يتم التحميل...

لنجعل مناخ المجتمع مناخ أخوة وحسن ظن

وصايا القائد

لنجعل مناخ المجتمع مناخ أخوة وحسن ظن

عدد الزوار: 15

خطبتا صلاة عيد الفطر السعيد_20/09/2009
لنجعل مناخ المجتمع مناخ أخوة وحسن ظن
ولنهتمّ بأخلاقنا؛ لنهتمّ بأخلاقنا أيضًا1؛ أهميّة الأخلاق تفوق العمل. لنجعل مناخ المجتمع مناخ أخوّة وعطف وحسن ظن. لا أوافق إطلاقًا على جعل مناخ المجتمع مناخ سوء الظن، يجب أن نبعد هذه العادات عن أنفسنا.

توجيه الإتهامات عبر وسائل الإعلام ظاهرة سيئة
للأسف، أن تعمل بعض الصحف ووسائل الإعلام وأجهزة الاتّصال المختلفة -والتي تزداد وتتّسع وتتعقّد أكثر فأكثر- لاعتماد منهج توجّه من خلاله الاتّهامات فهذه ليست ظاهرة حسنة على الإطلاق. هذا ليس بالشيء المحبّذ؛ إنّه شيء يكدّر قلوبنا ويجعل أجواء حياتنا مظلمة. لا تعارض أبدًا بين أن ينال المذنب جزاء ذنبه ويبقى المناخ بعيدًا عن إشاعة الذنوب وتوجيه الاتّهامات.

ما يعترف به المتهم حول نفسه حجة
وأضيف هنا أنّه حين يُذكر في المحاكم - والتي تبثّ من التلفزة - شيء على لسان أحد المتّهمين حول شخص آخر، أقول هنا إنّ هذا القول لا يتمتّع شرعيًّا بالحجّية. إنّما كلّ ما يقوله المتّهم في المحكمة حول نفسه هو الحجّة. ما يقوله البعض من أنّ اعتراف المتّهم وإقراره في المحكمة على نفسه ليس حجّةً، هو قول فارغ لا قيمة له؛ كلا، أيّ اعتراف وإقرار يدلي به المتّهم في محكمة أمام الكاميرات وأمام ملايين المشاهدين يعدّ شرعًا وعرفًا وعند العقلاء اعترافًا مسموعًا ومقبولًا ونافذًا.

وما يتهم به الآخرين ليس حجة
ولكن أن يعترف على الآخرين فهذا شيء غير مسموع. ينبغي عدم ملء الأجواء بالتهم والظنون السيّئة. يقول القرآن الكريم: "لولا إذ سمعتموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرًا"2؛ لم لا تحسنون الظن ببعضكم حينما تسمعون تهمة ضد أحد؟ واجبات الأجهزة التنفيذيّة والقضائيّة محفوظة في مواضعها. وعليها ملاحقة المجرم، وعلى الأجهزة القضائيّة محاكمة المجرم ومعاقبته بالطريقة التي تثبت بها الأمور وطبق القوانين الإسلاميّة والقوانين العرفيّة وينبغي عدم التقصير في هذا الجانب إطلاقًا. لكن معاقبة المجرم الذي ثبتت جريمته بالطرق القانونيّة شيء وتوجيه التهم إلى شخص من الأشخاص انطلاقًا من الظنون والمخيّلات وتشويه سمعته وجعله حكايةً تتناقلها الأفواه شيء آخر. هذا غير ممكن، وهذا المناخ ليس بالمناخ السليم.

ما لم تثبت التهم فلا يجوز التحدث بها
أو أنّه إذا تحدّث الآخرون -الأجانب وقنوات التلفزة المغرضة- ضدّ شخص أو أشخاص بشيء وادّعوا أنّهم ارتكبوا الخيانات الفلانيّة والأخطاء الفلانيّة، ثم نأتي نحن وننشر هذه الادّعاءات نفسها، فهذا ظلم غير مقبول. متى كانت وسائل الإعلام الأجنبيّة مخلصةً لنا؟ ومتى أرادت أن تتّضح الحقائق المرتبطة بنا حتى يكونوا صادقين هنا في عرض الحقيقة3؟ يقولون أشياء ويطلقون كلامًا وادّعاءات معيّنة. يجب أن لا نعتبر ذلك شفافيّةً؛ هذه ليست شفافيّة، إنّما هي تعكير للأجواء. معنى الشفافيّة أن يعمد المسؤول في الجمهوريّة الإسلاميّة لعرض أدائه أمام الناس بشكلٍ واضح. هذا هو معنى الشفافيّة وهذا ما يجب على المسؤولين أن يعملوا به. أمّا أن ننسب إلى هذا وذاك أمورًا تحت ضغط التهم قبل أن يثبت شيء فقد تكون هذه الأمور حقيقيّة في الواقع، لكنّه ما لم تثبت بعد، فليس من حقّنا التحدّث عنها، نتّهم هذا ونتّهم ذاك، ونسوق الأدلّة على ذلك من وسائل الإعلام الأجنبيّة -الإعلام الإنجليزي المغرض- ثم يظهر شخص من ذلك الجانب فيتّهم النظام كلّه بأمور لا تليق بالنظام الإسلامي. إنّ مكانة النظام الإسلامي وشأنه أرفع بكثير من هذه الأمور التي ينسبها البعض إلى هذا النظام الإسلامي. فهذا الإشكال يردّ عليهم بدرجة أكبر. إنّ توجيه التهمة لشخص معيّن خطيئة، و[كذلك] توجيه التهمة للنظام الإسلامي ولمنظومة متكاملة هي خطيئة أكبر بكثير من الأولى. اللهم أبعدنا بتقواك عن هذه الذنوب والمعاصي.
 


1- كرّرها القائد مرّتين: لنهتمّ بأخلاقنا..
2- سورة النور، الآية 12.
3- أو حتى يأتوا ويعرضوا علينا الحقيقة
 

2017-03-03