يتم التحميل...

فضائلها المشتركة معهم عليهم السلام في الأخبار

السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

1- عن النبي صلى الله عليه وآله إنه قال: لما خلق الله تعالى آدم أبو البشر ونفخ فيه من روحه، التفت آدم يمنة العرش فإذا في النور خمسة أشباح سجدا وركع، قال آدم: يا رب هل خلقت أحدا من طين قبلي؟ قال:لا، يا آدم. قال: فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي

عدد الزوار: 15

في خلقتها النورانية
1- عن النبي صلى الله عليه وآله إنه قال: لما خلق الله تعالى آدم أبو البشر ونفخ فيه من روحه، التفت آدم يمنة العرش فإذا في النور خمسة أشباح سجدا وركع، قال آدم: يا رب هل خلقت أحدا من طين قبلي؟ قال:لا، يا آدم. قال: فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي؟ قال: هؤلاء خمسة من ولدك، لولاهم ما خلقتك، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنة، ولا النار، ولا العرش، ولا الكرسي، ولا السماء، ولا الأرض، ولا الملائكة، ولا الإنس، ولا الجن، فأنا المحمود وهذا محمد، وأنا العالي وهذا علي، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا الإحسان وهذا الحسن، وأنا المحسن وهذا الحسين، آليت بعزتي أنه لا يأتيني أحد بمثقال ذرة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري ولا أبالي.

يا آدم، هؤلاء صفوتي من خلقي، بهم أنجيهم وبهم أهلكهم، فإذا كان لك إليَّ حاجة فبهؤلاء توسل. فقال النبي صلى الله عليه وآله: نحن سفينة النجاة، من تعلق بها نجا، ومن حاد عنها هلك. فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت.

في بدء خلقها
2- عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم عليه السلام، حين لا سماء مبنية، ولا أرض مدحية، ولا ظلمة ولا نور، ولا شمس ولا قمر، ولا جنة ولا نار. فقال العباس: فكيف كان بدء خلقكم يا رسول الله؟ فقال: يا عم: لما أراد الله أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا، ثم تكلم بكلمة أخرى فخلق منها روحا، ثم مزج النور بالروح فخلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين، فكنا نسبحه حين لا تسبيح، ونقدسه حين لا تقديس.

فلما أراد الله تعالى أن ينشئ خلقه فتق نوري فخلق منه العرش، فالعرش من نوري، ونوري من نور الله، ونوري أفضل من العرش، ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة، فالملائكة من نور علي، ونور علي من نور الله، وعلي أفضل من الملائكة. ثم فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والأرض، فالسماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة، ونور ابنتي فاطمة من نور الله، وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض. ثم فتق نور ولدي الحسن فخلق منه الشمس والقمر، فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن، ونور الحسن من نور الله، والحسن أفضل من الشمس والقمر. ثم فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنة والحور العين، فالجنة والحور العين من نور ولدي الحسين، ونور ولدي الحسين من نور الله، وولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين.

في عرض ولايتها على الأشياء
حديث الإسراء: يا محمد! إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين من نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الضالين (الظالمين خ ل). يا محمد لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتى ينقطع، أو يصير كالشن البالي، ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم.

يا محمد: أتحب أ ن تراهم؟ قلت: نعم يا رب! قال: التفت، فالتفت عن يمين العرش، فإذا أنا باسمي وباسم علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن، والمهدي في وسطهم كأنه كوكب دري، فقال: يا محمد! هؤلاء حججي على خلقي، وهذا القائم من ولدك بالسيف، والمنتقم من أعدائك.

في سبق دخولها الجنة
4- عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله: إن أول من يدخل الجنة أنا وأنت وفاطمة والحسن والحسين. قال علي: فمحبونا؟ قال من ورائكم.

في كونها في حظيرة القدس
5- وعنه صلى الله عليه وآله:إن فاطمة وعـــليا والحسن والـــحسين في حــــظيرة القدس في قبة بيضاء، سقفها عرش الرحمن.

في جواز دخولها مسجد النبي غير متطهرة
6- وعنه صلى الله عليه وآله: ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا حائض إلا لرسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

في سكونتها معهم في الجنة
7- عن النبي صلى الله عليه وآله قال: في الجنة درجة تدعى الوسيلة، فإذا سألتم الله فاسألوا لي الوسيلة. قالوا: يا رسول الله! من يسكن معك فيها؟ قال: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

في كونها ركنا لعلي عليهما السلام
8- عن النبي صلى الله عليه وآله إنه قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام: سلام عليك يا أبا الريحانتين، فعن قليل يذهب ركناك، والله خليفتي عليك. فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله قال علي عليه السلام: هذا أحد الركنين، فلما ماتت فاطمة- رضي الله عنها- قال: هذا الركن الآخر.
أقول: ينبغي إمعان النظر في معنى الركنية، فأيَّ معنى تصوّر لركنّية رسول الله صلى الله عليه وآله لعليّ عليه السلام فهو ثابت لفاطمة الزهراء عليها السلام. ولعمري هذا مقام شامخ لم ينله أحد إلا هيّ، وهو من مختصاتها عليها السلام.

