إنَّ مِن أوجب الواجبات والوظائف في المجتمعات الإسلاميَّة، والتي على الجميــع أنْ يلتزمـــوا بها، الوحـدة الإسلاميَّة، والأُخوَّة الإسلاميَّة، والارتباط الحمـيــم فيمــا بين المسـلمين.

"> New Page 2

إنَّ مِن أوجب الواجبات والوظائف في المجتمعات الإسلاميَّة، والتي على الجميــع أنْ يلتزمـــوا بها، الوحـدة الإسلاميَّة، والأُخوَّة الإسلاميَّة، والارتباط الحمـيــم فيمــا بين المسـلمين.

"/>
يتم التحميل...

إنَّ مِن أوجب الواجبات والوظائف في المجتمعات الإسلاميَّة، والتي على الجميــع أنْ يلتزمـــوا بها، الوحـدة الإسلاميَّة، والأُخوَّة الإسلاميَّة، والارتباط الحمـيــم فيمــا بين المسـلمين.

 
 

خطاب القائد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم : روحٌ نُفخت في جسد العالم الميِّت
إنّ ولادة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وبعثته، كانتا روحاً نُفخت في جسد العالم الميِّت في ذلك الزمان، الذي كان وقتَها حيّاً في ظاهره، ولكنّ الموت كان يسوده من ناحية الإنسانيّة والفضيلة، فنفخ النبيُّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه وبدعوته روحاً في ذلك العالم؛ إذ «كان خُلقُه القرآن»؛ أي أنَّه كان قرآناً مجسّداً، ودعوتُه حياةً للعالَم ﴿اسْتَجِيبُوا لِله وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُم (الأنفال: 24).

لنتَّخذْهُ قُدوةً
يجب علينا أنْ نسعى وراء بثِّ الرُوح في العالم المعاصر الميِّت، الذي يعاني من الظلم والقسوة والتمييز وموت الفضيلة، بل إنَّ الفضيلة والعدالة والإنسانيَّة والأخلاق كلَّها تُسحق بواسطة القوى الماديَّة. ودماء الناس تُراق بيد المتسلِّطين الذين لا يردعهم رادع، والشعوب تموت جوعاً بسبب نهبِ ثرواتها وخيراتها. هذه هي الأوضاع السائدة في العالم المعاصر، وهي شبيهة بتلك الجاهليَّة قبل ظهور الإسلام. إنَّها جاهليَّةٌ جديدةٌ.

واجبنا: بناء «حضارة إسلاميَّة جديدة»
إنّ واجب الأمة الإسلاميَّة أنْ تنتهج نهج الإسلام وتحذو حذو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في بثِّ الروح في هذا العالم، وإطلاق أجواء جديدة وفتح سُبلٍ جديدة، لبناء «حضارة إسلاميَّة جديدة» للبشرية، لا بمعنى احتلال الأراضي، والتطاول على حقوق الشعوب، وفرض الأخلاق والثقافة على الشعوب الأخرى، بل بمعنى عرض الهديّة الإلهيّة على الشعوب من أجل أن يتسنّى لها اختيار المسار الصحيح بإرادتها واختيارها وتشخيصها. وهذا يختلف اختلافاً أساسيَّاً عمّا يُراود القوى الكبرى وما تُفكِّر به وتمارسه عمليّاً في حقِّ أبناء البشر، حيث قادت الشعوب نحو طريق الضلال والانحراف.

حضارتُهم الماديَّة: مفروضة ومُفلسة
لقد استخدم الأوروبيُّون علومَ المسلمين وفلسفتَهم في سبيل تشكيل دعائم حضارتهم الماديَّة. فبدأ الأوروبيُّون منذ القرن السادس أو السابع عشر الميلاديِّ بوضع أسس حضارتهم الجديدة، واستخدموا في هذا الطريق شتى الأدوات والوسائل من دون رفق وتدبُّر، من منطلق أنّها كانت تقوم على أسسٍ مادية، فانتهجوا نهج الاستعمار والسيطرة على الشعوب ونهب ثرواتها، وعزَّزوا ركائزهم الداخليَّة عبر العلم والتكنولوجيا واكتساب التجارب، وفرضوا هذه الحضارة على البشريَّة.

