يتم التحميل...

يوم قدر الكتاب

2018

يوم قدر الكتاب

عدد الزوار: 17

زيارة الإمام الخامنئي لمعرض طهران الدولي الحادي والثلاثين للكتاب في 21 أرديبهشت 1397 [11 أيار 2018]


زيارة قائد الثورة الإسلاميّة آية الله العظمى الإمام الخامنئي لمعرض الكتاب الدولي الحادي والثلاثين المقام في طهران هي الخبر الثقافي الأبرز منذ بداية العام إلى الآن.

الإمام الخامنئي يتفقد قرابة الخمسيمن من أجنحة دور النشر
ولقد تفقّد [في هذه الزيارة] قرابة الخمسين جناحًا من أجنحة دور النشر العامّة في هذا المعرض. وما حدث خلال الـ120 دقيقة من هذه الزيارة يتضمّن أمورًا متنوّعة كثيرة، لافتة، مهمة وجديرة بالقراءة والاستماع إليها، [لكنّ] المجال هنا لا يسع لذكرها جميعًا.

مشاهد وروايات عن هذه الزيارة
المشاهد والروايات التي نقلها بعض الحاضرين، وأصحاب دور النشر ومسؤولو الأقسام المختلفة عن هذه الزيارة، كلّ واحد منها يشكّل جزءًا من رواية كاملة، لكن حتّى تجميع هذه المتفرّقات وتوليفها لا يمكنه تقديم الرواية الدقيقة والجامعة المتضمّنة للهدف الأساسي لهذه الزيارة والنتائج المتوخّاة منها.

بالنظر إلى الملاحظات الآنفة الذكر، أشار راوي هذه السطور فقط إلى عدد من النقاط العامّة والأساسيّة من زيارة قائد الثورة لمعرض الكتاب؛ على أمل أن تكون موضع فائدة لمن تُلقى على عاتقهم مهمّة تنظيم وتحسين أمور النشر وإنتاج الكتب في الجمهوريّة الإسلاميّة، وكذا الناشرون والكتّاب والمترجمون إن شاء الله تعالى.

معرفته الواسعة والعميقة بعالم الكتب
1 ــ كما في كلّ الزيارات السابقة لمعرض الكتاب، واللقاءات المختلفة والمتعدّدة مع الكتّاب والمترجمين وأهل القلم والنشر والثقافة، ما كان واضحًا وبارزًا أكثر من أيّ شيء آخر، معرفته الواسعة والعميقة بعالم الكتب. من استحضار ذكريات مطالعة كتب بعينها في العقود السابقة، إلى طرح بعض الملاحظات الانتقاديّة مع المترجمين، وكذلك معرفته بقدامى الناشرين وأهل السبق في هذا المجال؛ أضف إلى كلّ هذه المعلومات تذكّره ومعرفته بتاريخ وعوائل بعض الكتّاب والعلماء، والتي ذكرها لأصحاب دور النشر والمرافقين له حين كان يقع نظره على كتاب أو اسم لأولئك الراحلین.

قارئ محترف وعميق وذو حافظة إستثنائية
2 ــ ما ذُكر في الملاحظة الأولى، مرتبط أساسًا بمعلومات معرفة الكتب. اليوم، يوجد في العلوم والاختصاصات الكثيرة المتنوّعة، خبراء ذوو اطّلاع واسع على الموضوعات المختلفة كـ "مجال الكتاب"، لكنّهم أنفسهم لم يقرأوا معظم هذه الكتب. كما أنّ الكثير من الناشرين وأصحاب المكتبات والمتصدّين للأمور الثقافيّة، وعلى الرغم من أنّهم يملكون مهارة معرفة الكتب، إلّا إنّه ليس بالضرورة أنّهم قرأوا الكتب المشار إليها في المباحث المختلفة.

