يتم التحميل...

کلمة الإمام الخامنئي في لقاء الاتحادات الإسلامية لتلامذة المدارس

2017

کلمة الإمام الخامنئي في لقاء الاتحادات الإسلامية لتلامذة المدارس

عدد الزوار: 13

کلمة الإمام الخامنئي في لقاء الاتحادات الإسلامية لتلامذة المدارس ومسؤولي الشؤون التربوية من مختلف المناطق 8-12-1379 هـ. ش. (2000م)

لتكن الاتحادات الإسلامية خنادق مرابطة وتصدي لهجوم الأعداء

المحاور الرئيسية
- الشباب في الغرب غارقون في الفساد الأخلاقي
- شبابنا تيّار هادر من التديّن والنورانية
- خطة الأعداء للشباب: جذبهم إلى الإباحية والفساد
- جهزوا أنفسكم بالعلم وهذبوها بالمعارف الدينية

بسم الله الرحمن الرحيم[1]

لقاؤنا اليوم مزيّن باجتماع شباب عزيز مفعم بالحماسة والشوق والعاطفة، من الذين تفيض قلوبهم بالإيمان البصير. إن الأعزاء مديري الشؤون التربوية ومسؤولي تربية الشباب التلامذة في المدارس الثانوية، وكذلك شباب الاتحادات الإسلامية للتلامذة، يشكلان مركزين مهمين جدًا واسعي الانتشار وعظيمي المسؤولية. الموضوع المشترك لكليهما هو الشباب؛ وبالأخص في مرحلة التعليم في المدارس الثانوية، والتي تتمتع بأهمية بالغة.

الشاب هو شتلة متسامية، ومركز أغلب الصفات الحسنة والتألق والنورانية. ما يشاهد فيكم، أيها الشباب الأعزاء، من صفاء ومحبة، إنما ينشأ من قلب الشباب الطاهر والنوراني هذا. وبالطبع أنا أقول لكم أعزائي: إن هذه المحبة ذات اتجاهين. فأنا أيضًا وبعنوان أبيكم العجوز، قلبي مليء بمحبتكم أيها الشباب.

الشباب في الغرب غارقون في الفساد الأخلاقي
إن قضية الشباب هي قضية هامة في كل مجتمع. إن من المصائب الكبرى للبلدان الغربية – حيث يطرحونها أحيانًا ويكتمونها أحيانًا أخرى– هي قضية شبابهم. لا تظنوا أبدًا أن قضية الشباب -من الفتيان والفتيات– قد تم حلها في المجتمعات الغربية. كلا؛ لعلّه بين ألف شاب هناك في الغرب، لا يمكن أن نجد حتى واحدًا منهم، يُشاهد فيه كل هذا الصفاء والنورانية والطهارة. لا توجد ميزات للأنظمة القائمة على المادية والمعتمدة على قيمة الرأسمال وأهمية المال والحرية الشهوانية، سوى ما يجربونه هناك حاليًا. ليس هناك شيء آخر. إن سقوط الشعوب والأمم لا يحدث فجأة. إنه أمر تدريجي.

العيون الحادة البصر للمفكرين الغربيين في أمريكا وأوروبا تشاهد هذا السقوط التدريجي. يميل الشباب في تلك المجتمعات عادةً إلى التفلّت والإباحية وانعدام الحياء ويتربون بحيث يتجهون نحو ارتكاب الجرائم والاعتداء وهم غارقون في الفساد الأخلاقي. إن جيلًا كهذا، مهما بلغ مستواه من العلم والمعرفة والثروة، سيكون بالنسبة لأي مجتمع كحشرة الأرضة التي تقرض أسس هذا المجتمع ونظامه وتقضي عليها.
 
