يتم التحميل...

الشعب الإيراني يعيش طفرة حركته العلمية بالرغم من التحديات الكثيرة

العلم والتطور

الشعب الإيراني يعيش طفرة حركته العلمية بالرغم من التحديات الكثيرة

عدد الزوار: 13

من كلمة الإمام الخامنئي في ملتقى أساتذة الجامعات في شهر رمضان المبارك 05-09-2010
الشعب الإيراني يعيش طفرة حركته العلمية بالرغم من التحديات الكثيرة

العناوين الرئيسية
البلد يحتاج إلى جهاد علمي
العلم قدرة تحتكره الدول الغربية لدوام هيمنتها
شعبنا أطلق حركته العلمية ويتقدم فيها باستمرار
نحن نتقدم والطريق لا تخلو من تحديات
ضرورة إستناد تنمية التعليم العالي إلى حاجات البلد

البلد يحتاج إلى جهاد علمي

إن الجامعة هي محرّك تطور البلد. ولا شك في هذا أبداً. فلو أن شعباً أراد العزة والاستقلال والاقتدار والثروة فعليه أن يزيد جامعته قوة. ولحسن الحظ فإن هذه النقطة مستقرة في ذهنية مسؤولي البلاد, فالكلّ قد أدرك أن عليه الاهتمام بالجامعة.

إن البلد اليوم بحاجة إلى جهادٍ علمي. وعندما أذكر العلم هنا فإن قصدي هو المعنى العام للعلم وليس العلوم التجريبية فقط. يلزمنا جهادٌ علمي. وسوف نعرض الآن بعض المطالب التي ذكرها الإخوة والأخوات وإذا كان هناك من تعليق فسوف أذكر فيما يلي, ولكن ما يبدو لي كقاسمٍ مشترك بين جميع القضايا ـ حيث أرى نفسي مسؤولاً وملزماً أن أذكرها وأتابعها وأمعن النظر فيها بدقة وحرص وتمحيص، لأرى إلى أين ستصل ـ هو أن البلد بحاجة إلى جهاد علمي.

مفهوم الجهاد
لاحظوا، إن الجهاد له معنىً خاص. الجهاد لا يعني مجرّد السعي. ففي المفهوم الإسلامي يكون الجهاد عبارة عن ذلك السعي مقابل عدو ما أو خصم. فليس كل سعيٍ جهاداً. فجهاد النفس، وجهاد الشيطان، والجهاد في الميدان العسكري هو مواجهة عدو أو مخالف. ونحن اليوم في مجال العلم بحاجة إلى مثل هذا السعي في البلد, نشعر بأن هناك موانع علينا أن نزيلها، وعوائق يجب أن نحطّمها .

العلم قدرة تحتكره الدول الغربية
وفي مجال توفير الإمكانات العلمية يوجد خسة لدى أولئك الذين يمتلكونها ـ وهي الدول المتطورة علمياً ـ وعلينا أن نظهر من أنفسنا في المقابل عزّة ونهضة تحركاً نحو الأفضل. العالم اليوم ورغم تظاهره بالسخاء العلمي هو في منتهى الخسّة من حيث العلم. فالذين تمكّنوا، لعوامل مختلفة، من أن يمتلكوا في فترة ما تطوراً علمياً واعِتلوا مركب التطور وتفوّقوا على غيرهم ـ وهم الدول الغربية المتطورة التي حصلت على ذلك منذ عصر النهضة, وقد كان ذلك في أيدينا يوماً ـ هم احتكاريون, فهم لا يريدون أن تتسع دائرة هذا العلم وهذا الاقتدار, فلهذا يخالفون علم الشعوب, وخصوصاً بعد أن أصبح هذا العلم وسيلة بأيديهم للسياسة.

فالاستعمار ظهر من العلم. والعلم هو الذي مكّنهم وجعلهم مقتدرين, لهذا جالوا العالم واستعمروه, هذا حينما كانت الشعوب تعيش مستقلة. فأين هي بريطانيا وأين هي أندونيسيا؟! فأولئك استطاعوا أن يحتلوا تلك المناطق بواسطة العلم. وعندما صار الاستعمار وليد العلم واعتمدت القوة الدولية والقدرة السياسية على العلم، قالت إنه لا ينبغي لهذا العلم أن يكون بيد الآخرين, وإلا فإنه يهدد هذه القدرة. وها هم اليوم وما زالوا على هذا المنوال. وها إن شعباً يريد ويصمم على الوقوف على قدميه واستخدام طاقاته، ولحسن الحظ فإن هذه المجالات قد تحققت له بطريقة ما ـ وشعبنا هو كذلك ـ ولعل هناك شعوباً أخرى لو أرادت أن تقف على أقدامها في قضية العلم لما استطاعت, لأنه ليس لديهم تلك السابقة التاريخية ولا ذاك الاستعداد المحلي والإقليمي والذاتي. وبلدنا بحمد الله لديه كل هذه الأمور.

