يتم التحميل...

سورة الرعد

تفسير الكتاب المبين

سورة الرعد

عدد الزوار: 121

(1): ﴿المر: تقدم في أول البقرة ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ: آيات هذه السورة هي من القرآن ﴿وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ: أجل القرآن حق لا ريب فيه، لأنه يقول: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى- 39 النجم... إن أكرمكم عند الله أتقاكم – 13 الحجرات... إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية – 6 البينة).

(2): ﴿اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَ: وجملة ترونها صفة للسموات لا للعمد، والمعنى أن الكواكب التي ترونها في السماء لا تقوم على شيء، بل وضعت منذ البداية في مكان محدد بكل دقة، لا تحتاج معه إلى تكأة أو ركيزة. وقال الإمام علي (ع) في مستدرك نهج البلاغة: (رفع سبحانه السماء بغير عمد، وبسط الأرض على الهواء بغير أركان) ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ: كناية عن الملك والسيطرة وتقدم في الآية 54 من الأعراف و3 من يونس ﴿وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ... : تقدم في الآية 54 من الأعراف ﴿يُدَبِّرُ الأَمْرَ: المراد بالأمر الخلق، وبالتدبير الإحكام والهيمنة ﴿يُفَصِّلُ الآيَاتِ: في كتابيه: الكوني والقرآني.

(3): ﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ: بسطها ووسعها ﴿وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ: ألقى في الأرض جبالاً راسخات شامخات ﴿وَأَنْهَارً: قرن سبحانه الأنهار بالجبال، لأن الماء يتفجر من تحتها ﴿وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ: في التفاسير القديمة أن الزوجين أو الاثنين هما (أسود وأبيض وحلو وحامض ورطب ويابس)! ونسي المفسرون القدامى أن في الثمر ما هو أصفر وأخضر ولا حلو ولا حامض. وفي التفاسير الجديدة أن المراد بالزوجين الذكر والأنثى، وأن الشجر وغيره من النبات لا ينتج إلاّ باللقاح بطريق أو بآخر﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ: في يُغشي ضمير مستتر يعود إليه تعالى، والليل مفعول أول والنهار مفعول ثانٍ، فيأتي أحدهما بعد الآخر ويغطيه، وتقدم في الآية 54 من الأعراف.
(4): ﴿وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ: يلتصق بعضها ببعض، ومع ذلك تتنوع إلى خصبة وجدبة، وسميكة ورقيقة، وصفراء وبيضاء... ولا سر إلا أمر الله وتدبيره في خلقه. ﴿وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ: بساتين من الكرمة﴿وَزَرْعٌ: من أنواع شتى ﴿وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ: هي النخيلات من أصل واحد غير متنوع، لأن النخل على أنواع﴿وَغَيْرُ صِنْوَانٍ: هي النخيلات من أصول متعددة متنوعة، وخص سبحانه الأعناب والنخيل بالذكر، لأنهما الثمر الغالب في ذاك العصر ﴿يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ: كالمطر أو النهر، وأيضًا التربة واحدة، ومع ذلك يختلف الثمر لونًا وحجمًا ورائحة وطعمًا، والسر حكمة الله وتدبيره ﴿وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ: طعمًا ومذاقًا حتى ثمرات الشجرة الواحدة يختلف طعم بعضها عن بعض، بل وحبات الرمان والعنب في علاقة واحدة.

(5): ﴿وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا... : أتعجب يا محمد من الذين كذبوك؟ إن تكذيبهم بالبعث أعجب وأغرب (فلينظر الإنسان مم خلق، خلق من ماء دافق... إنه على رجعه لقادر – 8 الطارق) وتقدم في الآية 36 من الأنعام و57 من الأعراف، ويأتي.

