يتم التحميل...

آية الله الشيخ جعفر السبحاني حفظه الله

أعلام المفسرين

هو العلامة المحقق المدقق آية الله الشيخ جعفر بن العلامة الشيخ محمد حسين السبحاني من كبار علماء تبريز العاملين الذين تصدَّوا للدرس وإقامة الجماعة وتولى الشؤون الدينية هناك بعد أن عاد من حوزة النجف فقد كان حضر درس شيخ الشريعة الأصفهاني ودرس السيد اليزدي صاحب العروة الوثقى

عدد الزوار: 336

هو العلامة المحقق المدقق آية الله الشيخ جعفر بن العلامة الشيخ محمد حسين السبحاني من كبار علماء تبريز العاملين الذين تصدَّوا للدرس وإقامة الجماعة وتولى الشؤون الدينية هناك بعد أن عاد من حوزة النجف فقد كان حضر درس شيخ الشريعة الأصفهاني ودرس السيد اليزدي صاحب العروة الوثقى (توفي رضوان الله عليه 1392هـ).

ولد شيخنا المحقق في بلدة تبريز 1347هـ وفتح عينيه في وسط أسرة ذات أمجاد وشرف وعريقة في الدين والتقوى والعلم، فكانت هذه البيئة بالإضافة إلى الاستعداد الذاتي عاملاً مساعداً ومحفزاً قوياً على تشكل وعي هذا الوليد وصياغة قواه النفسية وتهيئته لأن يكون علماً بارزاً من أعلام الإسلام وخادماً وفياً لشريعة سيد المرسلين.

ومن الطبيعي أن أصالة وغنى البيئة المحيطة بالفرد تجعل منه عنصراً فعالاً وأصيلاً كذلك، وهذا ما حصل لشيخنا المحقق حيث تحركت عزائمه وهمته منذ بدايته وتفتحت قابلياته ومداركه فقرأ الأدب الفارسي والرياضيات ومبادئ الحساب مبكراً ثم قرأ بعض كتب المقدمات العلمية التي تسلح الطالب وتهيؤه في مراحل الدراسة المختلفة، وفي سنة 1361هـ التحق بالجامعة العلمية في تبريز فقرأ فيها مقدمات العلوم العربية نحواً وصرفاً وبلاغة وقرأ المنطق وأصول الفقه ومبادئ الفقه الإمامي وذلك على يد نخبة من الأساتذة المعروفين كالشيخ علي أكبر الأهري والشيخ محمد علي المدرس صاحب ريحانة الأدب بالإضافة إلى والده رضوان الله تعالى عليهم أجمعين فقد درس على يد والده مقدمات الفقه والأصول ثم بعضًا من رسائل الشيخ الأعظم (الشيخ المقدس مرتضى الأنصاري رضوان الله تعالى عليه) وهي المسماة بفرائد الأصول.

ثم بعد ذلك التحق بالجامعة الإسلامية الكبرى في مدينة قم المقدسة، فأكمل درس الرسائل هناك ثم أنهى دراسة متطلبات مرحلة السطح العالي فيها فكان ذلك إيذاناً ببروز نجمه، حيث الانتهاء من هذه المرحلة يعطي الطالب التأهيل الكافي لحضور الدروس العالية في الفقه والأصول وهي التي يلقيها الفقهاء وهي تمثل أبحاثهم وآراءهم الخاصة وتسمى هذه بالبحث الخارج (باعتبار أن الدرس والبحث فيها خارج المتون والكتب، فالطالب الذي يحضر هذه الدروس يزداد بالإضافة إلى مسألة العلم مسائل أخرى هي صناعة الاستدلال وتربية المَلَكة الذهنية الخاصة للتعامل مع الأدلة… وكذلك بناء الاستدلالات وأمور الترجيح والتأييد والمعارضة بالإضافة أيضاً إلى توظيف كل الخبرات العلمية التي تم تحصيلها سابقاً لتكون حاضرة في ذهن الطالب عند النظر إلى المسائل العلمية…).

بعد أن نال شيخنا المحقق قسطاً علمياً وافراً تمكن من الحضور في دروس الإعلام في الفقه والأصول فحضر درس: السيد حسين البروجردي رضوان الله تعالى عليه والسيد محمد الحجة رضوان الله تعالى عليه والسيد المقدس الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه والسيد المقدس محمد حسين الطباطبائي صاحب الميزان رضوان الله تعالى عليه.