شبابنا تيّار هادر من التديّن والنورانية
النقطة المقابلة لهذا الوضع، ما تشاهدونه اليوم في بلادنا: شوق الشباب وحماستهم، صفاء الشباب وتدينهم وإيمانهم؛ هذه الظاهرة التي لا تزال تجري منذ بداية الثورة حتى اليوم بشكل مستمر مثل نهر ماؤه زلال وتياره هادر. لقد استطاع شباب وفتيان بلادنا، خلال مرحلة الحرب وبعدها أن يحافظوا على طهارتهم. بعض الإحصاءات التي تدّعي عكس هذا، ليست إحصاءات حقيقية ولا صحة لها. ليس بمعنى أنّني غير مطّلع على بعض التيارات والحركات السيئة بين بعض الشباب.كلا، فأنا أعلم ما يجري، ولكنني أشاهد تحت هذا الزبد والوحل والظواهر، تيارًا عظيمًا وهادرًا من النبل والتدين والأصالة والنورانية أيضًا. هذا الجيل الشاب هو جمهوركم المستهدف اليوم سواء كمسؤولين للشؤون التربوية أو الأعزاء في الاتحادات الإسلامية.
 
التعامل الخاطئ مع الشباب: إفراط وتفريط
هناك نزعات إفراطية وتفريطية تُلاحظ بالنسبة للتعامل مع الشباب. تعوّد بعضهم على تجاهل شخصية وإرادة وفهم وقدرات الشباب العظيمة وعلى اتهام الشباب بالجهل أو بشتى أنواع التهم التي لا تعجبه ولا يرتضي بها. هذه عادة خاطئة. إنّ الشباب هم مظهر الحركة والحيوية ومفعمون بالطاقات والقابليات ولديهم ثروة قيّمة –أي نشاط الشباب وقدرته ومواهبه ومثابرته– بحيث يمكنهم أن يصنعوا المعجزات. إنّ تجاهل الشباب وعدم الاهتمام بهم، هو سلوك سيّئ ونظرة خاطئة ومنحرفة.

في الطرف المقابل، يسعى بعض آخر لجعل الشباب ألعوبة للوصول إلى أطماعه وأهدافه السياسية ويستخدم الشباب كوسيلة لتحقيقها. فلا يقولون للشباب ما يجب أن يقال –لأنه من الممكن أن يزعجهم– وبالعكس فإنهم يقولون للشباب كل ما يعجبهم ويرضيهم؛ حتى لو كان كلامًا غير صحيح ومخالفًا للواقع. وذلك كي يعبّئوا هؤلاء الشباب في الساحات السياسية والحزبية وللأهداف المتعددة وبعضها مشبوه وغير مقدس. وهذا بدوره خطأ وانحراف وخيانة وتضييع للنعمة الإلهية.
 
لمساعدة الشباب من أجل اختيار الطريق الصحيح
إن الشاب هو إنسان مفعم بالقابليات والطاقات ولديه حقوق عدّة على أبيه وأمه وعلى المدرسة والدولة والمسؤولين في القطاعات المختلفة. على هؤلاء توفير أدوات الرشد والكمال للشاب ومساعدته ليتمكن من اختيار الطريق الصحيح. تؤمَّن هذه المساعدة بمقدار كبير من خلال السلوك والعمل. الكلام لا يؤثر دائمًا؛ أحيانًا يترك الأثر المطلوب، أحيانًا العمل يخالف الكلام. فليجهد كل الذين يتعاملون مع الشباب – ومنهم انتم الأعزاء في الاتحادات الإسلامية  أو الأعزاء في الشؤون التربوية– أن تكون تصرفاتهم وأعمالهم عاقلة وحكيمة وتحمل الخير والصلاح وبشكل حميم ومفعم بالمحبة والصفاء. فإن هذا هو ما يمكنه أن ينجي قلوب الشباب –أينما كانوا وكيفما كانوا؛ حتى لو فرضنا أن طبقة من غبار الأخطاء قد غطّت أحاسيسهم الطاهرة– وهذا ما ينقذهم مما يتعرضون إليه.
 
