يتم التحميل...

كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في جمع من أهالي الشعر والأدب

2015

أبارك لكم جميعاً مولد الإمام الحسن المجتبى (عليه الصلاة والسلام)، ذلك الـحُسن المجسّد الذي جرى اسمه على لسان النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم حين وضع هذا الاسم على هذا المولود، وهذا غاية في العظمة والأهمية. ذلك أنّ النبي هو الذي سمى هذا الإنسان العظيم وهذا الطفل المبارك حسناً.

عدد الزوار: 16

كلمة الإمام الخامنئي في جمع من رواد الشعر والأدب في ليلة ميلاد الإمام الحسن (علیه السلام )_01/07/2015

بسم الله الرحمن الرحیم(1)

أبارك لكم جميعاً مولد الإمام الحسن المجتبى (عليه الصلاة والسلام)، ذلك الـحُسن المجسّد الذي جرى اسمه على لسان النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) حين وضع هذا الاسم لهذا المولود، وهذا غاية في العظمة والأهمية؛ ذلك أنّ النبي هو الذي سمّى هذا الإنسان العظيم وهذا الطفل المبارك حسناً.

الشعراء أجدر الناس بإغتنام فرصة شهر الله
أذكّر قلوبكم المرهفة، وأرواحكم الرقيقة، وأحاسيسكم المتدفقة ببركات شهر رمضان. فإن كان لأحد أن يستفيد من هذه البركات الغزيرة، فالأولوية لأصحاب الذوق والروح والقلب والمشاعر؛ هي لكم أنتم. من أجدر منكم بالاستفادة من دقائق ولحظات وساعات وأيام وليالي هذا الشهر - الذي هو شهر التقرب إلى الله، وشهر رقة القلوب، وشهر الأنس بالله تعالى، وشهر الذكر، وشهر الخشوع- ومن أحقّ وأفضل من ذوي القلوب الطاهرة والرقيقة والإحاسيس المرهفة؟

إن أفضل وسيلة للدخول في جنة الذكر والأنس والشوق، هي الأدعية الواردة في شهر رمضان؛ سواء الأدعية المختصة بهذا الشهر، أو الأدعية التي تُقرأ في جميع الأوقات المهمة، كالمناجاة الشعبانية وأدعية الصحيفة السجادية. وإنّ للانتهال منها قيمة بالغة.

أنشدوا مضامين المناجاة والأدعية ببيانكم المرهف
«اسْمَعْ دُعائي إِذا دَعَوْتُكَ، وَاْسمَعْ نِدائي إِذا نادَيْتُكَ، وَأَقْبِلْ عَليَّ إِذا ناجَيْتُكَ»،(2) يمكن لقلوبكم الرقيقة أن تقوم ببيانها بمزيد من التوجّه وحضور القلب. «فَقَدْ هَربتُ إِلَيْكَ، وَوَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيكَ». هذه عبارات وكلمات نابعة من أرقّ القلوب وأبلغ الألسنة. فمن ذا الذي يجب عليه أن يتلقّاها ويدركها ويغتنمها أفضلَ منكم ومن هذه القلوب الطاهرة واللطيفة. فلا تغفلوا عن الدعاء في هذا الشهر. لقد ورد في المناجاة الشعبانية: «هَبْ لي قَلْباً يُدْنيهِ مِنْكَ شَوْقُهُ، وَلِساناً يُرْفَعُ إِلَيْكَ صِدْقُهُ، وَبَصَراً يُقَرِّبُهُ مِنْكَ حَقُّهُ». فجدير بالمرء أن يسأل الله قلباً يرفعه شوقه ويقرّبه من الذات الربوبية. وأيّ القلوب أكثر استعداداً من ذلك القلب المرهف الرقيق ؟ والحمد لله لديكم كل هذا.

جاء في دعاء أبي حمزة الثمالي: «بِكَ عَرَفْتُكَ وَأَنْتَ دَلَلْتَنِي عَلَيْكَ، وَدَعَوْتَنِي إِلَيْكَ، وَلَوْلاَ أَنْتَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْتَ». وكم لهذا الارتباط المعنوي اللطيف بحضرة الحق وبمبدأ المحبة والعزة من قيمة وأهمية بالغة! حقاً إنه يحيي القلوب المرهفة ويثبّتها ويمنحها الأمل ويكون ملجأً وسنداً لها.