أمّا فيما يتعلّق بآية الله الخامنئي، فإنّ كلّ أهل الثقافة يصرّحون ويقرّون بأنّه قارئ محترف وعميق وذو حافظة استثنائيّة في تذكّر الموضوع، المحتوى وسائر الأمور المتعلّقة بالكتاب. في زيارته هذه يوم الجمعة الواقع في 21 أرديبهشت من العام 1397 وأثناء تفقّده لبعض الأجنحة، وقراءته لبعض الكتب أشار إلى السنة التي كان قد طالعها فيها؛ اللافت أنّ عمر هذه الكتب والزمن الذي مضى على مطالعته لها يقارب أحيانًا ضعفي عمر أصحاب الأجنحة الذين كانوا يعرضون أمامه هذه الكتب!

مطالعاته المتنوعة لمختلف العلوم والمعارف
هناك الكثير من أهل المطالعة في ميدان أو أكثر من ميادين العلم، لكن قلّة هم الأشخاص الذين طالعوا الكتب في المجالات والميادين المختلفة والمتنوّعة ابتداءً من العلوم والمعارف الدينيّة، من الفقه والكلام والفلسفة، إلى الأدب القديم والمعاصر والأدب العالمي، إلى العلوم الإنسانيّة والتاريخ والشعر والسياسة وحتّى كتب الأطفال و...، ولديهم أيضًا آراؤهم العلميّة وأحيانًا الانتقاديّة المستدلّ عليها.

إذا ما قام محقّق بجمع وجهات نظر آية الله الخامنئي وآرائه في مجال الكتب فقط، والتي انتشرت إلى الآن في المجالس والمحافل العامّة -وحجمها في هذا المجال أقلّ بكثير من آرائه غير المنتشرة- سترون كم كانت مطالعاته لهذه الكتب من حيث السعة الموضوعيّة وعمق المطالعة ووجهة النظر الانتقاديّة والتحليليّة واسعة وعميقة، كمًّا وكيفًا.

آراء هامة لسماحته حول مضامين الكتب وقيمتها الشرائية
الملاحظة المهمّة الأخرى في دراسة وتحليل كلماته في زياراته لمعارض الكتاب في السنوات السابقة والسنة الحاليّة، أنّه نظرًا [لطبيعة] الزيارة وأحيانًا لمستوى أصحاب الأجنحة، من الطبيعي أن لا يتمّ بيان آرائه بشكل مفصّل وكامل في زيارة قصيرة لكلّ جناح مع وجود هذا الكمّ الهائل من الكتب. لذا ليس كافيًا الاستناد إلى عبارة مقتضبة في هذه الزيارة، للاطلّاع على رأيه الكامل حول الكتاب أو الكتب التي تفقّدها، لكن في هذه العبارة المقتضبة والمختصرة نفسها، ذُكرت إشارات مهمّة من حيث الرأي المضموني والفنّي أو الأمور الجانبيّة، حول محتوى كتاب ما، أو حول الكاتب، أو الجودة النوعيّة للورق والطباعة، وحتّى الحجم والقيمة الشرائيّة.

إليكم بعض النماذج من هذه الإشارات في الزيارة التفقّديّة للمعرض الحادي والثلاثين للكتاب:
أ) السؤال عن مخاطب الكتاب أو كتب معيّنة.
ب) إبداء رأيه في كون الورق المستخدم في طباعة كتاب معيّن ثقيل ما يجعل حمله ثقيلًا ويصّعب قراءته.
ج) كون الكتب مرتفعة الثمن والتوصية بحلّ مشكلة الورق.
د) النسبة المئويّة للترجمة والتأليف في نشاط بعض الناشرين.
هـ) الإشارة إلى الأعمال الأخيرة لكاتب ومحقّق في آثار فيلسوف غربي
و) تصحيح ناشر وتوضيحه فيما يتعلّق بكلام عن رئيس جمهوريّة غربي
ز) الإشارة إلى ترجمات قديمة لنصوص مرتبطة بالأديان

