يتم التحميل...

معنى التوبة

الحج

والجواب من إمام المتّقين عليّ عليه السلام إذ يقول: "التوبة ندم بالقلب، واستغفار باللّسان، وترك الجوارح، وإضمارُ أن لا يعود"

عدد الزوار: 23

التوبة هي العلاج، فما هو معناها؟

والجواب من إمام المتّقين عليّ عليه السلام إذ يقول: "التوبة ندم بالقلب، واستغفار باللّسان، وترك الجوارح، وإضمارُ أن لا يعود"1.

فلِكي يتوب الإنسان إلى الله لا بدّ أن يحقّق أربعة أركان:
الأوّل: أن يشعر بالندم من صميم قلبه.
الثاني: أن يحرِّك لسانه ليتفاعل مع قلبه بحركة الاستغفار فيقول: (استغفر الله ربّي وأتوب إليه).
الثالث: أن يترك الحرام الذي سوَّد قلبه.
الرابع: أن يصمِّم تصميماً جادّاً وحازماً على أنّه لن يعود إلى الآثام والمعاصي، بل سيحافظ على طهارة القلب ونقائه.

هل يقبل الله توبة عبده؟

تُرى هل يستحقُّ العبد المذنب من الله قبولَ التوبة؟
الجواب بلغة العدل: كلّا.

لكنّ لغة الرحمة الإلهيّة تغلب لغة العدل وتفاجئنا لا في قبول التوبة فحسب، بل في رفع مقام التائب إلى الله إلى مرتبة المحبّة، إذ يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ2.

فرحة الربّ بتوبة العبد

وأخبرنا أهل العِصْمة عليهم السلام عن فرحة الله بتوبة عبده.
فعن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "الله أشدّ فرحاً بتوبة عبده من العقيم الوالد، ومن الضالّ الواجد، ومن الظمآن الوارد"3.
وعن الإمام الباقر عليه السلام: "إنّ الله أشدُّ فرحاً بتوبة عبده من رجل أضلَّ راحلتَه في ليلة ظلماءَ فوجدها"4.

باب التوبة

وفتح الله باب التوبة لأحبائه بأوسع ما يمكن أن يُتَصَوَّر، فعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من تاب قَبْل موته بسنة قَبِل الله توبته، ثم قال: إنّ السنة لكثيرة، من تاب قبل موته بشهر قَبِل الله توبته، ثمّ قال: إنّ الشهر لكثير، من تاب قبل موته بجمعة قبِل الله توبته، ثمّ قال: إنّ الجمعة لكثير، من تاب قبل موته بيوم قبل الله توبته، ثمّ قال: إنّ اليوم لكثير، من تاب قبل أن يُعايِنَ قبل الله توبته"5.

ومعنى التوبة قبل المعاينة أي قبل معاينة الموت، قبل أن يعرف الإنسان أنّه سيموت وإلاّ فلا تنفعه التوبة، بل يكون مصيره كمصير فرعون حين أعلن إيمانه بربّ موسى وهارون بعد أن أحاطت به أمواج
البحر.

* كتاب كيف ترجع كما ولدتك أمك؟، سماحة الشيخ أكرم بركات.


1-  آمدي، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص194.
2-  سورة البقرة، الآية: 222.
3-  الريشهري، ميزان الحكمة، ج1، ص54.
4-  الكليني، أصول الكافي، تعليق الغفاري، منشورات دار الأضواء، بيروت، ج2، ص435.
5-  الكليني، أصول الكافي، ج2، ص235.

2016-09-11