يتم التحميل...

كلمة السيد حسن نصر الله في الذكرى الثلاثين لتأسيس قناة ‏المنار

2021

كلمة السيد حسن نصر الله في الذكرى الثلاثين لتأسيس قناة ‏المنار

عدد الزوار: 11

كلمة السيد حسن نصر الله في الذكرى الثلاثين لتأسيس قناة ‏المنار 8-6-2021

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين ‏والصلاة والسلام ‏على سيدنا ‏ونبينا خاتم النبيين وسيد المرسلين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله ‏الطيبين ‏الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين ‏وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. ‏
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته. ‏

قبل أن أدخل إلى المناسبة الطيبة والعطرة، الذكرى الثلاثين لتأسيس قناة المنار، أَود في البداية أن ‏أتوجه بالشكر إلى كل المحبين، إلى كل الإخوة والأخوات، إلى كل العائلات، إلى كل الذين تأثروا بعد ‏خطابي في 25 آيار، في الذكرى السنوية في عيد المقاومة والتحرير، تأثروا لوضعي الصحي ، ‏الإنسان في النهاية إنسان يتعب ويمرض والسن والأحداث والظروف، وعبّروا عن ألمهم أو تأثرهم أو ‏حزنهم، في الحقيقة هم عبّروا عن محبتهم وأنا أعتز وأفتخر بهذه المحبة، ودعوا ونذروا وتصدقوا ‏وذبحوا، ووزعوا الخبز والملح، وكتبوا وبعضهم أيضاً نظم القصائد على شبكات التواصل الإجتماعي، ‏واتصلوا للإطمئنان، ويوجد أناس بعثوا وصفات ويوجد أناس بعثوا العسل، على كل حال هي رب ‏ضارة نافعة، يعني ربحنا دعواتكم وهذا التعبير الصادق عن المحبة، أنا أعتز بهذه المحبة وأشكر ‏الجميع وأُطمأنهم أيضاً، يوجد أناس أَماتنا ويوجد أناس أَماتنا بالكورونا ويوجد أناس بدأوا يفتشون ‏عن خليفة، على كلٍ الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى، أنا إن شاء الله معكم وبينكم وسوف نُواصل هذا ‏الطريق سوياً، وما زُلت أقول: أنني ما زُلت أحلم وأحمل أملاً كبيراً بأن نُصلي في القدس في المسجد ‏الأقصى سوياً إن شاء الله.‏

هذه في البداية، مقدمة، نَدخل إلى المناسبة، طبعاً أنا أدعو للجميع إن شاء الله بأن لا يُبتلى لهم ولا ‏لأحبائهم بأي مرض وأن يشمل الجميع الصحة والعافية.‏

في المناسبة، أنا قَسمت الخطاب إلى ثلاثة مقاطع، المقطع الأول عن المنار والمناسبة، المقطع الثاني ‏من بوابة المنار أدخل إلى بعض العناوين الإقليمية بإختصار، لأنه في الخطاب السابق تكلمنا مُطولاً، ‏والمقطع الثالث هو الوضع الداخلي اللبناني الذي سوف نَقف عنده قليلاً أكثر من الأوقات السابقة.‏

أولاً: في المناسبة: قبل ثلاثين عاماً كان التأسيس لهذه القناة، الآن أنا لأول مرة سوف أتي بتواريخ ‏كي يحصل مثل التوثيق بهذه المناسبة، قبل ثلاثين عاماً كان التأسيس لهذه القناة، في 4/6/ 1991م، ‏البث الأرضي، في الذكرى السنوية وفي الذكرى السنوية الثانية لرحيل إمام الأمة الإمام الخميني ‏‏(قُدس سره الشريف)، والتي كانت مضت ذكراه السنوية قبل أيام قليلة، وهذا الإمام العظيم الذي أحيا ‏الأمة، وجدد الإسلام في القرن العشرين، وقدّم ولم يَصنع فقط ثورة شعبية أو سياسية أو يُقيمنظاماً ‏سياسياً جديداً، بل قدّم بديلاً حضارياً للبشرية في هذا الزمن، وأحيا روح الثورة ضد الظلم والإستكبار ‏والطغيان وروح المقاومة ضد المحتلين والغزاة، وكانت مقاومتنا الإسلامية في لبنان أثراً من أنفاسه ‏الطاهرة والمباركة.‏

هذه القناة للتاريخ أيضاً أسسها عددٌ من تلامذة وعشاق الإمام الخميني ( قُدس سره الشريف)، وعلى ‏رأسهم سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة السيد عيسى الطباطبائي ( حفظه الله) الصادق ‏والمُخلص والوفي، ومعه مجموعة من إخوانه الأوفياء والمخلصين وبمبادرة ذاتية منهم، هذا يجب ‏أن يُسجّل ويُحفظ، وبمبادرة ذاتية منهم، وحرصاً منهم على أن يُقدموا للمقاومة دعماً نوعياً وسنداً ‏مختلفاً، فكانت المنار الصورة والصوت، التي انطلقت بخلفية الإخلاص والصدق والوفاء، واستمرت ‏صورةً وصوتاً إلى اليوم وسوف تستمر إن شاء الله.‏

في هذه المناسبة، أنا أَتقدم من سماحة السيد بكل جزيل الشكر، طبعاً لم تكن قناة المنار فقط ‏المؤسسة الوحيدة التي قام سماحة السيد عيسى الطباطبائي بتأسيسها مع مجموعة من إخوانه، ‏وقدمها على طبقٍ من فضة للمقاومة في لبنان، هناك الكثير من المؤسسات، عندما نَتحدث عن ‏مؤسسة القرض الحسن، التي تَشغل الآن بَال الكثيرين حباً من الأصدقاء وحسداً وقلقاً من آخرين ‏ومؤسسات أخرى.‏

على كلٍ، بمناسبة المنار أَشكره وأَشكر بقية الإخوة، الذين شاركوا وبذلوا جهوداً وتعبوا، وأنا أعرف ‏بالتفصيل مدى الجهد الذي تحملوه حتى قامت هذه المؤسسة وتقدمت وتطورت في تلك المرحلة.‏

كذلك يجب أن أتوجه بالشكر إلى الذين واصلوا العمل، إلى كل المدراء السابقين إلى المدير العام ‏الحالي، إلى كل الإخوة والأخوات الذين تحملوا المسؤولية في مختلف مواقع المسؤولية في قناة ‏المنار منذ اليوم الأ\ول حتى هذا اليوم، وأنا دائماً أقول: ليس فقط بمناسبة المنار، في كل لقاءاتي مع ‏مؤسساتنا ووحداتنا وتشكيلاتنا، أقول أن ما وصلنا إليه في أي مسار من المسارات، من إنتصارات ‏ومن نتائج ومن إيجابيات هو أولاً بفضل الله سبحانه وتعالى وبِعونه وتوفيقه، وهو أيضاً نتيجة تراكم ‏الجهود منذ البداية، هو ليس حصيلة جهود المسؤولين الحاليين فقط وجهودهم مباركة، هو دائماً ‏نتيجة تراكم الجهود والجهاد والتعب والسهر ودماء الشهداء والقلق والخوف والأيام الصعبة يُعطي ‏هذا الناتج، الشكر لكم جميعاً.‏

