يتم التحميل...

المعارف القرآنية تدعو إلى إقامة الإسلام كاملا بكل أركانه وأجزائه

الحكومة الدينية

من كلمة الإمام الخامنئي في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة

عدد الزوار: 14

من كلمة الإمام الخامنئي في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادة1_12-3-2015

المعارف القرآنية تدعو إلى إقامة الإسلام كاملا بكل أركانه وأجزائه ، لا " الحد الأدنى من الدين ".

العناوين الرئيسية
دعوة الإسلام: التطبيق التام للدين
لاشيء أسمه " دين الحد الأدنى "
إقامة العدل وحده ليس إقامة للدين بتمامه
المستكبرون يعملون لإعاقة إقامة الدين بتمامه
النظام يكون إسلاميا في حفظه شكلا ومضمونا
تغيير السلوك يعني تغيير النظام
مواجهة الإسلاموفوبيا ( رهاب الإسلام)
الإسلاموفوبيا يرتد عكسيا على صانعيه
واجبنا تقديم الإسلام الواقعي للعالم

بسم الله الرحمن الرحيم

دعوة الإسلام: التطبيق التام للدين
نظراً إلى الأوضاع السائدة في منطقتنا، بل وفي العالم، ونظراً إلى التحدّي القائم بين الجمهوريّة الإسلاميّة وبين بضع حكومات متكبّرة مستكبرة حول مختلف القضايا سواءً قضية الملف النووي أم غيرها ونظراً إلى النقاش الجاري داخل البلد حول المسائل الاقتصاديّة، والمساعي التي يقوم بها مختلف المسؤولين كلٌّ على طريقته من أجل تحقيق الأهداف الإسلاميّة وتأمين مصالح الناس، ونظراً إلى رواج ظاهرة رهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) في عالم الإستكبار والعالم الغربي؛ نظراً إلى كلّ ما تقدّم، ارتأيت أن أطرح هذا الموضوع، وهو: أنّنا إذا نظرنا إلى مجمل المعارف القرآنيّة سنكتشف أنّ الإسلام يريد من المسلمين أن يقيموا النظام الإسلامي الكامل؛ الإسلام يطالب بالتطبيق الكامل للدين الإسلامي، هذا ما يشعر به الإنسان عموماً.

ليس في شرع الله شيء أسمه دين الحد الأدنى
لا يرضى الإسلام بالحد الأدنى من الدين ولا بالاقتصار على الحد الأدنى في الأمور، لا يوجد في معارفنا شيء باسم دين الحد الأدنى؛ وقد ذم القرآن الكريم في عدة موارد الأخذ ببعض التعاليم الدينيّة دون بعض: ( الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ )1 ، أو الآية الكريمة (وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ)2 التي تذكر المنافقين وتشير إلى هذا الموضوع.

ــ إقامة العدل على أهميته ليس إقامة للدين بتمامه
حتى تلك الأمور التي تحظى بأهميّة بالغة على المستوى الديني – كإقامة القسط – لا يمكن الاستغناء بها عما سواها، بحيث يشعر الإنسان بالرضا ويعتبر أنّ عمله على إقامة القسط واتّجاهه نحو تحقيق ذلك يساوي تحقّق الإسلام. كلا، ليس الأمر كذلك. نعم أهميّة إقامة القسط في المجتمع أمر مسلّم، إنّ المستفاد بدوا من الآية الشريفة في سورة الحديد ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)3 ، أنّ الهدف من إرسال الرسل وإنزال الكتب والمعارف الإلهية إقامة القسط، فجملة "ليقوم الناس بالقسط" سواء كان المعنى "ليقيم الناس القسط" في ما لو اعتبرنا "الباء" "باء التعدية" أي أنّ الناس مكلفون بإقامة القسط في محيطهم، أو كانت " باء التسبيب " فيكون المعنى: ليقوم الناس بسبب القسط، أي أن نعامل الناس بالقسط، فكلا المعنيين وكذلك سائر المعاني المحتملة الأخرى توضح أهمية إقامة القسط في المجتمع، لكن هذا لا يعني أن اقتصارنا على إقامة القسط وصرف كامل همتنا في سبيل ذلك - حتى مع إهمال الأحكام الأخرى للإسلام- أمرا يرضاه الشارع المقدس. كلا، جاء في الآية الشريفة ( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ )4؛ أي أن الله تعالى يريد من المتمكنين في الأرض أمورا أولها: "أقاموا الصلاة" ثم" وءاتوا الزكوة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور". فالأمر ليس على نحو يعفينا ــ حال الاهتمام بالقسط ــ من إقامة الصلاة والاهتمام بالصلاة والزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويبيح لنا الغفلة عنها. بل إن قوله تعالى (أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ ) 5 - وقد تكرر هذا اللفظ وهذا المضمون عدة مرات في القرآن الكريم – يشير إلى أن الله تعالى قد أرسل الرسل لأجل التوحيد، لأجل اجتناب الطاغوت، لأجل عبادة الله، هذا هو أصل المسألة.

