يتم التحميل...

مكانة العلماء وموقعيّتهم

مفاهيم عامة

يقول الإمام الخميني‏ قدس سره: "أولئك العلماء هم مظهر الإسلام، إنّهم مبيِّنو القرآن، إنّهم مَظْهَرُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأكرم".

عدد الزوار: 26

يقول الإمام الخميني‏ قدس سره: "أولئك العلماء هم مظهر الإسلام، إنّهم مبيِّنو القرآن، إنّهم مَظْهَرُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأكرم".

إنّ للعلماء مكانةً خاصّةً عند الإمام الخميني‏ قدس سره، كيف لا؟ وهو السائر على خطّ الإسلام الّذي يعلن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً: "فضل العالم على غيره كفضل النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم على أمَّته" !

فالعلماء هم:
1- ورثة الأنبياء: لم يرثوا منهم أموالهم وإنّما ورثوا علومهم ودورهم في الأمّة، وقد أشارت الروايات إلى هذه الحقيقة: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "العلماءُ ورثةُ الأنبياءِ، يحبُّهُم أهلُ السماء، ويستغفرُ لهم الحيتانُ في البحرِ إذا ماتوا إلى يوم القيامة" .

2- مظهرو الإسلام وأدلاّؤه: لا يمكن معرفة الإسلام الحقيقي إلّا بواسطة العلماء، فمن خلالهم يمكن الوصول إليه على المستويَيْن العلميّ والعمليّ، وقد ورد في الرواية عن أمير المؤمنين‏ عليه السلام: "...العلماءُ، وَهُمُ الأدلّاء على الله" . ويؤكّد الإمام الخميني قدس سره ذلك في بعض كلماته حيث يقول: "لمئاتِ السنين كان علماء الإسلام ملجأَ للمحرومين، وقد ارتوى المستضعفونَ دوماً من كوثرِ زَلالِ معرفة الفقهاء العظام. فإلى جانب جهادهم العلميّ والثقافيّ الّذي هو حقّاً أفضل من دماء الشهداء في بعض جوانبه، فقد تحمّل أولئك في كلّ عصر من العصور المرارات من أجل الدفاع عن المقدّسات الدينيّة والوطنيّة، وتحمّلوا الأسر والنفي والسجون والأذى والمضايقات والكلام الجارح، وقدّموا في الحضرة المقدّسة شهداء عظاماً".

3- حـُرّاس الإسلام: هذا اللّقب العظيم الّذي يطلقه الإمام الخميني‏ قدس سره على العلماء، حيث يقول‏ قدس سره مخاطباً مجموعة من العلماء: "اقتحموا الأمور، تدخّلوا في الشؤون، لا يصحّ أن يقول أحدكم: أنا فقيه ولا شأن لي بغير ذلك، فأنت فقيه، ولكن يجب أن تتدخّل في الشؤون، يجب أن تتدخّل بمقدّرات الناس، فأنتم حرّاس الإسلام، ويجب أن تحرسوه". وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذا الدور في عدّة روايات ففي بعضها: "إنّ مَثَلَ العلماءِ كَمَثَلِ النجومِ في السماءِ يُهتدى بها في ظُلمات البرِّ والبحر، فإذا انطمَسَت النجومُ أوشكَ أن تَضِلّ الهُداة" .

ودورهم هذا يتأكّد في زمن غيبة الإمام صاحب الزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ففي الرواية عن الإمام الهادي‏ عليه السلام: "لولا من يبقى بعد غيبةِ قائِمنا عجل الله تعالى فرجه الشريف من العلماء الداعين إليه، والدالّينَ عليه، والذابّينَ عن دينهِ بحججِ اللهِ، والمنقذينَ لضعفاءِ عبادِ اللهِ من شِبَاك إبليسَ ومَرَدَتِه، ومن فِخاخِ النواصِبِ، لما بقِيَ أحدٌ إلّا ارتدَّ عن دين الله" .

التكليف تجاه العلماء

إنّ التكليف تجاه العلماء يتلخّص بتفعيل دورهم وتسهيل مهامّهم بالشكل الّذي يضمن تطبيق تعاليم الدين وأحكامه وحفظ الرسالة، وقد أشارت الروايات إلى بعض المفردات التفصيليّة، كمجالستهم وضرورة الاستفادة منهم، كما في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنِ اسْتَقْبَلَ العلماءَ فَقَدْ استقبَلَني، ومن زارَ العلماءَ فقد زارَني، ومن جالس العلماء فقد جالسني، ومن جالسني فكأنّما جالس ربّي" .


* ملخص عن كتاب معارف الأسلام / إعداد مركز نون للترجمة والتأليف .

2016-03-07