(6): ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ: المراد بالسيئة هنا العذاب، وبالحسنة العافية، وبالمثلات العقوبات، دعا رسول الله (ص) المشركين إلى التوحيد، وتوعدهم بالعذاب إن استنكفوا، فسخروا وقالوا: عجل بحسابك وعذابك. قالوا هذا ولم يتعظوا بعقوبات أمثالهم من المكذبين الأولين ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ: جمعت هذه الآية بين الرجاء والخوف، وهما وصفان متلازمان في المؤمن الحق، لا ينفصل أحدهما عن الآخر، فمن صح رجاؤه لرحمة الله صح خوفه من نقمته، ومن صح خوفه من نقمته صح رجاؤه لرحمته، أما من خاف من عقابه ويئس من رحمته أو رجا ثوابه دون أن يخاف من عقابه – فما هو من الإيمان في شيء.

(7): ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ: على رسول الله ﴿آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ: معجزة اقترحها عليه المشركون تعنتًا، وتقدم في الآية 37 من الأنعام و20 من يونس ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ: تحذر الطغاة والعصاة من سوء العاقبة ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ: يهديهم إلى الصراط القويم، أما المعجزات فهي بيد الله وحده.

(8): ﴿اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى: من ذكر أو أُنثى ﴿وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ: أي تنقص عن مدة الحمل بحيث تلد أو تسقط لأقل من تسعة أشهر ﴿وَمَا تَزْدَادُ: عن التسعة، واتفقت المذاهب الإسلامية على أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، واختلفوا في أقصاها، فقال أبو حنيفة: سنتان، وقال مالك والشافعي وابن حنبل: أربع سنين. واتفق الشيعة الإمامية على أن مدة الحمل لا تزيد ساعة عن السنة. وهذا ما أثبته الطب الحديث، وفي رأينا أن تحديد مدة الحمل يجب تركها للأطباء وأهل الاختصاص، لأن الحمل موضوع طبيعي لا شرعي كالصلاة والصيام، والشارع يقرر ويمضي ما يقوله العلم، وعلى هذا تحمل الأحاديث الواردة في باب الحمل ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ: يخضع في وجوه وجميع أوضاعه لنظام يلائمه، دبره وأتقنه عليم حكيم.

(9): ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ: يعلم ما غاب عنا علمه ﴿وَالشَّهَادَةِ: ما نراه نحن ونشاهده ﴿الْكَبِيرُ: في ذاته وصفاته وأفعاله ﴿الْمُتَعَالِ: العالي الذي لا شيء فوقه، وكل شيء دونه.

(10): ﴿سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ: كل سر عند الخلق علانية عند الخالق وكل غيب عنهم هو شهادة عنده تعالى.

(11): ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ: الهاء في (له) وما بعدها تعود للإنسان، والمعقبات كناية عن حواس الإنسان وغرائزه، و(من) في قوله تعالى (من أمر الله) بمعنى الباء أي بأمر الله، وأذنه، والمعنى أن الله سبحانه خلق الإنسان، وجعل له السمع والبصر والفؤاد ليهتدي بها إلى ما يريد، ويحترز عما يكره، وقال المفسرون القدامى: المراد بالمعقبات ملائكة تنزل من السماء إلى الأرض لتحرس كل فرد من أفراد الإنسان في كل ثانية من حياته ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ:ما من شك أن الله لا يغير ما بنا من جهل حتى نبني المدارس والجامعات والمختبرات، والله لا يغير ما بنا من فقر حتى ننشئ المزارع ونقيم المصانع، والله لا يغير ما بنا من ذل وهوان وعبودية حتى نتفق قلبًا واحدًا ونجاهد يدًا واحدة ضد كل معتدٍ أثيم، والله لا يغير ما بنا من شتات حتى نتحرر من الأغراض والشهوات. قال عز من قائل: (من عمل صالحًا من ذكر أو أُنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون - 97 النحل) ﴿وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ:المراد بالسوء هنا العذاب، ومتى أراده الله سبحانه لإنسان أو فئة فلا منجيَّ مما أراد، والله عادل حكيم لا يؤدّب ويعذّب إلاّ بحق وسبب موجب، بل ويعفو عن كثير.