ولا شأن لي في من أنشد المرحوم أخوان شعره هذا ولماذا أنشده، فإني أخاطب بهذا الشعر الصحيفة السجادية، وأخاطب به دعاء أبي حمزة الثمالي:
"ايها السند والملجأ
لأجمل اللحظات
المفعمة بالبراءة والعظمة
في وحدتي وخلوتي
ألا ياساحلي الجميل المنيع "


لا تغفلوا عن الدعاء، إكسير القلوب
هذا هو الدعاء، فلا تتركوه ولا تعرضوا عنه، فإن الدعاء له قيمة بالغة، الدعاء هو ذلك الإكسير الذي يستطيع أن يقلّب القلوب الملوثة باليأس والتشاؤم والأحساسيس الوهمية الخاطئة، فيهديها إلى الصراط المستقيم. الدعاء هو هكذا، فاستغلوا هذه الليالي. فإنكم أجدر من يستطيع قراءة الدعاء والاستفادة منه بصورة حقيقية. إغتنموا الدعاء. بالطبع فإن قراءة ألفاظ الدعاء هي مرحلة متدنية من قراءة الدعاء، حيث يردّد الإنسان هذه الألفاظ على لسانه دون أن يفهم معناها بشكل صحيح، أو أن يفهم ظاهراً من المعنى. فإن ما يتّسم بأهمية بالغة هو الامتزاج بالدعاء وبمضامينه والتعمق فيها.

الشعر نعمة إلهية ومسؤولية؛ نُسأل عنها!
حسنٌ؛ إن الشعر عنصر مؤثر، وله بين مجموعة الأنواع البيانية والكلامية تأثير مضاعف؛ فليس لأي قول، مهما بلغ من الفصاحة والجمال وجودة المضمون، ما للشعر من أثر؛ الشعر هو هكذا جهاز ومنظومة وعنصر. لدى الشعر دور المثير والمحرّض في مواطن الإثارة والتحريض، ودور المرشد الهادي، ودور الدليل، ودور الموجّه للسامع ولقارئ الشعر؛ وعليه فإن الشعر يحمّل المسؤولية. فلو توافرت بين أيديكم ثروة أو إمكانية، يمكنكم استثمارها لإنجاز أعمال كبيرة ولم تستثمروها، فقد خالفتم المسؤولية، وخالفتم الالتزام والتعهد؛ المسؤولية على عاتقكم. إن الله سبحانه وتعالى قد منحكم هذه النعمة، وسيحاسبكم عليها كما في سائر النعم؛ ففي عطاء الله حساب؛ وستسألون ماذا فعلتم بهذه النعمة.

أمل تكامل أو خطر تسافل!
بالإمكان هداية المخاطب عبر أداة الشعر إلى الطريق الصحيح والصراط المستقيم؛ وبالإمكان أيضاً سوقه إلى الانحراف وإلى التسافل والسقوط. يمكن للشعر أن يأخذ بأبناء البشر إلى الحضيض. هناك أشعار من هذا النوع، لا سيما في الوقت الراهن – للأسف- حيث انتشرت الثقافة المتفلتة البعيدة عن الفضائل الأخلاقية والإنسانية عبر الوسائل الإعلامية الحديثة انتشاراً واسعاً؛ فقد يصبح الشعر أداةً للانزلاق والانجراف والانحراف؛ هذا هو الجانب الآخر للقضية. ومن هنا بإمكان الشعر أن يؤدي هذين الدورين. والشاعر بأحاسيسه المرهفة، يدرك الحقائق من جهة، وكذلك يتأجّج شوقه وشغفه وصبابته، ومن ثم ينشد. إذ إن إنشاد الشاعر نابع من الشوق والحنين، وناجم عن الشعور والإدراك ومشاهدة ما لا يراه الآخرون. حسن ،فهذا ينطوي على جانبين: بإمكان الشاعر أن يكون دليلا هاديًا إلى الحسن والخير، وبإمكانه أن يكون عكس ذلك. إذا خضع الشعر بشكل مفرط لتأثير الغرائز الجنسية فهذا أمر سيىء جداً، هذا جرس إنذار و ناقوس خطر! للأسف، ثمة أيادٍ في البلد تسعى اليوم لتوجيه الشعر في هذا الاتجاه قسراً. فبعد أن كان شبابنا يسيرون في أجواء مفعمة بالصفاء والنضارة والجمال المعنوي والحماسي والثوري، عمد البعض في مجالات عدة - ولا سيما في الفضاء الافتراضي- إلى سوق الشباب عن طريق الشعر فضلاً عن الطرق الأخرى باتجاه النزوع المفرط إلى الغرائز الجنسية. تارة يخضع الشعر لتأثير المنافع الشخصية، وطوراً لامتداح الظلم والثناء على الظالم، وهذا الأمر له ماضٍ طويل في تأريخنا للأسف؛ فكم من الأشعار مدحت الظلم والظالمين !

