يتم التحميل...

المشاركة في الإنتخابات منعة للبلاد وضمانة لمستقبلها

الحكومة الدينية

من خطبة الإمام الخامنئي ــ دام ظله ــ الأولى في صلاة الجمعة – طهران3/2/2012م

عدد الزوار: 13

من خطبة الإمام الخامنئي ــ دام ظله ــ الأولى في صلاة الجمعة – طهران3/2/2012م

المشاركة في الإنتخابات منعة للبلاد وضمانة لمستقبلها
. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أيها الشعب الإيراني العزيز، الانتخابات تصون البلاد. الشيء الذي يحفظ هيبة هذا الشعب ويبسط قدراته المعنوية بوجه الأعداء ويخيفهم ويصدّهم عن التطاول عليه هو التواجد والمشاركة الشعبية، ومن مظاهرها المشاركة في الانتخابات، ومن مظاهرها المشاركة في 22 بهمن الذي هو على الأعتاب أمامكم. كلما تكثّف الحضور وتنوّع كلما قوي اعتبار البلد وقيمته الوطنية. وكذا الحال بالنسبة للانتخابات. كلما كان الزحام على صناديق الاقتراع أشد ومشاركة الشعب أوسع كلما قويت الثقة بالبلاد وتضاعفت مناعته وحصانته. يمكن لمشاركة الجماهير تأمين مستقبل البلاد وضمانه.

مجلس الشورى الصالح والنزيه والقوي يستطيع التأثير على أداء كل الأجهزة والمؤسسات في البلاد، فهو يؤثّر على أداء الحكومة وعلى أداء السلطة القضائية، وحتى على أداء القوات المسلحة. والمجلس القوي والصالح والنزيه والسليم له مثل هذا الوضع والدور. فمتى يمكن تشكيل مثل هذا المجلس من دون الشعب؟ هذا ما لا يريده الأعداء.

منذ شهرين أو ثلاثة والأبواق الإعلامية للعدو تعمل على بثّ اليأس والقنوط في نفوس الناس كي لا يشاركوا في الانتخابات. وبعض الناس في الداخل دون أن يتفطنوا إلى ما يقومون به يتناغمون معهم للأسف ! أولئك مغرضون، وهؤلاء غافلون.

يتوّجب عدم تضخيم القضايا الصغيرة، وعدم الإيحاء بأن هناك أزمة. يحاولون بألف وسيلة إثبات وجود أزمة في إيران. أية أزمة؟ ما هي الأزمة؟ البلد هادئ، والشعب قوي ونشيط وفعّال، كل هذه الأعمال يجري إنجازها من قبل الأجهزة المختلفة ومن قبل أبناء الشعب في هذا البلد. والأمن مستتب تماماً بتوفيق من الله. لتتعاون الأجهزة مع بعضها، فإذا تعاونت فسوف تسير الأمور ووالأعمال بنحو أفضل. وهذا ما لا يريده الأعداء.

لإنتخابات نزيهة وتنافس سليم
ما هو ضروري في الانتخابات هو التنافس السليم، التنافس من دون تراشق بالاتهامات والإساءات. يجب أن تكون أجواء الانتخابات سليمة ونزيهة. إذا كان الناس أنفسهم يعرفون المرشحين للانتخابات فليعملوا طبقاً لتشخيصهم، وإذا لم يكونوا يعرفونهم فليستشيروا ذوي البصيرة والمتدينين في من يختارونه. وليعمل من عليهم إدارة العملية الانتخابية بمنتهى الدقة لإجراء انتخابات سليمة. هذه أمور يمكنها أن تحقق للبلاد انتخابات جيدة. كانت الانتخابات الاثنتان والثلاثون أو الثلاثة والثلاثون جميعها التي أقيمت منذ بدء الثورة وإلى اليوم ولحسن الحظ نزيهة. طبعاً كان في كل منها من اعترض، وقد توبعت اعتراضاتهم، وكانت هناك مخالفات أحياناً، إلا أنّه لم يكن هناك عدم نزاهة في الانتخابات أبداً. ويجب أن يكون الحال كذلك بعد الآن أيضاً.

أهليّة المرشّحين
أ ــ المسامحة في سقف الأهلية للمرشحين
وأذكر نقطة أو نقطتين حول مسألة أهلية المرشحين. مجلس صيانة الدستور المحترم يحرز أهلية بعض الأفراد ولا يحرز أهلية بعضهم الآخر. أذكر هنا ثلاث نقاط:

النقطة الأولى: هي أن من وظائف مجلس صيانة الدستور من الناحية القانونية إحراز الأهليات، فيجب عليه التشخيص والوصول إلى نتيجة أن هذه الأهلية متوفرة. طبعاً كانت توصيتنا الدائمة بعدم رفع سقف الأهلية بحيث لا يشمل إلا عدداً محدوداً من الأفراد. لينظروا بمزيد من المسامحة لسقف الأمور التي تسبّب الأهلية.

ب ــ التسليم لقرارات مجلس صيانة الدستور
النقطة الثانية: هي أنّ هناك من يعترض على إشراف مجلس صيانة الدستور والعاملين على الإشراف. وقد يكون اعتراضه في محله وصحيحاً فعلاً، ولكن ينبغي التنبّه إلى أنّنا يجب أن نسلّم للقرار الذي تتخذه مؤسسة قانونية مسؤولة هي محل ثقة، كلنا يجب أن نتبع ما تقرره، فعلى سبيل المثال يشرع مجلس الشورى الإسلامي قانوناً، وقد أكون معترضاً على هذا القانون وأقول: إنّ هذا القانون فيه عيب وخلل، لكنّه قانون ويجب أن أعمل وفقاً له، حينما تتخذ جهة مسؤولة هي محل ثقة - كمجلس صيانة الدستور - قراراً فيجب التسليم له واتباعه.

ج ــ عدم أهلية مرشح لا يعني فقدانه لكل أهلية
النقطة الثالثة: وأعلنها وليعلم الجميع أن الذين تُرفض أهليتهم ليسوا بالضرورة أفراداً غير مؤهّلين. لا يُظن لأن فلاناً رفضت أهليته فهو إذن لا أهلية له إطلاقاً، لا. طبقاً للقانون لا يستطيع المشاركة في الانتخابات كمرشح، ولكن قد يكون أخطأ الموقع الذي رفض أهليته. وقد يكون غير مؤهّل لهذا العمل لكن له أهليات متعددة أخرى. يجب أن لا يكون معنى رفض أهلية شخص أنه فاقد لكل أهلية ولكلّ شيء، لا، هناك أهليات كثيرة أخرى.

التنبه لمؤامرات الأعداء
النقطة الأخيرة: بشأن الانتخابات هي أنّ المسؤولين يجب أن لا يغفلوا عن مؤامرات الأعداء بخصوص قضية الانتخابات. والذين لا يحصلون على الأصوات اللازمة في الانتخابات ليحذروا من أن يقعوا في الخديعة التي وقع فيها الذين لم يحصلوا على الأصوات في سنة ثمان وثمانين. ليعتبر كل المرشحين وكل أنصارهم أنفسهم مسؤولين عن الأمن مقابل مؤامرة الأعداء المحتملة، ولا يتهموا الانتخابات، ولا يسندوا العدو ويعضدوه، ولا يكون هناك في الإعلام إيحاء وترويج لأجواء الخلافات واليأس، حتى تكون لنا انتخابات جيدة إن شاء الله.

 

2017-02-22