فالثورة حصلت، وانبعث التحرّك العظيم وتحقّقت الصحوة والشعور بالاقتدار وبدأت حركة مهمة أثمرت تطوراً وافراً. وعلينا أن نذعن ونعترف بأن هذه الحركة ما زالت في بدايتها. فنحن في بداية الطريق.

شعبنا أطلق حركته العلمية ويتقدم فيها باستمرار
أشار الأصدقاء إلى التخطيط لمئة سنة. بالطبع إنني لا أعتقد بالتخطيط لمئة سنة, لكنني أستحسن هذا التفكير وهذه الروحية التي نشعر معها بأننا ما زلنا نخطو الخطوة الأولى رغم مرور ثلاثين سنة, حتى إذا أردنا أن نخطو عشر خطوات فهذا يعني ثلاثمائة سنة. علينا أن نعلم أننا في خطواتنا الأولى، ويجب أن نعلم أننا نستطيع أن نخطو خطوات أكبر, يجب أن نخلق هذا الشعور. وإنني أعتقد بأنه سيتحقق حتماً, فمثلما أن هذه الحركة العلمية العظيمة وهذه الإبداعات العلمية وهذا الإنتاج العلمي والعبور إلى حدود العلم لم تكن لتخطر على بالنا, وها هي قد طُرحت وقيلت وتوبعت, وها أنتم ترون ثمراتها اليوم، لهذا فإننا نستطيع أن نخطو خطوات أكبر ونستطيع أن ننجز أعمالاً كبرى.

نحن نتقدم والطريق لا تخلو من تحديات
فهناك من يجلس على قلب الطالب الجامعي والأستاذ ليتلو عليه آيات اليأس والإحباط: هذا لا يتحقق، وهذا لا نقدر عليه، وهذا لا فائدة منه. فهؤلاء في الواقع مثل حشرة العث: مخلوقات دنيئة ومخربة ومدمرة. فالبلد يتحرك نحو الأمام بكل يسر. والغرسة قد أصبحت بحمد الله شجرة طيبة: كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. فنحن نتقدم على صعيد جميع المجالات. وبالطبع نواجه تحديات. ولو أراد المرء أن لا يسقط أرضاً فعليه أن لا يسير أبداً. وإذا أردنا التحرك فهناك سقوط وارتطام. ومواجهة التحديات تعد من خصائص حركة أي شعب، وبدونها لا تكون حركة. فبهذا اليسر والثبات يتقدم شعبنا، فيما تجلس جماعة من الناس لنشر اليأس والإحباط. كلا، فواقع الأمر ما ذكره الدكتور هنا. وبالطبع كان يتحدث بخصوص قطاع الطب, والأمر كذلك في القطاعات الأخرى، وقد تحدث أصدقاؤنا عنها. وهنا لاحظت أن بعض المتحدثين ليس لديه اطلاع على بعض الأقسام الأخرى, وأنا مطلع عليها. على سبيل المثال في التكنولوجيا العسكرية هنا إنجازات كثيرة ومدهشة. وما يشاهده المرء في التلفزيون ليس سوى واجهة, والواجهة لا يمكن أن تُظهر حقيقة الأمر وعظمته وتعقيداته. لقد أُنجز الكثير.

ضرورة إستناد تنمية التعليم العالي إلى حاجات البلد
النقطة الأخرى هي أن تكون التنمية في مجال التعليم العالي متوجهة نحو الأهداف. وعلى مسؤولي التعليم العالي اجتناب التنمية غير الهادفة بشدة. لأن فيها إهداراً للمال وإهداراً للموارد البشرية.

وعلينا أن ننظر إلى ما نحتاج إليه وما هو الهدف وإلى أين نريد أن نصل, وعلى أساس ذلك تكون تنمية وتطوير البيئة المتعلقة بالتعليم العالي، فنسير على هذا الأساس نحو أهدافنا. وبرأيي فإن هذه القضية حساسة جداً ومهمة. ويجب إحصاء الحاجات الأساس للبلد في مجال العلوم والتكنولوجيا وكذلك في مجال العلوم الإنسانية والقيام بوضع الخطط على أساسها, فنكون على علم بالعدد المطلوب من الجامعيين والجامعات وما هي الفروع المطلوبة، وما هي المستويات اللازمة فيها.

2017-02-24