يتم التحميل...

التشيّع

تعرّف على الشيعة

هل التشيع فكرة ابتدعها الشيعة من انفسهم، ثم طبعوها بطابع الدين، وصبغوها بالاسلام تمويهاً ورياءً لغايات سياسية، لا تمت الى الاسلام بسبب قريب او بعيد،

عدد الزوار: 10


هل التشيع فكرة ابتدعها الشيعة من انفسهم، ثم طبعوها بطابع الدين، وصبغوها بالاسلام تمويهاً ورياءً لغايات سياسية، لا تمت الى الاسلام بسبب قريب او بعيد، او ان التشيع عقيدة اسلامية، جاءت من عند اللّه، وبلغها محمد بن عبد اللّه صلى الله عليه وآله ، تماما كوجوب الصوم والصلاة، والحج والزكاة؟ وبكلمة هل الاسلام اصل للتشيع، او ان اصل التشيع اجنبي عن الاسلام؟

وقبل ان نجيب عن هذا التساؤل نمهد بما يلي:
اسباب المعرفة:

مهما اختلف المفكرون في اسباب المعرفة، وانها التجربة او العقل أو الحدس فانهم متفقون كلمة واحدة على ان السبب الوحيد لمعرفة آراء الغير ومعتقداته هي اقواله وتصريحاته... فاذا اردنا ان نعرف ما تدين وتعتقد به طائفة من الطوائف الدينية، ونتحدث عن عقيدتها فعلينا ان نسند الحديث الى اقوالها بالذات، الى كتب العقائد المعتبرة عندها، ولا يسوغ بحال الاعتماد على قول كاتب او مؤلف بعيد عنها ديناً وعقيدة، لأن هذا البعيد قد يكون جاهلاً متطفلاً، فيحرف الواقع عن غير قصد، او حاقداً متحاملاً، فيفتري بقصد التنكيل والتشهير، او خائناً مستأجراً فيكذب ويدس بقصد التفرقة وايقاظ الفتنة... بل لا يجوز الاعتماد على اقوال راوٍ او كاتب من ابناء الطائفة نفسها اذا لم تجتمع كلمتها على الثقة بمعرفته وعلمه، فان الكثيرين ممن كتبوا عن طائفتهم وعقائدها قد تجافوا عن الواقع، وخبطوا خبط عشواء، ورفض الكبار من علماء الطائفة اقوالهم، وصرحوا بضعفها وعدم الاعتماد عليها.

وكذا لا يصح الاعتماد على العادات والتقاليد المتبعة عند العوام، لان الكثير منها لا يقره الدين الذي ينتمون اليه، حتى ولو ايدها وساندها شيوخ يتسمون بسمة الدين، وأوضح مثال على ذلك ما يفعله بعض عوام الشيعة في بعض مدن العراق، وايران وفي بلدة النبطية في جنوب لبنان من لبس الاكفان، وضرب الرؤوس والجباه بالسيوف في اليوم العاشر من محرم. فان هذه البدعة المشينة حدثت في عصر متأخر من عصر الأئمة، وعصر كبار العلماء من الشيعة، وقد احدثها لانفسهم اهل الجهالة دون أن يأذن بها إِمام أو عالم كبير، وأيدها شيوخ السوء، لغاية الربح والتجارة... وسكت عنها من سكت خوف الاهانة والضرر او فوات المنفعة والمصلحة، ولم يجرؤ على مجابهتها ومحاربتها احد في ايامنا الا قليل من العلماء، وفي طليعتهم المرحوم السيد محسن الأمين العاملي الذي ألف رسالة خاصة في تحريمها وبدعتها، واسمى الرسالة "التنزيه لاعمال الشبيه"، وقاومه من أجلها اهل الخداع والاطماع.

