">
"/>
يتم التحميل...

صدى الولاية - العدد 193 - جمادى الأولى 1440 هـ

جمادى الأولى

عدد الزوار: 28

عندما تنظرون إلى التضحية في سبيل الله على أنهّا فوز عظيم، وتخوضون المخاطر من أجل الشهادة، ولا تخافون شيئاً، فلن تستطيع أيّ قوّة في العالم الوقوف في وجهكم

إنَّ الشباب المؤمنين اليوم إن لم يكونوا متفوّقين على شباب أوائل الثورة من حيث الدوافع والمحفزات فإنّهم غير متأخرين عنهم

إنّ إيران الإسلاميّة تقف في وجه انتهاك الحقوق وانعدام العدالة والفساد الأخلاقي والفساد السياسيّ

 
 

خطاب القائد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

المرتبة السامية لعوائل الشهداء
عباد الله الصالحون يعرفون قدر عوائل الشهداء وآبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم وإخوتهم وأخواتهم والمفجوعين بهم. والسبب هو أنَّ الله تعالى صلَّى وسلَّم عليكم: ﴿أُولٰئِكَ عَلَيهِم صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِم وَرَحمَةٌ (البقرة: 157). وأن يُصلّي الله ويُسلِّم على أحد لهو مرتبة سامية ومهمّة جدّاً؛ ذلك لأنّكم صبرتم، ولأنّكم حوّلتم مُصاب فقد الابن -الذي يُعدُّ مأتماً بالنسبة إلى معظم الناس في العالم- إلى يوم عيد وتهنئة، ولقد واسيتم أنفسكم بأنّ الله تعالى قد جعل ابنكم الشاب في جواره: ﴿أَحيَاءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقُونَ (آل عمران: 169). هذه هي قيمة صبر عوائل الشهداء.

رسالة الشهداء: البشارة لهم ولمن هم على دربهم
إنَّ رسالة الشهداء رسالة بِشارة حقّاً. وعلينا نحن أن نصلح آذاننا لنسمع هذه الرسالة. رسالتهم هي: ﴿وَيَستَبشِرُونَ بِالَّذِينَ لَم يَلحَقُوا بِهِم مِّن خَلفِهِم أَلَّا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحزَنُونَ (آل عمران: 170). إنّها رسالة نفي الخوف والحزن عن أنفسهم وكذلك عن مخاطبيهم ومستمعيهم.

الإيمان بالشهادة صنع لبلادنا مصيرها المجيد
يقول الإمام الخمينيّ الجليل (قدس سره): «الشعب الذي يعرف الشهادة لا يعرف الأسر». عندما تنظرون إلى التضحية في سبيل الله على أنهّا فوز عظيم، وتخوضون المخاطر من أجل الشهادة، ولا تخافون شيئاً، فلن تستطيع أيّ قوّة في العالم الوقوف في وجهكم.

إنّ الغلبة والقدرة هي من نصيب الشعب والأمّة التي تؤمن بأنّها إذا ما تعرَّضت في هذا الطريق لخطر وأذى واستشهاد ومفارقة للدنيا فإنّها ستكون الفائزة، وليست الخاسرة. والشعب الذي يتمتّع بهذه الروحيّة وهذه العقيدة لن يُهزم ولن يعرف الانكسار، وسيتقدّم إلى الأمام، كما تقدَّم الشعب الإيراني إلى الآن في طريقه المحفوف بالكثير من المخاطر والمشاقّ. وهل هذه مزحة أن يجتمع كلّ أقوياء العالم الفاسدون الخبثاء ويتعاضدوا ويقفوا بوجه الشعب الإيراني ولا يستطيعوا ارتكاب أيِّ حماقة طوال أربعين سنة، وتتبدَّل هذه الغرسة اليافعة إلى شجرة قويّة محكمة، طيبة لا يمكن هزّها؟ من الذي فعل هذا؟ إنّه الإيمان بالشهادة هو الذي صنع للبلاد هذا المصير المجيد الشامخ.

