يتم التحميل...

حقوق المرأة

أختاه

ومما لا شك فيه أن الإسلام العزيز أعطى كل الناس حقوقهم، وشرع لهم أحكامهم، وحدد الصالح من الطالح لبني آدم جميعاً، ذكورهم وإناثهم، وما ينفعهم وما لا ينفعهم... وإن أنكر ذلك الأعداء.

عدد الزوار: 18

أختاه...

من الأمور التي تسمعين عنها كثيراً في مجتمعنا، وربما تعملين من أجلها ما يسمى "بحقوق المرأة".
ومما لا شك فيه أن الإسلام العزيز أعطى كل الناس حقوقهم، وشرع لهم أحكامهم، وحدد الصالح من الطالح لبني آدم جميعاً، ذكورهم وإناثهم، وما ينفعهم وما لا ينفعهم... وإن أنكر ذلك الأعداء.
وفمن الطبيعي أن دين الله تبارك وتعالى أعطى المرأة حقوقها... ولا لزوم لإعادة هذه الجملة التي نسمعها كثيراً، وفي كل يوم.
لكن الخطورة التى يجب التنبيه عليها، هى:
أن بعض من في أوساطنا يقلدون الغرب في مفاهيمه وأساليبه وشعاراته... وإن من حيث لا يشعرون!
أو أنهم يريدون منبراً يعتلونه، أو عنواناً يحملونه... فيجدون "حقوق المرأة" منقذاً مناسباً.

1- فمن حقك يا أختاه أن تتعجبي عندما يطالبون بحق العلم للمرأة!

فقولي لهم: متى منع عنها العلم حتى نطالب به؟
وأما، عندما منع في بلاد الغرب وحورب، لم يمنع عنها فقط، إنما عنها وعن الرجال! ثم ما دخلنا بهم حتى نحاسب على أفعالهم؟!
وعلى فرض أنه "منع " أو كانت هناك ملاحظات، من المسلمين وفي بلادهم، فليس ذلك على أصل العلم، إنما على الطريقة أو الأسلوب أو المضمون... إن كان متعذياً الحدود الشرعية.
وهذه كانت، وما زالت، وسوف تبقى، ما دام شرع الله موجوداً..
وأي مؤمن يجرؤ على مخالفة ذلك، نعوذ بالله، مهما كان العنوان.

2- ومن حقك أختاه أن تتساءلي عن مطالبتهم بحق العمل للمرأة!

فقولي لهم: ومتى كان حق العمل عنها محظوراً؟
ومن منعها من العمل؟
أليس تاريخنا يشهد على أن المرأة تعمل إذا أرادت، ومتى أرادت... وهذا ما نراه في ماضينا، وحاضرنا،
وقرا نا...

فإذا كان المقصود الأساليب ونوعية العمل... فالتغيير حصل سواء على الرجال والنساء وكل البشر... فمفهوم "العمل " وتطوراته وأشكاله تغيرت... وما دخل المرأة أو الرجل في ذلك؟!
وإن كان غيرنا قد منع المرأة عن العمل، فهل نحاسب بجريرة غيرنا؟!
أما إذا كان "المنع " في بعض الأحيان حفاظاً على كرامة المرأة وشرفها وإنسانيتها وشفعتها... فهذا عين حقوق المرأة، وهو المطلوب.
وما التمييز في الراتب والضمان الصحي والصلاحيات... بين الرجل وامرأة إلا نهج غربي محض، ولا وجود في الإسلام له، ولا أثر.
فمن أكرم المرأة أكثر، الإسلام أم "الحضارة" الغربية؟

3- ومن حقك أختاه، إذا طالبوا بحق تصرف المرأة بمالها، أن تبتسمي مستهجنة لهذا الطرح!

لأن المرأة حرة في أن تتصرف في أموالها وعقاراتها وإرثها وهديتها وراتبها... وليس من حق أحد أن يمنعها عن ذلك، أو يجبرها على ما يريد، أكان زوجاً أو غيره...
فهي تملك إرادتها في الإنفاق والعطية والهدية والتبرع... وما الخظر على أموال المرأة إلا عادة أجنبية عن ديننا وتاريخنا.
وإذا حاول رجل أن يسلب المرأة حرية التصرف في مالها، فحكمه كما لو حاولت ذلك امرأة أخرى، فهو ظلم وعدوان، دون خصوصية لذكر أو أنثى.
وما دخل الإسلام في هذا؟ وهل هناك فتوى واحدة فقط تمنع المرأة أن تتصرف في مالها، وأين هي؟

4- أختاه، من حقك أن تستغربي أيضاً عندما يتحذثون عن إجبار الفتاة على زوج معين، وأنها لم تره إلا ليلة العرس، وأنها لا تعرفه... إلى قصص أخرى ونوادر.

فأي فقيه في التاريخ سلب المرأة حقها في إختيار زوجها، وأن تقول: لا أو نعم، وأن يتم العقد الشرعي دون رضاها..؟!
فإذا وقع هذا فرضاً عند بعض القبائل والعشائر والعائلات، فهي عادات جاهلية... عجيب أن يحاسب الإسلام عليها، وهو ما جاء إلا ليهدمها.