في إصابة نور الله لها
9- عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لما خلق الله الجنة خلقها من نور وجهه، ثم أخذ ذلك النور فقذفه فأصابني ثلث النور، وأصاب فاطمة ثلث النور، وأصاب عليا وأهل بيته ثلث النور. فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمد، ومن لم يصبه من ذلك النور ضل عن ولاية آل محمد صلى الله عليه وآله. أقول: التدبر في الحديث يعطي جلالة شأنها وعلو درجتها عليها السلام، إذ جعلها الله- تعالى شأنه- في النور قسيم أبيها وبعلها وبنيها عليهم السلام، بل هي أكبر حظا منهم. وهذا لعمري شأو لا تنالها أيدي المتناولين، وبحر لا يدرك قعرها غوص المتعمقين.

في كونها خير خلق الله تعالى
10- عن النبي صلى الله عليه وآله في حديث طويل: على ساق العرش مكتوب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وعلي وفاطمة والحسن والحسين خير خلق الله.

في اختيار الله تعالى إياها على النساء
11- قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: إن الله عز وجل أشرف إلى الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين، ثم اطلع الثانية فاختارك على العالمين، ثم اطلع الثالثة فاختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين، ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين.

12- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي حبيب الله، والحسن والحسين صفوة الله، فاطمة خيرة الله، على باغضهم لعنة الله.

في وجوب إطاعتها على الكائنات
13- عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل: ولقد كانت عليها السلام مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والإنس والطير والوحش والأنبياء والملائكة. الحديث.

14- عن محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فأجريت اختلاف الشيعة، فقال: يا محمد، إن الله تبارك وتعلى لم يزل متفردا بوحدانيته، ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة، فمكثوا ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها، وأجرى طاعتهم عليها، وفوض أمورها إليهم، فهم يحلون ما يشاؤون، ويحرّمون ما يشاؤون. ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى. ثم قال: يا محمد، هذه الديانة التي من تقدمها مرق ومن تخلف عنها محق، ومن لزمها لحق. خذها إليك يا محمد. قال العلامة المجلسي في شرح هذا الحديث: (فأشهدهم خلقها) أي خلقها بحضرتهم وهم يطلعون على أطوار الخلق وأسراره. (وأجرى طاعتهم عليها) أي أوجب على جميع الأشياء طاعتهم حتى الجمادات والسماويات والأرضيات. (وفوض أمورها إليهم) من التحليل والتحريم والعطاء والمنع، وإن كان ظاهره تفويض تدبيرها إليهم من الحركات والسكنات والأرزاق والأعمار وأشباهها.

15- عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أقبل إليه رجل فقال: يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل لإبليس: ﴿أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِين من هم يا رسول الله الذين هم أعلى من الملائكة المقربين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين، كنا في سرادق العرش نسبح الله فسبَّحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بألفي عام، فلما خلق الله عز وجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له، ولم يؤمروا بالسجود إلا لأجلنا، فسجدت الملائكة كلهم إلا إبليس أبى أن يسجد، فقال الله تبارك وتعالى: ﴿قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ أي من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش. فنحن باب الله الذي يؤتى منه، وبنا يهتدي المهتدون، فمن أحبنا أحبه الله وأسكنه جنته، ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره، ولا يحبنا إلا من طاب مولده.

في ركوبها يوم القيامة
16- عن النبي صلى الله عليه وآله: يبعث الله الأنبياء يوم القيامة على الدواب، ويبعث صالحا على ناقته كيما يوافي بالمؤمنين من أصحابه المحشر، وتبعث فاطمة، والحسن والحسين عليهم السلام على ناقتين من نوق الجنة، وعلي بن أبي طالب على ناقتي، وأنا على البراق، ويبعث بلالا على ناقته فينادي بالأذان - الحديث.

في تكلمها في بطن أمها
17- عن بعض الرواة الكرام: إنَّ خديجة الكبرى _رضي الله عنهاـ تمنت يوما من الأيام على سيد الأنام أن تنظر إلى بعض فاكهة دار السلام، فأتى جبرائيل إلى المفضَّل على الكونين من الجنة بتفاحتين وقال:يا محمد، يقول من جعل لكل شيء قدرا: كل واحدة وأطعم الأخرى لخديجة الكبرى، فاغشها، فإني خالق منكما فاطمة الزهراء. ففعل المختار ما أشار به الأمين وأمر فلما سأله الكفار أن يريهم انشقاق القمر وقد بان لخديجة حملها بفاطمة وظهر قالت خديجة: واخيبة من كذب محمدا و خير رسول ونبي! فنادت فاطمة من بطنها: يا أماه لا تحزني ولا ترهبي فإن الله مع أبي- الخبر.