هذه القناة أُسست على التقوى من أول يوم، هذه القناة أُسست من أول يوم لِتكون صوتاً وصورةً ‏للمقاومة، المقاومة التي ستصنع التحرير في عام 2000، ولِتكون خلال التسعينات قناة المنار قناة ‏المقاومة، ولِتُصبح من عام 2000 ولاحقاً قناة المقاومة والتحرير، هذه القناة أُسست من أول يوم ‏لِتكون صاحبة قضية ورسالة، هي ليست قناةً تلفزيونية تَبتغي الربح وتَبحث عن المكاسب المالية، ‏وعن البرامج التي تَستدعي الكثير من أموال الإعلانات، ليست قناةً تَبحث عن الإثارة ولا عن ‏المنافسة، لِتحجز المكان الاول أو في الأماكن الأولى بين القنوات، هذه القناة هي قناة قضية وقناة ‏رسالة، تُقدم التضحيات وتَدفع الأثمان، وتسهر وتَتعرض حتى لِمخاطر الدمار والقتل والشهادة، كما ‏حصل بالفعل، وكما كاد أن يحصل بشكلٍ خطيرٍ في حرب تموز، هذه قناةٌ لا تَميل مع كل ريح، ولا ‏تنعق مع كل نَاعق، لا تُبدل ثوبها، ولا تُغير جلدها، ولا تَنقل البارودة أو البندقية من كتفٍ إلى كتف، ‏ليست قناةً للإيجار لا لتلك الدولة ولا ذاك النظام وهذا المُتمول، هذه قناة المجاهدين المقاومين ‏المُضحين، قناة عوائل الشهداء قناة الجرحى قناة الأسرى الذين عانوا وتألموا في السجون، هذه قناة ‏دموع المُتألمين في أيام التضحيات، وإبتسامة المنتصرين في زمن الإنتصارات، لذلك هذه قناةٌ ‏ماهيتها وطبيعتها وحقيقتها مختلفة، وظيفتها مختلفة، وأنا ومن خلال كل المواكبة، خلال السنوات ‏كلها، أَشهد بأن هذه القناة كانت بمستوى قضيتها وبمستوى رسالتها وبمستوى الوظيفة الموكلة ‏إليها، بالرغم من ضعف الإمكانات والعدة والعتاد والعديد في هذا المجال إذا ما قيست بما يتوفر ‏لقنوات مشابهة.‏

كان مطلوباً من قناة المنار أن تَخوض معركة الإعلام لترويج وتأييد فكرة المقاومة، لإستنهاض الأمة، ‏للدفاع عن هذا الخيار بالصوت والصورة، اليوم الحمد الله توجد قنوات كثيرة، كثيرة نسبةً لما كُنا ‏عليه في الماضي، تَحمل فكر المقاومة وثقافة المقاومة، لكن في ذلك الوقت في التسعينات نادراً ما ‏كُنا نجد قناةً أو تلفزيوناً أو إذاعةً، إذا دخلنا إلى الإذاعات، يَحمل هذا الفكر وهذه الثقافة، ويحمل ‏مسؤولية هذه القضية، في مقابل المئات من الفضائيات والإذاعات التي كانت تُروج للمنحى الآخر، ‏للإستسلام لِما يُسمونه بالسلام، الذي هو في الحقيقة هزيمة وفشل وترويج ثقافة العجز، وأن نَقبل ‏بما يُعرض علينا وما شاكل...‏

المنار تطورت مع الوقت، هنا أدخل إلى محطات، ومنها أدخل مع كل محطة على كلمتين بالوضع ‏الإقليمي، أول تطور في حركة المناركان بعد عام 2000، في موضوع مواكبة التحرير، طبعاً المنار ‏واكبت تلك الأيام العظيمة إلى جانب إذاعة النور، وتمكّن إعلام المقاومة من أن يُدخل هذا الإنتصار ‏الحقيقي إلى كل عقل وعين وقلب وأُذن ووجدان، إلى كل بيت، إلى كل عائلة، وهذا كان في كل ‏الأحوال توفيقاً كبيراً من الله سبحانه وتعالى، خلال تلك المرحلة، يعني هذه المحطة الأولى إلى عام ‏‏2000، قَدمت المنار شهداء، من الواجب أن أتبرك أنا بذكر أسماء هؤلاء الشهداء لتلك المحطة في ‏تلك المرحلة:‏
‏-‏ الشهيد باقر حيدر أحمد
‏-‏ الشهيد بهجت دكروب
‏-‏ ‏ الشهيد ربيع يحيى فحص
‏-‏ ‏ الشهيد علي عباس الموسوي
‏-‏ ‏ الشهيد عباس علي كرنيب

قبل ال 2000 وال2001 قدمت المنار هؤلاء الشهداء أثناء أداء مهامهم الجهادية والإعلامية.‏

إلى من النتائج المباشرة لإنتصار المقاومة في العام 2000: كان التفاعل الكبير في فلسطين، ونحن ‏أهدينا الإنتصار إلى الشعب الفلسطيني، وبعد أشهر قليلة كانت كانت إنتقاضة الأقصى المباركة، في ‏تلك الأيام كانت لا تزال المنار في البث الأرضي، اتصل بي المدير العام في ذلك الوقت وقال لي أنه: ‏الإنتفاضة في فلسطين مظلومة وغريبة، ولا توجد التغطية الإعلامية الكافية في وسائل الإعلام ‏العربية، هل يمكن أن تأذنوا لنا مثلاً بأن ننتقل إلى البث الفضائي؟ أنا قُلت: وهل تَستطيعون؟ يعني ‏هل لديكم الإمكانية بأن تَطلعوا إلى الفضاء وأن تُغطوا؟ قال: نعم، بعون الله عز وجل بالإمكانات ‏الموجودة، هي أصلاً هذه هي طريقة حزب الله، هو أصلاً هكذا بدأت المنار، بالإمكانات الموجودة ‏بالإمكانات المتواضعة، ولكن بالإيمان الكبير وبالإرادة الصلبة وبصدق النية وإخلاص النية الله ‏سبحانه وتعالى يُوفق ويُبارك، وكان بداية البث الفضائي في 28/9/ 2000، يعني الحافز الأساسي ‏الذي نَقل المنار إلى البث الفضائي كانت إنتفاضة الأقصى في فلسطين، وهذا يُؤكد أن المنار هي قناة ‏القضية قناة الرسالة قناة المقاومة، بعد البث الفضائي والتغطية لفلسطين والإنتفاضة في فلسطين ‏أصبح عنوان المنار: قناة فلسطين، قناة القضية الفلسطينية، قناة العرب والمسلمين، وكانت تغطيتها ‏الكبيرة لما يجري في فلسطين، بعض زواري في تلك الأيام كان يُمازحني، قال: يوجد في لبنان عدد ‏من القنوات التلفزيونية، وبدأ يَعد القنوات التلفزيونية اللبنانية مع إحترامنا للجميع، لم يَذكر قناة ‏المنار، قلت له: طيب والمنار لماذا لم تَعمل لها حساباً، فقال لا هذه قناة فلسطينية لا دخل لها بلبنان، ‏قلت له نحن نفتخر بذلك.‏

