يتم التحميل...

كلّنا مكلّفون بحماية حدودنا الإيمانيّة، والروحيّة، والمعنويّة.

وصايا القائد

كلّنا مكلّفون بحماية حدودنا الإيمانيّة، والروحيّة، والمعنويّة.

عدد الزوار: 15

من كلمة الإمام الخامنئيّ -دام ظلّه- في عوائل الشهداء والمضحّين في كردستان 12-05-2009
كلّنا مكلّفون بحماية حدودنا الإيمانيّة، والروحيّة، والمعنويّة.

ثمّة نقطتان لا بدّ من الالتفات إليهما وعدم نسيانهما، يجب عليكم أنتم أنّ لا تنسوهما، وخصوصًا الشباب واليافعين الأعزّاء يجب أن لا ينسوهما أبدًا:

أ ــ أحيوا ذكرى الشهداء وصونوها من النسيان
النقطة الأولى: هي أن نحافظ على الشعور بالفخر الذي يبعثه فينا اسم الشهيد وذكراه. كما نفخر ببطولات الرجال الكبار في صدر الإسلام، لنفخر ببطولات هؤلاء الرجال الكبار في زماننا. وهذا ما لا يريده العدُوّ. يريد العدُوّ لذكريات الشهداء أن تُنسى. يريد العدُوّ لذكريات هذا الجهاد وهذه البسالة أن تمُحى من ذاكرة الشعب. وعلى الجميع السير بالاتّجاه المعاكس تمامًا لهذه الإرادة. شدِّدوا على ذكرى الشهداء، وأحيوها، وصونوا ذكرياتهم. هذه هي النقطة الأولى.

ب ــ لا تسمحوا للعدو أن ينال من إيمان وعقائد الناس
النقطة الثانية: يجب أن لا يعتبر شعبنا وشبابنا ونساؤنا ورجالنا أنّ زمن الجهاد قد انتهى، وأنّه لا خطر يهدِّدنا. قد لا تهدِّدنا أخطار عسكريّة، وهذا هو الحال. لقد بلغ شعب إيران اليوم درجة من الاقتدار، رفعت من قدرته على مواجهة الأعداء عاليًا، بحيث لا يتجرَّؤون على مهاجمة هذا الشعب عسكريًّا فهم يعلمون أنّهم سيُقمعون، ويعلمون أنّ هذا الشعب شعب مقاوم. إذن، احتمال خطر الهجوم العسكري ضئيلٌ جدًّا. بيد أنّ الهجوم ليس عسكريًّا وحسب؛ يركّز العدوّ على المواقع والنقاط التي تمثّل رأسمال صمودنا الوطنيّ. يستهدف الأعداء وحدتنا الوطنيّة وإيماننا الديني العميق؛ يستهدفون روح الصبر والاستقامة لدى رجالنا ونسائنا. وهذا الهجوم أخطر من الهجوم العسكري.

في الهجوم العسكري، تستطيعون معرفة الجانب الذي تواجهونه، وتستطيعون مشاهدة عدوّكم، أمّا في الهجوم المعنوي والغزو الثقافي والهجوم "الناعم"، فلا تشاهدون العدوّ شاخصًا أمامكم؛ لذلك لا بدّ من التيّقظ والوعي. أرجو من عموم الشعب الإيراني، لا سيّما أُسر الشهداء، وأطلب منكم جميعًا أيّها الأعزّاء، خصوصًا الشباب، أن تحرسوا الحدود الفكريّة والروحيّة بمنتهى اليقظة. لا تسمحوا للعدوّ أن ينال من الأسس الفكريّة، والعقيديّة، والإيمانيّة للناس، ويتغلغل إليها كَتَغلْغُل الأَرَضَة1؛ هذه مسألة على جانب كبير من الأهميّة. كلّنا مكلّفون بحماية حدودنا الإيمانيّة، والروحيّة، والمعنويّة.

مع الأسف، استطاع أعداء الشعب الإيراني اليوم الحضور، حتّى، خلف حدود بلادنا. في الماضي وفي بداية الثورة، كانت المخطّطات تأتي أيضًا من الأعداء الأقوياء، والاستكبار والصهاينة؛ أمّا اليوم وفي ظلّ التحوُّلات التي شهدتها المنطقة، فقد أوجدوا قواعد ومراكز بالقرب من حدودكم الجغرافيّة، وراحوا يستخدمونها للفعاليّات الناعمة الموغلة في العدوان.

التحلّي بالوعي واليقظة إزاء العاملين للفرقة
على الجميع التحلّي باليقظة. وأقول للشباب خصوصًا:

أيّها الشباب الأعزّاء، وطنكم اليوم بحاجة إلى الوعي واليقظة. ترصّدوا تحرّكات الذين يرومون إبعاد القلوب عن الوحدة والودّ والألفة. قلتُ اليوم للجميع في ساحة المدينة، وأقول لكم أيضًا: هناك من يريد بثّ الخلافات والفرقة بين أبناء الشعب، بأيّ وسيلة وأيّ ذريعة. كلّ من وجدتموه يعمل بهذا الاتّجاه، احكموا عليه بأنّه يد من أيادي العدوّ سواء علِم هو بذلك أم لم يعلم. ربّما لا يعلم، لكنّه يدٌ للعدوّ؛ لأنّه يعمل لصالح العدوّ. والنتيجة واحدة؛ لا فرق بين الشخص الذي يوجّه لكم الضربة متعمّدًا، والذي يوجّه لكم الضربة غير متعمّد، من حيث نتيجة عملهما. ينبغي التحلّي باليقظة والوعي.

الشعب يقظ لحسن الحظ. لقد اكتسب شعبنا خبرةً وتمرُّسًا خلال هذه التجربة الطويلة في الأعوام الماضية. استطاع شعبنا معرفة شتّى صنوف المؤامرات ومواجهتها. وسيحصل هذا الشيء اليوم أيضًا.


1- الأرَضَة: دويبة بيضاء تشبه النملة، تظهر في أيّام الربيع.

2017-03-03