كذلك ما أوصى به الله تعالى – في الآية الشريفة من سورة الشورى نوحا وأوصى به إبراهيم وأوصى به موسى: (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ )6   ــ يبيّن أنّ الأهمية هي لإقامة الدين، أي أن لا بد من إقامة الدين كلّه (وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ )7 . فالحديث عن الدين كله، بكل أجزائه وأركانه .

المستكبرون هم من يعمل لإعاقة إقامة الدين بتمامه
والمعارض الأصلي لهذا التوجه وهذا النهج – أي إقامة الدين بتمامه، بجميع أجزائه، بكله – هم العتاة والمستكبرون في العالم : " كبر على المشركين ما تدعوهم إليه". أيضًا ما جاء في الآية الشريفة في أول سورة الأحزاب : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا )8؛ أي أن الله تعالى من ناحية له إحاطة علمية بتمام أجزاء وذرات هذا العالم وما يصلح لحياة تلك الذرات من ناحية، وهو من ناحية أخرى حكيم شخّص لك بحكمته الطريق بين سائر المخلوقات ويجب عليك سلوك هذا الطريق. ( وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا )9؛ وسيكون لك أعداء في قبال حركتك هذه يحاولون الحؤول دون تحقيق ما تصبو إليه، إذا هذه هي القضية.

النظام يكون إسلاميا في حفظه شكلا ومضمونا
إنّ النظام الإسلامي الذي ندّعيه ونسعى إليه – وأعني بالنظام الإسلامي سائر الأبعاد التي ترسم الحركة العمومية للناس والمسؤولين في البلاد. فكافة الأبعاد المنتجة للحركة العامة للناس والمسؤولين نسمّيها نظام إسلامي ــ إنّما يكون النظام إسلاميًّا - في الواقع - عندما تكون كافة أجزاء الإسلام محفوظة في ذلك النظام ويحفظ الإسلام في الشكل والمضمون10 العملي. فالشكل كلماتنا؛ تعابيرنا، الأعمال التي نقوم بها وظواهر الأمور. أما على مستوى المضمون فعلينا أن نحدّد هدفًا ثم نقوم بوضع برنامج متكامل لأجل الوصول إلى ذلك الهدف،.بعد ذلك نتحرّك بكل كياننا ووجودنا في ذلك الطريق للوصول إلى ذلك الهدف. حينئذ لا تقتصر الأمور على الشكل بل يحفظ المضمون أيضًا. وأكثر من ذلك يكون في حال تكامل. أي لا نقنع بحدّ معيّن في هذا المجال. ولأجل تحقيق الأهداف نحن بحاجة إلى ذلك.

