يتم التحميل...

كيف يستمر الزواج سعيداً؟

العلاقات الزوجية

لا بُدَّ من رعاية الأحكام الإسلاميّة في بناء وتكوين الأُسرة وحفظها لكي تدوم وتبقى، لذلك تُلاحِظون العوائل المُتديِّنة التي يهتمُّ الزوج والزوجة فيها بهذه الأحكام يعيشون سويّة ..

عدد الزوار: 18
47- التديُّنُ، سرُّ بقاء الأُسرة:

يقول وليّ أمر المسلمين السيّد علي الخامنئي دام ظله:
"لا بُدَّ من رعاية الأحكام الإسلاميّة في بناء وتكوين الأُسرة وحفظها لكي تدوم وتبقى، لذلك تُلاحِظون العوائل المُتديِّنة التي يهتمُّ الزوج والزوجة فيها بهذه الأحكام يعيشون سويّة لسنين متمادية، وتبقى المحبّة بينهما بحيث يصعب فصلهما، وهما يعشق أحدهما الآخر. هذه المحبّة هي التي تحكم كيان الأسرة؛ ولذا اهتم بها الإسلام"1 .

"إذا تمّ ترويج المنهج الإسلاميّ فإنَّ تماسك الأُسرة سيكون أكثر، كما هو الحال في الماضي – لا في الفترة البهلويّة النحسة – بل تلك الأيام التي كان إيمان الناس فيها سليماً وكاملاً وغير ملوّث. في ذلك الزمان كان تماسك الأُسرة أكثر، كانت صحبة الرجل والمرأة أحدهما للآخر أشدّ، وكان الأبناء يتربَّون في بيئة أمنٍ وأمانٍ، والآن فإنّ الطريق هو ذلك الطريق، فالأُسر التي تُراعي المسائل الإسلاميّة فإنها في الغالب ستكون أكثر تماسكاً وأفضل وأقوى، وستكون بيئة أكثر أمناً للأطفال والأبناء"2

 48- الحبُّ، هو القضيّة الأساس:
يقول دام ظله:
"إذا كانت هناك محبّة فإنّ المصاعب التي تحدث خارج البيت سوف تسهل، كما ستُصبح المصاعب الّتي تُواجه المرأة داخل البيت سهلة بالنسبة إليها"3.
"الأساس في الزواج هو (الحبّ). على الفتيان والفتيات أنْ يعلموا ذلك، وأنْ يُحافِظوا على المحبّة التي أودعها الله في قلوبهم"4.

"هذه العلاقة الإنسانيّة قائمة على أساس المحبّة والارتباط العاطفيّ، أي لا بُدَّ للزوج والزوجة أنْ يتحابّا، وهذه المحبّة هي التي ستُسهِّل تعايشهما. وسبب المحبّة لا يعود إلى المال أو المظاهر وأمثالها"5.

"المحبّة هي التي تُثبِّت كيان الأُسرة، وهي أساس الرفاه في الحياة، وببركة المحبّة تُذلّل الصعوبات للإنسان حتى في السّير إلى الله. إذا دخل الإنسان عن طريق المحبّة ستَسهُل عليه جميع الأمور وستُحلّ جميع المشاكل"6.
"على الفتى والفتاة، الزوج والزوجة، أنْ يتحابّا فيما بينهما، لأنَّ المحبّة هي الرابط الذي يحفظ أحدهما للآخر ويبقيان جنباً إلى جنب، ويحول بينهما وبين الانفصال. المحبة شيء جميل، وإذا وُجدت المحبّة وُجد الوفاء أيضاً، ولم يعد هناك جفاء أو تكدّر أو خيانة. إذا كانت هناك محبّة فالأجواء ستُصبح أجواء أُنس وسيوجد هناك الجوّ المناسب والمقبول والجميل"7.

49- ازدياد المحبّة أفضل:

"مهما كثُرت المودّة بين الرجل والمرأة فهي ليست زائدة. فالمورد الذي مهما ازدادت المحبّة فيه فلا بأس في ذلك هو الحبُّ بين الزوج والزوجة، فكلَّما كان  كان تحابّهما أكثر فهو أفضل، والمحبَّة هي نفسها التي تجلب الثقة.
المحبَّة بين الزوج والزوجة نوعٌ من الحبِّ الإلهيّ وهي من المحبَّة الحسنة، فكلَّما ازدادت فهو أفضل.
لا بُدَّ للزوج وللزوجة أنْ يتحابّا، هذا هو أساس السعادة، فالسعادة هي أنْ يتحابّا"8.

"إذا كانت هناك محبَّة فإن الأشواك ستُصبح أزهاراً، وإذا كان في الشريك شيءٌ غير محبَّذ فمع وجود الحبّ فإنّ ذلك الشيء غير المحبّذ سوف يفقد بريقه نهائيّاً، فالمحبّة تُغطِّي جميع العيوب"9.

50- الاهتمام بالطرف الآخر:
"لا بُدَّ للزوج والزوجة أن يتحابّا. لا تفعلوا الأشياء التي تُقلِّل المحبَّة. إحذروا أنْ تصدر عنكم الأمور التي تُثير العتب والنفور فيما بينكم. أنظروا بِدقّة إلى الأشياء التي تُثير حساسيّة الزوج أو الزوجة كثيراً واجتنبوها. بعض الناس لا يُراعي ذلك. أفرضوا مثلاً أنَّ المرأة تكره عادة معيّنة لدى الرجل والرجل لا يبالي، ويعاود تكرار هذه العادة، هذا سيِّئ!!

