يتم التحميل...

لا خير في علم لا ينفع

فلسفات أخلاقية

قد ترى رجلاً صبوراً ودؤوباً على القراءة والمطالعة فتغبطه، وتقول: يا ليت لي مثل هذه الرغبة وهذا الجلد.. ولا ريب أن سعة الاطلاع خير ومن صفات الكمال،

عدد الزوار: 15

قد ترى رجلاً صبوراً ودؤوباً على القراءة والمطالعة فتغبطه، وتقول: يا ليت لي مثل هذه الرغبة وهذا الجلد.. ولا ريب أن سعة الاطلاع خير ومن صفات الكمال، وإن منحت المطلع الذوق الحسن والقدرة على التمييز بين الغث والسليم أو محت من ذهنه وعقله ما كان قد علق به من جهالة وخرافة أيام الطفولة والصبا.

أما من يقرأ ما يضلله ويعميه عن الحقيقة، ويزيده جهلاً على جهل أو يقرأ ما لا ينتفع بمعرفته، ولا يتضرر بجهله، أما هذا فهو في أشد الحاجة إلى النصيحة والهداية.

وننطلق من هذا التمهيد إلى الاشارة إلى أن العديد من طلاب الحوزة يهتمون ويبحثون في أسفار ضخام عن معرفة أشياء لا تمتّ إلى دروسهم ولا إلى الحياة بسبب، ولا يسأل الله عنها غداً مثل ما هو اللوح المحفوظ في حقيقته؟ وفي أي مكان يوجد؟ وهل الملائكة أفضل أو الإنسان؟ وهل تزوج ابن آدم أختاً له أو حورية الخ.. وإذا سألت الباحث المنقب عن ذلك وأمثاله مسألة تتعلق بدرسه ارتبك وتلعثم.

ان الواجب الأهم على الطالب أن يهضم الكتاب المقرر ويفهم الدرس الذي يقرأ، فاذا انتهى من التحصيل في مدرسته بقي على صلة بالعلم الذي تخصص به مراجعة ومطالعة، وأنفق بعض الوقت في قراءة الصحف لمعرفة الأحداث والوقائع، وفي مطالعة الكتب التي تدعوه وتدفع به إلى التفكير فيما يهمه وينفعه، وتجعل منه انساناً متعلماً ومثقفاً.

وعقدت العزم أن لا أهتم بأي سؤال إلا أن يكون واحداً من اثنين: اما أن يكون المسئول عنه الآن يسأل الله عنه غداً ويحاسب عليه، وأما أن يمتّ إلى الحياة بسبب.. وأن لا أقرأ إلا ما أجد فيه متعة أو حسنة في هذه الدنيا أو الآخرة.

وقرأت في كتاب التربية التجريبية للدكتور عبد الله عبد الدائم أن (كورتيس) وضع كتاباً مدرسياً وفق الطريقة التجريبية بعد أن طاف في المدراس التي يريد أن يضع لها الكتاب المدرسي المنشود، وطلب إلى تلاميذها أن يطرحوا عليه الأسئلة التي يهمهم الجواب عنها. وأجاب بايجاز ووضوح على الأسئلة التي صاغوها، واستبعد من بينها الأسئلة المحلية الخاصة، والأسئلة غير العلمية التي لا يمكن الجواب عليها علمياً.

2016-03-09