قدَّمت هذه الحضارة للعالم مظاهرَ جميلةً وجذَّابةً من التقنيَّة والسرعة والسهولة، ولكنَّها لم تُحقِّق سعادة البشر، ولم تنشر العدالة، بل قد ضربت العدالة ضربةً قاضيةً، واستعبدت شعوباً، وقادت بعضها إلى الفقر والحرمان، وأهانت أُخرى واحتقرتها، فأضحت فاسدةً أخلاقيَّاً، ومُفلسةً معنويَّاً وروحيَّاً، وهذا ما يعترف به الغربيُّون أنفسهم اليوم.

فقد قال لي أحدُ السياسيِّين الغربيِّين البارزين: «عالَمُنا عالَمٌ يعيش في فراغٍ وخَواء». وهذه حقيقة أشعر بها وأتلمّسها. وهو صادق في قوله، فإن لحضارتهم مظاهرها وبهارجها وبريقها الظاهريَّ، لكنَّ باطنها خطيرٌ ويُهدِّدُ مصير البشريَّة. اليوم تلوح تناقضات الحضارة الغربيَّة، في أميركا بطريقةٍ، وفي أوروبا بطريقةٍ أخرى، وفي البلدان الخاضعة لهيمنتهم في أنحاء العالم بطريقةٍ ثالثة.

قد حان دَورُنا
حان دور الإسلام ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ (آل عمران: 140). لقد جاء دور المسلمين ليشدُّوا هِمَّتَهم في سبيل بناء حضارة إسلاميَّة جديدة. كما إنَّ الأوروبيين في ذلك اليوم استفادوا من علوم المسلمين وتجاربهم وفلسفتهم.

نحن اليوم، أيضاً، نستفيد من علوم العالم والأدوات الموجودة عالميَّاً لإقامة الحضارة الإسلاميَّة، بروحٍ إسلاميَّة ومعنويَّة. وهذا هو واجبُنا اليوم.

حقيقتُهم: إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ
إنَّنا لا ندعو أحداً إلى الإسلام بالقوَّة، ولا نُخضِعُ أيَّ بلدٍ لهيمنة العالم الإسلاميّ قهراً، كما يفعلُ الأوروبيُّون والأميركيُّون.

إنَّه يُغيظُهم كلُّ مكسبٍ يحصل عليه المسلمون، وتُفرحُهم كلُّ مصيبةٍ تحلُّ بهم، ﴿إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها (آل عمران: 120). هذه هي حقيقتهم، وهذا كلام القرآن.

عدوُّ أميركا: «النزعة الإسلاميَّة»
إنَّهم يعارضون أساس الإسلام. فالسادة المتربعون على كرسيّ الحكم في أميركا حاليَّاً، والذين يقولون إنّنا نؤيد الإسلام، ونعارض بعض الفرق الإسلاميَّة، إنما ينهجون منهج الكذب والنفاق والرياء، فإنّهم يعارضون أساس الإسلام، ووجدوا سبيل ذلك في إثارة الصراعات والخلافات والحروب بين المسلمين، فيعمدون إلى تأجيجِ الاختلاف والإيقاع بين الشباب باسم الطائفيَّة. والناتج من ذلك هو أنْ تتولَّدَ فِرقٌ إرهابيَّةٌ كداعش، بأموال التابعين لأميركا، وبدعمٍ سياسيٍ من أميركا،
وبمواكبة حلفاء أميركا، وأن تتوافر لها إمكانية ممارسة أنشطتها، وترتكب هذه الجرائم في العالم الإسلامي؛ هذه هي النتيجة.

إنّهم يكذبون حين يقولون إنّنا نعارض الشيعة ونؤيِّدُ السنَّة؛ كلا، فهل الفلسطينيُّون من الشيعة أم من السنَّة؟! لماذا يعادونهم إلى هذا الحدِّ؟! لماذا لا يندِّدون بالجرائم التي تُرتكب بحقِّهم؟! ليس ذلك إلّا لأنَّ القضيَّة بالنسبة إلى الأميركيين ليست قضية شيعة وسُنَّة، وإنّما يعادون كلَّ مسلم يريد أن يعيش تحت ظلِّ الإسلام، وفي ضوء الأحكام والقوانين الإسلاميَّة، ويجاهد في سبيلها وينتهج نهجها.