5- وأحياناً يدافعون عن حقوق المرأة، لأن زوجها يضربها!

سبحان الله، وما دخل الدين في ذلك، وهذا يحدث في بلاد "الحضارة والتقدم " أكثر مما يحصل عندنا.
أليس في أمريكا أكبر نسبة لضرب الزوجات في العالم، وهي بلد "الحضارة" والنظام العالمي الجديد؟! ألا يحدث ذلك بنسبة أكبر من حيث العدد، وبأسلوب أخطر في الطريقة والوحشية... في ألمانيا وروسيا وغيرهما؟!
فلماذا الملامة دائماً على "المجتمع الشرقي " و"المرأة الشرقية" و"الرجل الشرقي "؟!
ولعل ذلك تعريضاً غير مباشر بدين هذا المجتمع وتاريخه وتراثه... من قبل الصليبيين والحاقدين.
﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ(سورة آل عمران الآية 118).

أختاه...

إن ما يثار تحت عنوان "حقوق المرأة" كالأمور المذكورة أعلاه وغيرها، لا ينبغي عليك أن تستسلمي له، تقليداً للآخرين، ولو على حساب الدين.
بل هذه الأمور، وغيرها، تعرض على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فما قبلاه نقبله ونحن مفتخرون، وما رفضاه نرفضه ونحن معتزون.
ولا نرتضي غير دين الله عز وجل ديناً.

أختاه...

أيتها الكريمة: لو وقع شواذ في المجتمع أو ظلم أو فساد، فعلينا أن نتكاتف جميعاً لإصلاحه، أو لردعه أو لدفعه.
وهذا واجبنا، فالإسلام العزيز دافع عن الإنسان، وأعطاه وكرمه ورفعه وكلفه، دون أن يفرق بين "معسكر" النساء و"معسكر" الرجال.
فالظلم على المجتمع، ظلم على الجميع، والمنكر لا يقع على صنف من قبل صنف آخر "وما تعانيه المرأة في مجتمعنا، غير منفصل عما يشكو منه الرجل " فهما سواء في الحقوق المغتصبة والمنقوصة نتيجة سيطرة الأعداء مباشرة وغير مباشرة على مقدراتنا و"القيمين " علينا... فعلى كل ((أهل الحق)) رجالاً ونساءً أن يدحضوا كل "أهل الباطل " رجالاً ونساء.

فالله جل جلاله جعل أهل الحق أعداء لأهل الباطل، ولم يجعل النساء أعداء للرجال.
أما إذا حصل سوء تصرف أو إعتداء فهذا لضعف الإيمان والإلتزام، وحله في الدعوة إلى الإسلام، وترغيب الناس به.
"والإسلام لم يعرف في تاريخه قضية خاصة بالمرأة ولم يعتمد أسلوب التفكيك المتبع في المنهج الغربي.. الإسلام تعامل مع المرأة كإنسان وكمخلوق مكلف ومسؤول، ولا يفرق بينها وبين الرجل، في أي من التكاليف والواجبات، ثم إنه لا يخاطبها ككائن مستقل...
إن حقوق المرأة في الإسلام، هي جزء من حقوق الخلق، سواء كانوا نساء أم رجالاً أم أطفالاً أم فتيات وفتياناً.

أختاه...

كفانا جدلاً حول مواضيع تتستر وراء شعار "حقوق المرأة"... كفانا جدلاً، ليس فقط حرصاً على المرأة المسلمة أعزها الله وحماها، لكن أيضاً إنصافاً للإسلام الذي يناله قدر كبير من الافتراء والبهتان والظلم... وإن بطرق غير مباشرة، لعدم القدرة على التهجم على الإسلام مباشرة.
فكم سمعنا أن من صفات المرأة "المتحزرة" أن لا تتزوج باكراً، وأن لا تنجب كثيراً، والتي لا يقوى عليها زوجها، والتي تخرج من منزلها متى تريد، والتي تتحرر من سلطة زوجها فهي ليست خادمة في المنزل!!!
وهم يقصدون الإسلام والطعن فيه... فضلاً عن تهم وأوهام هو بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

أختاه...

أمر يحيرني، ويجول في رأسي، لم أجد جواباً له إلى الآن!
لماذا لا يقوم المطالبون "بحقوق المرأة" إن كانوا صادقين، بمكافحة ولو إعلامية،لحفلات "ملكات الجمال " على أنواعها وأصنافها وابتذالها؟!
ولماذا لا يواجهون الاستغلال الجسدي الرخيص للمرأة في وسائل الإعلام،والصور الفاضحة، والتجمعات "الفنية" الماجنة، والفساد المستشري، والوقاحة المتزايدة... بل والإهانات المتفاقمة؟!
فإن لم تكن هذه الموبقات من "حقوق المرأة" فلماذا تسكتون؟! بل هناك إشارات توحي أنكم تؤيدون،بل أحياناً تشاركون، بل أحياناً تخالطون وتبادرون!
والإعلام والوقائع تشهد عليكم.
أما إذا كانت هذه الأمور من "حقوق المرأة"، فلا بأس أن تخبرونا بهذا، بصريح العبارة.
وعندها لكل حادث حديث.


*كتاب أختاه- للسيد سامي خضرة

2013-02-15