أدّت المنار وظيفتها بشكل كبير في خدمة القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية منذ بداية البث ‏الفضائي منذ عام 2000، هنا اسمحوا لي ان ادخل بكلمتين الى الموضوع الفلسطيني، لا احتاج الى ‏اضافات بعد الكلمة المطولة في الكلمة الاخيرة في 25 ايار، لكن لا بد من اضافة الكلمات التالية، ما ‏يجري في فلسطين ايها الاخوة والاخوات وفي القدس خصوصاً وعند المسجد الاقصى المبارك على ‏وجه التحديد، وهنا يجب ان أؤكد عندما نتحدّث عن القدس، عندما نتحدث عن ارض فلسطين نحن ‏نتحدّث عن الارض المقدّسة بالنّص القراني "الارض المقدّسة" ويجب ان لا يغيب هذا الامر عن بال ‏احد، وعندما نتحدّث عن المسجد الاقصى نتحدّث عن مسرى رسول الله (ص) ونتحدّث عن الارض ‏المباركة الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله، القدس والمسجد الاقصى وما يجري في فلسطين ‏اليوم من تفاصيل يومية يجب ان يواكب من كل الامة وليس فقط من الشعب الفلسطيني ومن كل من ‏يتحمل المسؤولية الايمانية والاسلامية والجهادية تجاه فلسطين والمقدّسات في فلسطين، لماذا؟ لاننا ‏امام عدو حاقد ومأزوم وأحمق، وعندما يكون العدو حاقداً ومأزوماً وأحمقاً قد يهرب الى الامام من ‏ازماته الداخلية، اليوم الكل يعرف حجم المآزق السياسية والاجتماعية والثقافية التي يعيشها ‏المجتمع الاسرائيلي وهذه المآزق تعبّر عن نفسها بأشكال مختلفة، منها في المأزق السياسي الدّعوة ‏الى انتخابات متكرّرة، العجز عن تشكيل حكومة، وهنا على سبيل اللطافة أحد الاخوان اليوم لفتني ‏وقال لي هل لاحظت بأن نتنياهو وترامب مثل بعض؟ قلت له كيف: قال ترامب عندما خسر في ‏الانتخابات اول امر قاله هو تزوير الانتخابات! واليوم نتنياهو يصف الحكومة التي ستُعرض على ‏الكنيست يوم الاربعاء بأنها أكبر تزوير في تاريخ اسرائيل وترامب كان يقول عن الانتخابات اكبر ‏تزوير في تاريخ الانتخابات الامريكية – يظهر انهم فوتوكوبي بينقلو عن بعض – هذه حال المهزوم ‏والمأزوم، ولذلك نتنياهو هذا قد يذهب الى اي خيارات وهو هدّد في الموضوع النووي وقد يلجأ الى ‏حماقة مجدداً في الموضوع الفلسطيني وبالتالي يضع الامة بأكملها أمام تحديات جديدة واستحقاقات ‏جديدة، اذاً هذا الامر يجب ان يُتابع! يجب التذكير بأن القدس والمسجد الأقصى مسؤولية الأمّة ‏بكاملها، هناك من يتحمل مسؤولية وهناك من يتخلّى عن المسؤولية ونحن على مقربة من ايام ‏النّكسة في حزيران 1967، يجب ان نشهد ايضاً بأنّ الفلسطينيين من اهل القدس، وان الفلسطينيين ‏من اهل الضّفة الغربية، وان الفلسطينيين من اهل اراضي 48، حفظوا المسجد الاقصى وحفظوا ‏القدس طوال كل العقود الماضية بحضورهم وبقائهم وصمودهم وصبرهم وقبضاتهم العزلاء ‏واجسادهم وصدورهم وصرخاتهم وحتى اليوم ما زالوا يفعلون ذلك، ودخلت غزّة وأهلها ومقاومتها ‏على الخط في معركة "سيف القدس"، الفلسطينيون من الواضح انهم في غزّة وفي القدس وفي ‏الضّفة وفي الداخل في 48 مصمّمون على حماية القدس وعلى حماية المقدّسات، يبقى على الامّة ان ‏تتحمّل هذه المسؤولية مع الشعب الفلسطيني الى جانب الشعب الفلسطيني الى جانب الشعب ‏الفلسطيني خلف الشعب الفلسطيني، ما عرضته في الخطاب الاخير عن مسؤولية الأمّة والمعادلة ‏الاقليمية، نحن نعمل بجدّ للوصول الى معادلة من هذا النوع وعلى تواصل مع الجميع واول الغيث ‏جاء من يمن الايمان ومن يمن الحكمة ومن اليمن المبارك، عندما اعلن سماحة القائد السيد عبد ‏الملك الحوثي في اخر خطاب له انه وان حركته والمقاومين والمجاهدين معه وشعبه هم حاضرون ‏ليكونوا جزءاً من هذه المعادلة الاقليمية لحماية القدس والمقدّسات، وان اعرف قبل ان يُعلنَ ذلك انّهم ‏جاهزون ليكونوا جزءاً من هذه المعادلة، وما عبّرت عنه المظاهرات اليمنية والبيانات الختامية في ‏يوم الصّرخة، نحن على تواصل وعلى نقاش مع كل من يمكن ان يكون جزءاً من هذه المعادلة التي ‏يجب ان نصنعها والتي تستطيع بحق ان تحمي القدس وان تحمي المقدّسات ان شاء الله.‏

نعود الى المنار.‏
هذا في المحطّة الفلسطينية، وما زالت المنار تواصل هذه المسؤولية والتغطية الاخيرة في معركة ‏سيف القدس كانت تغطية كبيرة وشاملة ومشكورة. نعود الى المنار بعد عام 2000 في 2006 كان ‏العدوان الامريكي – الاسرائيلي على لبنان، وكان القرار امريكي والتنفيذ اسرائيلي وكل الوثائق ‏والدراسات لاحقاً اكّدت هذا المعنى، لأنّ الامريكيين في زمن بوش وكوندوليزا رايس كانوا يعملون ‏من أجل مشروع قيام مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي كان لبنان جزءاً منه، في تلك الحرب ‏صمدت المنار مع المقاومة ومع شعب المقاومة ومع كل الصّامدين في لبنان ودفعت ثمناً كبيراً، بعد ‏أيام قليلة من بدء الحرب في 16 تمّوز 2006 دُمّر المبنى الرئيسي للمنار ونجى عدد كبير من ‏العاملين في اخر لحظة، وقبل قصف المنار كنت انا على اتصال مع الاخ المعني بدقائق قليلة، كان ‏يسألني بأنا كنا متّفقين بأن يبقى عدد قليل وان تبقوا على مواكبة مستمرّة، من توفيق الله عزّ وجل ‏انه في ذلك الاتصال – طبعاً الوضع اشتد وازدادت الخطورة – فاتفقنا على ان يقوموا بالاخلاء سريعاً ‏وبعد دقائق قليلة قُصف المبنى وانا اعتبر تلك اللحظة من لحظات حرب تمّوز كانت توفيقاً الهياً ولطفاً ‏الهياً ورحمةً الهية وبعضاً من اللّطف الالهي بنا في تلك الحرب، ونجى العاملون في القناة وانتقلوا ‏للبث من موقع اخر واستمروا في البث حتى اخر لحظة رغم انه كانوا يحضرون في مكان يمكن ان ‏يُكشف، يمكن ان يُقصف، لأنه لم تكن هناك خطوط حمراء لدى العدوّ ولكن كانوا يحضرون بشجاعة، ‏وانا اشبّه حضورهم بحضور المقاتلين في جبهات القتال، حضروا بروح استشهادية، بشجاعة عالية، ‏وكانوا يطلّون على الشاشة اخوة واخوات وانا لا انسى صورهم ولا ابتسامتهم ولا شجاعتهم ولا رنّة ‏صوتهم القوية، في هذه المناسبة ايضاً يجب ان نستحضر – عادةً قليلا ما نتكلم عن الاحياء – ولكن ‏نستذكر الذين رحلوا عنّا، صورة المرحوم الرّاحل الحاج علي المسمار وابتسامته طوال ايام حرب ‏تمّوز وابتسامة بقية الاخوة والاخوات الذين كانوا يطلّون على الشاشة في تلك الايام الصّعبة.‏

شاركت المنار في مواجهة حرب تمّوز، وشاركت ايضاً في تداعيات الحرب لانّ بعد الحرب كان هناك ‏تداعيات على البلد وتحدّيات اجتماعية وانسانية وسياسية وثقافية واعلامية والكثير من الكلام الفارغ ‏والسّخيف والتافه، بل نحن بعد حرب تمّوز المنار ومعها وسائل اعلام المقاومة وحزب الله كله ‏وحلفائه كانوا امام تحدّي غريب انه عادةً عندما ينتصر الانسان يعتزّ بانتصاره، في انتصار تمّوز ‏العدوّ يعترف بالهزيمة، العدوّ يعنرف بالفشل، العدوّ شكّل لجنة فينوغراد للتحقيق التي استمرّت عدّة ‏اشهر واصدرت نتائج عن الفشل والهزيمة والارباك والخلل في المستوى السياسي والمستوى ‏العسكري والمستوى الميداني، وشُكّلت لجان كثيرة متخصّصة داخل الجيش الاسرائيلي لأخذ العبَر ‏ودرس الاخطاء والثّغرات التقنية والفنّية، العدوّ يعترف بهزيمته وفشله وفي لبنان من يقول بأنّ ‏العدوّ انتصر! هذه مقاربة نادرة في التاريخ البشري، لكن لبنان هو هكذا فيه كثير من الاستثناءات ‏وكثير من النوادر لا شبيه لها ولا نظير في التاريخ البشري، على كلٍ شاركت في تداعيات الحرب ‏وتجاوزناها.‏

