يتم التحميل...

الإنتخاب الإلهي لمريم عليها السلام

البتول مريم(ع)

قال تعالى: وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ(آل عمران - الآية - 42 ). هذه الآية تتحدّث بالتفصيل عن مريم عليها السلام.

عدد الزوار: 30

قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ(آل عمران:42 ). هذه الآية تتحدّث بالتفصيل عن مريم عليها السلام.

تقول الآية إنّ الملائكة كانوا يكلّمون مريم:﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ.... ما أعظم هذا الإفتخار بأن يتحدّث الإنسان مع الملائكة ويحدثونه. وخاصة إذا كانت المحادثة بالبشارة من الله تعالى بإختياره وتفضيله. كما في مورد مريم بنت عمران. فقد بشرتها الملائكة بأن الله تعالى قد إختارها من بين جميع نساء العالم وطهّرها وفضلها بسبب تقواها وإيمانها وعبادتها. والجدير بالذكر أن كلمة "اصطفاك" تكررت مرتين في هذه الآية، ففي المرّة الاُولى كانت لبيان الاصطفاء المطلق، وفي الثانية إشارة إلى أفضليّتها على سائر نساء العالم المعاصرة لها.

هذا يعني أن مريم كانت أعظم نساء زمانها، وهو لا يتعارض مع كون سيّدة الإسلام فاطمة الزهراء عليها السلام سيّدة نساء العالمين، فقد جاء في أحاديث متعدّدة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإمام الصادق عليه السلام قولهما:"أمّا مريم فكانت سيّدة نساء زمانها. أمّا فاطمة فهي سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين" 1.

كما أنّ كلمة "العالمين" لا تتعارض مع هذا الكلام أيضاً، فقد وردت هذه الكلمة في القرآن وفي الكلام العام بمعنى الناس الذين يعيشون في عصر واحد، كما جاء بشأن بني إسرائيل ﴿وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ 2. فلا شكّ أنّ تفضيل مؤمني بني إسرائيل كان على أهل زمانهم. ﴿يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ.هذه الآية تكملة لكلام الملائكة مع مريم. فبعد أن بشّرها بأنّ الله قد اصطفاها، قالوا لها: الآن اشكري الله بالركوع والسجود والخضوع له اعترافاً بهذه النعمة العظمى.

نلاحظ هنا أنّ الملائكة يصدرون إلى مريم ثلاثة أوامر:
الأول: القنوت أمام الله. والكلمة ـ كما سبق أن قلنا ـ تعني الخضوع و دوام الطاعة.
الثاني: السجود، الذي هو أيضاً دليل الخضوع الكامل أمام الله.
الثالث: الركوع، وهو أيضاً خضوع وتواضع.


أمّا القول: (واركعي مع الراكعين) فقد يكون إشارة إلى صلاة الجماعة، أو طلب إلتحاقها بجموع المصلّين الراكعين أمام الله. أي إركعي مع عباد الله المخلصين الذين يركعون لله. في هذه الآية، الإشارة إلى السجود تسبق الإشارة إلى الركوع، وليس معنى هذا أنّ سجودهم قبل ركوعهم في صلاتهم، بل المقصود هو أداء العبادتين دون أن يكون القصد ذكر ترتيبهما، كما لو كنّا نطلب من أحدهم أن يصلّي، وأن يتوضّأ، وأن يتطهّر، إذ يكون قصدنا أن يقوم بكلّ هذه الأُمور. إنّ العطف بالواو لا يقتضي الترتيب. ثمّ إنّ الركوع والسجود أصلاً بمعنى التواضع والخضوع، وما حركتا الركوع والسجود المألوفان سوى بعض مصاديق ذلك 3.


1-نور الثقلين: ج 1 ص 336، والبحار: ج 10 ص 24.
2-البقرة: 47.
3-الأمثل في تفسير الكتاب المنزل ج2_ 495_497.

2012-01-17