جهزوا أنفسكم بالعلم وهذبوها بالمعارف الدينية والأعمال الصحيحة
إنّ بين أيديكم رصيدًا ثمينًا من الحياة. شاب في مقتبل العمر ومطلع الحياة. تخيّلوا مزارعًا قد حصد محصولًا وافرًا وملأ مخزنه من خيرات أرضه؛ ماذا سيفعل بهذا المحصول الوافر والسليم؟ يمكن أن يتصرف بطريقتين: يقوم المزارع الذكي والواعي والذي يفكر بالمستقبل بالمحافظة على هذا المحصول؛ فلا يفرّط به ولا يسمح بخرابه وفساده: يأخذ منه بمقدار حاجته ليومه ويتصرف بما يلزمه، ثم يختار منه البذور الجيدة كي يزرعها لاحقًا في السنوات الآتية. من الممكن أيضًا أن نجد شخصًا آخر لا يقدّر حجم هذا المخزن المليء ويظن أنه سيبقى مليئًا إلى أبد الآبدين، فلا يعمل للمحافظة على المحصول والعناية به، ولا يخطط لكيفية مصرفه واستهلاكه ولا يبذل أي جهد للتفكير بحاجته في الأيام والسنوات القادمة. وهذا ليس بالعمل العاقل. بالطبع هناك من وصل رصيد مخازنهم إلى آخره ويكاد ينفد -أي العجائز من الرجال والنساء؛ الناس الذين وصلوا الى الأعمار الكبيرة- ولكنهم لا يشعرون أنّ محصولهم ينتهي.

أيها الأعزاء: هذه مصيبة كبرى تصيب البشرية؛ هؤلاء لا يفكّرون بعقلانية، لو تفكروا وتعقّلوا جيدًا، سيقومون بتصحيح السلوك وإصلاح الأخطاء واختيار الطريق الصحيح، لكن للأسف؛ هؤلاء لا يفكرون بشكل صحيح أحيانًا. لقد وجدنا نحن، من خلال تعلم الدروس من التاريخ ومن تجربة زماننا الحالي، أنّ الشباب قادرون أكثر، يطلبون أكثر ويعملون أكثر. هكذا هو الوضع في زمن حكومة الصالحين. فإنّ الشاب غالبًا، وفضلًا عن أنّ قدراته أكثر، تكون همته أعلى وإرادته أقوى وأفضل من الذين وصلوا إلى آخر العمر.

أنتم في زمن الشباب. هذا المخزن لا يزال مليئًا، قسمٌ من المحصول يجب أن يستخدم كبذور للزراعة؛ وهو المتعلق بسنوات شبابكم هذه. إنها بذور المستقبل. خططوا لحياتكم وضعوا برامج صحيحة لمستقبلكم. هناك أشياء تبقى مفيدة لآخر عمر الإنسان، وهناك أشياء تفيد الإنسان حتى بعد آخر العمر. أي نشأة الحياة الدنيا هذه.وأشياء تفيد الإنسان خلال الأحداث الكبرى والوقائع الهامة. أنتم ستعيشون لعشرات السنوات في هذه الدنيا، وبناءً على هذا، جهزوا أنفسكم بالعلم، فإن العلم هو من تلك الأشياء التي تنفع الإنسان إلى آخر عمره. إذا ترتب على هذا العلم، عمل جيد وخالد، فسيكون مفيدًا أيضًا لما بعد الموت. إن الدرس هو فريضة أساسية بالنسبة لكم. إن الرياضة هي ادّخار رصيد واستثمار مربح للشباب. أنا أؤمن بأن الرياضة هي فريضة عامة على الجميع. بالطبع لا أقصد هنا الرياضة الاحترافية التخصصية. لا أعارض هذه الرياضة الاحترافية أيضًا، لكني لا أوصي كل الشباب بالسعي للرياضة الاحترافية. كلا، بل ممارسة الرياضة للصحة والمحافظة على النشاط. الرياضة رصيد يبقى لكم إلى آخر العمر أيضًا. الكسل وإهمال الجسم تضييع لذلك الرصيد العظيم. هناك خصوصية أخرى إن كانت لديكم، ستكون نافعة مفيدة لكم طوال عمركم، ومفيدة للآخرين أيضًا، ومفيدة كذلك لنشأة الآخرة والحياة الخالدة بعد الموت، وهي تهذيب النفس. طهّروا أنفسكم. يمكن لشبابنا الأعزاء أن يقوموا بهذا العمل بواسطة المعارف الدينية، المعارف الإلهية، المعارف الإنسانية والعمل الديني الصحيح. إن ميدان المسائل الاجتماعية هو اليوم ميدان المسائل الدينية أيضًا. الحضور والمشاركة في المراسم العظيمة التي تقام في الجمهورية الإسلامية بشكل دائم ومستمر؛ من صلاة الجمعة وصولًا إلى تظاهرات الثاني والعشرين من شهر بهمن[2]؛ كلها أعمال دينية. من خلال هذه الأساليب والأعمال، اجعلوا أنفسكم – قلوبكم الطاهرة والنورانية هذه – أكثر ثباتًا وقوة.
 