المحطّة التالية، سأنتقل للمحطّة التالية وان كانت المحطّة الثالثة لانها مشتركة واطول اتركها ثالثاً، ‏مع بدء العدوان الامريكي السعودي على اليمن؟، هنا ايضاً جاءت المنار للتحمّل مسؤولية فريدة في ‏تلك المرحلة، في الوقت الذي صمتت وسكتت فيه اغلبية وسائل الاعلام في العالم العربي صمتَ ‏القبور، كان على المنار التي تُبث فضائياً حتى ذلك الوقت ولو على العرب سات والنيل سات، وقد ‏دفعنا ثمنا في الموضوع الفلسطيني اظن في عام 2004 عندما وجد الاسرائيلي ان المنار هي الصّوت ‏القوي والمحرّك وكان لها حضور كبير في فلسطين والعالم العربي لانها مستندة الى انجاز كبير ‏وانتصار المقاومة عام 2000 والى مصداقيتها والى اخلاقيتها والى واقعيتها والى صدقيتها، فكان ‏هناك عمل على محاصرتها واسقاطتها وخرجوا لنا بتهمة معاداة السامية وحجبوها عن القمر ‏الصناعي هوت بيرد عام 2004 وبقيت المنار على العرب سات والنايل سات فكان الثمن هو اسقاط ‏المنار عن العرب سات ولاحقاً بعد اشهر قليلة عن النايل سات، والسبب ايها الاخوة والاخوات وايها ‏المجاهدون السبب الوحيد "الموقف من اليمن" هذا حصل بالمفاوضات، حتى بعض الاصدقاء الذين ‏كانوا حريصين ان تعود المنار على العرب سات والنايل سات كانوا يفاوضونا ان اشتراط الرّجوع هو ‏عدم التكلّم عن اليمن، لا تتكلموا عن العدوان الامريكي السعودي على اليمن، ونحن رفضنا ذلك! لانه ‏لا معنى ان تعود المنار على العرب سات والنايل سات وتكون قناةً ميتة، تسكت عن المظلومية ‏التاريخية الكبرى عن سحق العظام، عن قتل الاطفال، عن المجازر التي يرتكبها هذا العدوان منذ ‏سنوات في اليمن، فدفعت المنار هذا الثمن بسبب موقفنا وبسبب موقفها ونحن نعتزّ بأنّ هذا جزء من ‏المساهمة التي قدّمها حزب الله في وقوفها الى جانب الشعب اليمني المظلوم. نحن منذ اليوم الاول ‏امنّا بمظلومية الشعب اليمني المُعتدى عليه، وايضاً آمنّا بقدرته على الصّمود رغم كل مظاهر ‏العدوان ومجازره، وامنّا بقدرته على الانتصار ويمكن ان تعودوا الى البيانات والخطابات الاولى ‏لحزب الله والاعلام الاول لقناة المنار، نحن امنّا بأنّ هذا الانتصار آتٍ لا محالة، وخلال كل السنوات ‏الماضية شهدنا ملاحم بطولية من قبل المقاتلين اليمنيين الشجعان والشرفاء، اليوم نحن امام فشل ‏ذريع وكبير للعدوان الامريكي السعودي على اليمن وهم يفتّشون عن مخرج الذي يحفظ بعض ماء ‏الوجه – هلق شو بيقدروا يحافظوا على ماء وجه ما بعرف – لكن الحقيقة نعم هم يبحثون عن ‏مخرج ويبحثون عن مكاسب، هم امنوا بأنّ الاستمرار في الحرب لن يؤدّي الى نتيجة بل الى المزيد ‏من الفشل والى المزيد من الهزائم والى المزيد من الخسائر والى المزيد من المخاطر، لان الحرب ‏اثبتت ان القوم الذين يُقاتَلون في اليمن يزدادون قوّةً ومَنعةً وحضوراً وتأثيراً في اليمن وفي الإقليم، ‏ولكن ما عجزوا كالعادة عندما يفشل مشروع الحرب يلجؤون الى الوسائل الاقتصادية والسياسية ‏والضغوط ليحققوا بالسياسة والعقوبات والضغوط والحصار ما عجزوا عن تحقيقه بالحرب العسكرية.‏

هذا ما جرى مع إيران في الماضي وما يجري حالياً، هذا ما يجري في سوريا، هذا ما يجري الآن في ‏اليمن، هذا ما يجري في لبنان، هذا ما يجري في كثير من بلدان العالم التي لم تخضع، لم تُحنِ رقبتها ‏للاستكبار الأميركي بالخصوص، ولذلك السعودية أقامت مبادرة عنوانها وقف إطلاق نار والذهاب إلى ‏التفاوض، الإخوة في اليمن قالوا وقف إطلاق النار غير كافٍ يجب معالجة الملف الإنساني يعني يجب ‏رفع الحصار. الأميركي يتبنى المبادرة السعودية، الأميركي الذي يقدم نفسه الآن أنه الساعي الدولي ‏الأول لوقف الحرب في اليمن هو يدجل على الرأي العام العالمي وعلى شعوب العالم وعلى دول ‏العالم، يمارس عملية دجل وتضليل وكذب عندما يقدم نفسه هكذا، هو أيضاً يتبنى فكرة وقف الحرب ‏ولكنه يوافق على استمرار الحصار لخدمة الأهداف السياسية، يعني تقف الحرب نذهب إلى ‏المفاوضات تحت ضغط الجوع والأوبئة والكورونا والمرض والفقر وكل الأوضاع الاقتصادية الصعبة ‏ونقص المواد الغذائية ونقص المشتقات النفطية – هذا فقط لتشاهدوا المشهد خصوصاً اللبنانيين – ‏يعني الذي نعانيه هذه الأيام يعانيه اليمنيون منذ سنوات، لنعرف حجم معاناتهم، حتى يبقى الفريق ‏اليمني الوطني الذي يفاوض تحت ضغط الجوع والألم والمرض والموت والحصار وبالتالي يقدم ‏التنازلات التي رفض أن يقدمها بسبب الحرب العسكرية، هذا هو التضليل الذي يجري الآن. قبل أيام ‏تقف وزارة الخارجية الأميركية لتحمل أنصار الله مسؤولية عدم وقف الحرب في اليمن، وأيضاً ‏المبعوث الأميركي وقبلهم المبعوث الأممي، هذا كذب، هذا تضليل، هنا صوتي وكلمتي الآن للعالم ‏العربي، للعالم الإسلامي، لشعوب عالمنا، للعالم، أولاً يجب أن تفهموا الحقيقة وتتفهموا موقف هؤلاء ‏المظلومين وتؤازروهم أيضاً ولا ينطلي على أحد هذا الخداع والقول أن القوم يريدون مواصلة الحرب ‏ولا يريدون لا الصلح ولا السلام ولا حقن الدماء، هذا اتهام باطل وليس له أي أساس من الصحة. ‏

