يتم التحميل...

المخدِّرات: أضرارها الخطيرة والوقاية منها

إضاءات إسلامية

المخدِّرات: أضرارها الخطيرة والوقاية منها

عدد الزوار: 27

المخدرات هي كلّ مادة طبيعيّة أو مستحضَرة، من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبّيّة أو (الصناعيّة الموجّهة) أن تؤدّي إلى فقدان كلّيّ أو جزئيّ للإدراك بصفة مؤقتّة. والمخدِّرات في مجملها تؤثّر على المخّ، وهذا سرّ تأثيرها والكثير منها يتسبّب في موت بعض خلايا الجزء الأماميّ لقشرة الدماغ.

وهناك مخدِّرات تسبّب اعتماداً نفسيّاً دون تعوّد عضويّ لأنسجة الجسم، أهمّها: القُنَّب (الحشيش)، التبغ، القات. وهناك مخدِّرات تسبب اعتماداً نفسيّاً وعضويّاً، أهمها: الأفيون، المورفين، الهيرويين، الكوكايين.
 
أ- أضرار المخدِّرات
إنّ الانتباه لعدم الوقوع في شرك المخدِّرات هو النجاة حقيقةً؛ وذلك لأنّ أضرارها تنتشر في جوانب الحياة المختلفة، ومنها:

1- الأضرار الاجتماعيّة والخُلُقيّة
- عدم احترام القانون، فالمخدِّرات قد تؤدّي بمتعاطيها إلى خرق مختلف القوانين المنظِّمة لحياة المجتمع في سبيل تحقيق رغباتهم الشيطانيّة، وانهيار المجتمع وضياعه بسبب ضياع أساس المجتمع، وهو الأسرة.
- تسلب من يتعاطاها القيمة الإنسانيّة الرفيعة، حيث تؤدّي به إلى تحقير النفس، فيصبح دنيئاً مهاناً لا يغار على عرضه.
- سوء المعاملة للأسرة والأقارب وغيرهم، فيسود التوتّر والشقاق، وتنتشر الخلافات بين أفرادها.
- تفشّي الجرائم الأخلاقيّة والعادات السلبيّة، فمدمن المخدِّرات لا يأبه بالانحراف إلى بؤرة الرذيلة والزنا، ومن صفاته الرئيسيّة الكذب والكسل والغشّ والإهمال.
 
2- الأضرار الاقتصاديّة
فهي تستنزف الأموال وتؤدّي إلى ضياع موارد الأسرة بما يهددها بالفقر والإفلاس، وتضرّ بمصالح الفرد ووطنه.
 
3- الأضرار الصحّيّة
للمخدِّرات الكثير من الأضرار الصحّيّة، نذكر منها:

- التأثير على الجهاز التنفسيّ، حيث يصاب المتعاطي بالنزلات الشُعَبيّة والرئويّة، وكذلك بالدرن الرئويّ وانتفاخ الرئة والسرطان الشُعَبي.
- فقدان الشهيّة وسوء الهضم.
- الأمراض النفسيّة، كالقلق والاكتئاب النفسيّ المزمن...
 
ب- الحكم الشرعيّ للمخدِّرات
أجمع علماء المسلمين من جميع المذاهب على تحريم المخدِّرات، حيث تؤدّي إلى الأضرار في دين المرء وعقله وطبعه، حتّى جعلت خلقاً كثيراً بلا عقل، وأورثت متعاطيها دناءة النفس والمهانة، وقد عقد الشيخ الكلينيّ باباً خاصّاً حول تحريم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكلّ مسكر: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ"[1]، والخمر هو كلّ ما خامر العقل أو غطّاه أو ستره، بصرف النظر عن مظهر المسكر أو صورته، والمخدِّرات كلّها مسكرة، وهي حرام، وقد قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم: "ما أسكر كثيره، فقليله حرام"[2].
 
ج- الوقاية من المخدِّرات
للوقاية من المخدِّرات العديد من البرامج والوسائل، منها:

1- الرقابة الذاتيّة والخوف من الله.
عَنِ الإمام الصَّادِقِ عليه السلام أنّه قال: "يَا إِسْحَاقُ، خَفِ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ كُنْتَ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، فَإِنْ كُنْتَ تَرَى أَنَّهُ لَا يَرَاكَ فَقَدْ كَفَرْتَ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ يَرَاكَ ثُمَّ اسْتَتَرْتَ عَنِ الْمَخْلُوقِينَ بِالْمَعَاصِي وَبَرَزْتَ لَهُ بِهَا فَقَدْ جَعَلْتَهُ فِي حَدِّ أَهْوَنِ النَّاظِرِينَ إِلَيْك"[3].
2- بثّ روح الثقافة الإسلاميّة والإيمانيّة.
3- تنويع البرامج الدينيّة والثقافيّة وتطويرها.
4- التنشيط الاجتماعيّ والتواصل مع شرائح المجتمع كافّة.

 
 الإنسان والمجتمع، دار المعارف الإسلامية الثقافية


[1] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج6، ص406.
[2] المصدر نفسه.
[3] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج67، ص386.

2022-06-22