(12): ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعً: البرق يبشر بالمطر، وهو خير إن أنبت الزرع وأدر الضرع، وهو شر إن يكُ حسومًا وسمومًا، وكان الإمام علي (ع) يقول في صلاة الاستسقاء: (اللهم اسقنا ذلل السحاب دون صعابها)، فإذا رأينا البرق رجونا أن يكون بشرى بين يدي رحمته وخفنا أن يكون نذيرًا بعذابه في آن واحد. ﴿وَيُنْشِىءُ السَّحَابَ الثِّقَالَ: يرفعها من الأرض بخارًا، ويحولها إلى ماء، فتثقل به، وأشرنا أكثر من مرة أن الله سبحانه يجري الأمور على أسبابها، ويسيرها تبعًا للنواميس الكونية، ثم يسندها إليه مباشرة، لأنه خالق كل شيء ومدبره.

(13): ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ: كل مخلوق يترجم بلغته عن قدرة الخالق وعظمته تمامًا كالحسنات والصالحات تسبح بحمد من أصلح وأحسن ﴿وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ: يجادل الجاحدون والمعاندون في وجوده تعالى أو في قدرته على البعث أو في نبوة محمد (ص) مع وضوح الدلائل والبينات ﴿وَهُوَ: سبحانه ﴿شَدِيدُ الْمِحَالِ: أي شديد الأخذ والبطش، قال تعالى (إن بطش ربك لشديد - 12 البروج.. إن أخذه أليم شديد – 102 هود).

(14): ﴿لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ... : إن الله سبحانه هو الحق، فمن عمل له وتوكل عليه أجزل له الثواب، ومن عصى وتمرد حقت عليه كلمة العذاب، ومن دعا غيره فقد دعا باطلاً وسرابًا تمامًا كالظامئ يحسب الدخان سحابًا والسراب ماء، فيمد كفيه ليملأهما بالماء، ويفتح فاه ليشرب ويبرد غلته، وإذا بالآمال تتبخر إلى حسرات وزفرات.

(15): ﴿وَلِلّهِ يَسْجُدُ: أي يخضع وينقاد لأمره تعالى وقضاءه ﴿ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهً:تقدم في الآية 83 من آل عمران ﴿وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ: ظلال: جمع ظل، وهو خيال الجسم، والغُدو: جمع غدوة وهي الصباح، والآصال: جمع أصيل وهو المساء ما بين العصر والمغرب، والمعنى حتى ظلال الأشياء تنقاد لأمره تعالى ولو بالواسطة والتبعية، أو كناية عن العموم والشمول لكل ما له نحو من أنحاء الوجود.

(16): ﴿قُلْ: يا محمد لمن رأى التدبير حتى في نفسه وجحد المدبر: ﴿مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ: الله أو غيره أو وجدت صدفة؟ ﴿قُلِ اللّهُ: واحدًا أحدًا قبل أن يجيبوك بشيء، لأن هذا السؤال يحمل في طبيعته الجواب الكافي تمامًا كقول القائل: المربع غير المدور ﴿قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّ: أمر سبحانه نبيه الكريم أن يقول لعبدة الأصنام: إنكم تعبدون أحجارًا لا تملك لنفسها نفعًا ولا ضرًا، فكيف تملك ذلك لغيرها ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ: وأيضًا هذا السؤال يحمل جوابه في صلبه والمراد بالأعمى هنا من أنكر الحق وهو يرى بنيانه وبرهانه، وضده البصير ﴿أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ:الظلمات كناية عن الضلال والفساد، والنور كناية هن الهدى والصلاح ﴿أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ: هل الأصنام التي يعبدها المشركون مثل ما خلق الله تمامًا بلا أدنى تفاوت، فحملهم ذلك على الاشتباه والخلط بين خلق الله والأصنام حتى جعلوا مع الله إلهًا آخر؟ ﴿قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ: الإيمان بالله الواحد الأحد هو أصل الأصول في الإسلام، ومن هنا تكرر التوحيد في العديد من آياته، وبخاصة في الآيات المكية حيث كان للشرك أرباب وأقطاب.