المحطة قبل الأخيرة – مع المنار – لأن المحطة الأخيرة ندخل على الوضع الداخلي، المحطة قبل ‏الأخيرة بدأت من عام 2011 مع بدء الأحداث في سوريا لاحقاً بعد سنوات قليلة في العراق وسيطرة ‏داعش على عدد من المحافظات العراقية وخاضت سوريا والعراق وعلى الحدود اللبنانية مع ‏الجماعات التكفيرية وكل محور المقاومة في الحقيقة معركة كبرى مع المشروع الأميركي الجديد ‏الذي كان يلبس لبوس الإسلام وثوب الإسلام ويرفع راية إسلامية ويقدم وجوهاً إسلامية وأسماءً ‏إسلامية وعناوين إسلامية، وهنا كانت صعوبة هذه المعركة، هذه المعركة هي من مصاديق الفتنة ‏نعم، لأن الفتنة يختلط فيها الحق والباطل، كان علينا ونحن ندخل هذه المعركة أن نبين الخيط الأبيض ‏من الخيط الأسود من هذه الحادثة ومن هذه المحنة وكان على المنار ووسائل إعلامنا ووسائل إعلام ‏المقاومة أن توضح بشكل كبير ومستدل وجوه الحق ووجوه الباطل ليكون الناس مع الحق فلا ينصر ‏الباطل ولا يخذل الحق كما يحصل عادة في مواجهة الفتن، وقامت المنار أيضاً بمسؤوليتها وقدمت ‏أيضاً هنا الشهداء، من جديد في هذه المحطة قدمت الشهداء، الشهداء الذين أيضاً نتبرك بذكر ‏أسمائهم في هذه المحطة، الشهيد حليم علي علاو، الشهيد حمزة شحادة الحاج حسن، الشهيد حسن ‏حسين عبد الله، الشهيد محمد منتش. وتحملت المسؤولية وواصلت وكانت أيضاً في هذه المحطة ‏شريكةً في الانتصار. في التحرير الثاني للبنان في جرودنا الشمالية، في حدودنا مع سوريا في منطقة ‏البقاع والانتصار في العراق على داعش والانتصار في سوريا على كل هذه الجماعات التي كانت ‏تخدم هذا المشروع الأميركي في الحقيقة والذي تكرس هذا الانتصار سياسياً في الأيام الأخيرة من ‏خلال الانتخابات الرئاسية في سوريا وهذا الحضور الشعبي والجماهيري الكبير داخل وخارج سوريا ‏والذي عبر في الحقيقة عن المعنى السياسي للانتصار العسكري خلال كل السنوات الماضية. ‏

المحطة الأخيرة، ندخل إلى الوضع الداخلي، منذ بداية التأسيس أيضاً واكبت المنار كل الملفات ‏الداخلية طبعاً ضمن حدود السياسة المقررة، كانت حريصة في الشأن الداخلي كما في كل شأن على ‏الاتزان، على الصدق، على الواقعية، عدم إثارة الفتن، حفظ الحرمات - لأن هناك أناس ليس عندها ‏حدود، لا حدود للكرامات الشخصية ولا لكرامات الأقوام أو الجماعات أو المناطق أو الطوائف أو ‏القوى أو ما شاكل من أجل الإثارة الإعلامية ومن أجل السبق الصحفي، ليس هناك مشكلة، ليس ‏هناك حدود لحرمات ولا لكرامات ولا لمحرمات – المنار ملتزمة إلتزاماً مطلقاً بهذه الحدود وأيضاً في ‏خدمة القضية. ‏

في الداخل من معركة الحرب على الفساد إلى معركة السيادة إلى معركة مواجهة الحرمان إلى حمل ‏قضايا الناس وهموم الناس وأيضاً المعارك السياسية والأحداث الداخلية التي هزت لبنان وكادت أن ‏تلقي به في الهاوية ابتداءً من الأحداث الكبرى التي حصلت عام 2000 وبدأت باستشهاد الرئيس ‏الشهيد رفيق الحريري ومن معه، وما زالت المنار تواصل هذه المسؤولية إلى اليوم، والآن هي ‏بنقلها لبقية الخطاب نكون نحمل جزءا من المسؤولية الداخلية. ‏

في القضايا الداخلية أيها الإخوة والأخوات اسمحوا لي أن أتحدث في المتبقي من الوقت بالعناوين ‏التالية: ‏
العنوان الأول، الانتخابات النيابية، بهذا العنوان توجد مسألتان، المسألة الأولى، منذ أسابيع هناك من ‏يكتب ومن يتحدث ومن يحاور ويتحدث عن مخاطر تأجيل أو احتمال تأجيل اجراء الانتخابات النيابية ‏في موعدها ويتحدث عن احتمال التمديد للمجلس النيابي الحالي ووجدت أن بعض الدول الأوروبية ‏تتحدث عن هذه المخاوف أيضاً بشكل علني، طبعاً عندما يقال عن احتمال من هذا النوع إنما توجه ‏ضمناً التهمة لمن يعتبر الآن الأغلبية النيابية الحالية، أنا أريد أن أعلق باختصار على هذه النقطة ‏وأقول بالنسبة لنا بالحد الأدنى حزب الله، نحن لم يخطر ببالنا هذا الأمر، يعني تأجيل الانتخابات ‏النيابية عن موعدها، لم يخطر ببالنا أصلاً حتى نفكر فيه، لم نناقش هذا الأمر مع أحد من حلفائنا ولم ‏يناقشنا أحد من حلفائنا ولم يذكر أحد شيئاً من هذا. لذلك هذه المخاوف أعتقد إذا كانت مبنية على أنه ‏سيكون هناك قرار عند القوى السياسية التي تشكل أغلبية حالية في المجلس النيابي أنها قد تؤجل ‏الانتخابات للحفاظ على أغلبيتها فأنا أقول هذا الأمر لم يخطر في البال ولم نفكر به ولم نبحث به مع ‏أحد ويجب أن تجري الانتخابات النيابية في موعدها أياً تكن الظروف، هذا موقفنا الحاسم. ‏

المسألة الثانية موضوع الانتخابات النيابية المبكرة، الانتخابات النيابية المبكرة، تتذكروا في تشرين ‏لما حصلت المظاهرات وأنا خطبت بعدها بيومين أو ثلاثة بأربعين الإمام الحسين عليه السلام في ‏بعلبك وقلت مما قلت نحن ضد الانتخابات النيابية المبكرة واليوم نحن ضد الانتخابات النيابية المبكرة ‏وبصراحة نحن نعتبر أن اللجوء إلى الانتخابات النيابية المبكرة أولاً هو مضيعة للوقت لأن ماذا ‏سيتغير في المشهد السياسي، وثانياً هو إلهاء للناس عن الاستحقاقات التي تشغلهم ليل نهار، القوى ‏السياسية بدل أن تتحدث عن إجراء انتخابات نيابية مبكرة فلتتفضل وتشكل حكومة، الذين يقررون ‏مقاطعة الحكومة وعدم المشاركة فيها بدل أن يتحدثوا عن انتخابات نيابية مبكرة فليتفضلوا ويتحملوا ‏المسؤولية ويشاركوا في الحكومة. الانتخابات النيابية المبكرة مهما كان سببها أو خلفيتها عند هذه ‏القوى السياسية أو تلك هي في النتيجة ملهاة – إلهاء الناس – يعني لنتفق افترض أننا اتفقنا على ‏انتخابات نيابية مبكرة سيتحدد الموعد أقل شيء بعد ثلاثة أشهر يعني سنذهب إلى انتخابات وبعد ‏الانتخابات انتخاب رئيس مجلس، مكتب مجلس، استشارات نيابية، رئيس مكلف جديد عدنا على ‏نفس الدوامة، السنة هذه كلها ستضيع بالانتخابات النيابية المبكرة، هذا ليس بحل، هذا ملهاة. ‏وثالثاً، هي لن تغير من الواقع السياسي شيئاً جوهرياً وأنا أشعر أن أغلب لا أقول كل ولكن أغلب ‏الذين يدعون إلى انتخابات نيابية مبكرة حساباتهم حزبية، فئوية، حسابات أنه إذا أجرينا انتخابات ‏الآن أنا أزيد نائبا أو نائبين والجهة الفلانية يمكن أن تنقص نائبا أو نائبين أو أكثر، هذه هي ‏الحسبة، حسبة ليس لها علاقة بوطن ولا لها علاقة بشعب ولا لها علاقة بخطوات للمعالجة، وكلنا ‏نعرف ماذا ستكون نتائج الانتخابات النيابية المبكرة لو حصلت. إذاً نحن لا نوافق على انتخابات ‏نيابية مبكرة ونعتبرها هكذا. ‏