في كونها تحت قبة العرش
18- قال رسول الله صلى عليه وسلم وآله: أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين يوم القيامة في قبة تحت العرش. قلت (الحافظ الكنجي): ما كتبناه إلا من هذا الوجه (السند المذكور فيه) وهو حديث حسن عال.

في ثواب السلام عليها
19- عن يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن أبيه، عن جده قال: دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فبدأتني بالسلام، قال: وقالت: قال أبي_وهو ذا حيّ: من سلم علي وعليك ثلاث أيام فله الجنة. قلت لها: ذا في حياته وحياتك أو بعد موته وموتك؟ قالت: في حياتنا وبعد وفاتنا.

20- عن ابن عباس قال: لما ولدت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله سماها المنصورة، فنزل جبرائيل عليه السلام فقال: الله يقرئك السلام ويقرئ مولودك السلام.

في نزول حنوطها من الجنّة
21- عن ابن سنان رفعه قال: السنة في الحنوط ثلاثة عشر درهما وثلث. قال محمد بن أحمد: ورووا أن جبرائيل عليه السلام نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله بحنوط، وكان وزنه أربعين درهما فقسمه رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث أجزاء: جزءا له، وجزءا لعلي، وجزءا لفاطمة صلوات الله عليهم أجمعين.

اشتراكها معهم في الحرب والسلم
22- عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى علي والحسن والحسين وفاطمة فقال: أنا حرب لمن حاربكم، وسلم من سالمكم. أقول ولما جر البحث بنا إلى هنا ينبغي لنا أن نورد شيئا من الأخبار ثم من الكلام حول المسألة إتماما للفائدة وإيفاءً لبعض حقها سلام الله عليها فنقول: عن مجاهد: خرج النبي صلى الله عليه وآله وهو آخذ بيد فاطمة فقال: من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد، وهي بضعة مني، وهي قلبي، وهي روحي التي بين جنبي، من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله.

وعنه صلى الله عليه وآله: إنما فاطمة حذية مني، يقبضني ما يقبضها. وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إنَّ فاطمة شعرة مني، فمن آذاى شعرة مني فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله لعنه الله ملأ السماوات والأرض قال صلى الله عليه وآله: يا علي إن فاطمة بضعة مني، هي نور عيني وثمرة فؤادي، يسوءني ما ساءها، ويسرني ما سرها، وإنها أول من يلحقني من أهل بيتي، فأحسن إليها من بعدي. والحسن والحسين فهما ابناي وريحانتاي، وهما سيدا شباب أهل الجنة، فليكونا عليك كسمعك وبصرك. ثم رفع صلى الله عليه وآله وسلم يديه. إلى السماء فقال: اللهم إني أشهدك أني محب لمن أحبهم، مبغض لمن أبغضهم، سلم لمن سالمهم، حرب لمن حاربهم، عدو لمن عاداهم، ولي لمن والاهم وقال رسول الله صلى الله عليه وآله:إنما فاطمة بضعة مني، يسوءني ما ساءها.

وعن علي عليه السلام: إن الله عز وجل ليغضب لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها.
وعنه عليه السلام: يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبك، ويرضى لرضاك.
وإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني.
وقال صلى الله عليه وآله: إنما فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها.
وعنه صلى الله عليه وآله: فإنما ابنتي بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها.
وعنه صلى الله عليه وآله: إن فاطمة بنت محمد مضغة مني.
وعنه صلى الله عليه وآله: (إنما فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها). هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وعنه صلى الله عليه وآله: إنما فاطمة مضغة مني، فمن آذاها فقد آذاني.
وعنه صلى الله عليه وآله: فاطمة بضعة مني، يسعفني ما أسعفها.
وعنه صلى الله عليه وآله: فاطمة شجنة مني، يبسطني ما يبسطها، ويقبضني ما يقبضها.
وعنه صلى الله عليه وآله: فاطمة مضغة مني، يسرني ما يسرها.

بحث وتنقيب

أيها القارئ الكريم: أي قارئ كان من أهل النظر والوجدان، ونظر في مضامين هذه الأخبار بعين الإنصاف والإمعان يحصل له اليقين والاطمئنان بأن إيذاء قرة عين النبوة، وهيكل العظمة القداسة، وجوهرة الخلقة، ودرة صدف الرسالة، إيذاء لرسول الرحمن، وجفاء لسيد الإنس والجان صلى الله عليه وآله، فيكون مصداقا لهذه الآية الكريمة: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا.).

وإن أردت بذلك خبرا فاستمع لما يتلى:
1- أورد الحافظ القسطلاني في ذيل حديث (فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني). زاد في رواية: (ويؤذيني ما آذاها) قالوا: ففيه تحريم إيذائه صلى الله عليه وآله وسلم بكل حال وعلى كل وجه وإن تولد الإيذاء مما أصله مباح. وهذا من خصائصه صلى الله عليه وآله وسلم.

2- وقال العلامة النووي في (شرح صحيح مسلم): قال العلماء: في هذا الحديث تحريم إيذاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكل حال وعلى كل وجه وإن تولد ذلك الإيذاء مما كان أصله مباحا.