كذلك النساء، فمثلاً يوجد بعض النساء والتي تُفضِّل رغباتها الشخصيّة (كشراء حاجة ما أو الذهاب إلى مكان) على راحة زوجها واستقراره، ما ضرورة ذلك؟
أصل القضيّة أنتما الإثنان، وما سواكما فهو أمرٌ ثانويّ، إهتموا أحدكما بالآخر وليعطف أحدكما على الآخر"10.
"إذا طرأ خلافٌ ما – لا سمح الله – فلا بُدَّ من إذابته بين طيّات المحبّة وإزالته. ينبغي أنْ لا تُضَخَّم كلمةٌ بسيطة وتُعظَّم باستمرار، هذا ما لا ينبغي أنْ يحصل"11.

"إذا لم يهتمّ كلٌّ من الزوج والزوجة ولم يبال بأحاسيس الآخر، وظهرت بالتدريج حالة انعدام المحبّة من أحدهما، فإنها بالتأكيد سوف تسري إلى الطرف الآخر؛ لأنّ انعدام المحبَّة أمرٌ مُعدٍ... فالمسألة – إذاً – بهذا الشكل، فلا تسمحوا بذلك.. يجب على كلٍّ منكما السعي والاجتهاد، فهذا أمرٌ أساسيّ"12.

المحبّة ليست أوامراً:
"المحبّة ليست إيعازاً أو أمراً أو توصية. إنّ أمرها يعود إليكم..! بإمكانكم أنْ تزيدوا محبّتكم في قلب شريك حياتكم يوماً بعد آخر، كيف؟ بالأخلاق الحسنة والسلوك اللائق، وبالوفاء له والتودُّد إليه"13.
"فإذا أرادت الزوجة أنْ يُحبّها الزوج فلا بُدَّ من العمل والسعي لتحقيق ذلك، وإذا أراد الرجل أنْ تُحبّه زوجته فلا بُدَّ أنْ يسعى هو الآخر لتحقيق ذلك، فالمحبّة هي سعي وابتكار"14.
"المحبّة ستدوم إذا راعى كلٌّ من الطرفين حقوق الآخر، ولم يتعدَّ عليها، أي في الحقيقة أنْ يسعى كلٌّ من الطرفين – واللّذين هما شريكان ويعيشان سويّة – إلى جعل مكانته في قلب الطرف الآخر وذهنه مكانة راسخة ونافذة، هذا النفوذ هو النفوذ المعنويّ أي الارتباط القلبيّ بين الزوج والزوجة...
هذا هو الغرض الذي جاءت من أجله الحقوق في الإسلام"15.
"إذا أردتم أن تدوم هذه المحبّة، فبدلاً من أنْ تنتظروا دائماً أنْ يُحبّكم الطرف المقابل اطلبوا من قلوبكم أنْ تزداد المحبّة فيها ترشُّحاً يوماً بعد آخر. فالمحبّة تجلب المحبّة بشكل طبيعيّ"16.
 

52- الحبُّ وحبُّ الذات:
"اليوم يُسيئون استعمال كلمة (الحبّ)، هذا الحبُّ الذي يُعبِّر عنه هؤلاء ليس هو الحبُّ الحقيقيُّ، بل هو حالة التهيُّج الجنسيّ والتي يُظهِرونها بطريقة خاصّة، وهذا يُمكن أنْ يحصل في حالات كثيرة وهو لا قيمة له. الشيء الذي له قيمة حقيقيّة ذلك الحبُّ الإلهيُّ العميق والصادق والمصحوب بالشعور المتبادَل بالمسؤوليّة بين الفتى والفتاة، بحيث يعتقدان أنَّهما ومن الآن وجود واحد ويَنشدان هدفاً واحداً. تلك هي المحبَّة التي تتشكّل الأُسرة على أساسها"17.

"إنّ الحبَّ والعشق الذي لا يقوم على أساس الأصول الإنسانيّة، بل نتيجةً للأشياء الظاهريّة والشهوات العابرة، ليس له مرتكز أو أساس.
أما الحبُّ المبنيُّ على أساس الأصول الإنسانيّة والتي وضعها الله سبحانه وتعالى – خصوصاً إذا كان وِفقاً للشروط الموصى بها والواجب مراعاتها في الزواج الإسلاميّ – فإنَّ مثل هذا الحبّ سيزداد يوماً بعد آخر"18.

53- الاحترام المُتبَادَل:
الأمر الآخر المفيد في استمرار الزواج ومتانة الأُسرة هو الإحترام المُتبادَل.

ويقول دام ظله
"لا بُدّّ أنْ يحترم الزوج والزوجة أحدهما الآخر ليس احتراماً ظاهريّاً أو رسميّاً وإنَّما احتراماً حقيقيّاً"19.
"فعلى سبيل المثال، ليس الإحترام أنْ يُنادي أحدهما الآخر بالألقاب أو العبارات الأدبيّة، بل أنْ يشعر كلٌّ من الرجل والمرأة في قلبه بالاحترام للآخر، حافظوا على الاحترام في قلوبكم. ليجعل كلٌّ منكم حرمةً للآخر، فهذا أمرٌ مهمٌّ في إدارة شؤون الحياة، ينبغي أنْ لا يكون هناك إهانة أو تحقير أو إذلال بين الزوج والزوجة"20.
 
