جارٍ سيّئ [مثلاً] صدّام - لم نكن نتوقع [ذلك]، أيْ في ذلك الوقت، وأحياناً كان بعضهم يقولون إنه قد يكون هناك هجوم أو عدوان، لكن معظم القيّمين ونحن إذْ كنا نعمل هناك في ذلك الوقت كنا نستبعد ونقول إن مثل هذا الشيء لن يحدث، ولم يخطر ذلك في بالنا إطلاقاً - أو قضية الحظر التي بدأت منذ الأيام الأولى، أو قضية محاولة الانفصال التي بدأت منذ الأيام الأولى، فلو كان يجري [التوقّع] لهذه الأمور، لكان يمكن التخطيط على أساس ذلك. ولو كان هناك تخطيط، لكانت الأعمال ستتقدم على نحو أفضل. لذا إن هذه النظرة نفسها إلى فرصة مدتها أربعون عاماً، أي النظرة إلى مستقبل الأربعين عاماً، يمكن أن تصير في الواقع قاعدة للتخطيط والمعرفة المسبقة حتى نعلم ما قد يحدث لنا. التوقعات والاستعدادات! إنها معرفة مسبقة حتى نعلم ما سيحدث، وهي أيضاً إعداد حتى نتمكن من التخطيط وإنجاز الأعمال. طبعاً يجب أن نفعل هذا اليوم، وحركتكم هذه تقدّم مساعدة كبيرة لمسؤولي الدولة ليكونوا فاعلين في هذا المجال.

معايير النّظرة إلى المستقبل وترسيم الرّؤية
طبعاً يجب أن تكون هذه النظرة علمية حتماً، ويجب أن تكون مستندة إلى المعارف الإسلامية حتماً، أي أن تكون دينية، وحتماً لا بدّ أن تكون نابعة عن حرص، أي أن تكون من أشخاص حريصين، وحتماً ينبغي أن تكون من الأشخاص الذين لديهم إيمان كامل بهدف الثورة والنظام الإسلامي. وإلّا فأنتم ترون الآن في الصحافة والكتابات وهذا القبيل أنّه في بعض الأحيان هناك أشخاصٌ يستوحون مثلاً من بعض المصادر غير الموثوقة وغير الحريصة ويعتمدون على تلك المصادر فيصوّرون المستقبل بطريقة مغايرة. لكنكم إذا عيّنتم مجموعة من الحكماء العاقلين المهتمين المؤمنين من أهل الفكر المستند إلى المبادئ الدينية لتصوير المستقبل، فسوف يصوّرون مستقبلاً مشرقاً وجيداً. سوف يفكرون في مشكلاته ويتوقعونها ويقدمون معرفة مسبقة إلى المسؤولين والقيّمين.

أشكركم جزيلاً لأنكم - أيها الإخوة الأعزاء - فكّرتم في هذا الأمر، ونشكر الله أن هناك - الحمد لله - مثل هذه الطاقات القوية في حوزة قم العلمية، وأنتم حقاً فعّالون وتعملون وتسعون. دائماً كانت أمنيتنا بشأن قم أن تكون قادرة على أداء الأعمال ذات العمق والحديثة والمتناسبة مع احتياجات اليوم، وبحمد الله، يراها الإنسان إلى حد كبير اليوم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


1- في بداية هذا اللقاء، تحدث حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد علي رضائي رناني (المنسّق العلمي لمؤتمر «الخطوة الثانية للثورة من منظور القرآن والحديث»).

2022-07-28