تغيير السلوك يعني تغيير النظام
إن ما نسمعه اليوم من المستكبرين والمخالفين للنظام الإسلامي والمخالفين للجمهوريّة الإسلاميّة على وجه الخصوص، والذي يطلقون عليه "تغيير السلوك" – حيث يقولون أحيانًا نحن لا نريد تغيير النظام وإنّما نريد تغيير السلوك . لا يوجد أي تفاوت بين تغيير السلوك وتغيير النظام. الأمر نفسه تماما ؛ أي تغيير روح ومضمون الإسلام هذا هو معنى تغيير السلوك. تغيير السلوك يعني أن تتخلوا عن اللوازم القطعية والحتمية للمسير باتجاه الأهداف التي نسعى لتحقيقها؛ أن ترضخوا وترضوا بالتنازل عنها، أن تدَعوا الاهتمام بها جانبا.هذا هو معنى تغير السلوك الذي يتحدثون عنه. وهو نفسه ما يعبر عنه أحيانا في بعض المقالات والمحاضرات بـ "الحد الأدنى من الدين" . يعني الحد من أهدافك ؛ ممّا يفقد الدين مضمونه وروحه. وهذا الدين الذي يتحدثون عنه هو في حقيقة الأمر إلغاء للدين.

مواجهة الإسلاموفوبيا
الآن وفي هذه الظروف التي نتحدث عنها لا بد أن يكون هدفنا وسياستنا ومسارنا الحتمي نحو الإسلام الكامل غير المجزأ. أي أن نسعى قدر المستطاع وبكل ما أوتينا من قوة – وعلى كل حال فإن الله عز وجل لا يطلب منا ما هو خارج عن قدرتنا – إلى أن يكون تطبيق الإسلام في مجتمعنا على نحو تام وكامل. فإذا ما أصبح هذا هو هدفنا لا بد أن تحضر فورًا قضية "رهاب الإسلام" المنتشرة اليوم على مستوى العالم.

أعتقد أنه لا ينبغي التعاطي بانفعال في مواجهة ظاهرة رهاب الإسلام. نعم هناك رهاب من الإسلام، هناك من يعمل على تخويف الناس والمجتمعات والشباب والعقول من الإسلام؛ من هم هؤلاء؟، عندما نتعمق في هذه القضية وندقّق بها جيّدًا نجد أنّ الذين يقومون بهذا الأمر هم أولئك العتاة الجشعين أنفسهم الذين يخافون أن يحكم الإسلام ويخافون من الإسلام السياسي. نعم يخافون؛ يخافون من حضور الإسلام في حياة المجتمعات، والسبب في خوفهم هذا هو أنّ هذا الحضور للإسلام سيوجّه لطمةً إلى مصالحهم. في الواقع هذا الخوف من الإسلام هو ترجمة لخوف واضطراب القوى المتسلطة في العالم من الإسلام، هذا هو واقع القضية.

لقد قمتم مثلًا بجهود كبيرة، لقد سعى الشعب الإيراني وجاهد وبذل الكثير حتى أقام نظاما إسلاميا وحافظ على استقرار هذا النظام، فأحكم قواعده، وصانه في وجه الأحداث المختلفة وصنع أمنه وسلامه، وعمل على تقويته يوما بعد يوم؛ وهذا الأمر يخيف القوى العالمية.

إن هذا الرهاب من الإسلام الموجود اليوم الذي هو في الواقع انعكاس لمخاوفهم واضطرابهم، وهو يظهر أنكم تمكنتم من التطور والتقدم نحو ما تتطلعون إليه، يبين أن الإسلام تمكن حتى هذه اللحظة من التقدم في مساره على النحو المطلوب.

الإسلاموفوبيا يرتد عكسيا على صانعيه
ومن الأكيد أنّه ورغمًا عن أولئك سيكون هناك نتائج معاكسة لتحرّكهم ضد الإسلام ولسعيهم في نشر الخوف من الإسلام. بمعنى أنهم، بما يقومون به، سيجعلون من الإسلام مركزًا ومحورًا لأسئلة جيل الشباب. إنّ أدنى إلفات أو توجيه لشعوب العالم سيجعلهم يتنبهون على نحو مفاجئ ويفكرون في السبب الذي يجعل المطبوعات الصهيونية والقنوات التلفزيونية المرتبطة بدوائر القرار والسلطة التي تملك المال والقوة تهاجم الإسلام على هذا النحو وبهذا المستوى؟ هذا الأمر بنفسه يشكل أرضيّة للسؤال؛ وهذا السؤال باعتقادنا فيه من الفوائد ما يمكن أن يحوّل التهديد إلى فرصة.