أهل البَصَر والصَبْر
الهدف الذي يريده الأعداء هو إشعال الحروب الداخليَّة بين المسلمين. وقد نجحوا للأسف في ذلك إلى حدٍّ ما، حيث راحوا يدمِّرون البلدان الإسلاميَّة واحداً تلو الآخر، بما فيها سوريا واليمن وليبيا، ويدمِّرون بُناها التحتية. لماذا؟ لماذا نستسلم لهذه المؤامرة؟ لماذا يبقى هدفهم مجهولاً لدينا؟ فلنمتلك البصيرة إذا ما أردنا التوفيق والنجاح في هذا الطريق، فعن أمير المؤمنين عليه السلام : «أَلا وَلا یَحمِلُ هذَا العَلَمَ إِلَّا أَهلُ البَصَرِ وَالصَّبر». يجب أنْ نكونَ من أهل البصائر ومن الصابرين في هذا الدرب، ﴿وَإن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئً (آل عمران: 120). فإذا اقترنت مسيرتنا بالبصيرة والصبر والاستقامة، سوف تفشلُ جهودُهم بإذن الله.

الأمل معقود على الصادقين!
الأمل معقود على علماء الإسلام والمثقَّفين الصادقين في العالم الإسلاميِّ. والواجبات والمسؤوليات مُلقاةٌ على عواتقهم. إنَّ عليهم أن يتحدَّثوا مع شعوبهم ومع ساستهم، فلا زال بعض رجال السياسة في العالم الإسلاميِّ يتَّسمون بضمائرَ حيَّةٍ، وبإمكانهم أن يلعبوا دوراً في هذا المجال.

وفي الختام..
لننهلْ من سيرةِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولنجعل ما قام به الإسلام منذ اليوم الأول من إحياء العالم الميت آنذاك نُصب أعيننا ومحور همتنا، وهذا ما يحتاج إلى عقلٍ، وتفكُّرٍ، وتدبُّرٍ، وبصيرةٍ، ومعرفةٍ بالعدو، فلنعرف العدو ومؤامراته، ولا نقع ضحيَّةَ خِداعه.

سائلين الله تعالى أنْ يُعيننا ويهدينا إلى صراطه المستقيم ويثبِّت أقدامنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

من توجيهات القائد دام ظله

 

كونوا أشداء.. ورحماء
كُونوا أشدَّاء مقابل الأعداء، ولا تكونوا كالساتر الرخو المَرِن، فيستطيع العدوُّ التغلغلَ فيكم من أين ما شاء، بل كونوا أشدَّاء صلدين ثابتين، ولكن كونوا في ما بينكم رحماء، ولتكُن قلوبكم نقيَّةً بعضها تجاه بعض، وعطوفةً بعضها تجاه بعض، بحيث لا تستطيع الأسماء فصلَكم عن بعضكم بعضاً، ولا تستطيع الحدود الجغرافيَّة تفريقكَم ووضعَكم في وجه بعضكم بعضاً.

 
 

القائد يكشف الأعداء

 

عدوّ أميركا الأوّل

أُجريت مقابلة مع سياسيٍّ أميركيٍّ، فسأله الـمُذيع: مَن هو عدو أميركا؟ فأجابَه: «عدو أميركا ليس الإرهاب، ولا حتَّى المسلمون، وإنَّما هو «النزعةُ الإسلاميَّة». فما دام المسلم يسير في طريقه غير مبال ولا مكترث ولا تسيِّره الدوافع الإسلاميَّة، لا يُعادونه، ولكن إذا ما تجلَّت الدوافع نحو الإسلام والالتزام بالإسلام وسيادة الإسلام وإرساء تلك الحضارة الإسلاميَّة، عندها تبدأ الخصومة والعداء».

والحقّ فيما قاله، فإنَّ عدوَّه هو النزعة الإسلاميَّة. ولهذا، حينما تجتاح العالمَ الإسلاميَّ صحوةٌ إسلاميَّة، يرتبكون ويتخبَّطون ويبذلون الجهود والمساعي من أجل قمعها وإجهاضها..