خطة الأعداء للشباب: جذبهم إلى بؤر الإباحية والفساد
وأنا، على عكس الذين يشعرون أن الشباب ليسوا أهلًا لتلقي الخطاب ـ من الذين ليسوا على قدر المسؤولية ولا يكنون احترامًا وتقديرًا لجوهر وجود الشباب ـ أؤمن بأن أثقل المسؤوليات اليوم تقع على عاتقكم أنتم أيها الشباب. فقد ركّز أولئك الذين تلقوا صفعة قوية من الثورة والذين كفّ قيام نظام الجمهورية الإسلامية أيديهم عن نهب هذا البلد، كل جهودهم على الشباب. لطالما قالوا وكرّروا مرارًا أن عملهم في إيران هو عمل ثقافي، وليس عملًا سياسيًا. ماذا يعني العمل الثقافي؟ يعني أنهم يريدون أن يقوموا بما من شأنه القضاء على هذا الشوق والحماسة وهذه النورانية والصفاء والميزات الموجودة اليوم لديكم أيها الشباب، وأن يزيلوها من جيل الشباب الإيراني. هذه هي خطتهم وبالتأكيد فإنني أقولها وبشكل حاسم: لن ينجحوا في تحقيق أهدافهم.

إن شبابنا يقظون واعون. فتياننا وفتياتنا أذكياء. تلاميذنا وطلابنا الجامعيّون وشبابنا الآخرون في الحوزة العلمية يقظون واعون. هذا الوعي منحه الإسلام والثورة لهذا البلد وهؤلاء الشباب. يسعى الأعداء للتسلّل والنفوذ إلى داخل المدارس والجامعات. وأوّل أهدافهم جذب الشباب نحو الإباحية والفساد وقتل نور الحياء فيهم. أنتم حتمًا تعرفون أكثر مني ماذا يفعلون داخل المدارس على يد التابعين لهم من الغافلين وغير الواعين. إن الشباب المؤمنين المتديّنين واعون ومنتبهون لهذه الخطط والمؤامرات وحيثما يطل العدو برأسه، فإنهم يمرّغون أنفه بالتراب ويدوسون عليه بأقدامهم.
 
لمسؤولي الشؤون التربوية: لتنشئة شباب ذوي بصيرة وإيمان
وهنا أتوجه بالكلام للأخوات والأخوة الأعزاء مسؤولي الشؤون التربوية: ينبغي أن تتركز كل جهودكم على تربية الشباب ليكونوا مسلمين ومؤمنين وواعين. رحمة الله على الشهيدين رجائي وباهنر[3] اللذين غرسا هذه الشتلة في تربة قطاع التربية والتعليم. ولحسن الحظ، فإن هذا القطاع يتمتع اليوم بإدارة جيدة ومؤمنة وتولي اهتمامًا بالغًا لهذه المسائل. وبالتأكيد فإن بعضًا يقومون بأعمال غير مناسبة ومضرة. نحن نشاهد هذا ولسنا غافلين عنه. فلتكن همتكم بالدرجة الأولى تنشئة شاب مؤمن وبصيرٍ ذي رؤية ثاقبة ونظرة عميقة واعية بالقضايا الدينية، شاب ملتزم بالمعارف والأعمال الإسلامية. هكذا سيتأمن مستقبل البلاد. اعتبروا وسوسة الأعداء لزرع الشك في عقائد الشباب تحديًا معاديًا ومعركة جدية ولا تسمحوا لهم بتحقيق أهدافهم. إن إلهاء الشباب بتلك الأشياء التي سبقهم إليها الشباب في العالم وها هم اليوم يدفعون الثمن غاليًا، لا ينفع جيل الشباب في بلادنا ولا يساعدهم بشيء أبدًا. يحاول بعضٌ وبذرائع وعناوين متعددة أن يقود الشباب الإيراني نحو المسائل اللهوية كالموسيقى المضرة والتسالي الإباحية الجنسية وما شابه. هذه هي وحول المستنقع ذاتها التي غرق فيها الشباب الغربي والأمريكي والأوروبي. هذا أمر غير جدير بالتقليد والتماهي معه. يجب مواجهته ومنعه.
 