3- وقال العلامة المناوي في (فيض القدير) في ذيل الحديث: استدل به السهيلي على أن من سبها كفر، لأنه يغضبه، وأنها أفضل من الشيخين. قال الشريف السمهودي: ومعلوم أن أولادها بضعة منها فيكونون بواسطتها بضعة منه، ومن ثم لما رأت أم الفضل في النوم أن بضعة منه وضعت في حجرها، أولها رسول الله صلى الله عليه وآله بأن تلد فاطمة غلاما فيوضع في حجرها، فولد الحسن فوضع في حجرها، فكل من يشاهد الآن من ذريتها بضعة من تلك البضعة وإن تعددت الوسائط. ومن تأمل ذلك انبعث من قلبه داعي الإجلال لهم وتجنب بغضهم على أي حال كانوا عليه.

قال ابن حجر: وفيه تحريم أذي من يتأذى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بتأذيه فكل من وقع منه في حق فاطمة شيء فتأذت به فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يتأذى به بشهادة هذا الخبر، ولا شيء أعظم من إدخال الأذى عليها من قبل ولدها. ولهذا عرف بالاستقراء معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة في الدنيا، ولعذاب الآخرة أشد.

وقال العلامة الأميني حشره الله مع أوليائه الكرام بعد نقله الحديث على اختلاف ألفاظه وذكر تسعة وخمسين مصدرا له من صحاح العامة ومسانيدها: (هذه مطلقات تشمل جميع موجبات الرضى والغضب من الصديقة- سلام الله عليها- حتى المباحات شأن أبيها الأقدس، كما فهمه القسطلاني والحمزاوي في (شرح البخاري)، وذلك ينكشف عن أنها- صلوات الله عليها- لا ترضى إلا لما فيه مرضاة المولى سبحانه، ولا تغضب إلا على ما يغضبه، حتى إنها لو رضيت أو غضبت على أمر مباح فإن هناك جهة شرعية تدخله في الراجحات أو يجعله من المكروهات، فلن تجد منها في أي من الرضا والغضب وجهة نفسية أو صبغة شهوية، وذلك معنى العصمة.

وقال العلامة المجلسي: اعلم أن المخالفين في صحاحهم رووا أخبارا كثيرة في أن من خالف الإمام وخرج من طاعته وفارق الجماعة ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، روى في (جامع الأصول) من(صحيح مسلم)و(النسائي) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية... وأما من طرق أصحابنا فالأخبار فيها أكثر من أن تحصى وستأتي في مظانها.

فنقول: لا أظنك ترتاب بعد ما أسلفناه من الروايات المنقولة من طريق المخالف والمؤالف في أن فاطمة- صلوات الله عليها- كانت ساخطة عليهم، حاكمة بكفرهم وضلالهم، غير مذعنة بإمامتهم، ولا مطيعة لهم. وإنها قد استمرت على تلك الحالة حتى سبقت إلى كرامة الله ورضوانه. فمن قال بإمامة أبي بكر لا محيص له عن القول بأن سيدة نساء العالمين ومن طهرها الله في كتابه من كل رجس وقال النبي صلى الله عليه وآله في فضلها ما قال، قد ماتت ميتة جاهلية وميتة كفر وضلال ونفاق، ولا أظن ملحدا وزنديقا رضي بهذا القول الشنيع.

وقال العلامة الأميني: وقوله صلى الله عليه وآله(من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) ذكره التفتازاني في (شرح المقاصد) ج2، ص275، وجعله لدة قوله تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) في المفاد، وبهذا اللفظ ذكره التفتازاني أيضا في (شرح عقائد النسفي) المطبوع سنة 1302، غير أن يد الطبع الأمنية على ودايع العلم والدين حرفت من الكتاب في طبع سنة 1313 سبع صحائف يوجد فيها هذا الحديث. وحكاه الشيخ علي القاري صاحب (المرقاة) في خاتمة (الجواهر المضية)ج2، ص905، وقال في ص754: وقوله صلى الله عليه وآله في(صحيح مسلم): (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) معناه من لم يعرف من يجب عليه الإقتداء والاهتداء به في أوانه.

وقوله صلى الله عليه وآله: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية) أخرجه مسلم في صحيحه ج6، ص21... وقوله صلى الله عليه وآله:(من مات ولا إمام له مات ميتة جاهلية) ذكره أبو جعفر الإسكافي خلاصة نقض كتاب العثمانية للجاحظ، 29، وذكره الهيثمي في(المجمع) ج5، ص224-225 بلفظ (من مات وليس عليه إمام فميتته ميتة جاهلية) وبلفظ (من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية). وقوله صلى الله عليه وآله: (من مات وليس لإمام جماعة عليه طاعة مات ميتة جاهلية)، أخرجه الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد)ج5، ص119.

