">
"/>
يتم التحميل...

صدى الولاية - العدد 177 - محرّم 1439 هـ

محرّم

عدد الزوار: 17

إذا كنتم تريدون لأفكاركم واقتراحاتكم ومعنويّاتكم أنْ تؤثِّر في المجتمع فيجب أن تكونوا متعلِّمين ومثقّفين

 
 

حالة الفراغ الفكريّ العالميّة فرصةٌ لنشر الفكر الإسلاميّ

 

بسم الله الرحمن الرحيم

* ليغيظَ بهمُ الكفّار
عندما أنظر إلى الشباب وإلى طلّاب العلوم الدينيّة منهم، أرى الغرسات المزهرة الباسقة لبستان الإمامة والولاية. بحمد الله، هذه الغرسات قد استطالت واستوت على سوقها: بعضها أثمر، وبعضها الآخر يمنح الإنسان ثقة بأنّه سيُثمر. ﴿وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾(الفتح: 29).

إنّ وقوفكم على أرجلكم ونموّ قاماتكم وتضاعف رشدكم المعنويّ وقدراتكم المختلفة تُعجب الزرَّاع وتبهرهم. إنّ الذين نثروا هذه البذور عندما ينظرون ويرَون هذا التقدُّم وهذه الوجوه المستبشرة، تنتابهم الدهشة والمسرّة، والأهم من هذا ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾. فهذا الازدهار يغضب أعداءكم. وهذا ما ينبغي أن يكون.

* جِدّوا في تحصيل العلم لتكونوا مؤثِّرين
إذا كنتم تريدون لأفكاركم واقتراحاتكم ومعنويّاتكم أنْ تؤثِّر في المجتمع فيجب أن تكونوا متعلِّمين ومثقّفين. يجب أن تدرسوا وتكونوا فضلاء. خذوا قضيّة الدرس والتحصيل العلميّ بمنتهى الجدّيّة. ولا تقولوا إنّ العالم الآن يُدار على أساس التقدُّم التقنيّ وما شاكل، ونحن جالسون نقرأ في الحوزة.

* الثورة مستمرّة حتّى قيام المجتمع الإسلامي
قد يقول بعضهم: «إنّ الثورة كانت حادثة وانتهت، ولنعد إلى حياتنا العاديّة». فهذا خيانة للثورة، الثورة لا تنتهي. إنّ الثورة تضرب الأعراف والقيم السابقة وتخلق قيماً وأعرافاً جديدة في المجتمع. إن الحفاظ على هذه الأعراف الجديدة هو استمرار للثورة. وهذا أمر صعب ويتطلب أعمالاً عسيرة. فإذا كانت الثورة بحاجة إلى نضال لكي تنتصر، فالحاجة إلى النضال أيضاً لا تزال اليوم قائمة؛ كي نستطيع تثبيت هذه الأعراف والقيم الثورية. ويجب أن نصل بها إلى النتائج ليكون المجتمع مجتمعاً إسلاميّاً.

* لا زلنا في مرحلة الدولة الإسلاميّة
لقد استطعنا إيجاد ثورة إسلاميّة، ثم استطعنا على أساسها إيجاد نظام إسلاميّ. ولكن هناك بعد ذلك إيجاد دولة إسلاميّة وتشكيلات إداريّة إسلاميّة، ولا نزال في هذه القضيّة على مسافة طويلة عن الهدف المقصود. وبالتأكيد هذا لا يعني أن يشعر أحد باليأس. أبداً، نحن نتقدّم إلى الأمام باستمرار، على الرغم من كل المعارضات والعراقيل والاستهزاء والمعاندة التي تحصل. نحن نتقدّم ونسير، بلا شكّ، لا تزال أمامنا مسافة تفصلنا حتّى نستطيع إيجاد دولة إسلامية. وبعد أن تتحقق الدولة الإسلامية سيبدأ دور تحقيق المجتمع الإسلامي.

* مهمّة علماء الدين الدعوة إلى التوحيد
إنّ مهمّة علماء الدين مواصلة مهمّة الأنبياء التي وردت بهذا الشكل في سورة الأعراف المباركة: ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ (الأعراف: 65). القضية هي قضية التوحيد. إنّ أساس عمل الأنبياء ودعوتهم هي دعوة إلى التوحيد. ينبغي النظر إلى عمل علماء الدين بهذه النظرة.

* التوحيد دعوة إلى إقامة مجتمع توحيدي
الدعوة إلى التوحيد لا تعني الاعتقاد بأنّ الله واحد وليس اثنين، وأنّ هذه الأصنام والأوثان والآلهة الموجودة لا تستحق الألوهية، إنّما الاعتقاد بالتوحيد أساس وركيزة لرؤية كونية تصنع الحياة. الاعتقاد بالتوحيد يعني إيجاد مجتمع توحيدي، مجتمع يتكوّن ويدار على أساس التوحيد. هذا هو الاعتقاد بالتوحيد. لو لم يكن الأمر هكذا، لما كان هناك معاداة الأنبياء ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً﴾ (الأنعام: 112). سبب العداوات أنّ الأنبياء اعترضوا على شكل المجتمع، وقدّموا شكلاً آخر وهندسة جديدة لأسلوب حياة البشر. أسلوب الحياة الذي نادى به الأنبياء هو الحياة الطيبة ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ (النحل: 97)؛ أي أنّ هناك ما هو أكثر من هذه الحياة الظاهريّة وهو ما يسمّى «الحياة الطيبة».

