يتم التحميل...

طموحنا بلوغ بلادنا موقع المرجعية العلمية في العالم

العلم والتطور

طموحنا بلوغ بلادنا موقع المرجعية العلمية في العالم

عدد الزوار: 11

كلمة الإمام الخامنئي في جامعة "العلم والصنعة" 14/12/2008
طموحنا بلوغ بلادنا موقع المرجعية العلمية في العالم

ألمأمول من الجامعة: تنمية تيار العلم وتعزيز تيار النزعة المبدئية
الاجتماعات الجامعية - اللقاء بالطلبة الجامعيين - محببة و طيبة جداً بالنسبة لنا، إذ تسودها أجواء الصدق و الإخلاص، كما أن للطالب الجامعي دوره الأساسي في تشكيل الحاضر و المستقبل. هذا هو الشيء الذي اعتقد أن طلبتنا الجامعيين يجب أن لا يغفلوه أبداً. للطالب الجامعي دوره سواء في حاضر البلاد أو في غدها و مستقبلها.
 

العنصر الذي يكتسب قيمة إضافية خارقة بهمته و سعيه و بتوجيه الأساتذة و مساعدتهم في هذا المصنع العظيم هو الطالب الجامعي. و لا شك أن الجامعة وفق هذه النظرة هي أهم البنى التحتية لتقدم البلاد و تنميتها، أي إن أياً من البنى التحتية الأخرى للبلاد لا تمتاز بأهمية الجامعة و دورها. ذلك أن الجامعة تخرِّج الكوادر و الطاقات البشرية، و الطاقات البشرية أعظم أرصدة البلاد.
 

المتوقع من الجامعة دوماً و في كل مكان هو أن تكون قطباً لتدفق وتألق تيارين حيويين في البلاد: الأول، تيار العلم و البحث العلمي، والثاني، تيار النـزعة المبدئية و نشدان المُثُل و رسم الأهداف السياسية و الاجتماعية. نادراً ما نجد و ربما لا نجد بيئة كالجامعة يتفجر فيها هذان التياران بهذه الشدة و بموازاة بعضهما.. تيار العلم و البحث العلمي الحيوي جداً للمجتمع ولعزة المجتمع، و العزة العلمية تستتبع وراءها العزة الاقتصادية و العزة السياسية و العزة الدولية.. هذا التيار موجود في الجامعات.. و هناك أيضاً قضية النـزعة المبدئية التي لا صلة لها بقضية العلم في ظاهر الأمر، لكن المتوقع من الجامعات في كل العالم و بسبب وجود الطلبة الجامعيين فيها أن تنشط و تعمل في حيز رسم المبادئ و الميل لهذه المبادئ و اكتسابها والوصول إليها. هذا شيء يرتبط بالطالب الجامعي خصوصاً فشبابية الطالب الجامعي و سنّه و استعداده الروحي يجعل الجامعة في هذا الموقف. هذا هو المتوقع من الجامعة. طبعاً تتم تلبية هذا التوقع في بعض الحالات، ولا تتم تطلبيته في حالات أخرى.

أ ــ تيار العلم والبحث العلمي
بخصوص التيار الأول - تيار العلم و البحث العلمي - ينبغي القول إنه كان سارياً في بلادنا في الماضي بدرجات متفاوتة. لا يمكن إنكار التحرك الجامعي قبل الثورة بالمرة. يمكن تسجيل بعض المؤاخذات عليه، لكن كانت هناك بالتالي تحركات معينة. و كانت هناك عناصر مخلصة و متشوقة وعالمة مارست دورها في الجامعات، إلا أن الحركة العلمية في الجامعات تسارعت بعد الثورة، و لهذا أسبابه طبعاً.
 

في السنوات الأخيرة حيث أطلقت قضية إنتاج العلم و نهضة إنتاج العلم، والنهضة البرمجية، و العودة إلى الذات، و الاهتمام بالبحث العلمي في الجامعات، حدثت قفزة في هذه الحركة. و أنجزت مشاريع مهمة في جامعاتنا تتعلق ببعض المجالات العلمية و التقنية التي تلاحظون نماذج منها حالياً، وفي مجال العلوم الطبية، و في مجال العلوم الحديثة، و على مستوى العلوم الذرية، و في مضمار النانو و غير ذلك.. و هي إنجازات لم يكن هناك في الماضي حتى من يتصور أننا قادرون على إنجازها و أن باحثينا، وأساتذتنا، و طلبتنا الجامعيين، و شبابنا قادرون على الوصول لهذه المحطات العلمية واجتراح هذه القفزة.. لكنها حصلت اليوم.. المهم هو استمرار هذه القفزة. نحن مصابون بتخلف مزمن في المجال العلمي. المهم هو الاستمرار في التحرك السريع. علينا مواصلة هذه السرعة التي تتميز بها حركتنا العلمية لسنوات طويلة.. ليس من الجائز إطلاقاً أن نتوقف، لأن تأخرنا عن العالم المتقدم علمياً تأخر شاسع و ملحوظ.. هذا ما نعلمه و نفهمه و نعاني منه. والسبب هو أن شعبنا ليس شعباً بدرجة ذكاء دون المتوسط كي نقول إن هذا هو استحقاقنا. شعبنا شعب له درجة ذكاء أعلى من المتوسط. هذا كلام تم إثباته و الكل يقولونه و يذكرونه، و يمكن مشاهدة آثاره و دلائله. و سابقتنا العلمية و تاريخنا العلمي يؤيد ذلك. إنه لمما لا يمكن أن يطاق أن يتصف هذا الشعب و في هذه المنطقة الحساسة من العالم بهذا التأخر و الفقر العلمي الذي فرضوه عليه. نشكر الله على أن فتح أعيننا على هذا التأخر و فهمنا أننا نعاني من هذا الفقر، و نشكر الله لانبثاق هذه الهمم و التشوق و التفاؤل عندنا في أننا نستطيع التغلب على هذا التأخر. إذن، يجب مواصلة هذا التعجيل و هذه القفزة لسنوات مديدة.
 

