يتم التحميل...

نداء الإمام الخامنئي دام ظله إثر الاعتداء عل القرآن الكريم في أمريكا

نداء القائد

نداء الإمام الخامنئي دام ظله إثر الاعتداء عل القرآن الكريم في أمريكا

عدد الزوار: 15

نداء الإمام الخامنئي دام ظله إثر الاعتداء عل القرآن الكريم في أمريكا 13-09-2010
إحراق القرآن خطوة صهيونية أميركية في سياق سياسة التخويف من الإسلام ومحاربته

العناوين الرئيسية
· إهانة القرآن في أميركا حدث مرير وكبير
· المخططون رؤساء نظام الهيمنة المتصهينين
· الهدف دفع الشعب والكنيسة للإنخراط في المواجهة مع الإسلام
· لا يمكن لأميركا التنصل من شراكتها في هذه الجريمة
· المستهدف هو أصل الإسلام
· لا صلة للكنيسة والمسيحية بهذا الحدث

بسم الله الرحمن الرحيم

إهانة القرآن في أميركا حث مرير وكبير
قال الله العزيز الحكيم:(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)1 .

أيها الشعب الإيراني العزيز، أيتها الأمة الإسلامية الكبرى : الإهانة الجنونية المنفّرة والمُستنكَرة للقرآن المجيد في أمريكا، والتي حدثت في ظل غطاء أفراد الشرطة لذلك البلد، حدث مرير كبير لا يمكن اعتباره مجرد تصرف أبله صدر عن حفنة من الأشخاص المرتزقة التافهين. إنه خطوة مدروسة من قبل مراكز جعلت منذ سنوات سياسة التخويف من الإسلام ومحاربته ضمن جدول أعمالها، وراحت تحارب الإسلام والقرآن الكريم بمئات الأساليب وآلاف الوسائل الإعلامية والعملياتية. إنها حلقة أخرى من سلسلة مخزية بدأت بخيانة المرتد سلمان رشدي، واستمرت بخطوة رسام الكاريكاتير الدنماركي الخبيث وعشرات الأفلام المعادية للإسلام المنتجة في هوليوود، ووصلت اليوم إلى هذا الاستعراض المستنكَر. من وما الذي يقف وراء هذه التصرفات الشريرة؟

المخططون رؤساء نظام الهيمنة المتصهينين
دراسة سياق الشر هذا، والذي ترافق في الأعوام الأخيرة مع عمليات إجرامية في أفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان وباكستان، لا تترك مجالاً للشك في أن المخططين له وغرفة قيادته في يد رؤساء نظام الهيمنة وتديرها غرفة سوداء تهيمن عليها أفكار الصهاينة والتي تتمتع بأكبر قدر من النفوذ في الحكومة الأمريكية والمنظمات الأمنية والعسكرية الأمريكية وكذلك في الحكومة البريطانية وبعض الحكومات الأوروبية. إنها الجهات التي يزداد يوماً بعد يوم الإشارة إليها بأصبع الاتهام في الدراسات المستقلة والباحثة عن الحقيقة فيما يتعلق بالهجوم على الأبراج في الحادي عشر من سبتمبر. وقد وفرّ ذلك الحدث للرئيس الأمريكي المجرم في حينه ذرائع الهجوم على أفغانستان والعراق، فأعلن عن الحروب الصليبية، وقد أعلن نفس هذا الشخص بالأمس حسب ما أفادت التقارير أن الحرب الصليبية اكتملت بدخول الكنيسة إلى الساحة.

الهدف دفع الشعب والكنيسة للإنخراط في المواجهة مع الإسلام
إن الهدف من العمل المقزز الأخير هو - من جهة - أن تصل مواجهة الإسلام والمسلمين في المجتمع المسيحي إلى المستويات الشعبية العامة، وتتخذ صبغة دينية بدخول الكنيسة والقساوسة فيها، وتكتسب رصيداً من العصبيات والنزعات الدينية .

ومن جهة أخرى أن تنصرف أذهان الشعوب المسلمة الغاضبة والجريحة من هذا الاعتداء الكبير، عن قضايا الإسلام ومشكلة الشرق الأوسط.