النماء الثوريّ معجزة الثورة
يبكي الشابّ من أبنائكم، ويتمنّى أن يُستشهد في سبيل الله. يتوسّل إلى أبيه وأمه ويقول لهما: لقد ذهبت وشاركت في العلميات ولم أستشهد؛ لأنّكما لم تكونا راضيَين، فيتوسّل إليهما بأن يرضيا لكي ينال هو الشهادة. ويقول أحد الشباب لزوجته -وقد قرأت هذا في سيرة أحد الشهداء المدافعين عن المراقد المقدسة-: إنّك لم تكوني راضية بأن أستشهد، وإنّك لا تسمحين لي بالشهادة، فيتوسّل إلى زوجته بأن ترضى لينال هو الشهادة.

العالم المادّيّ لا يفهم معنى هذا الكلام ولا يُدركه، لكنّه موجود. وهذه الروح وهذه العقيدة هي التي تثبِّت شبابنا المؤمنين الثوريين وتبقيهم كالجبل الراسخ في مقابل الأحداث.

لدينا أضعاف مضاعفة من حالات النماء الثوريّ. وهذه هي معجزة الثورة. فبعد أربعين عاماً ترون الشباب المؤمن المسلم، الذين لم يروا الإمام الخميني ولم يعايشوا الثورة ولا مرحلة الدفاع المقدّس، ولم يشهدوا تلك الملاحم عن قرب، ينزلون اليوم بروحهم الثورية إلى الميدان؛ كالشباب في بداية الثورة -وعلى غرار الشهيد هِمَّت والشهيد خرَّازي وعظماء من هذا القبيل-، ويقفون في وجه العدوّ برغبة كاملة وإحساس بالمسؤولية وبمنتهى الشجاعة. وهذا يعني أنَّ الشباب المؤمنين اليوم إن لم يكونوا متفوّقين على شباب أوائل الثورة من حيث الدوافع والمحفزات فإنّهم غير متأخرين عنهم.

دماء شبابكم صانت البلد من أطماع المستكبرين
إنّ شبابكم هم الذين حفظوا هذا البلد، وهذه الدماء الطاهرة المراقة على الأرض هي التي منعت مستكبري العالم وأمريكا المجرمة من السيطرة على هذا البلد، كما كانت تفعل في عهد الطاغوت. هؤلاء هم الذين حالوا دون ذلك، وهم الذين منعوا ذلك. لو لم تكن هذه الشهادة والشجاعة وهذا الصبر الذي أبداه الآباء والأمهات والزوجات ما كان معلوماً كيف سيكون وضع البلد، وما كان معلوماً هل سيستطيع هذا البلد الصمود في وجه هذه الجبهة المستكبرة. لقد ثبتنا وصمدنا؛ لأنّ البلد كان فيه شباب مثل شبابكم، وما زال أمثال هؤلاء الشباب موجودين.

الشعب يقدّر الشهداء ويقدّر تضحيات عوائلهم
الشعب يعرف قدر هؤلاء. لاحظوا ما الذي يفعله الناس في تشييع الشهداء الذين استشهدوا في هذه الأيّام: شهداء الحدود، والشهداء المدافعين عن المراقد، ومختلف الشهداء المضحين من أجل الأمن وما شاكل.

الجمهورية الإسلامية قويّة بمعنويّاتها وفكرها وأناسها المضحّين وبإيمانها وبالآباء والأمهات المؤمنين وبالزوجات المؤمنات وبالشباب المؤمنين. فالشابّ الذي يغضُّ الطرف عن عائلته، وعن زوجته الحبيبة، وعن طفله، ويذهب ليجاهد في سبيل الله ويعرّض نفسه للخطر، هو وأمثاله من حفظوا البلد، وقوة الثورة تتبدّى بوجود مثل هؤلاء الأشخاص ومثل هذا الإيمان.