فنهل من هذا المعين وغاص في بحر عميق مليء بالجواهر والدرر فاستخرج منه جواهره وحاز على درره ولؤلؤه، وأجيز بالاجتهاد وهو في سن مبكر.

وبعد أن حصل له التوفيق الإلهي وحاز على مرتبة الاجتهاد وشرع في إلقاء المحاضرات والدروس الفكرية والدينية في مختلف الفنون العلمية ليثري فكر الطلبة المتعطشين لما أنعم الله تعالى به على شيخهم الأستاذ، وقد ربّى شيخنا الأستاذ المحقق جيلاً كبيراً من روّاد العلم وحملة راية الحق في مختلف العلوم ولا سيما في الفقه والأصول، وهو يعدُّ الآن من كبار أساتذة الحوزة العلمية في قم المقدسة حيث يؤمُّ درسه جموع غفيرة من الطلبة.

ومن أبرز تلامذته:
السيد الشهيد مصطفى الخميني.
الشيخ جعفر الهادي (صاحب كتاب: الله خالق الكون).
الشيخ حسن محمد مكي العاملي (صاحب كتاب: الإلهيات).
الشيخ محسن الحيدري.
الشيخ علي أكبر الكلانتر.
الشيخ علي الرباني الكلبيكاني (صاحب كتاب: محاضرات في الإلهيات).
الشيخ محمد حسين الحاج العاملي (صاحب كتاب: إرشاد العقول إلى مباحث الأصول).
السيد محمود الجلالي المازندراني (صاحب كتاب: المحصول في علم الأصول).
الشيخ داود الإلهامي.
وغيرهم الكثير من أصحاب الفضيلة والتميز التحصيلي والعلمي والفضل والشأن.

مؤلفاته:
إنِّ من النعم الكبيرة التي أنعم الله بها على شيخنا المحقق أن رزقه قدرة علمية وهمة عالية وقلم يتدفق ويفيض علماً وحكمة، فهو حفظه الله ومتع المؤمنين ببقائه ووجوده الشريف من الذين أغنوا وآثروا المكتبة الإسلامية والعلمية الإنسانية بما جادت به نفسه وفكره المعطاء، ومن أبرز انتاجاته العلمية:

1- موسوعة مفاهيم القرآن (وتقع في عشرة مجلدات وهي عبارة عن محاولة في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم).
2- موسوعة بحوث في الملل والنحل (وهي موسوعة غنية جداً تعرض بالبحث والتحليل المعتقدات بعض بعض الفرق وتقع في ثمانية أجزاء).
3- الإلهيات (وهو في العقيدة الإسلامية ويقع في جزأين).
4- تفسير القرآن (وهو بالفارسية ويقع في أربعة عشر جزءًا).
5- رسائل ومقالات.
6- سيد المرسلين (وهو يتناول سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ويقع في جزأين ويعد من أفضل ما كتب في السيرة).
7- أصول الفقه المقارن.
8- نظرية المعرفة.
9- المناهج التفسيرية في علوم القرآن.
10- كليات في علم الرجال.
11- أصول الحديث وأحكامه.
12- المغني في دروس العقيدة.

هذا بالإضافة إلى الكثير من النتاجات العلمية الأخرى من أبحاث وكتب ورسائل.

ولشيخنا المحقق دام عزه وبقاؤه نشاطات علمية أخرى إلى جانب البحث والكتابة والتدريب منها الإشراف على النتاجات العلمية الصادرة عن مؤسسة الإمام الصادق صلوات الله ومنها:

1- موسوعة طبقات الفقهاء (وقد صدرت في ستة عشر مجلداً، وصدّرها شيخنا المعظم بجزأين كمقدمة لها عنونها مصادر الفقه الإسلامي ومنابعه).
2- معجم التراث الكلامي (خمسة أجزاء).
3- موسوعة طبقات المتكلمين.