وقوله صلى الله عليه وآله: (من أتاه من أمير ما يكرهه فليصبر، فإن من خالف المسلمين قيد ضير ثم مات مات ميتة جاهلية)، شرح السير الكبير، ج1، ص113.

هذه حقيقة راهنة أثبتتها الصحاح والمسانيد فلا ندحة عن البخوع لمفادها، ولا يتم إسلام مسلم إلا بالنزول لمؤداها، ولم يختلف في ذلك اثنان، ولا أن أحدا خالجه في ذلك شك. وهذا التعبير ينم عن سوء عاقبة من يموت بلا إمام وأنه في منتئ عن أي نجاح وفلاح، فإن ميتة الجاهلية إنما هي شر ميتة، ميتة كفر وإلحاد، لكن هنا دقيقة لا بد من البحث عنها، وهي أن الصديقة الطاهرة المطهرة بنص الكتاب الكريم التي يغضب الله ورسوله لغضبها ويرضيان لرضاها ويؤذيهما ما يؤذيها قضت نحبها وليس في عنقها بيعة لمن زعموا أنه خليفة الوقت، ومثلها بعلها طيلة ستة أشهر أيام حياة حليلتها كما جاء في الصحيحين، وفيها: كان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس.
قال القرطبي في (المفهم): كان الناس يحترمون عليا في حياتها كرامة لها، لأنها بضعة من رسول الله، وهو مباشر لها، فلما ماتت وهو لم يبايع أبا بكر انصرف الناس عن ذلك الاحترام ليدخل فيما دخل فيه الناس ولا يفرق جماعتهم.

فالحقيقة هنا مرددة بين أن الصديقة- سلام الله عليها- غربت عنها ضرورية من ضروريات دين أبيها وهي أولاها وأعظمها، وقد حفظته الأمة جمعاء حضريها وبدويها، وماتت- العياذ بالله- على غير سنة أبيه، وبين أن لا يكون للحديث مقيل من الصحة، وقد رواه الحفظة الإثبات من الفريقين وتلقته الأمة بالقبول، وبين أنها- سلام الله عليها- لم تك تعترف للمتقمص بالخلافة، ولا توافقه على ما يدعيه، ولم تكن تراه أهلا لذلك، وكذلك الحال في مولانا أمير المؤمنين عليه السلام.

فهل يسع لمسلم يختار الشق الأول ويرتأي لبضعة النبوة ولزوجها نفس النبي الأمين ووصيه على التعيين ما يأباه العقل والمنطق ويبرأ منه الله ورسوله؟ لا، ليس لأحد أن يقول ذلك.

وأما الشق الثاني، فلا أظن جاهلا يسف إلى مثله بعد استكمال شرائط الصحة والقبول، وإصفاق أئمة الحديث ومهرة الكلام على الخضوع لمفاده، وإطباق الأمم الإسلامية على مؤداه.

فلم يبق إلا الشق الثالث، فخلافة لم تعترف لها الصديقة الطاهرة وماتت وهي واجدة عليها وعلى صاحبها ويجوز مولانا أمير المؤمنين التأخر عنها ولو آنا ما، ولم يأمر حليلتها بالمبادرة إلى البيعة، ولا بايع هو، وهو يعلم أن من مات ولم يعرف إمام زمانه وليس في عنقه بيعة مات مــــيتة جاهلية، فخلافة هذا شأنها حقيقة بالإعراض عنها والنكـــوص عن البخــــوع لصاحبها.

وقال العلامة المظفر في رد قاضي روزبهان: وأما ما زعمه من أن غضب الزهراء على أبي بكر كان من العوارض البشرية، فحاصل مقصوده منه أنه غضب باطل خارج عن الغضب المقصود بقوله صلى الله عليه وآله: (إن الله يغضب بغضبك، ويرضى لرضاك). وفيه أنه يكون المراد بالحديث: (إن الله يغضب لغضب فاطمة إذا كان غضبا بحق ومن باب العداوة الدينية)، فلا يدل على فضلها، إذ كل مؤمن كذلك، وهو مما لا يقوله ذو معرفة فلا بد أن يكون المراد أنها لا تغضب إلا بحق كما يقتضيه إطلاق غضبها في الحديث.

في أنها أفضل الخلق
23- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو علم الله تعالى أن في الأرض عباداً أكرم من علي وفاطمة والحسن والحسين لأمرني أن أباهل بهم، ولكن أمرني بالمباهلة مع هؤلاء، وهم أفضل الخلق، فغلبت بهم النصارى.

في اتحاد دارها في الجنة مع سائر الخمسة عليهم السلام.
24- عن الباقر عليه السلام قال: سئل رسول صلى الله عليه وآله عن قوله تعالى: (الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب فقال: هي شجرة في الجنة أصلها في داري وفرعها في الجنة، فقيل له: يا رسول الله سألناك عنها فقلت: هي شجرة في الجنة أصلها في دار علي وفاطمة، وفرعها على أهل الجنة فقال: إن داري ودار علي وفاطمة غداً في مكان واحد- الحديث.