البحرين واليمن وفلسطين وسوريا والثورة... شعر الحكمة
نحن اليوم والحمد لله في النقطة المقابلة والمخالفة لتلك الحالة. ولحسن الحظ، فقد رأيت اليوم عدداً من شعرائنا الشباب الأعزاء قد ثبتوا وصمدوا أمام تلك الأجواء. وكنت قد سمعت وقرأت سابقا أشعاراً حول اليمن، من قبيل شعر السيد سيار (3) وغيره، وكانت جيدة جداً؛ وما أنشدتموه وأنشده الأصدقاء في هذه الليلة أيضاً كان في غاية الجودة؛ وهذا هو العمل الحسن والسلوك الصحيح. وهذا هو الإلتزام والتعهّد الذي سيسأل الله تعالى عنه. ورد في إحدى فقرات دعاء مكارم الأخلاق: «وَاسْتَعْمِلْنِي بِمَا تَسْأَلُنِي غَداً عَنْهُ»(4)، فإن هناك أموراً سنُسأل عنها غداً، وهذا ما يجب التفكير في شأنه، حيث يقول: إلهي! هب لي الوسيلة والعمل بذلك الشيء الذي تريد أن تسألني غداً عنه. وقد توافرت في الوقت الحاضر هذه الوسيلة بين أيديكم، فهناك من قد يكون قلبه مليئًا بالهموم والشجون ولكن لا يستطيع بيانها؛ ولكنكم والحمد لله، تستطيعون بيانها، افعلوا ذلك؛ قولوا وبينوا وسيترك شعركم أثره.

إن الأشعار التي تنشدونها عن البحرين أو اليمن أو لبنان أو غزة أو فلسطين أو سورية، وكل شعر تنظمونه في سبيل أهداف الأمة الإسلامية، سيكون له فاعليته وإمكانية استثماره في كل مكان. فإن استُعمل الشعر هكذا وفي هذه الجوانب، سيكون مصداقاً لحديث: «إنَّ مِنَ الشِّعرِ لَحِکمَة»(5) وبالتأكيد فإن الشعر حكمة.

لا حياد في معركة الحق والباطل
أريد أن أقول شيئاً لطالما أكّدت عليه في [مثل] هذه الجلسة وفي الكثير من الجلسات الأخرى، وهو أن الحيادية في الصراع بين الحق والباطل لا معنى لها. فإن دار الصراع على أمر مشتبه، فهذا بحث آخر؛ وأما إذا دار بين الحق والباطل، فلا معنى لاتخاذ الموقف الحيادي؛ بل لا بد من مناصرة الحق ومواجهة الباطل. قد يتيسر الثبات والصمود للبعض بأسلوب عسكري، ولآخر بأسلوب سياسي، وبأشكال مختلفة، ويصمد آخر عبر اللغة والبيان والفكر، [لكن] يجب الصمود والإستقامة. لا يمكن للشاعر أن يكون محايداً في المعركة بين الحق والباطل، فلو وقف الشاعر والفنان محايداً، فقد ضيّع نعمة الله، وإن وقف مناصراً للباطل لا سمح الله، فقد ارتكب خيانة وجريمة، فالكلام هنا ليس عن الإهمال وإنما عن الجريمة. حسنٌ ،لقد تعرض شعبكم لأنواع كثيرة من الظلم على مدى هذه الأعوام المتمادية، هذه المظالم جديرة بالبيان،وتستحق العرض والنشر في أنحاء العالم.

