يتم التحميل...

أول ما ظهر من حكم لقمان

وصايا لقمان الحكيم

بيان التنزيل لابن شهرآشوب: قال: أول ما ظهر من حكم لقمان أن تاجرا سكر وخاطر نديمه أن يشرب ماء البحر كله وإلا سلم إليه ماله وأهله، فلما أصبح وصحا ندم وجعل صاحبه يطالبه بذلك، فقال لقمان:

عدد الزوار: 14

بيان التنزيل لابن شهرآشوب: قال: أول ما ظهر من حكم لقمان أن تاجرا سكر وخاطر نديمه أن يشرب ماء البحر كله وإلا سلم إليه ماله وأهله، فلما أصبح وصحا ندم وجعل صاحبه يطالبه بذلك، فقال لقمان: أنا أخلصك بشرط أن لا تعود إلى مثله. قل: أأشرب الماء الذي كان فيه وقتئذ فأتني به، أو أشرب ماءه الآن فسد أفواهه لأشربه، أو أشرب الماء الذي يأتي به فاصبر حتى يأتي، فأمسك صاحبه عنه.

كتاب فتح الأبواب للسيد ابن طاوس قال: روي أن لقمان الحكيم قال لولده في وصيته: لا تعلق قلبك برضى الناس ومدحهم وذمهم فإن ذلك لا يحصل ولو بالغ الانسان في تحصيله بغاية قدرته، فقال ولده: ما معناه ؟ أحب أن أرى لذلك مثالا أو فعالا أو مقالا، فقال له: أخرج أنا وأنت، فخرجا ومعهما بهيمة فركبه لقمان وترك ولده يمشي وراءه، فاجتازوا على قوم فقالوا: هذا شيخ قاسي القلب، قليل الرحمة، يركب هو الدابة وهو أقوى من هذا الصبي، ويترك هذا الصبي يمشي وراءه، وإن هذا بئس التدبير ! فقال لولده: سمعت قولهم وإنكارهم لركوبي ومشيك ؟ فقال: نعم، فقال: اركب أنت يا ولدي حتى أمشي أنا، فركب ولده ومشى لقمان، فاجتازوا على جماعة أخرى فقالوا: هذا بئس الوالد وهذا بئس الولد، أما أبوه فإنه ما أدب هذا الصبي حتى يركب الدابة ويترك والده يمشي وراءه، والوالد أحق بالاحترام والركوب، وأما الولد فإنه عق والده بهذه الحال، فكلاهما أساءا في الفعال ! فقال لقمان لولده: سمعت ؟ فقال: نعم، فقال: نركب معا الدابة، فركبا معا فاجتازا على جماعة فقالوا: ما في قلب هذين الراكبين رحمة، ولا عندهم من الله خير، يركبان معا الدابة يقطعان ظهرها و يحملانها مالا تطيق، لو كان قد ركب واحد ومشى واحد كان أصلح وأجود، فقال: سمعت ؟ فقال: نعم، فقال: هات حتى نترك الدابة تمشي خالية من ركوبنا، فساقا الدابة بين أيديهما وهما يمشيان فاجتازا على جماعة فقالوا: هذا عجيب من هذين الشخصين، يتركان دابة فارغة تمشي بغير راكب ويمشيان ! وذموهما على ذلك كما ذموهما على كل ما كان، فقال لولده: ترى في تحصيل رضاهم حيلة لمحتال ؟ فلا تلتفت إليهم، واشتغل برضى الله جل جلاله، ففيه شغل شاغل، وسعادة وإقبال في الدنيا ويوم الحساب والسؤال.


* بحار الأنوار / العلامة المجلسي ج13_ قصص لقمان.
 

2015-12-20