25ـ وعن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: في الجنة درجة تدعى الوسيلة، فإذا سألتم الله تعالى فاسألوا الوسيلة. قالوا: يا رسول الله، هل يسكن فيها معك؟ قال: علي وفاطمة والحسن والحسين.

26ـ وعنه صلى الله عليه وآله: أنا شجرة، وفاطمة حملها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمارها، ومحبونا أهل البيت ورقها، وكلنا في الجنة.

27ـ وعنه صلى الله عليه وآله قال: أنا وفاطمة وحسن وحسين مجتمعون.

اشتراكها معهم في تكون الميزان
28ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا ميزان العلم، وعلي كفتاه، والحسن والحسين خيوطه، وفاطمة علاقته، والأئمة من أمتي عموده، يوزن فيها أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا.

اشتراكها معهم في قصة نوح عليه السلام
29ـ عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لما أراد الله عز وجل أن يهلك قوم نوح عليه السلام أوحى الله إليه أن شق ألواح الساج. فلما لم يدر ما صنع، فهبط جبرائيل عليه السلام فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت فيه مائة ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف مسمار. فسمر المسامير كلها في السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير، فضرب بيده إلى مسمار منها، فأشرق في يده وأضاء كما يضيء الكوكب الدري في أفق السماء، فتحير من ذلك نوح، فأنطق الله ذلك المسمار بلسان طلق ذلق فقال: أنا على اسم خير الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله.

فهبط جبرائيل عليه السلام فقال له: يا جبرائيل: ما هذا المسمار الذي ما رأيت مثله؟ قال: هذا باسم خير الأولين والآخرين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله، أسمره في أولها على جانب السفينة الأيمن. ثم ضرب بيده على مسمار ثان، فأشرق وأنار، فقال نوح عليه السلام: وما هذا المسمار؟ قال: مسمار أخيه وابن عمه علي بن أبي طالب، فأسمره على جانب السفينة اليسار في أولها. ثم ضرب بيده على مسمار ثالث، فزهر وأشرق وأنار، فقال له جبرائيل عليه السلام: هذا مسمار فاطمة عليها السلام، فأسمره إلى جانب مسمار أبيها صلى الله عليه وآله. ثم ضرب بيده إلى مسمار رابع فزهر وأنار، فقال له: هذا مسمار الحسن عليه السلام فأسمره إلى جانب مسمار أبيه عليه السلام. ثم ضرب بيده إلى مسمار خامس، فأشرق وأنار وبكى وأظهر النداوة، فقال: يا جبرائيل ما هذه النداوة؟ فقال: هذا مسمار الحسين بن علي سيد الشهداء، فأسمره إلى جانب مسمار أخيه.

ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: قال الله تعالى: ﴿وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ، قال النبي صلى الله عليه وآله: الألواح خشب السفينة، ونحن الدسر ولولانا ما سارت السفينة بأهلها.

توسل زكريا بها عليهما السلام
30ـ عن مولانا المهدي عليه السلام في جواب سعد بن عبد الله في حديث طويل: إن زكريا سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة، فأهبط عليه جبرائيل عليه السلام فعلمه إياها. فكان زكريا إذا ذكر محمدا وفاطمة وعليا والحسن سري عنه وانجلى كربه، وإذا ذكر اسم الحسين خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة. فقال ذات يوم: إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعا منهم تسليت بأسمائهم من همومي، وإذا ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي؟ فأنبــــأه الله تــــبارك وتعالى عن قصــــته وقال: (كهيعص)، فالكاف اسم كربلاء، والهاء هلاك العترة، والياء يزيد وهو ظالم الحسين، والعين عطشه، والصاد صبره،فلما سمع ذلك زكريا عليه السلام لم يفارق مسجده ثلاثة أيام، ومنع فيها الناس من الدخول عليه، وأقبل على البكاء والنحيب، وكانت ندبته: (إلهي، أتفجع خير خلقك بولده؟ أتنزل بلوى هذه الرزية بفنائه؟ إلهي أتلبس عليا وفاطمة ثياب هذه المصيبة؟ إلهي، أتحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما)؟ ثم كان يقول: (إلهي ارزقني ولدا تقر به عيني على الكبر، واجعله وارثا وصيا، واجعل محله مني محل الحسين، فإذا رزقتنيه فافتنّي بحبه، ثم افجعني به كما تفجع محمداً حبيبك بولده)، فرزقه الله يحيى عليه السلام وفجعه به. وكان حمل يحيى ستة أشهر وحمل الحسين عليه السلام كذلك.