(17): ﴿أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا...: ضرب سبحانه في هذه الآية مثالين: مثالاً للحق في ثباته وفوائده، ومثالاً للباطل في زواله ومفاسده، فالحق وأهل الحق تمامًا كالماء، ينزل من السماء فتسيل به أودية، كل واد بحسبه طولاً وعرضًا كما توحي كلمة (بقدرها) وتبقى آثار الماء في الأرض والعيون والآبار وفي الزرع والحبوب والثمار، وأيضًا الحق وأهل الحق كالمعادن والجواهر من ذهب وفضة يصاغ منه الحلي وأدوات الزينة، ومن حديد ونحاس يصنع منهما ما ينفع الناس، أما الباطل فهو تمامًا كالزبد الذي يرمي به السيل وكالزبد الخبيث الرديء الذي يطفو فوق المعدن حين يذاب بالنار ﴿كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ:أي يُشبه الحق بالماء والمعدن اللذين ينفع الناس، ويشبه الباطل بزبد السيل والمعدن، ومعنى هذا أن الباطل لا يثبت أمام الحق، وعلى حد تعبير الإمام علي (ع): (من صارع الحق صرعه). هذا هو الإسلام: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ: ومعناه في واقعه وجوهره حيثما تكون منفعة الناس يكون الإسلام بلا كلام، وما هو مجرد أشكال وترتيل ولا تنجيم وصراخ بالتهليل وكفى... هذا هو الفهم الإنساني الجبري لدين الحق والقلب والعقل.

(18): ﴿لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى: أي لدعوة ربهم، وهي لمنفعة الناس وحياة أفضل، والمراد بالحسنى الجزاء الأحسن ﴿وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ: وهم الذين لا خير فيهم تمامًا كالزبد والقمامة ﴿لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ: ولمن تعطى هذه الفدية أو الرشوة لله أم لجبريل أن لمحمد (ص)؟ وتقدم في الآية 91 من آل عمران و54 من يونس.

(19): ﴿أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَ: أنما كلمتان: أنَّ وما اسمها ﴿أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ: يا محمد ﴿الْحَقُّ: خبر أن﴿كَمَنْ هُوَ أَعْمَى: من يؤمن بمحمد (ص) فهو البصير، ومن أعرض فهو الأعمى. هل يستويان مثلاً؟ أفلا تذكرون؟.

(20): ﴿الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ: الوفاء بشتى فروعه وأنواعه، من خلق الأنبياء، وهو من أمهات الفضائل، فالوفاء للعقيدة دليل على صدق الإيمان ورسوخه، والوفاء للوطن يوحي بالأصالة والأمانة، ووفاء الصديق لصديقه يبعث على حب الناس والثقة بهم، والغدر على النقيض، وأقبح أنواع الغدر على الإطلاق من غدر بمن يحبه ويخلص له، ولا يطلب ثمنًا عن ذلك إلاّ من الله ظنًا منه أن صديقه المحبوب من أهل الله.

(21): ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ: وهو أن يناصر الإنسان أخاه، ويتعاون معه على كشف الضر عنه، وجلب المنفعة له، وبكلمة أن يشعر بالمسئولية عنه ﴿وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ:عمليًا لا نظريًا، وفعلاً لا قولاً فقط، وقال الإمام علي (ع): بالإيمان يستدل على الصالحات، وبالصالحات يسدل على الإيمان.
(22): ﴿وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ: يجاهدون في سبيل الله والحق، ويصبرون على جراح الجهاد وآلامه، ولا يبتغون جزاء ولا شكورًا إلاّ مرضاة الله وحده ﴿وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ: بحدودها الشرعية المذكورة في كتب الفقه، ولا فرق إطلاقًا بين من ترك الصلاة، ون اتبع الشهوات بنص القرآن الكريم: (أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيًا – 59 مريم) ﴿وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً: وهذا الإنفاق حق اجتماعي، وليس إحسانًا وتفضلاً، قال سبحانه: (وفي أموالهم حق معلوم – 24 معارج) ﴿وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ: يدفعون القبيح بالحسن، وفي نهج البلاغة: عاتب أخاك بالإحسان إليه، واردد شره بالإنعام عليه﴿أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ: أحسن الجزاء.