كتب العقائد عند الشيعة:

وكتب العقائد المعتبرة عند الشيعه كثيرة، ومطبوعة تتداولها الأيدي، وتعرض للبيع في مكتبات العراق وايران، نذكر منها على سبيل المثال: اوائل المقالات، والنكت الاعتقادية للشيخ المفيد، والشافي للشريف المرتضى، والعقائد للشيخ الصدوق، وشرح التجريد، وكشف الفوائد للعلامة الحلي، والجزء الأول من اعيان الشيعة ونقض الوشيعة للسيد محسن الامين، وأصل الشيعة وأصولها للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، والفصول المهمة والمراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين، ودلائل الصدق للشيخ محمد حسن المظفر.

وبالتالي، نكرر - هنا - ما قلناه اكثر من مرة في ردودنا ومؤلفاتنا، وما اعلنه المعتمد عليهم من علمائنا، ان الشيعة لا يقرون ولا يعترفون بشيء مما قيل عن عقيدتهم، اذا لم تتفق مع ما جاء في الكتب المعتبرة عندهم. سواء أكان القائل مستشرقاً او عربياً، سنياً أو شيعياً، متقدماً أو متأخراً.

معنى التشيع:

لم يكن للعرب وحدة سياسية قبل الاسلام، فكل قبيلة تحكم نفسها، وكل مدينة لا تعرف لغيرها سلطاناً عليها، وبعد الاسلام اوجد النبي سلطة عامة خضع لها جميع العرب، ومارس هو السلطة بكافة معانيها: التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، فكان يبين الاحكام والحلال والحرام، ويقود الجيش، ويخابر الملوك، ويعقد المعاهدات، ويقضي بين الناس، ويقيم الحدود، وقد ربط القرآن الكريم هذه السلطات بشخص الرسول، ففي الآية 6 من سورة الأحزاب:  ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وفي الآية 36 من السورة نفسها:  ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وفي الآية 7 من سورة الحشر: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وغيرها كثير.

واتفق المسلمون بكلمة واحدة على ان السلطة الزمنية والدينية التي كانت للرسول تعطى لخليفته، ثم اختلفوا فيما بينهم: هل يعين الخليفة بالنص عليه من النبي، او يترك الامر فيه الى اختيار الامة؟. قال الشيعة: ان الخليفة يتعين بالنص لا بالانتخاب، أي ان اللّه سبحانه يأمر النبي ان يبلغ المسلمين بانه قد اختار (فلاناً) خليفة بعده، وان عليهم ان يسمعوا له ويطيعوا، وقد صدر هذا النص بالفعل من النبي على علي بن أبي طالب.

هذا هو التشيع، وهكذا ابتدأ ونشأ دون ان يضاف اليه أي شيء آخر... اما المغالاة في علي وصفاته أو تكفير خصومه السياسيين وما الى ذاك فلا يمت الى التشيع بسبب... والذي يدلنا على ان لفظ الشيعة علَم على من يؤمن بأن علياً هو الخليفة بنص النبي ما قاله فقهاء الإمامية في كتب التشريع من انه اذا اوصى رجل بمال للشيعة، او وقف عقاراً عليهم يعطى لمن قدم علياً في الإمامة على غيره بعد النبي، ولا يعطى للمغالين (كتاب المسالك للشهيد الثاني ج 1 باب الوقف).

وبالتالي، إن التشيع في حقيقته وجوهره يتلخص بهذه الكلمة، وهي الإيمان بأن الإمام المنصوص عليه يتولى الحكم، ويحكم بإرادة اللّه لا بإرادة الناس، وقد أنكر السنة عليهم ذلك، وبالغوا في الإنكار، حتى قال بعض المؤلفين: إن هذه العقيدة نزعة فارسية استقاها الشيعة من الفرس...

ونجيب بانها اسلامية بحت، لا شائبة فيها لغير الاسلام، وقد أُخذت من كتاب اللّه وسنة نبيه، كما يظهر من الادلة الآتية. وإذا اخذ الشيعة هذه النزعة من الفرس. فمن اين اخذ عثمان بن عفان قوله - حين طلب اليه ان يتخلى عن الخلافة - "ما كنت لاخلع قميصاً قمصنيه اللّه". وقال ايضاً: "لان اقدم فتضرب عنقي احب من ان انزع سربالاً سربلنيه اللّه".