لا يمكن لأميركا التنصل من شراكتها في هذه الجريمة
ليس هذا العمل الحقود بداية لسياق وتيار معين، إنما هو مرحلة من سياق طويل ومستمر لمحاربة الإسلام بزعامة الصهيونية والنظام الأمريكي. لقد تجمع الآن كل زعماء الكفر وأئمته ليقفوا أمام الإسلام.. الإسلام دين حرية الإنسان وذي المعنويات، والقرآن كتاب الرحمة والحكمة والعدالة. من واجب كل طلاب الحرية في العالم وأتباع كل الأديان الإبراهيمية إن يقفوا إلى جانب المسلمين في سياسة محاربة الإسلام القذرة بكل أساليبها المقززة والكريهة هذه. لا يمكن لساسة النظام الأمريكي بتصريحاتهم المخادعة الخاوية تبرئة أنفسهم من تهمة مواكبة هذه الظاهرة البشعة. منذ سنين وكل مقدسات وحقوق وحرمات ملايين المسلمين المظلومين في أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان وفلسطين تُسحق وتُنتهك. مئات الآلاف من القتلى، وعشرات الآلاف من النساء والرجال الأسرى وتحت التعذيب، والآلاف من الأطفال والنساء المختطَفين، وملايين المعاقين والمشردين والمشتتين، ضحايا أي شيء؟ ورغم كل هذه المظلوميات لماذا يُظهرون المسلمين في وسائل الإعلام العالمية الغربية على أنهم مظهر العنف، والقرآن والإسلام باعتبارهما خطراً على البشرية؟ من يصدق أن هذه المؤامرة الواسعة يمكن أن تجري وتنفَّذ عملياً من دون مساعدة اللوبي الصهيوني داخل الحكومة الأمريكية؟!

المستهدف هو أصل الإسلام
أيها الإخوة والأخوات المسلمون في إيران والعالم بأسره أرى هنا من الضروري التذكير بعدة نقاط:

أولاً: يدل هذا الحدث والأحداث التي سبقته بوضوح على أن المستهدَف اليوم من الهجمات التي يشنها نظام الاستكبار العالمي هو أصل الإسلام العزيز والقرآن المجيد. صراحة المستكبرين في عدائهم لنظام الجمهورية الإسلامية ناجم عن صراحة إيران الإسلامية في مواجهة الاستكبار، وتظاهرهم بعدم معاداة الإسلام وسائر المسلمين كذبة كبيرة وخديعة شيطانية. إنهم أعداء الإسلام، وكل من يلتزم بالإسلام، وكل ما يدل على الإسلام.

ثانياً: سلسلة الأحقاد ضد الإسلام والمسلمين هذه ناجمة عن أن نور الإسلام ازداد تألقاً وسطوعاً منذ عدة عقود وإلى اليوم، وتضاعف نفوذه في قلوب الناس في العالم الإسلامي، وحتى في العالم الغربي أكثر من أي وقت مضى، وهي ناجمة كذلك عن أن الأمة الإسلامية ازدادت صحوة ويقظة أكثر من أي وقت آخر، والشعوب الإسلامية أرادت تحطيم أغلال قرنين من استعمار المستكبرين واعتداء اتهم. حادثة إهانة القرآن الكريم والرسول العظيم صلى الله عليه وآله وسلم رغم كل مرارتها تحمل في باطنها بشارة كبرى. إن شمس القرآن الساطعة تزداد يوماً بعد يوم رفعة وتألقاً.

لا صلة للكنيسة والمسيحية بهذا الحدث
ثالثاً: يجب أن نعلم جميعاً أن الحدث الأخير لا صلة له بالكنيسة والمسيحية، وينبغي عدم سحب التصرفات الاستعراضية لحفنة من القساوسة الحمقى والمرتزقة على المسيحيين ورجال دينهم.

نحن المسلمين لن نبادر إطلاقاً إلى أعمال مماثلة ضد مقدسات الأديان الأخرى. النزاع بين المسلمين والمسيحيين على المستوى العام مما يريده الأعداء والمخططون لهذه المسرحية الجنونية، والقرآن يريد منّا أن نقف في الجهة المعاكسة تماماً لهذا الشيء.

رابعاً: الجهة التي يدينها جميع المسلمين اليوم هي الحكومة الأمريكية وساستها. إذا كان هؤلاء صادقين في عدم مشاركتهم فيجب عليهم - بنحو مناسب - معاقبة المسؤولين الأصليين عن هذه الجريمة الكبرى ومنفذيها الميدانيين الذين لوّعوا قلوب مليار ونصف المليار مسلم.

والسلام على عباد الله الصالحين
السيد علي الخامنئي 22 شهريور 1389


1- سورة الحجر، الآية 9
 

2017-03-09