الإعلام العالمي ساكت! فما هو واجب شعرائنا؟
تمرّ علينا هذه الأيام ذكرى قصف مدينة سردشت في 1366هـ.ش (1987 م) بالأسلحة الكيميائية، فهل كانت مجرد مزحة؟ حيث تُقصف مدينة بالكيميائي، ويُباد آلاف الأشخاص أطفالاً وكباراً وشيباً وشباناً ونساءً ورجالاً، والعالم يلتزم الصمت! ذلك العالم الذي قد يتحول فيه سقوط قطة في بئر إلى قضية تتبادلها وكالات الأنباء والصحف وشاشات التلفاز بأن قطة أو ثعلباً سقط في البئر، واجتمعت عدة من الأجهزة لإخراجه حياً، أو حيواناً مائياً خرج إلى ساحل البحر وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، واجتمعوا لإعادته إلى الماء، حيث يثير العالم كل ذلك الضجيج والصخب إزاء هذه الأمور؛ ولكنه في الوقت ذاته يسكت حيال مجزرة بالأسلحة الكيميائية تقضي على مدينة بكاملها! ولا أقصد بالعالم الشعوب؛ إذ لا تتوافر لدى الشعوب الوسائل والأدوات؛ وإنما أقصد القوى المهيمنة على الأجهزة الإعلامية في العالم؛ والمراد بها بالإسم: أمريكا، وبريطانيا، والقوى الغربية المتسلطة، والحركة الصهيونية. هؤلاء هم المتسلّطون على الأجواء الإعلامية في العالم، لا يسمحون لها بالتنفس. فها هو اليمن يُدمَّر اليوم بهذه الطريقة ليلاً ونهاراً ولا يصدر أيّ اعتراض، وبالأمس قُصفت غزة وقبلها لبنان، ولم يُسمَع اعتراض من أحد؛ في حين لو حوكم شخص مهرِّب وتم إعدامه لقامت دنيا الإعلام وما قعدت. حسن ،هذا هو العالم، فما الذي يجب فعله تجاه هكذا عالم؟ وما الذي يفعله الإنسان الشريف إزاء مثل هذه المواجهة وهذه الوقاحة والخبث؟ بصرف النظر عن الدوافع الدينية والوظائف الإيمانية، ما الذي يحكم به شرف المرء وضميره وإنسانيته؟ هذه كلها أعباء تُثقل كاهل الإنسان.

انظروا الى هذه التلميذة الشاعرة !
انني أعبّر هنا عن رضاي وارتياحي المتزايد لتقدم الشعر في البلد في مرحلة ما بعد الثورة الإسلامية. فالحقيقة ان الشعر بلغ من الجودة مرتبة رفيعة. وهناك فرق كبير واختلاف واضح بين الشباب الذين أنشدوا اليوم أشعارهم وبين الشباب الذين كانوا ينشدون الشعر قبل عشرة أعوام، فقد حققوا في الشعر تقدماً باهراً؛ غير أن للشعر من القابلية في بلدنا ما يفوق هذا المستوى بكثير. انظروا إلى هذه الفتاة الشاعرة(6) وهي تلميذة - وقد سمعت بأن «مؤسسة مدينة الأدب» لها أنشطة للتلاميذ وتجمعهم في ورش خاصة بالشعر- فإن تلاميذنا وأطفالنا وشبابنا وفتياتنا وفتياننا، ينظمون الشعر بهذا الإبداع العالي وبهذه المضامين العميقة، وبهذا الخيال القوي، وهذا جيد جداً. أقول بالطبع إن المستوى العام للشعر المعاصر لم يبلغ المستوى العام للشعر الذي يناسب إيران، حيث مرّت علينا فترات ليست بعيدة عنّا كثيراً، كان المستوى العام للشعر فيها بالنظر إلى وجود تلك القمم الشامخة يفوق المستوى الحالي. حيث كان لنا شعراء عظماء وأشعار بارزة في القصائد وفي الغزل وفي شتى فنون الشعر؛ ولا بد لنا في الحال الحاضر أن نمتلكها لتنمية المستوى الحالي، وهذا ما يحتاج إلى الكثير من العمل والجهد المستمر.

للأسف، بعض المسؤولين لم يدرك قيمة الشعر!
إنّ لنا مجالا واسعًا في هذا المضمار، ولا بد لنا من العمل على توسيع هذه الدائرة، وهذا ما يحتاج إلى سعي دؤوب. علماً بأن "حوزه هنري "(الدائرة الفنية ) وغيرها من الأجهزة المختلفة تتحمل مسؤوليتها في هذا المجال، وهذا واجب على عاتق الجميع بما في ذلك الأجهزة الحكومية ومراكز النظام وأمثالها كالإذاعة والتلفزيون وغيرهما. إذ لا بد من تقدير الشعر الذي يعد ظاهرة بالغة العظمة والأهمية. وإني لأجد الذين لا بد لهم من معرفة هذه الحقيقة في نظامنا وفي بلدنا، وكأن بعضهم - ولا أقول كلهم - ما أدركوا عمق أهمية الشعر، وما قدروا الشعر حق قدره. وإن للشعر تأثير عجيب مدهش، فإن بيتاً من الشعر أو غزلاً أو مقطوعة شعرية قد تترك من الأثر أكثر بكثير من محاضرة لمدة ساعة أو ساعتين يلقيها إنسان خبير عالم. وهذا غايةٌ في الأهمية، وبتعبير آخر فالشعر جوهرة ثمينة. هذه هي المكانة والأهمية التي يحملها ولذا لا بد من معرفة قدر الشعر.