* حالة الفراغ الفكري العالميّة فرصةٌ لنشر الفكر الإسلامي
يوجد الآن على مستوى العالم كلِّه شعور بالفراغ الفكري والحاجة إلى أفكار جديدة. توجد حالة خيبة أمل وإحباط وتخلٍّ عن كل أنواع المذاهب والإيديولوجيات والمدارس الفكرية المختلفة، سواء كانت يساريّة أو يمينيّة. هناك حالة فراغ فكري، وهنا الفرصة لتقبل الأفكار الجديدة. لدى الإسلام أفكار جديدة حول قضايا الإنسان والمجتمع وفي مجال السياسة أيضاً. إذا استطعنا نشر أفكارنا هذه في العالم كأفكار جديدة، وإذا أوصلناها إلى أسماع العالم فسيكون لها الكثير من المعجبين والمؤيّدين والمتقبّلين.

* وجود وسائل لنشر الأفكار لأقصى أنحاء العالم
يمتاز عصرنا بوجود وسائل جاهزة لإيصال الرسالة. إنّ ما يُطلق عليه «فضاء افتراضي» هو في الواقع «فضاء حقيقي». بمعنى أن هذا الفضاء حاضر داخل حياة الكثير من الناس، وهو أداة عملية فعّالة جدّاً تستطيعون بها إيصال رسالتكم إلى أقصى أنحاء العالم وإلى كل الأسماع.

* التقوى خير مُعين
«مَن نَصَبَ نَفسَهُ لِلنّاسِ اِماماً فَليبدَأ بِتَعلِيمِ نَفسِهِ قَبلَ تَعليمِ غَيرِه». ينبغي أن نعمل على أنفسنا أولاً. افتحوا على أنفسكم اليوم أيها الشباب طريق الله وطريق التوسل وطريق الدعاء وطريق الانتهال من الأدعية الزاكية لسيدنا بقية الله المهدي المنتظر (أرواحنا فداه). افتحوا لأنفسكم طريق الاستفادة من الأدعية المأثورة الواصلة عن الأئمة (عليهم السلام).

اجتناب الذنوب أهم الأعمال. كانت هذه أولى توصيات الذين يسيرون في دروب السلوك، «فَرِّق بَيني وبَينَ ذَنبِي المانِعِ لي مِن لُزومِ طَاعَتِك». إنّ الإنسان إذا ابتُلي بالذنب فإنّ هذا الذنب سيبعده عن لزوم الطاعة، ويسلبه التوفيقات.

الصلاة في أول الوقت وبتوجُّه وحضور قلب، وتلاوة القرآن والأنس بالدعاء والزيارة، هذه هي الأمور اللازمة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

من توجيهات القائد (دام ظله)

 

أيُّها الشباب: أعدُّوا أنفسكم لسبعين سنة!

إنّ الأنبياء حتّى الذين استُشهدوا والذين كذّبهم قومُهم وأنكروهم قد أزهرت كلماتهم ونمت في نهاية المطاف. لقد واجه هؤلاء الأنبياء الإنكارَ والتكذيبَ في ذلك الحين، ولكن بعد ذلك استمرّت سلسلة الأنبياء وانتصر كلامهم. ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ (غافر: 51). اعلموا أنّه سيكون لكم، كما كان للأنبياء، أعداء ومعارضون ومخالفون. فأعدُّوا أنفسكم لهذا. كلكم شباب ولعل أمامكم إنْ شاء الله ستّين عاماً وسبعين عاماً من الوقت كي تعيشوا وتعملوا وتجدوا. أعدوا أنفسكم لخمسين سنة، وستين سنة، وسبعين سنة من العمل والسعي والجهد. واعلموا أنّ العالم سيتغيّر في نهاية هذا الطريق بفضل جهودكم ومساعيكم، وسوف تتقدمون نحو الهدف المطلوب بلا شك، وهذا ما سيحصل بالتأكيد.

 
 

استفتاء

 

الإجارة بشرط القرض

س: ما هو المخرج الشرعي لما هو المتعارف بين الناس اليوم من دفع وأخذ مبلغ سلفاً عند استئجار البيت؟
ج: لا بأس في ذلك، فيما إذا كان بإيجار المالك بيته من المستأجر إلى مدّة محدّدة بأجرة معلومة، على شرط أن يدفع إليه المستأجر مبلغاً قرضاً، وإن كان المالك بملاحظة ذلك يخفّض الأجرة في العقد عن أجرة المثل. وأما إذا كان بالاقتراض من المستأجر، على شرط أن يضع بيته تحت تصرّفه مجاناً، أو أن يؤاجر بيته منه بأجرة المثل، أو بأقلّ منها أو أكثر، بحيث كان المتحقِّق أوّلاً فيما بينهما هو الاقتراض والإقراض، وكان إيجار البيت من المستأجر أو وضعه تحت تصرّفه شرطاً في القرض، فهذه الصور كلّها حرام وباطلة.