هدفنا بلوغ موقع المرجعية العلمية في العالم
قلنا إن البلاد يجب أن تبلغ العزة العلمية. و ينبغي أن يكون الهدف المرجعية العلمية في العالم كما قلنا مراراً. أي كما أنكم تضطرون الآن لمراجعة علماء و كتب تنتمي لبلدان أخرى من أجل حيازة العلم و النتائج العلمية، كذلك يجب علينا الوصول إلى حيث يضطر طالب العلم و المعرفة إلى مراجعتكم و مراجعة كتبكم و إلى إتقان لغتكم كي يقدر على الانتفاع من علومكم. هذا ما يجب أن يعدّ هدفاً، و هو ليس أملاً تبسيطياً، بل هو شيء علمي. الموقع الذي وصلنا إليه راهناً من الناحية العلمية و التقنية كان يعدُّ في يوم ما أملاً ساذجاً تبسيطياً.
 

لو قيل قبل الثورة - قبل أن تتفجر هذه الحركة و الشوق لدى الجماهير وقبل أن يشعر شعبنا بالشجاعة حيال الموانع و العقبات: إن بلادنا ستستطيع بلوغ هذا الموضع من التطور في الميادين العلمية المختلفة، لما صدق أحد ذلك. يوم كان الناس مضطرين للسفر إلى الخارج من أجل معالجة مرض عادي يعالج اليوم بسهولة في مستشفيات الدرجة الثالثة و الرابعة في مدننا البعيدة، و كانوا مضطرين هناك لإنفاق الكثير من الأموال و تحمل الكثير من المنّة. و هذا لا يعود للماضي القديم، إنما لسنوات ما قبل الثورة. في ضوء الواقع الذي نعيشه اليوم في العلوم و القطاعات المختلفة، لا شك أنه كان مستحيلاً في نظر الكثيرين؟ لكن شعبنا توصل إليه و شبابنا توصلوا إليه. و القضية النووية من هذا القبيل؛ و المسائل المختلفة في الحقول العلمية المختلفة من هذا القبيل.
 

إذن، من الممكن أيضاً أن يأتي يوم تقود فيه بلادنا و شعبنا قافلة العلم بحيث تصبح إيران مرجعاً علمياً في العالم.

مقدمات لا بد منها لبلوغ موقع المرجعية العلمية
طبعاً لهذا مقدمات لا بد من اجتيازها و قد بدأت هذه المقدمات فعلاً. من هذه المقدمات الوعي بذاتنا وشعورنا بوجوب القضية و إحساسنا بأننا قادرون. و من المقدمات الأخرى إعداد الخارطة العلمية الشاملة للبلاد بحيث لا تعيش البلاد حالة الحيرة والضياع من حيث تحصيل العلوم و دراستها. و قد أنجزت هذه المهمة لحسن الحظ. هؤلاء الأصدقاء، و الباحثون، و الشخصيات البارزة المتخرجة من الجامعات و من هذه الجامعة استطاعت إعداد الخارطة العلمية الشاملة و هي على وشك الانتهاء و هذه خطوة جد كبير على طريق التطور العلمي للبلاد.
 

طبعاً بعد أن يتم إعداد الخارطة العلمية الشاملة، يجب القيام بأعمال أخرى منها: إيجاد النظام الهندسي لهذه الخارطة، و تحويلها إلى مئات المشاريع العلمية، و تسليم هذه المشاريع لمقاولين أمناء هم في الواقع نفس هذه الجامعات و الأساتذة و مراكز البحث العلمي في الجامعات.
 

ثم تأسيس شبكة إشراف على هذا التطور العلمي و على حسن تنفيذه، وإشراك الأساتذة، و الطلبة الجامعيين، و الباحثين - و قد سأل الطلبة الجامعيون ما هو واجبنا في مجال التقدم العلمي - في الأمور.. هذه مسائل ينبغي ملاحظتها أكيداً في هندسة الخارطة العلمية الشاملة. كل واحد من الطلبة الجامعيين بوسعه ممارسة دوره، و كل مركز من مراكز البحث العلمي، و كل ورشة تعليمية يمكنها ممارسة دورها؛ و كذلك الحال بالنسبة للأساتذة الجامعيين. إذن، فهي عملية تستغرق عدة سنوات، و يجب متابعتها بكل جد و اهتمام و تفاؤل و ستؤتي ثمارها إن شاء الله. سيأتي يقيناً اليوم الذي ترون فيه أن المرجعية العلمية لجامعات إيران و العلماء الإيرانيين ليس بالأمر البعيد.. إنما هو قريب منكم جداً. أنتم الشباب سترون ذلك يقيناً، و أنا لا أشك فيه أبداً.

هذا ما يتعلق بالتيار الأول.. تيار الجامعات و الطلبة الجامعيين و ما هو متوقع من الطلبة الجامعيين.. و لا شك أن دور الأساتذة في هذا التيار الأول حاسم و مهم و حساس جداً.
 

2017-02-24