تحية الله تعالى إياها معهم بتفاحة
31ـ عن ابن عباس قال: كنت جالساً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم وبين يديه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام إذ هبط جبرائيل ومعه تفاحة فحيى بها النبي صلى الله عليه وآله فتحيى بها، وحيى بها علي بن أبي طالب عليه السلام فتحيى بها وقبلها وردها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فتحيى بها، وحيى بها الحسن فتحيى بها الحسن وقبلها وردها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فتحيى بها، وحيى بها الحسين فتحيى بها وقبلها وردها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فتحيى بها، وحيى بها فاطمة عليها السلام فتحيت بها وقبلتها وردتها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فتحيى بها الرابعة وحيى بها علي بن أبي طالب عليه السلام فتحيى به، ولما هم أن يردها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله سقطت التفاحة من بين أنامله فانفلقت نصفين فسطع منها نور حتى بلغ السماء الدنيا، فإذا عليها سطران مكتوبان: (بسم الله الرحمن الرحيم، تحية من الله تعالى إلى محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن والحسين سبطي رسول الله، وأمان لمحبيهم يوم القيامة من النار).

عرض حبها على البرية
32- عن النبي صلى الله عليه وآله: إن الله له الحمد عرض حب علي وفاطمة وذريتها على البرية، فمن بادر منهم بالإجابة جعل منهم الرسل، ومن أجاب بعد ذلك جعل منهم الشيعة، وإن الله جمعهم في الجنة.

اشتراكها معهم في الصلوات
33- عن كعب بن عجرة قال: لما نزلت هذه الآية (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) قلنا: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك، كيف نصلي عليك؟ فقال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد- إلى آخره.

وفي رواية الحاكم: فقلنا: يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد- إلى آخره. ويروى: لا تصلوا عليَّ الصلاة البتراء، فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون: اللهم صل على محمد، وتسكتون، بل قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد... فقيل له من أهلك يا رسول الله؟ قال: علي وفاطمة والحسن والحسين.

وقال العلامة المحقق المولى أحمد الأردبيلي: واعلم أنه قد ادعى المصنف(العلامة الحلى) (رضي الله عنه) في (المنتهى): إجماع علمائنا أيضا على وجوب الصلاة على آله عليهم السلام، وأن المجزي من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله أن يقول: ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد). ويدل عليه أيضا ما روي عن طريقهم عن كعب الأحبار في كيفية الصلاة عليه حيث قال: قد عرفنا السلام عليك، فكيف الصلاة؟ قال: اللهم صل على محمد وآل محمد. والعجب أنهم يحذفون الآل ويتركون هذا المنقول حتى في هذا الخبر. ويقولون: قال صلى الله عليه. أفاده بعض السادة رحمه الله وهو سيد حسن السفطي.

ويدل على ذلك غيره أيضا، والظاهر أن المراد بآله- صلوات الله عليه وآله- الأئمة مطلقا وفاطمة سلام الله عليها حقيقة لا تغليبا، يدل عليه وضع الآل لغة ثم عرفا أيضا، وبعض الأخبار أيضا، ولا يدل على الاختصاص بأمير المؤمنين وفاطمة وولديهما- صلوات الله عليهم أجمعين- الروايات الواقعة في سبب نزول آية التطهير، لأنهم كانوا موجودين ذلك الزمان، والحصر كان إضافيا حيث يقول لبعض نسائه: إلى خير. ولهذا أثبت الأصحاب عصمتهم بالآية، فلا ينبغي قول المحقق الثاني والشهيد الثاني.

وقال العلامة الأميني: أخرج الديلمي أنه صلى الله عليه وآله قال: الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وأهل بيته: اللهم صل على محمد وآله. ورواه عنه ابن حجر في (الصواعق) ص 88. وأخرج الطبراني في (الأوسط) عن علي أمير المؤمنين عليه السلام: كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد. وذكره الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد)ج10، ص160. وقال: رجاله ثقات. وأخرج البيهقي وابن عساكر وغيرهما عن علي عليه السلام مرفوعا ما معناه: الدعاء والصلاة معلق بين السماء والأرض لا يصعد إلى الله منه شئ حتى يصلى عليه- صلى الله عليه- وعلى آل محمد.- (شرح الشفاء) للخفاجي: ج3، ص506(71).

وقال الرازي في تفسيره الكبير: وأنا أقول: آل محمد صلى الله عليه وآله هم الذين يؤول أمرهم إليه، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل. ولا شك أن فاطمة وعليا والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين الرسول الله صلى الله عليه وآله أشد التعلقات، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر، فوجب أن يكونوا هم الآل.

وقال أيضا: أن أهل بيته صلى الله عليه وآله يساوونه في خمسة أشياء: في السلام، قال السلام عليك أيها النبي، وقال: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (الصافات، 130)، وفي الصلاة عليه وعليهم في التشهد، وفي الطهارة، قال تعالى: ﴿طه أي يا طاهر. وقال:﴿وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (الأحزاب، 33)، وفي تحريم الصدقة وفي المحبة، قال تعالى: ﴿فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ (آل عمران، 31)، وقال: ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى (الشورى، 23).