واجب الجمهورية الإسلامية تقديم الإسلام الواقعي للعالم
علينا بالسعي؛ العمل المهم والعظيم الذي يمكن لنظام الجمهوريّة الإسلامية القيام به – وكل من لديه إمكانية المساهمة في هذا المجال مهما كان عمله أو الموقع الذي يشغله – هو أن يكون جهدنا وسعينا في تقديم الإسلام النقي الناصع، الإسلام الذي يواجه الظالم ويدافع عن المظلوم. إن هذا الأمر سيرضي تطلعات الشاب الذي في أوروبا أو أمريكا أو في المناطق النائية من العالم. سوف يسره أن يعلم أن الإسلام يشكل طاقةً ودافعًا وفكرًا يواجه الظالمين والطغاة ويسعى نحو تحقيق مصالح المظلومين. وعنده برنامج في هذا المجال ويعتبر هذا الأمر من مسؤولياته. الإسلام الذي يدعو إلى العقلانية، الإسلام الذي يملك فلسفة عميقة، إسلام الفكر، علينا أن نقدم الإسلام الذي أعطى أهمية بالغة للعقل والفكر واللب وأمثالها، الإسلام الذي يدعو إلى التعقّل ويرفض السطحيّة والتمسّك بالقشور، يرفض التحجّر، يأبى للإنسان أن يكون أسيرًا لأوهامه وخيالاته – كما يفعل البعض باسم الإسلام – الإسلام النقي الصافي، علينا أن نبيّن لهم بأنّ هذا هو الإسلام، الإسلام الملتزم مقابل الاستهتار واللامبالاة.

نعم ؛ فاليوم هناك كثير من الأجهزة والجهات التي تسعى لتقود الشباب نحو عدم المبالاة والاستهتار والإباحية والتحرر من كل قيد في شتى المجالات. أن نقدم الإسلام الذي يرى في الإنسان إنسانًا ملتزمًا ويريد إنسانًا ملتزمًا، الإنسان الحاضر في ميدان الحياة مقابل الإسلام العلماني؛ الإسلام العلماني شبيه المسيحية العلمانية التي تتجه نحو زاوية في الكنيسة لتكون حبيسة فيها فلا يكون لها أي حضور في واقع الحياة. كذلك هو الإسلام العلماني، هناك من يدعو اليوم إلى إسلام منزوٍ، إسلام ليس له أي اهتمام في حياة الناس، إسلام يدعو الناس إلى عبادة في زاوية مسجد أو بيت ليس إلا. فلنبيّن الإسلام الذي يتدخّل في واقع الحياة، الإسلام الذي يرحم الضعيف، الإسلام الذي يجاهد المستكبرين ويواجههم. أعتقد أنّ هذه المسؤولية وهذا الواجب يقع على عاتق الجميع؛ على أجهزتنا الإعلامية، مؤسّساتنا ومراكزنا العلمية، حوزاتنا العلمية، أن يسعوا في تحقيق هذا الهدف.