54- تحقير الزوجة، بداية انهيار الأُسرة:
"الظلم والتمييز والإهانة، أمورٌ خاطئة في كلِّ الأحوال، فإذا كان الرجل مثلاً من أكمل رجال العالم وكانت زوجته ـ مثلاً، من جهة التعليم والثقافة ـ امرأة أميّة أو كانت من أسرة أقلّ شأناً، فليس له الحقّ أنْ يُوجِّه أدنى ظلم أو إهانة، فالمرأة هي المرأة إلى الأبد لا يحقُّ للرجل أنْ يوجِّه لها أدنى إهانة، طبعاً هذا الأمر لا يقتصر علينا، فهؤلاء الأوروبيون المعطّرون وذوو الملابس الأنيقة يظلمون هذه المخلوقات أحياناً بشكل أسوأ ممّا في مجتمعاتنا.

لا يحقُّ للرجل وإن كان أعلى شأناً من المرأة أنْ يُعامل زوجته بجفاء. والزوجة كذلك، فأحياناً تكون الزوجة امرأة متعلِّمة فإذا تزوّجت برجلٍ عاملٍ فليس لها الحقّ في إهانته، فالرجل مع ذلك هو السند الذي يجب أن يُتّكَأ عليه والذي يجب أنْ تُحافِظ على حالته المعنويّة بحيث يُمكنها أنْ تتّكئ عليه. هذه هي الأُسرة السليمة. وإذا بنيتم الأُسرة على هذا المنوال فاعلموا أنّكم ضمنتم ركناً أساسيّاً من أركان سعادتكم"21.

55- بناء الثِّقة:
ويقول دام ظله:
"المحافظة على المحبَّة بين الزوج والزوجة يجلب الثقة بينهما. فإذا وُجدت الثقة رسخت المحبَّة وحصل الأنس"22.
"فأساس المحبّة هو الثقة وإذا زالت الثقة بين الزوج والزوجة فإنَّ المحبَّة ستزول ستزول شيئاً فشيئاً. لا بُدَّ أنْ يثق أحدكما بالآخر23. وإذا أردتم أن تزداد محبّة الطرف المقابل لكم، كونوا أوفياء، إكسبوا ثقته" .
 
" من الأمور التي تقضي على الحبّ داخل الأسرة بشكل نهائي انعدام الثقة بين الزوج والزوجة"24 .
 
" الحبُّ هو أمرٌ لا بُدَّ من تهيئة الأرضيّة اللازمة له. والأرضيّة اللازمة هي أنْ تُحاوِل المرأة أنْ تكسب ثقة الرجل بها، والرجل كذلك يُحاوِل أنْ يكسب ثقة المرأة، فإذا وجدت الثقة المُتبادَلة واطمئن كلٌّ منهما لوفاء الآخر فإنّ المحبّة ستزداد"25 .
" الوفاء مهمٌّ جدّاً، فإذا شَعَرَت الزوجة بأنَّ زوجها وفيٌّ لها، وشعر الزوج كذلك بأنَّ زوجته وفيّةٌ له، فإنّ هذا بحدِّ ذاته ممّا يجلب المحبّة، عندها سيثبت كيان الأُسرة، وسيمتدُّ هذا الكيان القويُّ والثابت إلى سنين متمادية"26.
 
" أما إذا شَعَرَ الزوج أو الزوجة بأنَّ قلب شريكه متعلِّقٌ بطرفٍ آخر، أو أحسَّ بأنَّه غير صادق معه، أو أنَّه يتعامل معه بوجهين، أو أحسَّ بأنَّه لا وجود للعلاقة الحميمة بينهما، فإنّ المحبَّة بينهما ستضعُف مهما كان مستواها"27 .

56- موجبات المحبّة:
" المحبَّة هبة الله تعالى لكم، رأس المال الذي يهديه الله إلى الفتى أو الفتاة في بداية الزواج هو أنْ يوجد بينهما الحبُّ المُتبادَل.. وهذا ما يجب المحافظة عليه.
حبُّ الشريك لك يرتبط بسلوكك معه، فإذا أردتُّم أنْ تدوم محبّة الشريك لكم فلا بُدَّ أنْ تتحبّبوا إليه بأفعالكم.. وبهذا يتَّضح ما يجب على الإنسان فعله لكي يُظهِر محبّته.. فيجب أنْ يكون وفيّاً، وأنْ يُظهِر الأمانة والإخلاص، وأنْ لا يرفع يرفع سقف توقّعاته، وأن يُظهِر المحبّة والتعاون. هذه هي الأمور التي توجد المحبّة، وهذه هي مسؤوليّة كلِّ طرف تجاه الطرف الآخر. يجب أنْ يكون هناك محبّة وتعاون في الحياة الزوجيّة، وأنْ لا يكون هناك اعتراضات وطلبات كثيرة"28.