يجوز ان تكون الخلافة قميصاً بل سربالاً من اللّه لعثمان، ولا يجوز ان تكون حقاً الهياً لعلي. ثم أي فرق بين قول عثمان هذا، وقول الشيعة بان الخلافة منصب الهي امرها بيد اللّه لا بيد الناس؟... ولماذا كان قول الشيعة نزعة اجنبية، وقول عثمان نزعة اسلامية؟...

من ادلة الشيعة:

استدل الشيعة على ان الخلافة تكون بالنص لا بالانتخاب بادلة:
منها: أن الخليفة يحكم باسم اللّه لا باسم الشعب، فيجب والحال، ان يُختار من اللّه بلسان نبيه، لا من الشعب بطريق الانتخاب.

ومنها: قوله تعالى في الآية 68 من سورة القصص: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ. فاللّه سبحانه حصر الاختيار به، ونفاه عن جميع الناس. (دلائل الصدق ج 3 ص 21 طبعة 1953).

ومنها: أن الأكثرية غير معصومة عن الخطأ، فمن الجائز أن تختار رجلاً لا تتوافر فيه صفات الإمام من العلم والخلق، فتعم الفوضى والفساد. وقد نص القرآن على سقوط رأي الأكثرية في الآية 116 من سورة الانعام: ﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ. وفي الآية 106 من سورة المائدة: ﴿وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ. و وفي الآية 71 من سورة المؤمنون: ﴿وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ. وغيرها من الآيات (كتاب فدك للصدر ص 113 طبعة 1955. وج 4 من كتاب الميزان في تفسير القرآن للطباطبائي ص 109 طبعة سنة 1376هجري).

وجاء في الحديث النبوي ان محمداً صلى الله عليه وآله يرى يوم القيامة اكثر امته تدخل النار. وحين يسأل عن السبب يقال له: انهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقرى (كتاب الجمع بين الصحيحين. الحديث 267).

واهل السنة الذين قالوا: ان الخليفة يكون بالانتخاب لا بالنص يعترفون بان الاكثرية قد تخطئ، وتختار غير الكفوء، لكن بعضهم قال: اذا انحرف الخليفة، عزلناه، وأتينا بالأصلح... واعلن ابو بكر من على المنبر قائلاً: "اذا استقمت فأعينوني، واذا زغت قوِّموني". واجاب الشيعة عن ذلك بان وظيفة الإمام ان يقوّم المعوج من رعيته، فاذا قومته الرعية انعكست الآية، واصبح محكوماً، والرعية هي الحاكمة، قال الشاعر الشيعي1:
وقالوا رسول اللّه ما اختار بعده           إِماماً ولكنا لأنفسنا اخترنا
أقمنا إماماً إن أقام على الهدى           أطعنا وإن ضل الهداية قوّمنا
فقلنا إذن أنتم امام إِمامكم                  بحمدٍ من الرحمن تهتم وما تهنا
ولكننا اخترنا الذي اختار ربنا              لنا يوم خم ما اعتدينا ولا حلنا

يسخر الشاعر من قولهم: انهم يطيعون الامام ان استقام، ويقوِّمونه إن اعوج، ويرد عليهم بانهم اصبحوا هم الإمام، وهو المأموم.

أصل التشيع:

من الذي جاء بالتشيع، وحمل الناس عليه؟ وهل يرجع الى اصل من اصول الاسلام، ومصدر من مصادره كآية من كتاب اللّه، أو رواية من السنة النبوية؟

وقد أجاب الشيعة عن ذلك إجابة حاسمة وواضحة، وأثبتوا بالأرقام من أقوال أهل السنة، وكتبهم الصحاح أن النبي هو الذي بعث عقيدة التشيع، وأوجدها، ودعا إلى حب علي وولائه، وأول من أطلق لفظ الشيعة على أتباعه ومريديه، ولولاه لم يكن للشيعة والتشيع عين ولا أثر.