لتكن الاتحادات الإسلامية خنادق مرابطة وتصدي لهجوم الأعداء
وأقول لكم أيها الأعزاء في الاتحادات الإسلامية: كل واحد منكم هو قوة من قوات الإسلام. حافظوا على أنفسكم، ابنوا أنفسكم وأرشدوها. جهزوا أنفسكم للدخول إلى الجامعة أو الحوزة وللانطلاق في ميدان العمل والاجتماع في نظام الجمهورية الإسلامية كي تشعوا وتتألقوا كالمصباح المنير. كل مجموعة من الاتحاد الإسلامي، في أي منطقة من البلد، هي متراس وخندق. يجب على التلاميذ أن يتمكنوا من المرابطة في هذا الخندق لصدّ هجوم العدو وإلحاق الهزيمة به. إن هذا خندق ومتراس ثقافي وفكري؛ سلاحه هو سلاح الدين والتدبير والعلم والفكر والثقافة. إذا كان هذا المتراس متينًا محصّنًا، فإن العدو لن ينجح أبدًا: لا في الهجوم الاقتصادي ولا في الهجوم السياسي ولا في الهجوم الأخطر؛ أي الغزو الثقافي. وحتى اليوم، فإن هزائم العدو وإخفاقاته إنما كانت بسبب حضور هؤلاء الشباب المؤمنين والطيبين الواعين في مختلف الميادين. وكذلك سيكون الوضع في المستقبل وسينمو هذا الحضور ويتوسع أكثر يومًا بعد يوم. ليتخذ كل شاب منكم وكل طالب في المدارس قرارًا، بأنّه سيبني نفسه بشكل يغدو معه، حين يدخل الجامعة أو الحوزة أو أي مركز ينتقل إليه، مصباحًا ونورًا يهدي الآخرين وينير طريقهم .
 
ليمتلك كل إنسان الأهلية لاقتداء الآخرين به فكريا وسلوكيا
يقول الله تعالى على لسان المؤمنين: ﴿واجعلنا للمتقين إمامًا[4]. يجب على كل إنسان أن يوجد في نفسه اللياقة والكفاءة، بحيث يقتدي به الآخرون في أي مكان يوجد فيه. فيقوم بإمامتهم، ليس فقط في الصلاة، وإنما يقتدون به في العمل ويقتدون به في الفكر ويقتدون به في السلوك. والحمد لله، فإنّ الأجواء مهيّأة لهذا الأمر. على الرغم من كل العداوات والخبث التي يقوم بها أعداء الداخل والخارج في المجال الثقافي والسياسي في البلاد، بحمد الله، الأجواء دينية وثورية وإسلامية. وهذا ناتج عن نورانيتكم أيها الشباب.

أسأل الله تعالى أن تشملكم عناية  حضرة بقية الله الأعظم (أرواحنا فداه).

ولا أشكّ  أبدًا، بأن الكثير منكم أيها الشباب، هم مورد النظر المقدس لولي العصر (أرواحنا فداه).

أعلم جيدًا أن قلوبكم الطاهرة هي محل توجه ذلك الإنسان العظيم.

إن شاء الله يشملكم ابن فاطمة، ذلك العبد الصالح بدعائه، حيث إنّ دعاء ذلك العظيم مستجاب بحق الجميع.

إن شاء الله  أن تكون الروح الطاهرة لإمامنا العظيم وأرواح الشهداء الطاهرة راضية عنا جميعًا.

والسلام عليكم ورحمة الله بركاته.


[1]  -تم نشر الخطاب رسميا بتاريخ 3/2017
[2]  11 شباط؛ ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
[3]  رئيس الجمهورية الإسلامية محمد علي رجائي ورئيس الوزراء رضا باهنر.
[4] سورة الفرقان، الآية 74.

2017-04-13