57- الثقة ليست بالتعاقد:
"الثقة ليست أمراً تعاقديّاً، أي: تعال لأثق بك أو لتثق بي، المسألة ليست كذلك، بل لا بُدَّ من كسب الثقة بحسن التعامل، وبرعاية الأخلاق والآداب، وبمراعاة الحدود والموازين الشرعيّة"29.

"عدم الثقة يقطع جذور المحبّة. لا تسمحوا له بأنْ يوجد. الشعور بعدم الوفاء كالجذام يأكل المحبّة ويفنيها"30.

"فإذا شَعَرَت الزوجة بأنَّ زوجها يكذب عليها، أو شَعَرَ الرجل بأنَّ زوجته تكذب عليه، أو أحسَّ كلٌّ منهما بأنّ الآخر غير صادق في ما يُظهره من المحبّة، فإن هذا سيُضعِف أساس المحبَّة. إذا أردتم أنْ تدوم المحبَّة بينكم فاحفظوا الثقة بينكم، وإذا أردتم أنْ تستمرّ حياتكم المشتركة فلا بُدَّ من المحافظة على المحبّة"31.


58- المراعاة والتفهُّم المُتبادَل:
"لا بُدَّ للرجل أنْ يفهم ضرورات المرأة، يفهم مشاعرها، لا يغفل عن حالها، ولا يعتبر نفسه صاحب الاختيار ومطلق العنان في المنزل. فالزوج والزوجة فردان شريكان رفيقان، لكلٍّ منهما أفق فكريٌّ وروحيٌّ. على الرجل أنْ يُساعد المرأة لكي تجبر تأخُّرها في مجتمعها"32.


"لقد اتّخذ الإسلام تدابير في داخل الأُسرة، بحيث تُحلّ الخلافات الداخلية بشكل تلقائيّ، فقد أمر الرجل أنْ يُراعي بعض الشيء وأمر المرأة كذلك أن تراعي هي الأخرى، وإذا حصلت هذه المراعاة فسوف لن تتفكّك أيّة أُسرة أو تزول، فتفكُّك الأُسر إنَّما يحصل في الغالب بسبب عدم المراعاة، فالرَّجل الذي لا يعرف كيف يُراعي والمرأة التي لا تتصرّف بعقل، والرجل الذي يستخدم العنف والحدّة المفرطة فيما لا تُطيق المرأة ذلك، هذا كلّه خطأ، حدّة الرجل خطأ وعناد المرأة خطأ أيضاً، فإذا لم يكن الرجل حادّاً وأخطأ ذات مرّة فعلى المرأة أنْ لا تُعاند. عليهما أنْ يُراعيا ويتآلفا، عندها سوف لن تتفكّك أيّة أُسرةٍ وستبقى إلى الأبد"33.
 
59- العفّة الجنسيّة:
"جعل الإسلام الغريزة الجنسيّة أساساً لبناء الأُسرة، أي أنّها وسيلة لتقوية الأُسرة، ماذا يعني هذا؟ يعني أنّه إذا كان الرجل والمرأة عفيفين ومتديّنين ويخافان الله تعالى ويجتنبان المعصية في مجال الغريزة الجنسيّة – كما أمر الإسلام – فإنّ احتياج الرجل والمرأة أحدهما إلى الآخر سيكون أكثر. وإذا كان الاحتياج أكثر، فإنّ هذه الأُسرة والّتي أساس بنائها الرجل والمرأة ستكون أكثر تماسكاً"34.

"الإسلام يطمح لأنْ لا تُسلب هذه الركيزة من الأُسر، ويؤكِّد على أنْ لا يُشبع الناس هذه الغريزة خارج محيط الأُسرة، لكي لا يُصبحوا غير مبالين ولا مهتمّين بعوائلهم، ولهذا فقد سدّ الأبواب التي تؤدّي إلى ذلك"35.

60- العفاف والحجاب حصن الأسرة:
"مسألة المَحْرم والأجنبيّ والحجاب، وجواز النظر وعدم جوازه، والعلاقات غير السليمة والمضرّة، هذه أمور أكّد عليها الإسلام كثيراً، والتي لا تتمُّ مراعاتها في بعض البلدان والمناطق البعيدة عن الإسلام.

فهذه وإنْ كان فيها بعض التقييد للمرأة، إلاّ أنّ الشارع المقدّس وضعها وأكّد عليها لأجل حفظ الأُسرة وثبات هذا الكيان المهمّ، وأيُّ إنسان إذا تدبّر وتأمّل في الموضوع فإنه سيرى حِكَماً عظيمة جدّاً"36.

"فعندما تُلاحظون في الإسلام مسألة المَحْرم والأجنبيّ وعدم الإختلاط بين الرجل والمرأة وأمثال ذلك، فهذه ليست رجعيّة، بل هي من أدقِّ القضايا الإنسانيّة. وأحد أهمِّ هذه القضايا هي أن يبقى كيان الأُسرة متماسكاً, لأنّ الزوج والزوجة سيشعران بالوفاء أحدهما للآخر، ولا يتحاسدان، وهذه مسألة مهمّة للغاية"37.