ومن نشاطاته الأخرى:
أنه دام عزه وبقاؤه له مشاركات واسعة في المؤتمرات والمحافل العلمية ومنها:

1- مؤتمر القومية في الإسلام والمنعقد في لندن سنة 1403 هـ
2- المؤتمر الدولي الثالث للتقريب بين المذاهب الإسلامية والمنعقد في مكة المعظمة المكرمة سنة 1411 هـ.
3- المؤتمر الدولي الرابع للتقريب بين المذاهب الإسلامية والمنعقد في مكة المعظمة المكرمة سنة 1412 هـ.
4- مؤتمر التعرّف على الشيعة (الندوة الدولية حول الشيعة) والمنعقد في استانبول – تركيا سنة 1413هـ.
5- مؤتمر أحكام السفر في المذاهب الخمسة والمنعقد في تركيا سنة 1415 هـ.
وغيرها.

تفسير القرآن: مفاهيم القرآن:
هذا التفسير هو محاولة من الشيخ المحقق في التفسير وفقاً للمنهج الموضوعي حيث جاء على شكل أبحاث موضوعية مستخرجة من ذّات القرآن الكريم وتم بحثها بتفصيل وإحكام، وقد صدر هذا التفسير باللغتين العربية وسمي بـ: مفاهيم القرآن، والفارسية وسمي بـ: منشور جاويد ويقع القسم العربي منه في عشرة مجلدات أو أجزاء تناولت تلك الأبحاث بطريقة منهجية ومستوعبة لتمام الموضوعات وحيثياتها.

الجزء الأول: البحث حول معالم التوحيد في القرآن الكريم.
الجزء الثاني: البحث حول معالم الحكومة الإسلامية في القرآن الكريم.
الجزء الثالث: معالم النبوة في القرآن الكريم.
الجزء الرابع: الرسالة المحمدية ومعاجز النبي صلى الله عليه وآله وما أثير من حولها من شبهات.
الجزء الخامس: عصمة الأنبياء في القرآن الكريم ومفهوم الإمامة ودلائلها وعدالة الصحابة.
الجزء السادس: أسماء وصفات الجليل سبحانه في القرآن الكريم.
الجزء السابع: شخصية النبي صلى الله عليه وآله وحياته في القرآن.
الجزء الثامن: مسألة المعاد والقيامة.
الجزء التاسع: الأمثال القرآنية معانيها وأقسامها وفوائدها ونماياتها....
الجزء العاشر: العدل والإمامة.

نموذج من هذا التفسير:
تحت عنوان: بشائر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في الكتب السماوية

ج7:
لا تجد إنساناً سالماً في نفسه وفكره يقبل دعاوى الآخرين بلا دليل يثبتها، وهذا أمر بديهي فطري جبل الإنسان عليه، يقول الشيخ الرئيس: (من قبل دعوى المدعي بلا بينة وبرهان فقد خرج عن الفطرة الإسلامية).

وعلى هذا فيجب أن تقرن دعوى النبوة بدليل يثبت صحتها وإلا كانت دعوى فارغة غير قابلة للإذعان والقبول، لكن طرق التعرف على صدق الدعوى ثلاث:
1- التحدي بالأمر الخارق للعادة (الإعجاز)
2- تصديق النبي السابق بنبوة النبي اللاحق.
3- جمع القرائن والشواهد من حالات المدعي والمؤمنين به ومنهجه والأداة التي استعان بها في نشر رسالته

وقد استدل القرآن على صدق النبي الخاتم بتنصيص أنبياء الأمم على نبوته، وقد عرفت تنصيص المسيح بالاسم والتبشير به، كما عرفت أن سماته الواردة في العهدين كانت من الكثرة والوفور إلى درجة كانت الأمم تعرفه على وجه دقيق كما تعرف أبناءها(1)...

ثم يتناول في نفس هذا الجزء جملة من المواضيع مثل:
ثقافة قوم النبي صلى الله عليه وآله وحضارة بيئته، مولده الشريف وبعثته المباركة، الإسراء والمعراج، الهجرة…إلخ.
والكتاب بكل أجزائه يمثل ثروة للقارئ العادي كما للباحث.

لمزيد من التفاصيل حول سيرة المحقق وإنتاجه والأقوال فيه يمكن مراجعة:
1-الموقع الإلكتروني الخاص بالشيخ المحقق.
2-كلمات بعض الأعلام الواردة في مقدمات الأجزاء من هذه الموسوعة (مفاهيم القرآن).

* إعداد حوزة الإمام الهادي عليه السلام.


1- ج7 ص19-23.

2015-04-20