(23) – (24): ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَ: إقامة دائمة، ونعمة قائمة ﴿وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ: يجمع الله بينهم في الجنة وبين الأقربين والأهلين، شريطة أن يكونوا جميعًا من الصالحين وإلا فلا أنساب ولا أصحاب يومئذ بنص الآية 101 من (المؤمنون) و67 من الزخرف ﴿وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ... : على أهل الجنة مسلمين ومهنئين بدار السلام وعز المقام.

(25): ﴿وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ: بعد أن ذكر سبحانه صفات الصالحين ومآلهم أشار إلى حال الفاسدين ومصيرهم وهم على الضد من أولئك، لا يعرفون إلا الغش والغدر، ولا يناصرون إلا البغي والجور، ويملئون الأرض شرًا وفسادًا ﴿أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ: الخزي والهوان والحرمان من كل خير وفضيلة ﴿وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ:سوء العاقبة والجزاء.

(26): ﴿اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقَدِرُ: وتسأل: ظاهر هذه الآية أن الرزق بيد الله وأنه هو الذي يوسع ويضيق على من يشاء علمًا بأن الله سبحانه أمر بطلب الرزق والسعي له في الآية 15 من الملك حيث قال: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) فما هو وجه الجمع؟ الجواب: لا تصادم بين الآيتين، لأن الرزق كله من الله سواء أتى من السعي أم من غير احتساب، والفرق أن السعي وسيلة وأداة، وتكلمنا حول الرزق كثيرًا في التفسير الكاشف وفي ظلال نهج البلاغة، وأحسنه فيما نرى ما قلناه في تفسير قول الإمام (ع): الرزق رزقان: رزق تطلبه، ورزق يطلبك، فإن لم تأته أتاك. ﴿وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ: لا فجوة ولا مشكلة بين الدين والآخرة من جهة وبين المال والدنيا الحلال من جهة ثانية، بل هذه مطية ووسيلة إلى تلك، وإنما التعارض والتصادم بين الدين والدنيا الحرام، بين السلب والاستغلال والنزاهة والتقوى وتقدم في 185 من آل عمران.

(27): ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ: تقدم في العديد من الآيات 118 من البقرة ﴿قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء: ولن يشاء عبثًا، بل لسبب موجب، وهو أن يسلك العبد طريق العماية والضلالة بإرادته وسوء اختياره، وتقدم في الآية 88 من النساء ﴿وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ: من أعرض عن الباطل، وأقبل على الحق، وهذا دليل قاطع على أن الله سبحانه يعامل العبد بما يختاره لنفسه (من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها- 15 الإسراء).

(28): ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم: الاطمئنان أعلى مراتب الإيمان حيث تطيب النفس وتركن إلى الله وحده ولا ترضى بغيره بديلا، وأوضح تحديد للقلب المؤمن المطمئن قول الإمام زين العابدين ومعدن العلم والدين (اللهم اني إليك أفر، ومنك أخاف، وبك أستغيث، وإياك أرجو، ولك أعود، وإليك ألجأ، وبك أثق، وإياك أستعين، وبك أؤمن، وعليك أتوكل).

(29): ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ: أبدًا لا فصل بين الإيمان والعمل الصالح، لأن الإيمان قوة دافعة إلى الخير لا يصدها عنه أي حاجز ورادع ﴿طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ: والمراد بطوبى الجنة والمآب: المرجع والمنقلب.

