يتم التحميل...

لذّة الدعاء

في رحاب الشهر المبارك

لذّة الدعاء

عدد الزوار: 10

لذّة الدعاء يعرفها من تذوّقها، وكثيراً ما تذوّق المجاهدون حلاوة ولذّة الدعاء في سنيّ المقاومة والدفاع، ويبقى الأمل أن لا تفسد حلاوة الدنيا ولذّتها وغفلتها هذه اللذّةَ وتُضعِفَها.

"إذا عبدتم الله، ودعوتم بخشوع، وأقمتم الصلاة بقلب حاضر، وأنفقتم المال للمستحقّ، ستعرفون ما هي اللذّة التي ستحصلون عليها. وهذه ليست كاللذّة التي يحصل عليها المرء بالأكل. إنّ الإنسان الذي تذوّق طعم العبوديّة لله ـ وهي حالات يشعر بها كلّ إنسانٍ مؤمنٍ في حياته قليلاً أو كثيراً ـ في لحظة الإقبال على الله تلك، عبادة الله، المناجاة، البكاء للّه وأمام الله، يشعر بلذّةٍ معنويةٍ يصبح معها على استعدادٍ للتضحية. ولكنّ الماديّات تخرج الإنسان من هذه الحالة التي تحصل من وقت لآخر.

إنّ أولئك الذين لم يتعرّفوا على الله، ولا قِبل لهم بالأهداف المعنويّة، لا يذوقون طعم هذه اللذّة. وكم هناك من البشر الذين عاشوا في ظلّ الأنظمة الماديّة المسلوبة البركة، لم يشعروا للحظة واحدة بحالة من الإقبال على الله وبتلك اللذّة المعنويّة، فهؤلاء لا يدركون ما نقول.

يريد الإسلام أن يرفعنا نحن البشر، وينوّر قلوبنا، وينتزع السيّئات من صدورنا ويرمي بها بعيداً، كي نشعر بهذه الحالة من اللذّة المعنويّة في كلّ لحظات حياتنا، وليس فقط في محراب العبادة، بل حتّى في مكان العمل، في الدراسة، في ساحة الحرب، في التعليم والتعلّم، وفي البناء. وهذا هو المقصود من القول "هنيئاً لأولئك الذين هم في حالةٍ دائمة من الصلاة"، عندما يعملون ويتاجرون فهم مع الله، عندما يأكلون ويشربون فهم ذاكرون لله. هذا هو النوع من البشر الذين يبعثون النّور حيثما يعيشون، وفي العالم أيضاً. إذا استطاع العالم تربية هذا النوع من البشر فستُقتلع جذور هذه الحروب والمظالم، وانعدام المساواة والخبائث والأرجاس، هذه هي الحياة الطيّبة".


* حديث ولايت، ج 7، ص 63.

2018-05-30