 
 

نور من نور

 

﴿ويزكِّيهم

بمقدار التعليم ولعلّه أكثر اهتمّوا بالتربية، فلعلّه لم يرد في القرآن، قوله: «يُعلِّمهم» قبل «يُزكِّيهم» سوى في موردٍ واحد، والبقية كلّها جاء فيها «يُزكِّيهم» قبل «يُعلِّمهم»، ﴿وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَة (الجمعة: 2). ولعلّ هذا يدلّ على أنّ للتزكية مقاماً أعلى. فزكّوا مخاطبيكم وربّوهم. وهذه التربية التي ذكرتها عمليّة صعبة، فيجب القيام بهذا العمل الصعب. فانفذوا إلى الطبقات العميقة لذهن المخاطب، ولا تكتفوا بتحريك مشاعره وجذب عاطفته، كلّا، فاسعوا إلى التأثير في عمق كيانه وذهنيته حتى لا تزول تلك الآثار مع الأحداث المختلفة. 

 
 

نشاطات القائد

 

1- سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) خلال لقائه قادة مقر خاتم الأنبياء للدفاع الجويّ ومسؤوليه: «مقرُّ خاتم الأنبياء للدفاع الجوّي هو الخطّ الأمامي للدفاع عن كرامة ووجود البلاد» (2017/09/03).
التقى القائد العام للقوات المسلّحة سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) جمعاً من قادة مقرّ خاتم الأنبياء (ص) للدفاع الجوي ومسؤوليه في جيش الجمهورية الإسلاميّة، حيث كان من أبرز ما جاء في مواقف سماحته قوله: «حالات التقدّم الباهرة في مختلف المجالات كالمجال الدفاعيّ والعلميّ والتقنيّ تدلّ على وجود الإمكانيّات والقدرات في الطاقات الإنسانيّة الشابّة والمتحفّزة».

واعتبر سماحته مقرَّ خاتم الأنبياء (ص) «الخطّ الأمامي للدفاع عن كرامة ووجود البلاد». كما أشار سماحته إلى دور القوى البشرية، ومن بينها القوى المسلّحة، الاستثنائي في تحقيق التقدّم على مستوى مختلف الأصعدة قائلاً: «يجب، من خلال العمل والسعي الدّؤوب، أن تفجّروا مواهب القوى البشريّة اللامتناهية وتسخّروها لخدمة إزالة احتياجات ونواقص البلاد».

2- سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله): «الحلّ في بورما هو تدخّل الحكومات الإسلامية بشكل عملي وممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية على الحكومة البورميّة العديمة الرّحمة» (2017/09/12).
تحدّث سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) في مستهلّ درس بحث الخارج عن الفجائع التي تشهدها بورما قائلاً: «لقد بات من الضروري أن يعقد مجلس التعاون الإسلامي مؤتمراً حول فجائع بورما».

كما انتقد سماحته صمت المحافل الدولية ومدّعي حقوق الإنسان وعدم تحرّكهم حيال الفجائع التي تشهدها بورما، مؤكّداً أنّ الحل في بورما هو تدخّل الحكومات الإسلامية بشكل عملي وممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية على الحكومة البورميّة العديمة الرّحمة قائلاً: «على الجمهوريّة الإسلاميّة اتخاذ موقف صريح وشجاع حيال أيّ ظلم ممارس في أيّ نقطة من العالم».

3- سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) لدى لقائه أعضاء مجمع تشخيص مصلحة النظام: «يجب أن يكون المَجْمَع وأن يبقى ثوريّاً في الفكر والعمل مئة بالمئة» (2017/09/13).
خلال لقائه رئيس وأعضاء مجمع تشخيص مصلحة النظام أكّد سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) على وجوب أن يعمل ويفكر مجمع تشخيص مصلحة النظام بنمط ثوري مئة بالمئة وأن يستمر بالبقاء ثوريّاً.

واعتبر سماحته مجمع تشخيص مصلحة النظام من إبداعات الإمام الخميني العظيم القيّمة. وأشار سماحته إلى أنّ وظائف هذه المؤسسة الثلاثة الهامّة تتلخّص بـ «تشخيص المصلحة»، و«تقديم الاستشارات خلال تحديد السياسات العامّة» و«إيجاد الحلول لمشاكل البلاد».

وأوصى سماحته المجمع بـ «الإتقان» و«الثبات» عند وضع السياسات العامة مع مداولة البحوث العلمية، المستدلّة، الاجتهادية والدقيقة، واستكمل قائلاً: «اعملوا بالطريقة التي تتّسم فيها السياسات العامّة بالقوّة والدقّة وبعبارات بليغة مفيدة، لئلّا تحتاج بعد فترة قصيرة إلى تعديل أو إعادة نظر».

2017-09-21