 
 

نشاطات القائد

 

استقباله دام ظله جمعاً غفيراً من أهالي مدينة قم المقدَّسة (2016/01/09).
استقبل سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله جمعاً غفيراً من أهالي مدينة قم المقدَّسة، في ذكرى الانتفاضة التاريخيَّة لأهالي المدينة في التاسع عشر من شهر «دي» عام 1356 المصادف للتاسع من كانون الثاني عام 1978. واستعرض سماحته أسباب وعوامل «ديمومة الثورة»، قائلاً: «في ظلِّ الحضور العام والواعي، ستتحقَّقُ ديمومةُ الثورة والهدوء والاستقرار للشعب والانتصار على مؤامرات الأعداء».

واعتبر سماحته دام ظله «شجاعة وبصيرة الشعب وشعوره بالواجب حين الدخول إلى الساحة» عناصر أساسيَّةً لانتفاضة (19دي).

كما أكَّد سماحته دام ظله أنَّ انتصار الثورة الإسلاميَّة في ظروف هيمنة الدكتاتورية العميلة التي كانت تحظى بدعم القوى الاستكبارية، كان غير ممكن ومستحيلاً وفق الحسابات الماديَّة، معتبراً «أنَّ هذا الانتصار أثبت وجود سننٍ إلهيَّةٍ في عالم الخلق، يعجز الماديُّون عن إدراكها».

إدانته دام ظله بشدَّةٍ قتلَ العالِم المؤمن المظلوم الشيخ نمر باقر النمر (2016/01/03).
أدانَ سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله بشدَّةٍ الجريمةَ الكبرى التي ارتكبها النظام الحاكم في المملكة العربية السعودية، بقتله العالم المؤمن المظلوم الشيخ نمر باقر النمر، وأكد سماحته على ضرورة شعور العالم بالمسؤولية حيال هذه الجريمة والجرائم المماثلة التي يرتكبها السعوديُّون في اليمن والبحرين، قائلاً: «لا شك في أنَّ الدماء المُراقة بغير حق لهذا الشهيد المظلوم ستؤثِّر بسرعةٍ وستطال يد الانتقام الإلهيِّ الساسةَ السعوديِّين».

استقباله دام ظله أئمةَ الجمعة في أنحاء البلاد (2016/01/04).
استقبل سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله أئمة الجمعة في أنحاء البلاد. وأشار  إلی المكانة الرفیعة جدَّاً لصلاة الجمعة معتبراً إیَّاها بأنَّها «مقرُّ الإيمان والبصیرة والأخلاق»؛ نظراً إلى أنَّنا نخوض مواجهةً معنویَّةً وعقائدیَّةً وایمانیَّةً وسیاسیَّةً، لذلك فإنَّ الدفاع لازمٌ وضروريٌّ.

واعتبر سماحته دام ظله أهمَّ واجبات أئمة الجمعة هو «تبیان الحقائق والتوجیه الثقافيُّ والسیاسيُّ».

وأكَّد سماحته دام ظله أنَّ الحديث المباشر وجهاً لوجه في صلاة الجمعة أكثر تأثيراً بكثير وأهم من التواصل غير المباشر وعبر وسائل التواصل الجديدة، قائلاً: «يجب على أئمة الجمعة الاستفادة من هذه الفرصة السانحة في صلاة الجمعة التي هي بمثابة القلب الثقافيِّ لكلِّ مدينة، لأداء واجبهم في الهداية الثقافيَّة والسياسيَّة».

وأكَّد دام ظله أنَّ الهداية الثقافيَّة أكثر بُنيويَّةً من الهداية السياسيَّة. وأوضح سماحته: من الأهداف الأساسيَّة لأعداء الإسلام والشعب الإيرانيّ، تغيير ثقافة وأخلاق الشعب، وخاصَّةً نمط حياتهم.

 
 

استفتاء

 

الأكل عند مَن لا يُخمِّس

س: تدعوني صديقتي لتناول الطعام كثيراً، ولكنّي عرفت مؤخَّراً أنَّ زوجها لا يُخمِّس، فهل يجوز لي الأكل عند مَن لا يدفع الخُمس؟
ج
: لا مانعَ من الأكل عندهم ما لم يُعلم بتعلُّق الخُمس بالطعام الذي يقدِّمونه إليكم.

2016-02-10