قال العلامة الحلي في كتاب "نهج الحق": ذكر الإمام احمد بن حنبل في مسنده، والثعالبي في تفسيره انه لما نزلت الآية 214 من سورة الشعراء: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ جمع النبي من أهل بيته ثلاثين، فاكلوا، وشربوا، ثم قال لهم: من يضمن عني ديني ومواعيدي، ويكون خليفتي، ومعي في الجنة؟ قال علي: أنا. فقال له: انت.

ونقل الشيخ محمد حسن المظفر في كتاب دلائل الصدق ج 2 ص 233 عن كتاب كنز العمال ج 6 ص 397 أن النبي قال لعشيرته: قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على أمري هذا؟ قال علي: أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك عليه فأخذ النبي برقبته، وقال: إن هذا أخي، ووصيي،وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع وتطيع لولدك علي2 .

وبهذه المناسبة ننقل ما ذكره الاديب المصري عبد الرحمن الشرقاوي في كتاب "محمد رسول الحرية"، قال في ص 80 الطبعة الاولى: "ورأى محمد أن يجمع أسرته من بني عبد المطلب، ويدعوهم إلى الإيمان بما جاء به، فليس أحب إليه من عشيرته. وأولم لهم في بيته، وبدأ يتكلم. وبدأوا كلهم يسمعون لمحمد، وهو يحدثهم عما جاء به. ولكن أحداً لم يستجب إليه: إلا علي بن أبي طالب. هو وحده الذي انتفض يؤكد أنه سينصر محمداً بسيفه. وضحك من الاستخفاف بعض الكبار، فقد كان علي هذا أصغر الحاضرين، كان اذ ذاك ما يزال فتى صغير السن، تتقدم به سنه الى أول الشباب، ولكن محمداً لم يستخف بحماسة علي، فقد قام اليه، فعانقه وبكى".

وقال الأميني في الجزء الأول من كتاب "الغدير"3  ص 9 طبعة 1372 هجري: بعد أن رجع النبي من حجة الوداع، وهي الحجة التي لم يلبث بعدها الا قليلاً، ووصل الى غدير خم جمع الناس، وخطبهم وقال فيما قال: ان اللّه مولاي، وانا مولى المؤمنين، وانا اولى بهم من انفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه يقولها ثلاث مرات، ثم قال: اللهم والِ من والاه، وعاد من عاداه، واحب من احبه، وابغض من بغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وادر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغائب.

ثم ذكر الاميني من رواة هذا الحديث 120 صحابياً ، و 84 تابعياً، اما  طبقات رواته من أئمة الحديث واساتذته فقد بلغوا 360، وبلغ المؤلفون في حديث الغدير من السنة والشيعة 26 مؤلفاً.

وقد اعتبر الشيعة حديث الغدير هذا نصاً بخلافة علي بعد النبي، ومن هنا اهتموا به هذا الاهتمام البالغ، واهل السنة يعترفون بصحة هذا الحديث، ويقولون بصدوره عن النبي، ولكنهم أوَّلوا الولاء بالحب والاخلاص، لا بالحكم والسلطان، فحديث "من كنت مولاه فعلي مولاه" أشبه عندهم بحديث "يا علي لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق" وغيره من الأحاديث الدالة على مكانة أهل البيت وعلو شأنهم، والحب وعلو الشأن شيء، والنص على الخلافة شيء آخر.

وأجاب الشيعة عن ذلك بأن قول النبي أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه يدل بصراحة ووضوح على أن نفس ولاية النبي الدينية والدنيوية هي بعينها قد جعلها النبي لعلي بعده، إذ جعل علياً نظير نفسه في أنه أولى بهم من أنفسهم، ولا شيء سوى ذلك، ولو كان للفظ المولى ألف معنى ومعنى.