وقال ابن حجر: صح عن كعب بن عجرة قال: لما نزلت هذه الآية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا قلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ فقال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد- إلى آخره. فسؤالهم بعد نزول الآية وإجابتهم باللهم صل على محمد وعلى آل محمد- إلى آخره دليل ظاهر على أن الأمر بالصلاة على أهل بيته وبقية آله مراد من هذه الآية وإلا لم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته وآله عقب نزولها ولم يجابوا بما ذكر، فلما أجيبوا به دل على أن الصلاة عليهم من جملة المأمور به، وأنه صلى الله عليه (و آله) وسلم أقامهم في ذلك مقام نفسه، لأن القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه، ومنه تعظيمهم. ومن ثم لما أدخل من مر في الكساء قال: اللهم إنهم مني وأنا منهم، فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم. وقضية استجابة هذا الدعاء أن الله صلى عليهم معه، فحينئذ طلب من المؤمنين صلواتهم عليهم معه.

ويروى: لا تصلوا عليَّ الصلاة البتراء، فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون: اللهم صل على محمد، وتمسكون. بل قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.

34- عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: خلق الله ملكاً تحت العرش فأوحى الله إليه أن طر، فطار ثلاثين ألف سنة، ثم أوحى الله إليه أن طر، فطار ثلاثين ألف سنة أخرى، ثم أوحى الله إليه أن طر، فطار ثلاثين ألف سنة ثالثة، فأوحى إليه: لو طرت حتى ينفخ في الصور كذلك لم تبلغ إلى الطرف الثاني من العرش... وعن الصادق عليه السلام: حملة العرش- والعرش العلم- ثمانية: أربعة منا، وأربعة مما شاء الله. وفي بعض الأحاديث: فسرت الأربعة بأمير المؤمنين وسيدة نساء العالمين، وبالحسنين عليهم السلام… مجمع البحرين، مادة (ع ر ش).

35- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خلق نور فاطمة عليها السلام قبل أن تخلق الأرض والسماء. فقال بعض الناس: يا نبي الله فليست هي إنسية؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: فاطمة حوراء إنسية. قال: يا نبي الله، وكيف هي حوراء إنسية؟ قال: خلقها الله عز وجل من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح، فلما خلق الله عز وجل آدم عرضت على آدم. قيل: يا نبي الله، وأين كانت فاطمة؟ قال: كانت في حقة تحت ساق العرش. قالوا: يا نبي الله، فما كان طعامها؟ قال: التسبيح والتهليل والتحميد، فلما خلق الله عز وجل آدم وأخرجني من صلبه أحب الله عز وجل أن يخرجها من صلبي جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرائيل عليه السلام فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا محمد، قلت: وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرائيل! فقال: يا محمد، إن ربك يقرئك السلام، قلت: منه السلام وإليه يعود السلام. قال: يا محمد، إن هذه تفاحة أهداها الله عز وجل إليك من الجنة، فأخذتها وضممتها إلى صدري، قال: يا محمد يقول الله جل جلاله: كلها.

ففلقتها فرأيت نوراً ساطعاً ففزعت منه، فقال: يا محمد، ما لك لا تأكل؟ كلها ولا تخف، فإن ذلك النور المنصورة في السماء وهي في الأرض فاطمة. قلت: حبيبي جبرائيل! لم سميت في السماء المنصورة، وفي الأرض فاطمة؟ قال: سميت في الأرض فاطمة لأنها فطمت شيعتها من النار، وفطم أعداءها عن حبها، وهي في السماء المنصورة، وذلك قول الله عز وجل: (ويومئِذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء) (الروم، 4 و5) يعني نصر فاطمة لمحبيها. معاني الأخبار، ص396.

36- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: يا محمد، إني خلقتك وعلياً نوراً- يعني روحاً بلا بدن- قبل أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي وبحري، فلم تزل تهللني وتمجدني، ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة، فكانت تمجدني وتقدسني وتهللني، ثم قسمتها اثنتين، وقسمت الاثنتين فصارت أربعة: محمد واحد، وعلي واحد، والحسن والحسين اثنتان، ثم خلق الله فاطمة من نور ابتدأها روحاً بلا بدن، ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا. أصول الكافي، ج1، ص445.

37- عن أبي عبد الله عليه السلام: أن الله خلقنا من عليين وخلق أرواحنا من فوق ذلك، وخلق أرواح شيعتنا من عليين وخلق أجسادهم من دون ذلك، فمن أجل ذلك القرابة بيننا وبينهم، وقلوبهم تحن إلينا. أصول الكافي، ج1، ص389.

38- عن المفضل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف كنتم حيث كنتم في الأظلة؟ فقال: يا مفضل، كنا عند ربنا- ليس عنده أحد غيرنا- في ظلة خضراء نسبحه ونقدسه ونهلله ونمجده، وما من ملك مقرب ولا ذي روح غيرنا حتى بدا له في خلق الأشياء، فخلق ما شاء كيف شاء من الملائكة وغيرهم، ثم أنهى علم ذلك إلينا. أصول الكافي، ج1، ص441. هذا. الروايات في فضائلها كثيرة.


* راجع كل ما مرّ من الأحاديث ومصادرها في كتاب فاطمة الزهراء بهجة المصطفى / العلامة أحمد الرحماني الهمداني.

2012-05-09