العنوان الثاني في موضوع الحكومة، نحن مع مواصلة السعي، نحن الآن يعني دولة الرئيس الأستاذ ‏نبيه بري ونحن نساعده ومعه وإلى جانبه في منتصف السعي، أتمنى أن لا يضع أحد تواريخا يعني لا ‏أحد يقول أسبوع أو عشرة أيام أو أسبوعين إلى آخره، يعني بعد سبعة أشهر وثمانية أشهر لا أحد ‏يقول أسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة، يجب عدم اليأس، يجب مواصلة العمل ويجب دائماً أن يسمع ‏المعنيون بتشكيل الحكومة أن يسمعوا صوت الناس الذي يدعو إلى تشكيل الحكومة بأسرع وقت وأن ‏يشاهدوا بألم طوابير السيارات التي تقف عند محطات الوقود، أن يشاهدوا بألم معاناة الناس الذين ‏سيفقدون ساعات من الكهرباء بسبب فقدان المازوت، أن يشاهدوا بألم وحزن وخوف فقدان بعض ‏أنواع الدواء من الصيدليات، أن يشاهدوا بقلق القلق في عيون الناس على فقدان المواد الغذائية من ‏الدكاكين والتعاونيات، المواد الغذائية الأساسية، الدواء أيضاً والتجهيزات الطبية للمستشفيات ‏وحاجات المستشفيات، أن يضعوا هذا المشهد الإنساني أولاً قبل الاعتبارات السياسية التي تفرض ‏عليهم تشدداً هنا أو تشدداً هناك في موقف هنا أو موقف هناك، ولذلك يجب جميعاً أن نواصل العمل ‏وأن لا نيأس لنصل إلى نتيجة. ‏

العنوان الثالث والأخير، في الوضع الحياتي والمعيشي، في الأزمة التي نعيشها الآن بطبيعة الحال ‏هي نتاج كما كنا نتحدث سابقاً ثلاثين سنة، أربعين سنة، البعض يقول ثلاثين سنة يمكن أكثر، من ‏الحرب الأهلية في لبنان إلى اليوم، كل هذا تراكم، في خطب سابقة تحدثنا عن توزيع المسؤوليات ‏وتحديد المسؤوليات، لا أعيد سأتحدث عن النتيجة الآن، إذاً نتيجة تراكم ومجموعة من الأسباب ‏وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، طبعاً بين هلالين، أولئك الذين لم يعترفوا بهزيمة إسرائيل سبحان الله ‏هم ذاتهم، الذين لم يعترفوا بهزيمة إسرائيل وانتصار المقاومة عام 2006 غير قادرين أن يروا فيما ‏وصل إليه لبنان من أزمات إلا سبب واحد هو حزب الله، هذا ما يقوله الأميركي، هذا ما يقوله ‏الإسرائيلي، وهذا كل يوم بالإعلام الإسرائيلي يقولون أنهم يراهنون عليه، ويتجاهلون كل الأسباب ‏‏الحقيقية الأخرى، في كل الاحوال تراكم الازمات نعم أوصل البلد الى ‏أزمة مالية وأزمة سيولة وأزمة ‏وجود مال لدى الدولة وأزمة إقتصاديّة ‏وأزمة معيشية وأزمة فقر وبطالة وإنعدام أو قلة فرص العمل ‏وما شاكل، ‏لكن إذا نظرنا إلى الوضع المباشر فيما نحن فيه الان، نحن، أمام أزمة ‏كبيرة، يوجد ‏أسباب إضافية للمعاناة التي نعيشها نحن، هناك أيضاً ‏أسباب أخرى موجودة يمكن معالجتها، يمكن ‏أن نعمل عليها، لكن هي ‏بحاجة الى قرار. واحد، الاداء الرسمي الضعيف، في إنتظار تشكيل ‏‏الحكومة، الاداء الرسمي الحالي هو أداء ضعيف، في كل الملفات، يعني ‏بدل أن ننتظر أياما لكي ‏نؤمن مالاً للفيول لكي لا تخاف الناس وأن لا ‏يعيش كل البلد على مخاوف العتمة، كان يمكن ‏المسارعة إلى ذلك، في ‏الوزارات المختلفة، الاداء الرسمي، البعض يقول لك، لا نستطيع أن ‏نجمع ‏الحكومة، وتصريف أعمال، لكن يجب أن تتحمل الحكومة ‏والوزراء والوزارات والمدراء. تشعر اليوم ‏أن هناك الكثير من المدراء ‏والكثير من الموظفين في الدولة كأنهم مستقيلون من وظائفهم، الاداء ‏‏الرسمي ضعيف، هذا قابل للعلاج، بحاجة إلى همة وتحمل مسؤولية ‏وحضور، وخصوصا أن أزمة ‏تشكيل الحكومة طالت، وقد تطول، نحن ‏لا نعرف شيئاً، نحن نبذل جهداً الى جانب دولة الرئيس ‏الأستاذ نبيه بري ‏ولكن لا نعرف إلى أين نصل، الأمر الثاني الذي أريد ان أسلط عليه ‏الضوء اليوم، ‏تكلمت عنه سابقاً ولكن أريد ان أسلط الضوء عليه، هو ‏إحتكار المحتكرين، بعض الوزرات التي تتابع ‏الملفات وأيضاً بعض ‏التجار وأيضاً بعض الجهات العارفة قالوا لنا وزودونا بمعلومات تقول ‏ما يلي: ‏أن الدواء كله موجود في لبنان، ولكنه موجود في المستودعات، ‏يحتكرها تجار الدواء ويحتكرها ‏بعض أصحاب الصيدليات، يقولون أن ‏كل المواد الغذائية موجودة، وأيضاً التجهيزات الطبيّة، ولكنها ‏مخفيّة ‏ومخبّئة في المستودعات لدى المحتكرين، وهكذا، عندما تأتي إلى لعبة ‏البنزين والمازوت ‏وإحتكار البنزين والمازوت أيضاً، هنا يدخل عنوان ‏أسمه الإحتكار، يوجد دول تواجه أزمات مثل ‏أزمتنا، لكن يوجد فيها دولة ‏ويوجد فيها نظام وتتحمل المسؤولية، وأنا أعرف دولاً ولا أريد ان أسمّي ‏‏يذهبون ويفتشون في المستودعات والدكاكين والمحلات والصيدليات ‏ويشغّلون أجهزتهم الأمنيّة ‏ويداهمون ويصادرون المواد المحتكرة ‏ويرمون بالمحتكر في السجن، ويعاقبونه لسنوات سجن ‏طويلة، هكذا ‏الدولة التي تحمل مسؤولية، أما عندنا في لبنان المحتكرون يسرحون ‏ويمرحون ‏ومعروفون، بالاسم وأسم الاب واسم العائلة وتاريخ الولادة، ‏لكن يحظون أيضاً بالتغطية السياسية ‏للأسف الشديد، محميين بالقوى ‏السياسية ومحميين يمكن أيضاً بمرجعيات دينية طائفية ومحميين ‏يمكن ‏أيضاً من جهات في الدولة، هذا أمر قابل للعلاج، لا يوجد حلول جذرية في ‏المدى المنظور، ‏الحلول الجذرية للأزمة الإقتصادية المعيشية الحياتية في ‏لبنان تحتاج إلى سنوات، وبعض ‏المتشائمين يقول، 10 سنوات و20 سنة ‏و30 سنة، المتفائلون الخبراء يقولون نحن نحتاج إلى ‏سنوات، لا يمكننا ‏أن نأتي وننتظر المعالجة الجذرية، هذه حالات عوارض المرض ‏الأصلي، هل ‏نستسلم لعوارض المرض، نقول أننا لا نستطيع أن نعالج ‏المرض الأصلي، لكن نستطيع ان نعالج ‏العوارض لنبقى على قيد الحياة مدة ‏أطول، لنقلل الألم ونخفف المعاناة، هذا أمر ممكن. ‏