لقد جعلوا من الإسلام هدفا لحملاتهم ، لهذا السبب الذي تقدم ذكره وهؤلاء الذين يستهدفون الإسلام مشخّصون ومعروفون: الأشخاص، الجهات والأجهزة، التيّارات، هؤلاء يرتبطون بجهة قوية تملك المال والقدرة السياسيّة والاقتصاديّة وهي في الغالب صهيونيّة يهوديّة، وإن لم تكن صهيونيّة يهوديّة تكون صهيونيّة غير يهوديّة – حيث يوجد اليوم في العالم صهاينة غير يهود -. في مواجهة هؤلاء علينا الاستفادة من هذه الفرصة وإثارة السؤال في أذهان الناس في جميع أنحاء العالم، علينا دعوتهم إلى التفكر والتساؤل عن السبب الذي يدعوهم إلى كل هذه الحملات على الإسلام!؛ عندها قدّموا لهؤلاء الإسلام الواقعي وعرّفوهم عليه. أعتقد أنّنا لو جعلنا -نحن العلماء وأهل العلم والباحثون في المسائل الدينية- تطبيق الإسلام ومواجهة الأعداء على هذا النحو نصبَ أعيننا في جميع أمورنا وأعمالنا فقد حظينا بتوفيق كبير.

تكليفنا إقامة الإسلام الكامل وتطرنا رهن ذلك
على كل حال، يجب أن يبقى هذا الأصل نُصب أعيننا : وهو أن تكليفنا إقامة الإسلام بالكامل في كل ما نقوم به؛ في كل المساعي التي نبذلها، سواءً القرارات المتخذة في المجال الإقتصادي، أم في المجال الثقافي. وإذا بقيت حياً حتى بداية العام الجديد11، لدي ما أقوله حول بعض الأمور حينها إن شاء الله. يجب أن يكون الإسلام الكامل غايتنا المنشودة، وعلينا أن لا نقبل بترك بعض الأهداف كمقدمة للنجاح في مسألة ما. لا، فنجاحنا وتطورنا رهن تمكننا من إقامة الإسلام بالكامل. إذا تحقق هذا، عندها سيدركنا العون الإلهي، ولا شك أن النصر الإلهي متوقفٌ قطعاً ويقيناً على نصرنا لدين الله. (إن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرکُم)12. لا يوجد كلام أوضح وأفصح من هذا. «إن تَنصُرُوا الله» أي إذا نصرتم دين الله؛( اِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرکُم وَ يُثَبِّت اَقدامَکُم)13؛( وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُه)14. هذه أمور حتمية ووعود إلهية؛ يجب أن لا نغفل عن هذه الوعود الإلهية؛ (اَلظّآنّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوء)15. حقاً ليس هناك أسوأ من سوء الظن بالله تعالى بحيث يرى الإنسان أن الوعود الإلهية لن تتحقق، والله يقول لنا في سورة "إنا فتحنا" المباركة: أن غضبه سيشمل هذا النوع من الأشخاص، هؤلاء الذين يتحرّكون بهذا الإتجاه16.

أسأل الله تعالى أن يوفقكم وإيانا لأداء واجبنا في هذا المجال، وأن يمن علينا وعلى بلدنا وشعبنا ببركاته المصاحبة لسلوك هذا الطريق. ونسأل الله أن يدخل السرور على روح إمامنا الخميني العظيم، وعلى أرواح الشهداء الطيبة، فهم أرَونا هذه الطريق وفتحوها لنا ومكنونا من السير فيها.

والسلام ‌عليکم ‌ورحمة الله ‌وبرکاته


1- سورة الحجر، الآية 91
2- سورة النساء، جزء من الآية 150
3- سورة الحديد، جزء من الآية 25
4- سورة الحج؛ جزء من الآية 41
5- سورة النحل، جزء من الآية 36
6- سورة الشورى، جزء من الآية 13
7- الآية نفسها
8- سورة الأحزاب، الآية الأولى
9- سورة الأحزاب، الآية 2،3
10- عبر القائد حرفيا: "بالصورة والسيرة"أي بالشكل والمضمون العملي حسب مجموع الكلام
11- الهجري شمسي، ويوافق بداية الربيع: 21 آذار 2015.
12- سورة محمد، قسم من الآية 7.
13- السابق.
14- سورة الحج، قسم من الآية 40.
15- سورة الفتح، قسم من الآية 6.
16- السابق، ?وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا".

 

2017-02-22