سماحته يوصي بتقوية حركة النشر الملتزمة
4 ــ من النقاط المهمّة الأخرى واللافتة في الزيارة الأخيرة، سؤاله عن بعض الأجنحة العائدة إلى حركة النشر الملتزمة، فقيل له إنّ هذه الأجنحة قد جُعلت في أروقة أكثر بعدًا عن نطاقات المعرض المرتادة. لكنّ عدم التواجد هذا في النطاقات المرتادة، لم يمنع قائد الثورة المفدّى من التأكيد والتوصية بتقوية حركة النشر المؤمنة والثوريّة هذه. كما تكرّر هذا التأكيد لدى لقائه جمعًا صغيرًا من المسؤولين العامّين في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في نهاية الزيارة.
توصيات وأوامر سماحته بشأن المعرض ووضع الكتاب
5 ــ بعد انتهائه من تفقّد الأجنحة، وكما في السنوات السابقة، التقى الإمام الخامنئي لدقائق عدّة بجمع صغير يضمّ وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي والمعاون الثقافي في الوزارة، وبعض المديرين العامّين في معرض الكتاب ومصلّى طهران وعددًا من المسؤولين في مكتب قائد الثورة الإسلاميّة، وأبدى رأيه وانطباعه فيما يتعلّق بالمعرض ووضع الكتاب والنشر، وأصدر توصياته وأوامره المؤكّدة في بعض الموضوعات ذات الصلة، للمسؤولين والجهات المختصّة.

وبما أنّ هذه التوصيات والأوامر قد صدرت مباشرة للجهات المختصّة من أجل تنفيذها، سأعرض عن ذكرها في هذا التقرير وأكتفي فقط بذكر العناوين المهمّة لهذا الخطاب. وقد شمل خطاب القائد أربع مجالات:

الأوّل: الوضع الراهن لنشر الكتاب والذي يشمل الإشارة إلى بعض النواقص الموجودة، ولزوم لعب دور إرشاديّ ورقابي أقوى بهدف تحسين نشر الكتاب من حيث الكم والكيف، وكذلك استعداد الكثير من الناشرين، الكتّاب والمترجمين الأكثر شبابًا للانسجام مع أهداف نظام الجمهوريّة الإسلاميّة وسياساته.

الثاني: ضرورة دعم الحركة المؤمنة الثوريّة الملتزمة الناشطة في ميدان نشر الكتب.

الثالث: التأكيد على أهمّيّة دور الكتاب واستمراريّته على الرغم من انتشار وسائل الإعلام الجديدة.

الرابع: أهمّيّة الكتاب والمطالعة لكلّ المراحل العمريّة، خاصّة على مستوى الأطفال والناشئة.

خلاصة بملاحظات سماحته وتوجيه وتوصياته
أمّا ما يمكن استخلاصه من هذه الزيارة للفئات والشرائح المختلفة فهو:
1ـ 6ـ بالنسبة لعموم الناس: الاهتمام والتوصية بالكتاب والمطالعة
2ـ 6ـ بالنسبة للمؤلّفين والمترجمين: التوصية باختيار الكتب المفيدة والهادية في التأليف والترجمة
3ـ 6ـ بالنسبة للناشرين: الأمل وتحصيل الاطمئنان من اهتمام قائد الثورة المفدّى بميدان الكتاب، وأيضًا التوصية –وبالدقّة- بارتقاء مستوى الكتب المنتشرة كمًّا وكيفًا، وكذلك مراعاة وضع المخاطب من ناحية غلاء أسعار الكتب
4ـ 6ـ بالنسبة للحركة الملتزمة نشر الثورة الإسلاميّة: الأمل ولزوم العمل والسعي أكثر
5ـ 6ـ بالنسبة لوسائل الإعلام والناشطين في الميدان الثقافي: الدعاية والترويج للكتب المفيدة والهادية
6ـ 6ـ وبالنسبة للمسؤولين والمديرين الثقافيّين:
ألف) ضرورة السعي لحفظ وصيانة أصول المعارف الدينيّة والثوريّة والأخلاقيّة في انتشار الكتب.
ب) حلّ مشكلات النشر من حيث نوعيّة الورق، الطباعة، وكيفيّة النشر
ج) دعم الحركة المؤمنة والثوريّة في مجال [نشر وترويج] الكتب.
على أمل أن يكون المعرض الثاني والثلاثون للكتاب في العام 1398 تجلّيًّا واضحًا لتحقّق توصيات قائد الثورة الإسلاميّة المفدّى وتأكيداته هذه إن شاء الله تعالى.
 

2018-05-15