في الموضوع الديني ‏هذا خطاب الأنبياء للمسلمين وللمسيحيين، لكن نتحدث عن رسول الله ‏صلى الله ‏عليه وآله وسلم، لأن هذا موضوع الإحتكار كان موجوداً أيضا ‏في المدينة المنورة، وفي زمن حاكمية ‏الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ‏في شبه الجزيرة العربية، أنظروا هذا الكلام هو بمثابة قانون، ‏وبيان ‏رسمي، لأن النبي حاكم الدولة الإسلامية، حاكم المدينة المنورة عاصمة ‏دولته الإسلامية هو ‏الذي يتكلم، ماذا يقول صلى الله عليه وآله وسلم: "لا ‏يحتكر إلا الخوانون" من يقول هذا، يقوله من ‏يقول إنما بعثت لأتمم ‏مكارم الأخلاق، يعني عندما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، رسول ‏‏الرحمة ونبي الرحمة يصف المحتكر بالخائن، أنظروا كم يكون الإحتكار ‏جريمة كبرى في نظر ‏الإسلام، "لا يحتكر إلا الخوانون، المحتكر في ‏سوقنا كالملحد في كتاب الله"، أريد أن أقول هذا ‏خصوصاً للتجار الذين ‏يقولون أننا مسلمون وننتمي إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله ‏وسلم، ‏رسول الله يقول "يحشر الحكارون" أي المحتكرون، أنظروا مع ‏من يحشروا يوم القيامة، "يحشر ‏الحكارون وقتلة الأنفس إلى جهنم في ‏درجة" يعني في جهنم في درجة واحدة، وأخر عنوان في كلام ‏الرسول ‏كلمتين، المحتكر ملعون، يعني يلعنه الله وملائكته وأنبياؤه ورسله وخلقه، ‏هذا المحتكر، ‏يوجد حديث أخر، الإحتكار شيمة الفجّار، يعني خلقهم ‏وقيمتهم الأخلاقية أنهم فجار، المحتكرون اليوم ‏في لبنان هو عندما نقيم ‏لهم هذا الخطاب المعنوي، الخطاب الانساني والاخلاقي لنقول لهم أنتم ‏الذين ‏تحتكرون الدواء والتجهيزات الطبية والمواد الغذائية وما يحتاجه ‏الناس من ضروريات الحياة ‏وتحتكرون البنزين والمازوت وما شاكل في ‏مستودعاتكم ولا تبذلونه للناس بإنتظار أن ترتفع الأسعار ‏لتربحوا ارباحاً ‏فاحشة أنتم خونة وأنتم قتلة وأنتم فجار وأنتم شركاء في جهنم مع قتلة ‏النفس ‏المحترمة، وأنتم ملعونون على لسان الله ولسان رسوله وأنبيائه ‏وملائكته، يجب أن تعرفوا أي ‏جريمة ترتكبون بحق الناس وبحق أنفسكم ‏وبحق أخرتكم وبحق عائلاتكم التي تطعمونها مالاً حراماً، ‏وهذا له ‏عواقبه السيئة في الدنيا وفي الأخرة، وأيضاً مسؤولية الدولة، في بداية ‏الأزمة وقت كورونا ‏وحصل إستغلال أيضاً للوضع ويوجد أناس ذهبت ‏الى الإحتكار أنا خاطبت وزارة الإقتصاد وقلت لهم، ‏يا أخي فلتشكلوا ‏لجان تفتيش وإذهبوا الى الدكاكين والصيدليات والأفران وعلى المحطات ‏ولتفتشوا ‏ولتبحثوا في المستودعات وعند المحتكرين والذين يخبؤون، ‏وإذا كان لديكم نقص في الموظفين، ما ‏شاء الله موظفي القطاع العام، ‏يوجد الكثير من الناس لا تأتي إلى وظائفها، وإذا عملوا يعملون ‏ساعات ‏قليلة، طبعاً بعضهم وليس جميعهم، حسنا الجيش موجود يمكنكم ان ‏تستعينوا به، قوى الامن ‏موجودة، الأجهزة الأمنية موجودة، هؤلاء كلهم ‏مشغولون، يا أخي نحن جاهزون أن نقدم، وعرضت ‏في ذلك اليوم ‏عشرين ألف متطوع، واليوم أعيد وأعرض 20 ألف متطوع، تفضلوا، ‏على الحكومة ‏الحاليّة والوزارات المعنيّة الحاليّة أن تعلن حرباً على ‏الإحتكار والمحتكرين وهذا جزء من المعالجة، ‏وأعيد وأقول ليس كله ‏معالجة جذريّة، أيضاً أعيد وأذكّر بملف أخر، في الحقيقة المشاهد التي ‏رأيناها ‏خلال الأسابيع القليلة الماضية والأيام القليلة الماضية على ‏محطات التلفزيون عن محطات الوقود، ‏هذا الصف الطويل، هذا مهين، ‏كل الذين وقفوا في الصف عموماً كانوا يشعرون بالإذلال، الا يمكننا أن ‏‏نعالج هذا الموضوع؟ بلى يمكننا أن نعالجه، لماذا لا نستطيع أن نعالجه؟ ‏اليوم يوجد إمكانية ‏لمعالجته، ولكنه بحاجة إلى قرار سياسي جريء، ‏وشجاع، لا نستطيع أن نبقى خائفين من الاميركيين ‏ونقيم ألف حساب ‏للأميركيين، وقتها أنا عرضت ولم يكن عرضاً أنياً، أنه لذاك الوقت ‏وإنتهى وأنه ‏نسجّل نقطة ونزايد على أحد، كلا، أعيد وأكرر، لبنان يقبل ‏الان ويقرر وتمشي بواخر البنزين ‏والمازوت من إيران وتأتي إلى لبنان، ‏وقدر ما تحتاجونه من مازوت وبنزين وبالليرة اللبنانية، وليس ‏هناك من ‏داع من مصرف لبنان أن يقول ليس لدي دولارا وسأمس بالإحتياط ‏الإلزامي، وأموال ‏المودعين الخ، كل هذا في الليرة اللبنانية لا يحتاج ولا ‏يوجد مشكلة، هذا أمر متاح، كل هذا الذل الذي ‏ترونه على محطات ‏البنزين والمازوت، يعالج بقرار واحد، ولكن قراراً جريئاً وشجاعاً، نحن ‏بلد ‏مستسلمين للولايات المتحدة الاميركية، قبلنا أن تدعنا نُقتل، هي تريد ‏أن تقتلنا ولا تريد أن تدعنا ‏نعيش، ونحن نقبل معها، هذا يمكن أن ‏يعالج، ومطروح، والبعض يقول وأنتم ماذا يمكنكم أن تفعلوا؟ ‏طبعاً هذا ‏الذي يمكننا أن نقوم به، طالما لا زلنا نقول أنه يوجد هناك دولة وتتحمل ‏المسؤولية، أنا ‏أيضاً أريد أن أعيد كلاماً قلته في السابق، عندما في ‏الحقيقة الدولة تيأس، طبعاً يجب أن تبقى الدولة ‏ولكن يأتي وقت لا تحمل ‏فيه الدولة مسؤولياتها، ونريد أن نصل إلى مكان لا يوجد فيه حل، وهذا ‏الذل ‏سيستمر، أنا من الان أقول لكم نحن حزب الله سنذهب إلى إيران ‏ونتفاوض مع الحكومة الإيرانية ‏وهم موافقون، وسنشتري بواخر بنزين ‏وبواخر مازوت وأن نأتي بها إلى ميناء بيروت وفلتمنع ‏الدولة اللبنانية ‏إدخال البنزين والمازوت الى الشعب اللبناني، لكن مشهد الإذلال هذا لا ‏يمكننا تحمله ‏لشعبنا وناسنا مع إحترامنا لكل المسؤولين في الدولة ‏وفي غير الدولة.‏