سارعوا الى ردة الفعل..قصيدة "الغزالة المناضلة"!
إنّ من الأعمال الحسنة جداً التي انتشرت في بلدنا، وشاهدنا ولله الحمد آثارها اليوم وفي ما مضى، وكانت مبعث رضا وسرور لي، هي ردود الفعل السريعة التي يبديها شعراؤنا الشباب حيال الأحداث، وهذا أمرٌ بالغ القيمة والأهمية. فلا يظنّنَّ أحدٌ بأنها حالة سلبية، وإنما هي إيجابية للغاية. ولقد شاهدنا على مرّ التاريخ وفي الزمان المعاصر القريب منا موارد من ردود الفعل السريعة التي خلقت أفضل الآثار. عندما خطفت تلك الفتاة الطائرة الإسرائيلية، نظم المرحوم أميري فيروزكوهي قصيدة، والسادة الذين يعرفونه يعلمون أنه لم يكن من الشباب الثوريين، ولكنه تلبية للإحساس الذي انتابه أنشد آنذاك - أي قبل أكثر من أربعين سنة - قصيدة جميلة رائعة، تناسب الموقف والزمان،"هناك غزالة..." وقد نسيتُ حالياً الكثير من أبياتها، وكنت في ذلك الوقت أحفظ عدداً كبيراً من أبياتها، وقد سمعتها منه شخصياً(8). على أيّ حال فإن إبداء ردود الفعل السريعة تجاه الأحداث وبيانها، يعتبر أمرًا جيدا ومطلوبا للغاية.

يحدونا الأمل إن شاء الله أن يزداد شعر الثورة سمواً ورفعة يوماً بعد آخر. ولا أقصد بشعر الثورة الشعر الذي يُنظم في عهد الثورة؛ ولو كان مناهضاً للثورة. ليس هذا هو المراد من شعر الثورة. فإن البعض يتصور أن شعر الحرب ]مثلاً[ هو الشعر الذي يتم نظمه حول الحرب ولو كان معارضاً للحرب! بيد أن هذا ليس من شعر الحرب، وإنما هو شعرٌ معارض للحرب. فالمراد من شعر الثورة هو الشعر الذي يخدم أهداف الثورة؛ هذا هو شعر الثورة، وليس مرادي شعر فترة الثورة. وأقصد من شعر الثورة هو الشعر الذي يصب في خدمة أهداف الثورة وفي خدمة العدالة والإنسانية والدين والوحدة والرفعة الوطنية والتقدم الشامل للبلاد وبناء الإنسان في البلد بالمعنى الحقيقي؛ هذا هو شعر الثورة الذي يسير في سبيل أهداف الثورة.

نسأل الله أن يوفقكم ويحفظكم جميعاً، وأن يمنّ على شبابكم بالسير في هذا الصراط المستقيم لسنوات طويلة من أجل أن يفيدوا البلد والمستقبل والأجيال القادمة إن شاء الله.

والسلام علیکم ورحمة الله


1- قبل كلمة سماحة القائد القى عدد من الشعراء والشاعرات قصائدهم.
2- المناجاة الشعبانية
3- محمد مهدي سيار
4- الصحيفة السجادية،دعاء مكارم الأخلاق
5- من لا يحضره الفقيه ،ج4،ص379
6- الفتاة الشاعرة معصومة فراهاني التي القت قصيدة في هذا اللقاء
7- إشارة الى اقامة ورش عمل وندوات للشعر وكتابة القصة في مؤسسة "مدينة الأدب " الثقافية – الفنية.
8- إشارة الى قصيدة " هناك غزالة..أنظر الى الشمس في حبالها /عزمها بسبعة رجال،قوتها بسبع معارك" والتي أنشدها الشاعر فيروز امير كوهي عن "شادية ابو غزالة ". المناضلة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ليلى خالد" والتي كان اسمها الحركي "شادية ابو غزالة "على اسم اول شهيدة فلسطينية ،قامت في العام 1969م بخطف طائرة صهيونية في رحلة بين روما واثينا ،بناءً على معلومات بوجود الارهابي اسحاق رابين على متنها وقد أنزلتها ليلى خالد في مطار دمشق.

2015-07-04