(30): ﴿كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ: يا محمد ﴿فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ... : أرسل سبحانه إلى الأمم الماضية رسلا مبشرين ومنذرين، ولهذه الغاية بالذات أرسل محمدًا، فأي بدع في ذلك؟ فما هم بأول قوم أرسل الله إليهم رسولاً، ولا هو بأول رسول يتلو على الناس ما أُوحي إليه من ربه ﴿قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ: وأنتم به كافرون ﴿عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ: في جميع أُموري ﴿وَإِلَيْهِ مَتَابِ: من تاب بمعنى رجع.

(31): ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ: تحركت ومشت تلقائيًا ﴿أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ: إلى أجزاء، ويستقل كل جزء بنفسه عن الآخر ﴿أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى: أحياها القرآن وأخرجها من القبور، وجواب (لو) محذوف، والتقدير لو حدث كل ذلك ما آمنوا بالقرآن ولا بمحمد (ص) والسر أن الحق يجذب إليه من يؤمن به وبوجوده مستقلاً عن ذاته وشهواته، وهو يتوخاه ويبحث عنه ليعمل به، أما من لا يرى والخير إلا فيما يشتهي ويهوى – فيستحيل أن يفهم إلا بلغة الهوى والغرض أو بلغة القوة حتى ولو تحول الجبل قطارًا، والقطار جبلاً ﴿أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعً: المراد بالذين آمنوا هنا خصوص صحبة الرسول (ص) حيث تمنوا متلهفين أن يؤمن المشركون بالله ورسوله، فقال لهم سبحانه، ألم تيأسوا من إيمان هؤلاء المعاندين؟ وإلى متى تطمعون في هدايتهم؟ ولو شاء، جلت حكمته، لألجأهم إلى الإيمان وإن كانوا له كارهين، فدعوهم لشأنهم ﴿وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ:المراد بالذين كفروا هنا خصوص من كذب وحارب محمدًا، والمعنى أن هؤلاء الطغاة لا يتركهم الله في الدنيا من غير تأديب، بل ينزل عليهم الكوارث والبلايا، أو ينزلها بالقرب منهم حتى تمتلئ قلوبهم رعبًا عسى أن يتعظ بهم ويؤمن.

(32): ﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ: يا محمد ﴿فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ: بالعذاب يقول سبحانه لنبيه مسليًا: هون عيك ما أصابك من قومك، فلك أُسوة بمن كان قبلك من الأنبياء، فقد تألب عليهم أقوامهم، وجعلوا يؤذونهم بأيديهم وألسنتهم، فأطلت لهم وأمهلت، ثم أخذتهم أخذًا وبيلا.

(33) – (34): ﴿أَفَمَنْ هُوَ: أي سبحانه ﴿قَآئِمٌ: رقيب ﴿عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ: من خير أو شر أحق أن يعبد أم هذه الأصنام؟ ﴿وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء قُلْ سَمُّوهُمْ: اكشفوا عن أسماء ما تعبدن، لننظر: هل هم جديرون باسم آله أو اسم شركاء مع الله أو اسم شفعاء عنده؟ ﴿أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ: لا وجود لشركاء الله وإلا لعلم بهم، وذكر سبحانه الأرض لأن الشركاء المزعومة أرضية لا سماوية أَم ﴿بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ: أم أن شركاء الله قول فارغ من المعنى وظاهر بلا واقع ﴿بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ: أي مكر الشيطان بعبدة الأصنام، وزين لهم أنهم شركاء الله ﴿وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ: بعد أن غرق المشركون في الضلالة والغواية، ابتعدوا عن الحق وسبيله ﴿وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ: لأنه أصر على رفض الهداية ﴿فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ: لا أحد يهديه إلا أن يحاسب نفسه، ويرجع إلى رشده، ويتوب إلى ربه.

(35): ﴿مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ... : لما ذكر سبحانه عقاب الجاحدين بثواب المتقين: روح وريحان وجنة نعيم.

