يتم التحميل...

ليلة الزفاف ومراسمها

زواج النورين

دعا رسول الله صلى الله عليه وآله بالصحاف فملئت، ووجه بها إلى منازل أزواجه، ثم أخذ صحفة وجعل فيها طعاماً وقال: هذا لفاطمة وبعلها، حتى انصرفت الشمس للغروب، قال رسول الله صلى الله عليه وآله...

عدد الزوار: 77

وردت في الأحاديث المروية بعض تفاصيل ليلة زفاف الإمام علي والسيدة فاطمة عليهما السلام. إليك بعضها:

1- دعا رسول الله صلى الله عليه وآله بالصحاف فملئت، ووجه بها إلى منازل أزواجه، ثم أخذ صحفة وجعل فيها طعاماً وقال: هذا لفاطمة وبعلها، حتى انصرفت الشمس للغروب، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أم سلمة هلمي فاطمة، فانطلقت فأتت بها وهي تسحب أذيالها، وقد تصببت عرقاً حياءً من رسول الله صلى الله عليه وآله، فعثرت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله. أقالك الله العثرة في الدنيا والآخرة. فلما وقفت بين يديه كشف الرداء عن وجهها حتى رآها علي عليه السلام.

2- إن جبرائيل أتي بحلة قيمتها الدنيا، فلما لبستها تحيرت نسوة قريش منها وقلن: من أين لك هذا؟ قالت: من عند الله.

3- وفي حديث: فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي صلى الله عليه وآله ببغلته الشهباء وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة: اركبي، وأمر سلمان أن يقودها، والنبي عليه السلام يسوقها، فبينما هو في بعض الطريق إذ سمع النبي صلى الله عليه وآله وجبة، فإذا بجبرائيل في سبعين ألفاً، وميكائيل في سبعين ألفاً، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما أهبطكم إلى الأرض؟ قالوا:جئنا نزف فاطمة إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فكبر جبرائيل وكبر ميكائيل وكبرت الملائكة وكبر محمد صلى الله عليه وآله، فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة.

4- عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: لما زفت فاطمة إلى علي عليه السلام نزل جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ونزل معهم سبعون ألف ملك، قال: فقدمت بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله دلدل وعليها شملة، فأمسك جبرائيل باللجام، وأمسك إسرافيل بالركاب، وأمسك ميكائيل بالثفرة، ورسول الله صلى الله عليه وآله يسوي عليها ثيابها، فكبر جبرائيل وكبر إسرافيل وكبر ميكائيل وكبرت الملائكة، وجرت سنة التكبير في الزفاف.

5- عن ابن عباس قال: لما زفت فاطمة إلى علي عليه السلام كان النبي صلى الله عليه وآله قدامها، وجبرائيل عن يمينها، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف ملك خلفها، يسبحون الله ويقدسونه حتى طلع الفجر.

6- من كتاب (مولد فاطمة) عن ابن بابويه في خبر: أمر النبي صلى الله عليه وآله بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة، وأن يفرحن ويرجزن ويكبرن ويحمدن، ولا يقلن ما لا يرضى الله، قال جابر: فأركبها على ناقته - وفي رواية على بغلته الشهباء- وأخذ سلمان زمامها، وحولها سبعون ألف حوراء، والنبي صلى الله عليه وآله وحمزة وعقيل وجعفر وأهل البيت يمشون خلفها مشهرين سيوفهم، ونساء النبي صلى الله عليه وآله قدامها يرجزن، فأنشأت أم سلمة:
سرن بعون الله جاراتي          واشكرنه في كل حالات
واذكرن ما أنعم رب العلى      من كشف مكروه وآفات
فقد هدانا بعد كفر وقد             أنعشنا رب السماوات
وسرن مع خير نساء الورى     تفدى عمات وخالات
يا بنت من فضله ذو العلى       بالوحي منه والرسالات


وكانت النسوة يرجعن أول بيت من كل رجز، ثم يكبرن ودخلن الدار. ثم أنفذ رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام ودعاه إلى المسجد، ثم دعا فاطمة، فأخذ يديها ووضعها في يده وقال: بارك الله في ابنة رسول الله.

وفي رواية: ووضع يد فاطمة في يد علي وقال: يا أبا الحسن هذه وديعة الله ووديعة رسوله عندك، فاحفظ الله، واحفظني فيها.
 
كتاب ابن مردويه: إن النبي صلى الله عليه وآله سأل ماء فأخذ منه جرعة فتمضمض بها، ثم مجها في القعب، ثم صبها على رأسها، ثم قال: أقبلي، فلما أقبلت نضح من بين ثدييها، ثم قال: أدبري، فلما أدبرت نضح من بين كتفيها، ثم دعا لهما: اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في شبليهما.

وروي أنه قال: اللهم إنهما أحب خلقك إلي، فأحبهما وبارك في ذريتهما، واجعل عليهما منك حافظاً، وإني أعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم.
وروي أنه دعا لها فقال: أذهب الله عنك الرجس وطهرك تطهيراً.
وروي أنه قال: مرحباً ببحرين يلتقيان، ونجمين يقترنان.


* فاطمة الزهراء عليها السلام بهجة قلب المصطفى، أحمد الرحماني الهمداني. ط2، ص 480-483 2011-10-28