مخطّطات أميركا للهيمنة باءت بالفشل
إنَّ أعداء إيران المعروفين غارقون في الوحل؛ وحل الفساد الأخلاقيّ والسياسيّ. انظروا إلى مسؤولي الحكومة الأمريكية اليوم، لاحظوا عبادتهم للمال، وانتهاكهم للحقوق، وعدم اكتراثهم لأرواح البشر وممتلكات الشعوب. ومن النماذج على ذلك ما يحصل في اليمن. إنّ من يرتكب الجرائم في اليمن هم السعوديون، لكنّ الأميركيّين شركاؤهم في هذه الجرائم، وهم بدورهم يعترفون بذلك. يقصفون المستشفيات والأسواق والمحافل والتجمّعات البشريّة. ليست القضية قضية معارك عسكرية، إنّما هم يعارضون الشعوب. هؤلاء مجرمون وغارقون في الوحل. هذا هو الوجه الحقيقيّ لأميركا. إنّ إيران الإسلاميّة تقف في وجه هؤلاء، وفي وجه انتهاك الحقوق وانعدام العدالة والفساد الأخلاقي والفساد السياسيّ.

سنحيي الذكرى الأربعين لانتصار الثورة رغم أنف أميركا
إنّ هدف أمريكا ومخطّطها من الأعمال التي قاموا بها في العام أو العامين الماضيين -والجزء الكبير منها هو الحظر الاقتصاديّ الشامل، مضافاً إلى الأعمال المزعزعة للأمن- هو إيجاد الخلاف والشقاق والفتنة الداخلية والمشكلات في الجمهورية الإسلامية العزيزة.
لقد أعلنوا في بداية السنة الميلادية الماضية أنَّ أمام إيران صيفاً حارّاً. وكان قصدهم أنّنا سنتوجه في الصيف إلى إيران وسوف تُنفّذ مخططاتنا فيها (نشوب الخلافات والنزاعات والمعارك وجرّ الناس إلى الشوارع والساحات، وإشعال حربٍ بين هذه الجماعة وتلك الجماعة وبين تلك الجماعة وجماعة أخرى). هذا كان هدفهم. وعلى رغم أنوفهم كان ذلك الصيف واحداً من أفضل فصول الصيف. ثمّ قالوا إنّ الجمهورية الإسلامية لن تشهد عامها الأربعين؛ بمعنى أنهم سوف ينفّذون المؤامرات نفسها في الخريف والشتاء. هذا، والشعب الإيراني واقف بكلّ قوّة، وسيُحيي -بإذن الله- في الحادي عشر من شهر شباط الذكرى الأربعين للثورة الإسلاميّة بنحو أكثر عظمة وهيبة من السنين الماضية.
 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

استفتاء

 

قراءة بعض الآيات في الصلاة المندوبة

 س: هل يمكن الاكتفاء في الصلاة المندوبة بقراءة بعض الآيات بدلاً من سورة كاملة؟
ج: لا إشكال في ذلك.

 
 

وصيّة القائد (دام ظلّه) للشباب

 

لنكن يقظين: حذارِ الانخداع بألاعيب العدوّ وريائه

توصيتي لكلّ شبابنا أن يحذروا ولا يقدّموا المعونة للأعداء، وليحذروا من أن يُهيّئوا ويوطّئوا الساحة للأعداء، وليكونوا يقظين واعين. إذا ما غفلنا وغلبنا النوم، فإنَّ ذلك العدوّ الضعيف سوف ينفث سمومه. يجب أن نكون جميعاً يقظين واعين، ويجب أن نحافظ على هذه اليقظة.

على الجميع، أينما كانوا، أن يعملوا من أجل البلاد ولتقوية البلاد ولتعزيز اقتصاد البلاد ومن أجل الإنتاج الداخلي. ليبذل كلُّ شخص مساعيه في أي موقع كان، وليقم بواجباته بيقظة ووعي تامّ.