(36): ﴿وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ: يقول سبحانه لنبيه، إن الذين أسلموا من اليهود كعبد الله بن سلام وأصحابه ومن النصارى كالنجاشي وأتباعه يفرحون كثيرًا بالآيات التي تنزل عليك من ربك، لأنها تزيدهم إيمانًا وثقة بدينهم الجديد. ﴿وَمِنَ الأَحْزَابِ: الذين تألبوا عليك يا محمد وأصروا على الكفر والضلال ﴿مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ: بعض ما جاءك من الحق لأنه مخالف لهواه، ويعترف بما يوافقه، وما من شك أن اعترافه وإنكاره بمنزلة سواء ما دام الحق عنده هم ما يشتهي ويهوى.

(37): ﴿وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّ: المراد بالحكم هنا القرآن لأنه حكم الله وكم أرسل كل نبي قبل محمد بلغة قومه فقد أرسل محمد (ص) كذلك ﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم... : تقدم في الآية 120 من البقرة وغيرها.

(38): ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً: ترد هذه الآية على من أنكر نبوة محمد (ص) لأنه بشر يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، ويأتي الزوجات، ويولد له، ووجه الرد: ثم ماذا؟ أن محمدًا رسول قد خلت من قبله الرسل، وكلهم كانوا يفعلون كفعله تمامًا كسائر الناس ﴿وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ: اقترحوا على محمد (ص) معجزات من وحي الهوى والشيطان، فقال لهم: ما أنا وذا؟ الأمر كله بيد الله ﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ: مدة مضروبة بعلم الله، لا تتقدم ولا تتأخر.

(39): ﴿يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ: المراد بأم الكتاب علمه تعالى، والمفسرين في المحو والإثبات ثمانية أقوال. وفي رأينا أن ظاهر المحو والإثبات في هذه الآية، يعم ويشمل من كان على ضلال في دينه ثم اهتدى، أو بالعكس، وهذا محو لأن كلا من الكفر والإسلام يجب ما قبله، أما البقاء على الكفر أو الإيمان حتى الممات فهو إثبات ومثله أو قريب منه ظاهر الآية 98 من الأنعام: (فمستقر ومستودع) وأيضًا يشمل محو نسخ بعض الآيات أو الأحكام والإثبات بقاءها إلى يوم يبعثون، وتقدم الحديث عن النسخ في تفسير الآية 106 من البقرة.

(40): ﴿وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ: أي نريك يا محمد ما يحل بأعدائك من الخزي والفشل والهوان وأنت حي ﴿أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ: قبل ذلك.

(41): ﴿أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَ: وفي الجزء الأول من أصول الكافي عن أهل البيت (ع)، أن المراد بنقص الأرض من أطرافها ذهاب العلماء وموتهم، ونحن نفهم من كلمة (العلماء) بلا قيد وإضافة في أحاديث أهل البيت – الأئمة المعصومين دون غيرهم ﴿وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ: متى حكم سبحانه حكمًا فلا يتعقبه أحد برد أو تغيير أو تقليم أو تطعيم.

(42): ﴿وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ: أي من قبل قولك يا محمد، مكروا برسلهم، وفعلوا بهم الأفاعيل، فمكر الله بهم، وأذاقهم سوء العذاب ﴿فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعً: أي يبطل مكر كل ماكر ويعاقبه عقاب الماكرين تقدم في الآية 54 من آل عمران.

(43): ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَل: لأنك تقف مع الضعفاء والمساكين، وتثور على الظلم والظالمين، أما الشواهد والدلائل على صدقك وأمانتك فهي لأحرار الصدق والحق لا لجبابرة البغي والفساد ﴿قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ: الله يشهد لي بأني رسوله الصادق الأمين، ويحكم بأنكم على غي وضلال، وأيضًا يشهد لي على مدى العصور والأيام كل مؤرخ منصف وكل عالم محايد بأني رسول الخير والإنسانية وأنكم مثال الشر والجاهلية. والله سبحانه المسئول أن يثبتنا على دين محمد، ويوفقنا للعمل بسنته، عليه وعلى آله أفضل الصلوات.


* التفسير المبين / العلامة الشيخ محمد جواد مغنية.

2015-12-10