يتم التحميل...

لا ضير من التتلمذ على الغربيين ... ولكن

وصايا القائد

لا ضير من التتلمذ على الغربيين ... ولكن

عدد الزوار: 11

من كلمته في لقاء المعلمين بمحافظة فارس 01/05/2008
لا ضير من التتلمذ على الغربيين ... ولكن
قضايا التربية والتعليم كثيرة. وقد ذكرت في السنين الماضية بعض النقاط والقضايا بمناسبة اللقاء بالمعلمين، أو في لقاءاتي بالمجلس الأعلى للثورة الثقافية، أو في لقائي بوزارة التربية والتعليم، لم تكن تعبر عن ذوقي الشخصي ولها كلها تقريباً أرصدتها من البحث والتحقيق العلمي، وقد عاضدها العاملون في سلك التربية والتعليم أنفسهم. طالبنا بهذه الأمور، ولاحظت لحسن الحظ في التقرير الذي رفعه السيد الوزير الآن إشارات إلى البدء ببعض هذه الأعمال أو التقدم فيها، وهذا جيد طبعاً لكن لا يمكن الإكتفاء بهذا المقدار، فنحن بحاجة إلى أعمال جذرية في مضمار التربية والتعليم.

في لقائي بالمعلمين في طهران العام الماضي طرحت قضية التغيير الجذري في التربية والتعليم. ما معنى هذا التغيير الجذري؟ قلت مراراً إننا لا نخجل من التعلم من الغربيين وغيرهم من الأجانب.

أ ــ ضرورة تقييم ما عندهم في ضوء ما ينفعنا
لا نخجل أبداً من تعلم منهج، أو أسلوب تعليمي، أو علم معين، أو اختراع من البلدان الأخرى. ولا نتراجع عن ذلك، إنما نتابعه ونتتلمذ. ولكن ثمة هاهنا نقطتان إلى جانب هذا التتلمذ لم تجر مراعاتها للأسف خلال فترة الاستحالة الثقافية. أي الفترة البهلوية وهي فترة الاستحالة الثقافية في بلادنا. أغمضوا عيونهم وفتحوا أذرعهم وأخذوا كل ما جاءهم به هذا وذاك. إحدى النقطتين هي أن نقيّم ما نأخذه ونرى هل ينفعنا أم لا. إذا كان ينفعنا مائة بالمائة نأخذه مائة بالمائة. إذا كان يضرنا مائة بالمائة نرفضه مائة بالمائة. وإذا كان بين هذا وذاك نقبل منه بمقدار ما ينفعنا ونرفض الباقي. هذه هي النقطة الأولى.

ضربت مثالاً وقلت إن ثمة فرق بين شخص يرى جسماً أو فاكهة أو طعاماً أو دواءً، ويعرفه ويريد أكله بيديه ورغبته، وبين شخص يقيدون يديه ورجليه ويحقنون جسمه بشيء معين. هاتان حالتان مختلفتان. الحالة الأولى صائبة والحالة الثانية خاطئة. ينبغي أن لا يحقنونا، بل يجب أن نختار بأنفسنا. هذه نقطة أغفلت. يجب أن لا نكون أناساً ممددين بلا وعي ولا إحساس يحقنون أجسامهم أو يملأون أفواههم بكل ما شاءوا. خلال فترة الاستحالة الثقافية كنا ننتظر أن يضعوا المواد في أفواهنا.

ب ــ عدم الجمود على حالة التلمذة إلى الأبد
النقطة الثانية هي أن حالة "التلميذ – الأستاذ" هذه ينبغي أن لا تستمر إلى الأبد. نعم، نحن على استعداد للتتلمذ عند من يتقن الصنعة التي لا نتقنها؛ ولكن يجب أن لا يبقى الإنسان تلميذاً إلى الأبد. علينا أن نصبح أساتذة. هاتان النقطتان لم توليان الأهمية اللازمة.
 

2017-03-09