‏ أيضاً في هذا السياق وهذه اخر نقطة، وكنت أنوي ‏اليوم أن أتكلم ساعة فقط، يا إخوان فلنكن ‏صادقين وصريحين مع الشعب ‏اللبناني، بعض الناس سيقولون يا سيد أنت لست مضطراً أن تصارح ‏‏الشعب اللبناني في الحقيقة، فلتدع المسؤولين في الدولة يتكلمون مع ‏الناس، يتكلمون أو لا يتكلمون ‏لا أعرف، ولكن ايها اللبنانيون، الخبر غير سار، وللأسف ليس هناك أحد حاضر أن يعلن هذه ‏الحقيقة، وكل ما تسمعونه عن قصة ترشيد الدعم هذا ليس له علاقة، واذا حصل ترشيد الدعم او ‏اتخذ قرار رسمي بترشيد الدعم يجب ان يتحمل الجميع المسؤولية ونحن بكل صراحة هنا نتفهم ‏موقف رئيس حكومة تصريف الاعمال ولماذا وحده عليه ان يتحمل المسؤولية وهناك احزاب الان ‏غير موجودة وليست مشاركة في الحكومة وشاركت في الحكومات على مدى 30 سنة او على مدى ‏‏15 سنة وكانت شريكة في المسؤولية عن ما آلت اليه الاوضاع ولماذا لا تشارك في هذا القرار اي ‏ترشيد الدعم وتجلس خارجا وربما تقوم بالمزايدة.‏

واذا شكلت الحكومة الجديدة وهنا انا لا اتهم أحدا من ان هناك كلام يقال ان احد اسباب تأخير تشكيل ‏الحكومة ان الحكومة الجديدة من الان برنامجها معروف وهذه احد ازماتنا في الحكومة الجديدة وليس ‏امامها الا صندوق النقد الدولي واول شروط صندوق النقد الدولي هو رفع الدعم، يعني عليها اتخاذ ‏قرار غير شعبي، يعني فلننتظر شهر واثنين وثلاثة اشهر لوحده الدعم يرتفع ونشكل حكومة ولا ‏تحمل هكذا عبء. موضوعيا هذا الكلام يخطر في البال يمكن ان يكون هذا احد اسباب تأجيل الحكومة ‏وكل شيء وارد في هذا البلد والذي سيحصل وماشي مساره. الحكومة الحالية لم تأخذ قرارا ‏والحكومة الآتية غير معروف متى تتشكل عمليا مصرف لبنان يصرف ما لديه من اموال ويأتي وقت ‏يقول لم يعد لدي اموال بالتالي الدعم يتوقف واقعيا دون ان تاخذ حكومة او قوى سياسية مسؤولية ‏هذا القرار وتحمل أعبائه، ولكن من سيحمل عبء هذا القرار هو الشعب اللبناني. هذا يعني ارتفاع ‏الاسعار في مختلف الموارد التي كان يقدم لها الدعم بشكل مباشر وغير مباشر وسندخل في مرحلة ‏معاناة جديدة نحن بحاجة الى كل ما يخفف هذه المعاناة. الدولة، الحكومة المقبلة، لكن في انتظارها ‏ومعها وبعدها يجب على كل القيادات في لبنان وعلى القوى السياسية ان تفكر وان تخصص ونحن ‏منهم ونفعل ذلك في كل يوم كيف اذا دخلنا هذه المرحلة نخفف المعاناة ولا نستطيع ان نلغي المعاناة ‏وهذا يحتاج الى معالجات كبرى، لكن هل نستطيع ان نقوم باعمال تخفف هذه المعاناة؟ نعم هناك ‏العديد نتكلم عنها في وقت لاحق ولا نتكلم عنها بل سنفعلها وهي تتكلم عن حالها واسمها تخفيف ‏المعاناة لكن من جملة الخطوات التي ستساعد الكثير من العائلات اللبنانية على مواجهة هذه المعاناة ‏الآتية الان موجود في المجلس النيابي وهي البطاقة التمويلية التي يمكن ان تستفيد منها 750 الف ‏عائلة في لبنان يعني اغلبية الشعب اللبناني واذا اقرت البطاقة التمويلية في مجلس النواب هي لن ‏تحل مشكلة كبرى ولكنها تساعد 750 الف عائلة في تخفيف هذه المعاناة، نحن نؤيد مشروع البطاقة ‏التمويلية الذي تقدم به رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة مدعوما بالوزراء لان الحكومة لم تجتمع ‏وتم تقديمه بموافقة استثنائية الى مجلس النوب، وندعو مجلس النواب الى اقراره باسرع وقت ممكن ‏لان هناك لعب في اعصاب الناس وكل يوم يقال ان المال المخصص للدعم او يمكن ان يقدم دعماً ‏سينتهي في نهاية حزيران وفي غضون شهرين ثلاثة ويتم اللعب في اعصاب الناس، ولكن مسار هذه ‏النقطة نحن سوف نصل اليه واذا لم تتشكل الحكوم نحن واصلون اليها واذا تشكلت الحكومة سوف ‏تصل الى قرار رفع الدعم، يعني الاسعار سوف ترتفع، يعني هناك معاناة ويجب ان نعمل الى تخفيف ‏المعاناة واحدى خطوات تخفيف المعاناة عن الشعب اللبناني عن 750 الف عائلة هو البطاقة ‏التمويلية والبطاقة التموينية التي طرحتها بعض الجهات يتعذر على وزارات الدولة ان تنفذها بدقة، ‏والبطاقة التمويلية تنفيذها اسهل، قد تعاني بعض الصعوبات وفي النهاية هناك مشكل معين ولكن في ‏العموم اجراءها اسها من اجراء البطاقة التموينية.‏
‏ نحن نامل ان شاء الله من السادة النواب في المجلس النيابي وبرعاية دولة رئيس مجلس النواب في ‏اسرع وقت ممكن ان يجدوا صيغة وطريقة معينة لموضوع التمويل، وفي كل الاحوال هذه خطوة ‏ويجب ان نفكر جمعيا في الخطوات الاخرى لكن مما لا شك فيه ان تشكيل حكومة جديدة هو المدخل ‏الطبيعي للاقتدار على مواجهة العوارض، عوارض الازمة الاقتصادية والمالية وهو المدخل الطبيعي ‏لوضع هذه الازمة على طريق الحل ولا يوجد مدخل آخر، لان هذه السلطة التنفيذية في البلد، والا ‏نقول لا وجود لدولة وعلى الناس ان تحل مشاكلها بيدها ونصبح في مرحلة مختلفة بطبيعتها وفي ‏جوهرها وتتطلب حينئذ تصرف مختلف.‏

‏ أيها الاخوة والاخوات سوف نكتفي في هذا المقدار، مجددا انا ابارك للاخوة والاخوات ولكل المحبيين ‏الذكرى الثلاثين لقناة المنار ان شاء الله هذه القناة تستمر في العمل الى الشعب اللبناني الى شعوبنا ‏العربية والاسلامية والى كل احرار العالم لتنقل لهم اخبار الانتصارات الآتية في زمن الانتصارات ‏لتملأ وجوههم بالبسمة وصدورهم بالفخر وارواحهم بالاعتزاز ونفوسهم بالامل، الامل الاتي القادم. ‏ان شاء الله نتطلع الى اليوم الذي ستبث فيه المنار اخبارها من داخل المسجد الاقصى ومن داخل ‏القدس.كل عام وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

 

2021-06-10