"هذا الحجاب الذي وضعه الإسلام، ومَنْعُه النظرة الحرام، واعتبار تلك العلاقات غير مشروعة، كلّ ذلك من أجل أنْ تتمركز محبتكم وقلوبكم حول نقطة واحدة، سواء أنتم الرجال أم أنتنَّ النساء"38.

 
"إنّ ما تُلاحظونه في الإسلام كالحجاب والسِّتر، وعدم اختلاط الرجل والمرأة وأمثال هذه الأمور، والتي يتصوَّر بعض ضيِّقي الأُفق وذوي النظرة القاصرة أنها أمور سطحيّة، كلاّ...! هذه الأمور أمور عميقة، والغرض منها هو تماسك الأُسرة وثبات قلْبَيْ الزوجين وبقاء الأُسرة مُستقِرّة، فهي إنّما وُجدت لأجل ذلك. فالقضايا التي يطرحها الإسلام والفقه الإسلاميّ من قبيل المَحْرَم وغير المَحْرَم، أو لا تنظر، لا تُقم علاقة، لا تصافح، لا تضحكي، لا تتبرّجي، لا تتزيّني أمام الآخرين، كلّ هذه الأمور هي لأجل أنّها إذا روعيت فإنّ كيانكم هذا وأسرتكم الناشئة هذه، ستبقى متماسكة وستخلو من المشاكل، وسيشعر الرجل والمرأة بأنّ مصير كلٍّ منهما مرتبط بالآخر، ومرتبط بهذه العائلة، لا أنْ تشعر المرأة بأنَّ البيت قيد بالنسبة لها، أو يشعر الرجل بأنَّ البيت والمرأة أمرٌ مزعج بالنسبة إليه"39 .
 
" إنّ تأكيد الإسلام على غضِّ البصر وعدم جواز النظر إلى الأجنبيّة وتوجيهه كلّاً من الرجل والمرأة بطريقة خاصّة، إنّما هو بسبب أنْ عين الرجل إذا انحرفت إلى جهة ما، عندها سيذهب جزء من حصّة الزوجة إلى تلك الجهة من دون فرق في ذلك بين الرجل والمرأة، حيث سيذهب جزء إلى تلك الجهة، وعندما تقلّ تلك الحصّة فإنّ المحبّة ستضعف ويتزلزل كيان الأُسرة، وحينها ستخسر ما ينفعك وتكسب ما يضرُّك، والذي تتوهّم أنّك حصلت عليه"40 .
 
61- فلسفة الحجاب والعفاف:
" عندما يتحدّث الإسلام والآيات القرآنيّة عن الحجاب، وعندما تُقنَّن العلاقة بين الرجل والمرأة، فإنّ هذا لصالح الناس أنفسهم، ولصالح الأُسرة، ولصالح النساء اللّواتي يُرِدْنَ أنْ لا يَفْقِدْنَ أزواجَهُنَّ، ولصالح الشباب الذين يُريدون أنْ لا يفقدوا زوجاتهم المحبوبات، وهذا غير ممكن بدون المواظبة ومراعاة الحجاب، وهكذا هي آيات القرآن حكيمة وعميقة"41 .
" هذا التمييز بين الأجنبيّ وغيره، وهذا الحجاب وستر المرأة، وقوله تعالى  ﴿قل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ42، أي: لا تفتحوا عيونكم على كلِّ منظر، لا تنظروا لكلِّ شيء لكي لا تنجذبوا لكلِّ طرف، لماذا كلُّ هذا؟ كلُّ هذا لكي يبقى الزوج والزوجة وفِيّين وعطوفين أحدهما على الآخر، ذلك الرجل وتلك المرأة في المجتمعات الفاسدة في العالم، أينما حلّا وحيثما ذهبا يختلط أحدهما بالآخر ويفعلان ما يحلو لهما، فما أهميّة الأُسرة بالنسبة لهما؟ لا شيء..! وسمّوا ذلك حريّة! فإذا كانت هذه هي الحريّة فهي أكبر المصائب على البشريّة.

الرجل الذي لا رادع له وبإمكانه التمايل نحو النساء كما يحلو له بلا أيّ حاجز واقٍ، والمرأة التي لم تتزيّن بالحياء والعفاف والحجاب الإنسانيّ، ولا وقاية لها، مثل هكذا رجل أو هكذا امرأة لا يكِنُّ كلٌّ منهما لشريكه أيَّ احترام أو أهميّة. في الإسلام المرأة والرجل مسؤولان أحدهما عن الآخر، ويحبّ أحدهما الآخر، وكلّ منهما محتاج للآخر، لماذا هذه السلسلة الطويلة من الأحكام المترتّبة على الزوجيّة؟

كلُّ هذه الأحكام لكي تبقى الأُسرة مُتماسكة ويبقى الزوجان معاً ولا يخون أحدهما الآخر"43.

62- تواصَوا بالحقّ وتواصَوا بالصبر:
"وحدة القلب والتعاون تعني أنْ تُحافِظوا على بعضكم بعضاً في الطريق إلى الله. تواصَوا بالحق وتواصَوا بالصبر. إذا رأت سيّدة المنزل أنَّ زوجها سيقع في انحراف، كأنْ يقع مثلاً في معاملة غير مشروعة، أو تيَّار خاطئ، أو كسب غير صحيح، أو صداقات غير سليمة، فأوّل من يجب عليه حفظه هي زوجته، وفي المقابل إذا أحسّ الزوج من زوجته بالخطأ فأوّل من يحفظها هو زوجها. وطبعاً الحفظ يتمّ بالمحبّة واللِّسان العذب، وبالمنطق الصحيح وبالسلوك الحكيم، وليس بسوء الخُلُق "والزعل" وهكذا أمور، يعني أنْ يُراقب أحدُهما الآخر لكي لا يخرج عن الطريق الصحيح"44 .