لفظ الشيعة:

وكما أثبت الشيعة من كتب السنة وأقوالهم أن النبي هو الذي بعث عقيدة التشيع ودعا اليها أثبتوا أيضاً من طرق السنة أن النبي أول من أطلق لفظ الشيعة على من احب علياً وتابعه، قال الشيخ محمد حسين المظفر في كتاب "تاريخ الشيعة" ص 5 طبع النجف:  جاء في كتاب الصواعق المحرقة لابن حجر وفي كتاب النهاية لابن الأثير، ان النبي قال: يا علي انك ستقدم على اللّه انت وشيعتك راضين مرضيين.
وجاء في الدر المنثور للسيوطي ان النبي قال: ان هذا - واشار الى علي - وشيعته لهم فائزون يوم القيامة.

ثم قال صاحب "تاريخ الشيعة": فكانت الدعوة الى التشيع لعلي من محمد تمشي منه جنباً لجنب مع الدعوة الى شهادة لا إله الا اللّه محمد رسول اللّه.

وبهذا يتبين معنا ان المصدر الاول والاخير للشيعة والتشيع هو النبي دون سواه، فان كان التشيع هو السبب لتمزيق المسلمين وتفريق كلمتهم كما زعم بعض السنة فالمسؤول عن ذلك هو النبي وحده دون سواه.


الشعر:

وكان لأحاديث الشيعة والتشيع أثر ظاهر في أشعار الصحابة، نقل طرفاً منها الشريف المرتضى في كتاب "العيون والمحاسن"4 والشيخ الاميني في كتاب "الغدير". من ذلك ما جاء في ج 1 ص 11 و ج 2 ص 39 من كتاب الغدير ان حسان بن ثابت قال للنبي بعد ان اعلن قوله من كنت مولاه فعلي مولاه: ائذن لي يا رسول اللّه ان اقول في علي ابياتاً تسمعهن، فقال له النبي: قل على بركة اللّه، فقام حسان، وقال: يا معشر مشيخة قريش، اتبعها قولي بشهادةٍ من رسول اللّه في الولاية:

يناديهم يوم الغدير نبيهم
وقد جاء جبريل عن أمر ربه   
وبلغهم ما أنزل اللّه ربهم
فقام به إذ ذاك رافع كفه
فقال فمن مولاكم ووليكم
إلهك مولانا وأنت وليّنا
فقال له قم يا علي فإنني
فمن كنت مولاه فهذا وليّه         
هناك دعا اللهم وال وليّه
فيا رب انصر ناصريه لنصرهم
بخم واسمع بالنبي مناديا
بأنك معصوم فلا تك وانيا
إليك ولا تخشَ هناك الأعاديا
بكف علي معلن الصوت عاليا
فقالوا ولم يبدوا هناك تعاميا
ولن تجدن فينا لك اليوم عاصيا
رضيتك من بعدي إِماماً وهاديا
فكونوا له أنصار صدق مواليا
وكن للذي عادى علياً معاديا
امام هدى كالبدر يجلو الدياجيا

وفي ج 2 ص 67 من كتاب "العيون والمحاسن" أن خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين صاحب رسول اللّه، قال:
 

إذا نحن بايعنا علياً فحسبنا
وجدناه أولى الناس بالناس انه
وإن قريشاً لا تشق غباره
وصي رسول اللّه من دون أهله
وأول من صلى من الناس كلهم
وصاحب كبش القوم في كل وقعة
فذاك الذي تثني الخناصر باسمه

أبو حسن مما نخاف من الفتن
أطب قريش بالكتاب وبالسنن
 إذا ما جرى يوماً على الضمر البدن
وفارسه قد كان في سالف الزمن
 سوى خيرة النسوان واللّه ذو المنن
يكون لها نفس الشجاع لدى الذقن
 امامهم حتى أغيب في الكفن

وفي الكتاب المذكور أن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب قال عندما بويع أبو بكر:

ما كنت أحسب أن الأمر منتقل
أليس أول من صلى لقبلتهم
وآخر الناس عهداً بالنبي ومن
ماذا الذي ردكم عنه فنعلمه

عن هاشم ثم منها عن أبي حسن
واعلم الناس بالآيات والسنن
جبريل عون له في الغسل والكفن
ها ان بيعتكم من أول الفتن

وقال عبد اللّه بن سفيان بن الحرث بن عبد المطلب:

ما كنت أحسب أن الأمر منتقل
أليس أول من صلى لقبلتهم
وآخر الناس عهداً بالنبي ومن
ماذا الذي ردكم عنه فنعلمه
وكان ولي الأمر بعد محمد
وصي رسول اللّه حقاً وجاره

عن هاشم ثم منها عن أبي حسن
واعلم الناس بالآيات والسنن
جبريل عون له في الغسل والكفن
ها ان بيعتكم من أول الفتن
علي وفي كل المواطن صاحبه
وأول من صلى ومن لان جانبه

وقال الصحابي جرير بن عبد اللّه البجلي:

فصلى الإله على أحمد
وصلى على الطهر من بعده
علياً عنيت وصي النبي

رسول المليك تمام النعم
خليفتنا القائم المدعم
يجالد عنه غواث الأمم

وقال عبد الرحمن بن حنبل:

فصلى الإله على أحمد
وصلى على الطهر من بعده
علياً عنيت وصي النبي
لعمري لئن بايعتم ذا حفيظة
عفيفاً عن الفحشاء أبيض ماجداً
أبا حسن فارضوا به وتبايعوا
علي وصي المصطفى ووزيره

رسول المليك تمام النعم
خليفتنا القائم المدعم
يجالد عنه غواث الأمم
على الدين معروف العفاف موفقا
 صدوقاً وللجبار قدماً مصدقا
فليس كمن فيه لذي العيب منطقا
وأول من صلى لذي العرش واتقى

وهذا الشاعر الصحابي هو الذي قال في عثمان بن عفان1:

واحلف باللّه جهد اليمين
ولكن جعلت لنا فتنة
دعوت الطريد فأدنيته
ووليت قرباك أمر العباد
وأعطيت مروان خمس الغنى

ما ترك اللّه أمراً سدى
لكي نبتلي بك أو تبتلى
خلافاً لما سنه المصطفى
خلافاً لسنة من قد مضى
-مة آثرته وحميت الحمى

وفي الجزء الثاني من كتاب "الغدير" ص 67 أن الصحابي قيس بن سعد بن عبادة قال:

وعلي إمامنا وإمام
يوم قال النبي من كنت مولا
إنما قاله النبي على الأمة

لسوانا أتى به التنزيل
ه فهذا خطب جليل
حتم ما فيه قال وقيل

وفي كتاب "أمير المؤمنين علي بن أبي طالب" لكاظم آل نوح سنة 1374 هجري ص 43: نقلاً عن جمهرة الخطب أن سعيد بن قيس الهمداني كان يرتجز يوم صفين بقوله:
 

هذا علي وابن عم المصطفى
هذا الإمام لا يبالي من غوى

 أول من أجابه لما دعا

وفي الكتاب المذكور ص 44 أن الفضل بن أبي لهب قال:

الا إن خير الناس بعد محمد
وخيرته في خيبر ورسوله
وأول من صلى وصنو نبيه
فذاك علي الخير من ذا يفوقه

مهيمنه التاليه في العرف والنكر
تبيد عهود الشرك فوق أبي بكر
وأول من أردى الغواة لدى بدر
أبو حسن حلف القرابة والصهر

وفي صفحة 45 نقلاً عن كتاب "صفين" لنصر بن مزاحم أن زفر بن زيد بن حذيفة الأسدي قال يوم صفين:

فحوطوا علياً فانصروه فانه
وان تخذلوه والحوادث جمة

وصيي وفي الإسلام أول أول
فليس لكم عن أرضكم متحول

وفي كتاب "أمالي الشيخ المفيد" ص 91، منشورات المطبعة الحيدرية بالنجف:
إن علي بن أبي طالب لما بلغه مسير طلحة والزبير لحربه خطب في الناس، وقال بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه:
أما بعد، فإن اللّه تبارك وتعالى لما قبض نبيه قلنا نحن أهل بيته وعصبته وورثته وأولياؤه أحق خلائق اللّه به، لا ننازع حقه وسلطانه، فبينما نحن على ذلك إذ نفر المنافقون، فانتزعوا سلطان نبينا منا، وولوه غيرنا. وايم اللّه لولا مخافة الفرقة من المسلمين أن يعودوا إلى الكفر، ويعود الدين لكنا قد غيرنا ذلك ما استطعنا، وقد ولي ذلك ولاة مضوا لسبيلهم، ورد اللّه الأمر إليّ، وقد بايعني طلحة والزبير، ثم نهضا إلى البصرة ليفرقا جماعتكم، ويلقيا بأسكم بينكم، اللهم فخذهما لغشهما هذه الأمة، وسوء نظرهما للعامة.

فقام الصحابي بو الهيثم بن التيهاني، وقال: يا أمير المؤمنين إن حسد قريش إياك على وجهين: أما خيارهم فحسدوك منافسة في الفضل، وارتفاعاً في الدرجة، وأما شرارهم فحسدوك حسداً أحبط اللّه به أعمالهم، وأثقل أوزارهم، وما رضوا أن يساووك، حتى أرادوا أن يتقدموك، فبعدت عليهم الغاية، وأسقطهم المضمار، وكنت أحق قريش بقريش، نصرت نبيهم حياً، وقضيت عنه الحقوق ميتاً، واللّه ما بغيهم إلا على أنفسهم، ونحن أنصارك وأعوانك، فمرنا بأمرك ثم انشأ:
 

إن قوماً بغوا عليك وكادوا
ليس من عيبها جناح بعوض
أبصروا نعمة عليك من اللّه
وإماماً تأوي الأمور إليه
كلٍ ما تجمع الامامة فيه
حسداً للذي أتاك من اللّه
ونفوس هناك أوعية البغض
من مسر يكنه حجب الغيب
يا وصي النبي نحن من الحق
فخذ الاوس والقبيل من الخز
ليس منا من لم يكن لك في اللّه

ثم عابوك بالأمور القباح
 فيك حقاً ولا كعشر جناح
وقرماً يدق قرن النطاح
ولجاماً يلين غرب الجماح
هاشمياً له عراض البطاح
 وعادوا إلى قلوب قراح
على الخير للشفاء شحاح
ومن مظهر العداوة لاح
على مثل بهجة الاصباح
رج بالطعن والوغى والكفاح
ولياً على الهدى والفلاح

فاشعار الصحابة والأحاديث النبوية تدل دلالة واضحة على أن التشيع بمعنى وجود النص على علي بالخلافة بعد النبي بلا فاصل كان موجوداً في عهد رسول اللّه صلى الله عليه وآله .


1- دلائل الصدق ج 2 ص 25 طبعة سنة 1953، وهذا الشاعر هو سفيان بن مصعب العبدي، قال السيد محسن الأمين: كان من أصحاب الإمام جعفر الصادق، وتوفي في حدود سنة 120 هجري (اعيان الشيعة، القسم الثاني من الجزء الأول ص 166 طبعة سنة 1960 ).
2- ذكر هذا الحديث محمد حسين هيكل في كتاب "حياة محمد" طبعة أولى، ثم حذفه في الثانية لقاء 500 جنيه، ودليلنا المقابلة بين الطبعتين. انظر التعليق ص 114 من "أعيان الشيعة" ج 1 قسم 1 طبعة 1960 .
3- هذا الكتاب للشيخ عبد الحسين الأميني، وقد بلغ 12 مجلداً ضخماً، جمع فيه النصوص على خلافة علي من طرق السنة ورواياتهم عن النبي، وقد بلغت المئات، وطبع الكتاب أكثر من مرة في طهران، والمؤلف من علماء الشيعة في هذا العصر ومحل ثقة الجميع واحترامهم.
4- هذا الكتاب جمعه الشريف المرتضى من أقوال استاذه الشيخ المفيد، وطبع في النجف سنة 1937 باسم الفهرست خشية ان تمنعه السلطة يومذاك لو طبع باسمه الحقيقي.
5- كتاب "الاستيعاب" ج 2 ص 407 طبعة 1939

2016-03-08