 
 

القائد (دام ظله) للسعوديّين

 

جرائمكم ستنتهي بضرركم

هناك من عقد أواصر الصداقة في العالم الإسلاميّ مع العدوّ. وما يقوم به آل سعود من جرائم في اليمن لاحتلالها، وما يرتكبونه بحقِّ الشعب اليمني المظلوم، سوف ينتهي بضررهم. فليفهموا هذا الشيء.

لقد مضت أربعة أعوام ولم ينجحوا. وكلّما تقدَّم بهم الزمن سيكون سقوطهم أشدّ، والضربة التي سيتلقّونها أكثر إيلاماً. كيف يمكن لحكومةٍ تحكم شعباً مسلماً وبلداً إسلامياً أن تتحول إلى آلة بيد أعداء الإسلام، إلى آلة بيد أمريكا، وبقرة حلوب لها؟ لماذا؟ على خادم الحرمين الشريفين أن يكون مصداقاً للآية الشريفة ﴿أشِدّاءُ على الكفّار لا أشدّاء على المؤمنين. إنّهم أشدّاء على المؤمنين؛ «أشدّاء على اليمن»، «أشدّاء على البحرين». يُمارسون الضغوط على الشعوب المؤمنة. وهذه سياسة بلهاء جدّاً تستدعي الغضب الإلهيّ.

 
 

أنشطة القائد (دام ظله)

 

1- إقامة مراسم تأبین الفقید آیة الله السيّد محمود الهاشمي الشاهرودي (قدس سره) بحضور سماحة الإمام القائد الخامنئيّ (دام ظله) في حسينية الإمام الخميني (قدس سره):
أقام الإمام القائد الخامنئيّ (دام ظله) مراسم تأبین الفقيه الجليل المرحوم سماحة آیة الله العظمى السيد محمود الهاشمي الشاهرودي في حسینیّة الإمام الخمینيّ (قده) بطهران.

وارتقى المنبر حجة الإسلام صدّيقي معتبراً نزول الهداية الإلهية من نعم الله الدائمة على عباده، وأشار إلى دور علماء الدين الهام في هذا الطريق. وقال: كان سماحة آية الله الهاشمي الشاهرودي فقيهاً كبيراً وبارزاً ولم يغفل أبداً عن أداء مسؤولياته الاجتماعية والثورية على الرغم من مكانته العلمية والفقهية السامية، ونال شرف خدمة الشعب والنظام الإسلامي بتبعيته التامة لمقام الولاية حتى آخر لحظات عمره الشريف.

2- سماحة الإمام القائد الخامنئيّ (دام ظله) خلال لقائه الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين: أبشروا بانتصارات أكبر من إركاع الكيان الصهيوني خلال 48 ساعة
أكّد سماحة الإمام القائد الخامنئيّ (دام ظله) خلال استقباله الأمين العام لحركة الجهاد الاسلاميّ في فلسطين السيد زياد النخالة والوفد المرافق أنّ فلسطين ستبقي قويّة، وسيتحقّق النصر النهائيّ للشعب الفلسطيني في مستقبل ليس ببعيد بفضل الله.

وأشار سماحته إلى وجود معادلة واضحة في القضيّة الفلسطينيّة، وهي: إذا قاومتم ستنتصرون، وإن لم تقاموا ستفشلون إلّا أنّ الشعب الفلسطيني -وبفضل الله- قاوم وانتصر في الكفاح ضدّ الكيان الصهيوني حتّى الآن.

كما قال سماحته: إنّ الكيان الصهيونيّ الذي طلب الهدنة في حربين سابقتين مع فصائل المقاومة بعد 22 يوماً في الحرب الأولى و 8 أيّام في الحرب الثانية، طلب الهدنة في آخر مواجهة بعد 48 ساعة؛ وذلك يعني إركاع هذا الكيان الصهيوني الغاصب.

2019-01-07