63- الرقابة الأخلاقيّة رعاية:
"أهمُّ مساعدة للشريك هي العمل على حفظه متديِّناً. راقبوا أنْ لا يصدرخطأ دينيّ عن شريككم. وليست هذه المراقبة بمعنى الحراسة والترصُّد. هذه المراقبة مراقبة أخلاقيّة، مراقبة عطف ورحمة، ومراقبة رعاية. إذا شاهدتم خطأ من شريككم لا بُدَّ أنْ تُعالجوه وتُزيلوه عنه بأسلوبٍ لطيف وحكيم"45 .

64- إثارة الغيرة والحسد:
" لا تُثيروا حسد وغيرة بعضكم بعضاً:
أنا دائماً أوصي الشباب، أنَّكم في تعاملكم مع غير المحارم من النساء وحتّى المحارم، لا تفعلوا شيئاً أو تتحدّثوا بحديث يُثير حسد زوجاتكم، وأوصي النساء أيضاً أنْ لا يفعلن شيئاً أو يتكلّمن مع غير المحارم من الرجال بحيث يُثرنَ الغيرة والحسد لدى أزواجهنّ، فهذا التحاسد يجلب سوء الظنّ ويضعف أساس المحبّة ويقتلعها من الجذور"46 .

65- المحافظة على الأسرار الزوجيَّة:
" لا بُدَّ للزوج والزوجة أنْ يُحافظا على أسرار بعضهما بعضاً. لا ينبغي للزوجة أنْ تبوح بأسرار زوجها أمام الآخرين. الرجل كذلك. لا ينبغي أن يذهب مثلاً ويتحدّث بأسرار زوجته في المحفل العام أو دعوة الضيافة. انتبهوا لذلك، إحفظوا أسرار بعضكم بعضاً كي تكون الحياة جميلة ومتماسكة إن شاء الله"47 .

66- الإنسجام المتبادل:
لا يوجد إنسان بلا عيب!
" إذا شاهدتم عيباً ما في شريككم – ولا يوجد إنسان لا عيب فيه – وكان لا بُدَّ من تحمُّله – فتحمَّلوه لأنّه في نفس الوقت يتحمَّل عيباً من عيوبكم – فالإنسان لا يعرف عيوبه، بل يعرف عيوب الآخرين ولذلك فلا بُدَّ من البناء على التحمُّل.

فإذا كان قابلاً للإصلاح أصلحوه وإلاّ فتكيَّفوا معه"48.

" كان يُقال قديماً: إنّ المرأة هي التي يجب أنْ تنسجم، فكأنّهم لم يعترفوا بأيِّ دور للرجل في عمليّة الإنسجام.. كلاّ! الإسلام لا يقول بذلك، الإسلام يقول: إنّ على الولد والبنت كليهما أنْ ينسجما، كلاهما يجب أنْ يتوافقا وأنْ يُصمِّما على إدارة حياتهما العائليّة بطريقة صحيحة وكاملة وهادئة، ومصحوبة بالمحبّة والعشق المُتبادَل، وأنْ يُداوما على ذلك ويحفظاه، فإذا توفّر ذلك إن شاء الله – وتوفُّره ليس بالأمر الصّعب في ظلّ التربيّة الإسلاميّة – ستكون تلك الأُسرة هي الأُسرة السليمة كما يراها الإسلام"49.

67- الإمام قدس سره: اذهبا وانسجما:
" ذهبت ذات مرّة إلى السيّد الإمام قدس سره، وكان يُريد أنْ يعقد قران زوجين، فما إنْ رآني حتّى قال: تعال وكن طرف العقد. وخلافاً لما كنت أقوم به من الإطالة والتفصيل والحديث، فإنّه كان يقرأ الصيغة أوّلاً ثمّ يتحدّث باختصار، ولاحظت أنّه وبعد أن ذكر صيغة العقد اتّجه إلى الفتى والفتاة وقال لهما: إذهبا وانسجما، وقد فكّرت ولاحظت أنّنا مع كلِّ ما نقول إلّا أنّ كلام الإمام كان مختصراً بهذه العبارة: إذهبا وانسجما"50.

68- ماذا يعني الإنسجام؟
" ليكن سعيكما في جميع مراحل حياتكما – خصوصاً السنين الأربع أو الخمس الأولى – هو أنْ تنسجما فيما بينكما، لا أنْ تكونا بحيث إنَّه وبمجرد أنْ يصدر عن أحدكما شيء يدلُّ على عدم الإنسجام، يُقابله الآخر بالمثل أيضاً. كلاّ!
أظهرا الإنسجام سويّةً، وإذا رأيت من شريكك عدم الإنسجام أظهرْ أنت الإنسجام، فهذا من المَواطِن التي تحُسن فيها المساومة والتنازل"51.
 
