يتم التحميل...

الاسراف والجرائم

الموضوعات الغيبية في القرآن

الاسـراف والـتـبـذير بالمعنى الواسع للكلمة يعتبران من الكبائر ايضا، وقد ذكرهما واكد عليهما القرآن الكريم بشدة، فقال عن الاسراف:

عدد الزوار: 38

الاسـراف والـتـبـذير بالمعنى الواسع للكلمة يعتبران من الكبائر ايضا، وقد ذكرهما واكد عليهما القرآن الكريم بشدة، فقال عن الاسراف: ﴿وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ سورة غافر ـ43.

ورغم ان هذا الكلام قد ورد في سورة المؤمن على لسان مؤمن آل فرعون، لكن القرآن اطلقه على هذا المجال.

وقـال ايـضا عن التبذير: ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ الاسراء ـ27 من الواضح ان مصير الشياطين واخوانهم ليس سوى الوقوع في بؤرة الغضب الالهي ـ اي جهنم.

و"الاسـراف " و "السرف " وهي على وزن "الهدف " تعني كما يقول اهل اللغة تجاوز الحد في اي عمل، وان كانت تطلق على الاغلب على تجاوز الحد في صرف الاموال .

ولـهـذا يطلق القرآن الكريم كلمة المسرفين على المشركين والمجرمين الذين يتجاوزون الحدود الالهية، وحتى قتل الناس الابريا يعد نوعا من الاسراف.

وكلمة "التبذير" مشتقة من مصدر "البذر" وتعني في الاصل النثر وتطلق عادة على الحالات الـتـي تـنـثـر فـيها الاموال بلا هدف، او حين ترمى هنا وهناك وتكون نتيجتها الاتلاف والتضييع .

ولـو فـكـرنـا في وضع العالم الحالي والتبذير والاسراف السائد فيه والذي لايقتصر على المواد الغذائية والامكانات المادية فحسب، بل ويتعداه الى تجاوزالحدود في كل شي، لوجدنا انه وقبل ان يـسـتـحـق الاخـرة، جعل من هذه الدنيا جهنم لاهبة يحترق في نارها الصغير والكبير ولا مغيث لندااتهم، حينذاك سنوقن ان عقوبة الاسراف والتبذير يجب ان تكون نار جهنم.


الجرائم والذنوب

توجد في القرآن الكريم اوصاف عامة وشاملة لاصحاب النار ومن جملة ذلك الاجرام والذنب، اذ قال بشانه: ﴿وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا مريم ـ86.

كـلمة "مجرم " ماخوذة من المصدر "جرم " والذي يعني اساسا القطع،لذلك تطلق الكلمة على عـمـلية قطع الثمار من الاشجار او قطع الاشجار ذاتها، ولما كان المجرمون يحرمون انفسهم من السعادة والنجاة يسؤ عملهم، لهذا صدقت عليهم هذه الكلمة.

هل يفهم من هذه الاية ان كل ذنب يستلزم دخول النار ام انها تخص مجرمين معينين؟ ان ظاهر الاية يـدل عـلـى الاطـلاق، الا انه يمكن ان يستشف من خلال الايات الاخرى انها تخص الجريمة التي يخالطها الكفر، جا في الاية "74"من سورة الزخرف: ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ.

مـن البديهي ان الخلود في النار مقصور على الكفار لا كل المجرمين ودلت على هذا الاية 40-41-42 من سـورة الـمدثر: ﴿فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ* مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ فيعدون لهم في الجواب مجموعة من الـذنـوب مـنـهـا الـتكذيب بيوم الدين وهو ما يساوي الكفر، وقد ورد نظير هذا المعنى ـ وهو ان الـمـقـصود الجرم المقرون بالكفر ـفي آيات عديدة اخرى ، و يحتمل ايضا ان المراد من الـمـجـرمين الوارد في الاية موضع البحث هم المجرمون الذين انغمسوا تماما في الذنوب وبالشكل الذي يجعلهم لا يستحقون الشفاعة ولا عفو اللّه، فهولا عامة يدخلون النار.


* نفحات قرأنية /6/ بحث الجنة / اية الله مكارم الشيرازي.

2015-02-09