يتم التحميل...

حرمة التنجيم

آداب السفر

عن عبد الملك بن أَعين قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنّي قد ابتُليت بهذا العلم فأريد الحاجة، فإذا نظرت إلى الطالع ورأيت الطالع الشرَّ، جلست ولم أذهب فيها، وإذا رأيت طالع الخير ذهبت في الحاجة،

عدد الزوار: 18

الفقيه: عن عبد الملك بن أَعين قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنّي قد ابتُليت بهذا العلم فأريد الحاجة، فإذا نظرت إلى الطالع ورأيت الطالع الشرَّ، جلست ولم أذهب فيها، وإذا رأيت طالع الخير ذهبت في الحاجة، فقال لي: تقضي؟ قلت: نعم، قال: احرق كتبك.

الفقيه: عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: لا نأخذ بقول عرَّاف1 ولا قائف2 ولا لصّ، ولا أقبل شهادة فاسق إلّا على نفسه.

الفقيه: عن الصادق، عن آبائه، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم - في حديث المناهي - قال: ونهى عن إتيان العرَّاف، وقال: من أتاه وصدَّقه فقد برئ ممَّا أنزل الله على محمّد صلى الله عليه وآله وسلم. 

أمالي الصدوق: عن عبد الله بن عوف بن الأحمر قال: لمَّا أراد أمير المؤمنين عليه السلام المسير إلى أهل النهروان أتاه منجِّم فقال له: يا أمير المؤمنين لا تَسرْ في هذه الساعة، وسِرْ في ثلاث ساعات يَمضين من النهار، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ولمَ؟ قال: لأنَّك إن سِرْت في هذه الساعة أصابك وأصاب أصحابك أذىً وضرّ شديد، وإنْ سِرْت في الساعة الّتي أمرتك ظفرت وظهرت وأصبت كلَّ ما طلبت، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: تدري ما في بطن هذه الدَّابة، أذكر أم أنثى؟ قال: إنْ حسبتُ علمتُ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: من صدَّقك على هذا القول فقد كذَّب بالقرآن ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ3 ، ما كان محمّد صلى الله عليه وآله وسلم يدَّعي ما ادَّعيت، أتزعم  أنَّك تهدي إلى الساعة الّتي من صار فيها صُرف عنه السوء، والساعة الّتي من (صار فيها حاق به الضرّ)؟ من صدَّقك بهذا استغنى بقولك عن الاستعانة بالله في ذلك الوجه، وأحوج إلى الرغبة إليك في دفع المكروه عنه، وينبغي أن يُولِيك الحمد دون ربِّه عزَّ وجلّ، فمن آمن لك بهذا فقد اتَّخذك من دون الله ضدَّا وندَّا، ثمَّ قال عليه السلام: "اللّهم لا طير إلّا طيرك، ولا ضير إلّا ضيرك، ولا خير إلّا خيرك، ولا إله غيرك"، ثمَّ التفت إلى المنجِّم وقال: بل نكذِّبك ونسير في الساعة الّتي نهيت عنها.

معاني الأخبار: عن المفضّل بن عمر، عن الصادق عليه السلام: في حديث: في قول الله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ4 - إلى أن قال -: وأمّا الكلمات فمنها ما ذكرناه، ومنها المعرفة بقِدَم باريه وتوحيده وتنزيهه عن التشبيه حتَّى نظر إلى الكواكب والقمر والشمس واستدلَّ بأفول كلِّ واحدٍ منها على حَدثه، وبحدَثه على مُحدِثه، ثمَّ أعلمه عزَّ وجلَّ أنَّ الحكم بالنجوم خطأ. 

معاني الأخبار: عن أبي خالد الكابلي قال: سمعت زين العابدين عليه السلام يقول: الذنوب الّتي تغيِّر النِعَم، البغي على الناس - إلى أن قال -: والذنوب الّتي تظلم الهواء، السحر والكهانة، والإيمان بالنجوم، والتكذيب بالقدر، وعقوق الوالدين... الحديث. 

تفسير العياشي: عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَ وَهُمْ مُشْرِكُون5 قال: كانوا يقولون: يُمطر نوء6 كذا، ونوء كذا لا يُمطر، ومنها أنَّهم كانوا يأتون العرفاء فيصدِّقونهم بما يقولون. 

نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين عليه السلام لبعض أصحابه لمَّا عزم على المسير إلى الخوارج فقال له: يا أمير المؤمنين، إنْ سِرْت في هذا الوقت خشيت أن لا تَظفر بمرادك من طريق علم النجوم فقال عليه السلام: أتزعم أنَّك تهدى إلى الساعة الّتي من سار فيها انصرف عنه السوء، وتخوِّف الساعة الّتي من سار فيها حاق به الضرّ، فمن صدَّقك بهذا فقد كذَّب القرآن، واستغنى عن الاستعانة بالله في نيل المحبوب ودفع المكروه، وينبغي في قولك للعامل بأمرك أن يُوليك الحمد دون ربِّه، لأنَّك - بزعمك أنت - هديته إلى الساعة الّتي نال فيها النفع وأمِنَ الضرّ. 

ثمَّ أقبل عليه السلام على الناس فقال: أيَّها الناس، إيَّاكم وتعلَّم النجوم إلّا ما يُهتدى به في بَرٍّ أو بحر، فإنَّها تدعو إلى الكهانة، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار، سيروا على اسم الله. 

رسالة النجوم: قال أبو عبد الله عليه السلام: قوم يقولون: النجوم أصحُّ من الرؤيا، وذلك هو، كانت صحيحةً حين لم تُردّ الشمس على يوشع بن نون وعلى أمير المؤمنين عليه السلام ، فلمَّا ردَّ الله عزَّ وجلّ الشمس عليهما ضلَّ فيها علماء النجوم، فمنهم مصيب ومخطئ. 

الخلاف و الذكرى والتذكرة والمعتبر: عن زيد بن خالد الجهنيّ قال: صلَّى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الصبح في الحديبيّة في أثر سماءة كانت من الليل، فلمّا انصرف الناس قال: هل تدرون ماذا قال ربُّكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إنَّ ربَّكم يقول: من عبادي مؤمن بي وكافر بالكواكب، وكافر بي ومؤمن بالكواكب، فمن قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب، ومن قال: مُطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافرٌ بي ومؤمن بالكواكب.

قال الشهيد: هذا محمول على اعتقاد مدخليِّتها في التأثير، والنوء سقوط كوكب في المغرب وطلوع رقيبه في المشرق.

*آداب السفر, سلسلة تراثيات إسلامية, نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


1- العرّاف : المنجّم.
2- القائف: هو الذي يعرف الآثار ويلحق الولد بأبيه.
3- سورة لقمان، الآية: 34.
4-سورة البقرة، الآية: 124.
5- سورة هود، الآية: 106.
6-  نوء: جمعه أنواء، وهي نجوم تغيب وتطلع ينسبون المطر إليها.

2013-02-09