"ما معنى الإنسجام؟ هل معناه أن ترى المرأة أنّ هذا الرجل هو مطلوبها المثاليّ لكي تنسجم معه، أو أنْ يرى الرجل أنَّ هذه المرأة هي مطلوبه المثاليّ وهي قِمّة الطموح لكي ينسجم معها، وإذا وجد شيء من الإعوجاج ولو بمقدار ذرّة هنا أو هناك، فهذا ما لا يُمكن قبوله، هل هذا معنى الإنسجام؟

كلّا! لأنّه إذا كان الأمر كذلك فالإنسجام يحصل بصورة طبيعيّة ولا حاجة لإرادة أيٍّ منكم، فعندما يُقال: إنّ عليكم أنْ تنسجموا، فهذا يعني أنْ تتعايشوا مع الوضع الموجود أو الطارئ، هذا هو معنى الإنسجام، أي: إنّ أموراً قد تطرأ في الحياة؛ إذ إنّ الزوجين الَّلذين لم يكن أحدهما على معرفةٍ بالآخر، أو قد يكونان من ثقافتين مختلفتين، أو تكون عاداتهما مختلفة، فمن الممكن أنْ يشعُرا في البداية بشيء من عدم الإنسجام.. ليس الآن وفي بداية الزواج حيث لا يشعر أحدهما بشيء.. وإنّما بعد مضي بعض الوقت، حيث يُمكن أنْ يحسّا بشيء من عدم الإنسجام.

فهل ينبغي حينئذٍ أنْ يتقاعسا أحدهما عن الآخر ويقول الرجل أو تقول المرأة: إنّ الآخر لم يَعُد يُناسبني؟!
كلاّ..! يجب عليكم أنْ تُكيّفوا أنفسكم مع هذا الأمر، فإذا كان الوضع قابلاً للإصلاح فأصلحوه، وإذا رأيتم أنه لا يُمكن إصلاحه فلا بد من التكّيف معه"52.
"التوافق في البيئة العائليّة من الواجبات، فلا ينبغي للرجل والمرأة أنْ يعتقدا بأنّ ما قالاه لا بُدَّ أن يتحقّق، لا يكون الأمر كذلك، بل لا بُدَّ أنْ يكون البناء على الإنسجام بينهما، وهذا الإنسجام ضروريّ، فإذا لاحظتم أنّ مطلوبكم لا يتحقّق إلاّ بالتنازل فتنازلوا"53.

"الإنسجام في الحياة أساس بقائها، وهو الذي يخلق المحبّة، ويجلب البركات الإلهيّة، وهو الذي يُقرِّب القلوب بعضها إلى بعض ويُقوّي العلائق"54.

69- إدراك الطرف الآخر:
"أساس قضيّة الزواج هو عبارة عن التفاهم والأُنس والاتّحاد في الحياة بين موجودين، وهذا في الأصل أمرٌ طبيعيٌّ، لكنّ الإسلام وبما وضعه للزواج من قواعد وآداب وأحكام، فقد منحه ديمومة وبركة. "على الزوج والزوجة أنْ يُدرك أحدهما الآخر ويفهمه" هذا تعبير أوروبيّ، لكّنه تعبير جيّد، أي أنْ يُدرِك كلٌّ منهما آلامَ الطرف الآخر واحتياجاته، ويتسامح معه، وهذا ما يُسمّى (بالإدراك) وبتعبير آخر أنْ يكون هناك درك وفهم متقابل في الحياة. وهذا ممّا يزيد المحبّة"55.

70- عدم التدخُّل السلبيّ:
"لا بُدّّ من إرشاد الشباب، لكنْ لا ينبغي التدخُّل كثيراً في جزئيّات حياتهم؛ لأنَّ هذا سوف يُعقِّد حياتهم"56.

"لا يجوز أنْ يُزلزل بعض الناس هذا البناء المُستحكِم، سواء بتدخّله أم بضحالته وطبعه الصبيانيّ، فإذا لاحظوا أنَّ تدخّلهم يُفسد العلاقة بين الزوج والزوجة، فليس من حقّهم أنْ يتدخّلوا بعد ذلك"57.


"إذا أراد الكبار أن يعيش شبابُهم بسعادة، فلا بُدَّ أنْ يُقدِّموا لهم النصيحة والإرشاد، لكن لا ينبغي أنْ يتدخّلوا في شؤونهم، بل يدعونهم ليعيشوا حياتهم"58.

يقول السيّد علي الخامنئي دام ظله:
"لا يجوز أنْ يأتي الكبار – لا سمح الله – إلى أحد الزوجين ويطعنوا بالآخر أو يقولوا ما يُعكِّر النفوس، بل يجب أنْ يسعى الكبار للتقريب بين الزوجين وربط قلبيهما أكثر".59
"إنّ للوالدين دوراً كبيراً في إيجاد المحبّة، فعلى والِدَي الزوج أو الزوجة أنْ يحرصا دائماً على أنْ يُحبَّ الزوجان أحدهما الآخر، وإذا لاحظوا شيئاً لا يُعجبهم من الطرف الآخر فلا يذكروه لابنهم أو ابنتهم. ليَدَعُوا هؤلاء الإثنين يزدادان أُنساً أحدهما بالآخر، وتزداد محبّتهما يوماً بعد آخر".60

"يجب أنْ يُحاول الآباء والأُمّهات أنْ يضمنوا محبّة الزوج والزوجة، والذين هم أبناؤهم الشباب الذين يتزوّجون حديثاً، يُمكن أنْ يحصل خلاف في بعض الأحيان، فعلى الوالدين والذين هم أكثر تجربة وأكبر سنّاً، أنْ لا يَدَعُوا هذا ينتهي إلى برودة العلاقة بين الزوجين الشابّين".61


1- خطبة العقد المؤرخة 23/12/1379 هـ.ش.
2- خطبة العقد المؤرخة 15/1/1378 هـ.ش.
3- خطبة العقد المؤرخة 11/8/1377 هـ.ش.
4- خطبة العقد المؤرخة 17/10/1374 هـ.ش.
5- خطبة العقد المؤرخة 4/9/1375 هـ.ش.
6- خطبة العقد المؤرخة 30/7/1376 هـ.ش. 
7- خطبة العقد المؤرخة 24/9/1376 هـ.ش.
8- خطبة العقد المؤرخة 19/1/1377 هـ.ش.
9- خطبة العقد المؤرخة 15/1/1378 هـ.ش.
10- خطبة العقد المؤرخة 24/9/1371 هـ.ش.
11- خطبة العقد المؤرخة 24/9/1376 هـ.ش.
12- خطبة العقد المؤرخة 16/5/1379 هـ.ش.
13- خطبة العقد المؤرخة 30/7/1376 هـ.ش.
14- خطبة العقد المؤرخة 19/1/1377 هـ.ش.
15- خطبة العقد المؤرخة 11/12/1377 هـ.ش.
16- خطبة العقد المؤرخة 19/7/1379 هـ.ش.
17- خطبة العقد المؤرخة 15/10/1379 هـ.ش.
18- خطبة العقد المؤرخة 2/1/1380 هـ.ش.
19- خطبة العقد المؤرخة 2/1/1380 هـ.ش.
20- خطبة العقد المؤرخة 19/9/1371 هـ.ش.
21- خطبة العقد المؤرخة 22/1/1378 هـ.ش.
22- خطبة العقد المؤرخة 28/9/1374 هـ.ش. 
23- خطبة العقد المؤرخة 19/1/1377 هـ.ش.
24- خطبة العقد المؤرخة 19/7/1379 هـ.ش.
25- خطبة العقد المؤرخة 22/9/1379 هـ.ش.
26- خطبة العقد المؤرخة 30/7/1376 هـ.ش.
27- خطبة العقد المؤرخة 21/12/1379 هـ.ش.
28- خطبة العقد المؤرخة 19/12/1376 هـ.ش.
29- خطبة العقد المؤرخة 10/2/1375 هـ.ش.
30- خطبة العقد المؤرخة 16/11/1379 هـ.ش.
31- خطبة العقد المؤرخة 6/6/1381 هـ.ش.
32- خطبة العقد المؤرخة 10/2/1375 هـ.ش. 
33- خطبة العقد المؤرخة 20/11/1375 هـ.ش.
34- خطبة العقد المؤرخة 9/12/1380 هـ.ش.
35- خطبة العقد المؤرخة 18/12/1376 هـ.ش.
36- خطبة العقد المؤرخة 11/12/1377 هـ.ش.
37- خطبة العقد المؤرخة 15/10/1379 هـ.ش.
38- خطبة العقد المؤرخة 30/3/1379 هـ.ش.
39- خطبة العقد المؤرخة 15/12/1379 هـ.ش.
40- خطبة العقد المؤرخة 17/2/1375 هـ.ش.
41- خطبة العقد المؤرخة 11/5/1375 هـ.ش.
42- سورة النور، الآية 31.
43- خطبة العقد المؤرخة 12/9/1377 هـ.ش.
44- خطبة العقد المؤرخة 21/8/1379 هـ.ش.
45- خطبة العقد المؤرخة 3/8/1379 هـ.ش.
46- خطبة العقد المؤرخة 10/9/1379 هـ.ش.
47- خطبة العقد المؤرخة 24/1/1378 هـ.ش.
48- خطبة العقد المؤرخة 9/4/1378 هـ.ش.
49- خطبة العقد المؤرخة 11/5/1374 هـ.ش.
50- خطبة العقد المؤرخة 20/4/1370 هـ.ش.
51- خطبة العقد المؤرخة 31/4/1376 هـ.ش.
52- خطبة العقد المؤرخة 16/1/1379 هـ.ش.
53- خطبة العقد المؤرخة 9/4/1378 هـ.ش.
54- خطبة العقد المؤرخة 19/11/1377 هـ.ش.
55- خطبة العقد المؤرخة 31/6/1371 هـ.ش.
56- خطبة العقد المؤرخة 6/9/1376 هـ.ش.
57- خطبة العقد المؤرخة 17/2/1375 هـ.ش.
58- خطبة العقد المؤرخة 18/5/1374 هـ.ش.
59- خطبة العقد المؤرخة 18/4/1377 هـ.ش.
60-خطبة العقد المؤرخة 31/6/1371 هـ.ش.
61-خطبة العقد المؤرخة 9/12/1380 هـ.ش.
 

2013-01-08