يتم التحميل...

متكلّمو الشيعة 1

علم الكلام

أئمّة الشيعة وأتباعهم في القرنين الأوّلين:لقد شغلت المسائل الكلاميّة مفكري المسلمين في القرنين الأوّلين. ولكن قام الأئمّة عليهم السلام بالردّ على الشبهات المطروحة، والدفاع عن العقيدة ومسائلها.فهم رغم إقصائهم عن مناصبهم

عدد الزوار: 31

متكلّمو الشيعة عبر القرون
أئمّة الشيعة وأتباعهم في القرنين الأوّلين:لقد شغلت المسائل الكلاميّة مفكري المسلمين في القرنين الأوّلين. ولكن قام الأئمّة عليهم السلام بالردّ على الشبهات المطروحة، والدفاع عن العقيدة ومسائلها.فهم رغم إقصائهم عن مناصبهم، إلّا أنّهم كانوا المرجع للمسلمين قاطبة، حتّى الحكّام والخلفاء اعترفوا بفضلهم وبكونهم المراجع العليا في ما يخصّ العقيدة والأحكام وسائر الأمور.

والمتتبّع لكلمات الأئمّة عليهم السلام وخطبهم ومواقفهم يجد الكثير من المواقف.وما يهمّنا هنا المسائل العقائديّة، التي كانوا المرجع فيها، وكانوا يبدون الموقف الحق وفصل الخطاب؛ ونهج البلاغة مليء بالكلمات التي يتعرّض فيها لمسائل الإلهيّات 1، ومن مواقف الأئمّة نذكر رسالة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام إلى الحسن البصريّ الذي كتب إلى الإمام عليه السلام يسأله: " أمّا بعد فإنّكم معشر بني هاشم، الفلك الجارية في اللّجج الغامرة، والأعلام النيّـرة الشاهرة، أو كسفينة نوح عليه السلام التي نزلها المؤمنون، ونجا فيها المسلمون، كتبت إليك يا ابن رسول الله عند اختلافنا في القدر وحيرتنا في الاستطاعة، فأخبرنا بالذي عليه رأيك ورأي آبائك عليهم السلام ، فإنّ من عِلْم الله علّمكم، وأنتم شهداء على الناس والله الشاهد عليكم ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ2.

فأجابه الإمام الحسن عليه السلام : "بسم الله الرحمن الرحيم، وصل إليّ كتابك، ولولا ما ذكرته من حيرتك وحيرة من مضى قبلك إذاً ما أخبرتك، أمّا بعد: فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشرّه وأنّ الله يعلمه فقد كفر. ومن أحال المعاصي على الله فقد فجر. إنّ الله لم يُطَعْ مكرهاً، ولم يُعْصَ مغلوباً، ولم يهمل العباد سدى من المملكة، بل هو المالك لما ملّكهم والقادر على ما عليه أقدرهم، بل أمرهم تخييراً، ونهاهم تحذيراً، فإن ائتمروا بالطاعة لم يجدوا عنها صادّاً، وإن انتهوا إلى معصية فشاء أن يمنّ عليهم بأن يحول بينهم وبينها، فعل، وإن لم يفعل فليس هو الذي حملهم عليها جبراً، ولا أُلزموها كرهاً، بل منَّ عليهم بأن بصَّـرهم وعرّفهم وحذّرهم وأمرهم ونهاهم، لا جَبْلاً لهم على ما أمرهم به فيكونوا كالملائكة، ولا جبراً لهم على ما نهاهم عنه، ولله الحجة البالغة، فلو شاء لهداكم أجمعين، والسلام على من اتّبع الهدى"3.

وكذلك جواب الإمام الحسين عليه السلام لنافع بن الأزرق الذي يعدّ من رؤوس الخوارج حيث كان يسأل عن الإله الذي يُعبد4.
وممّا استخدمه الإمام السجاد عليه السلام في نشر المعارف الحقّة أسلوب الدعاء. وكان يذكر في طيّات أدعيته مطالب عقائديّة عالية، كانت الشبه تدور حولها.
فقد روى الشيخ المفيد أنّ عليّ بن الحسين عليه السلام كان في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم إذ سمع قوماً يشبّهون الله بخلقه، ففزع لذلك وارتاع له، ونهض حتّى أتى قبر رسول الله، فوقف عنده، ورفع صوته يناجي ربّه، فقال في مناجاته له:"إلهي بدت قدرتك ولم تبد هيئة فجهلوك، وقدّروك بالتقدير على غير ما به أنت ، شبهوك وأنا بريء يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك، ليس كمثلك شيءٌ، إلهي ولم يدركوك، وظاهر ما بهم من نعمة دليلهم عليك لو عرفوك، وفي خلقك يا إلهي مندوحةٌ أن يناولوك، بل سوّوك بخلقك فمن ثم لم يعرفوك، واتخذوا بعض آياتك ربا فبذلك وصفوك، فتعاليت يا إلهي عمّا به المشبّهون نعتوك"5.

بعض أصحاب الأئمّة عليهم السلام في القرن الأوّل
كان هذا دور أئمّة الشيعة الأربعة في القرن الأوّل. وقد تربّى في مدرستهم رجال ذبّوا عن حياض العقيدة، بكلّ ما يملكون من حول وقوّة، وكانت لهم مواقف حسّاسة وبارزة لا سيما في مسألة الخلافة وانتزاعها من عليّ عليه السلام ، وإن لم يصدق على بعضهم أنّهم متكلّمون بالمعنى المصطلح، نذكر منهم:

1 ـ سلمان الفارسيّ: فأبرز ما كان له في هذا الصدد خطبته المطوّلة في الناس التي ينقلها صاحب البحار، قال فيها: "... أما والله لو ولّيتموهما عليّاً لأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم، فابشروا بالبلاء، واقنطوا من الرخاء، ونابذتكم على سواء وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء..."6.

2 ـ أبو ذرّ الغفاريّ: وقد كانت شهادته، في الربذة تلك الصحراء القاحلة،جرّاء مواقفه المشهودة بعد رحيل النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله ، وأبرزها أنّه أخذ بحلقة باب الكعبة ونادى بأعلى صوته: "أنا جندب بن جنادة لمن عرفني، وأبو ذر لمن لم يعرفني، إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من قاتلني في الأولى وقاتل أهل بيتي في الثانية، فهو من شيعة الدجال. إنما مثل أهل بيتي في أمتي كمثل سفينة نوح في لجة البحر، من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق. ألا هل بلغت، ألا هل بلغت ؟ قالها ثلاثاً"7.

3 ـ عبد الله بن عباس: حبر الأُمّة وعالم الشريعة، تلميذ الوصيّ عليه السلام المعروف بحجاجه ومناظراته مع الخوارج وغيرهم. وقد حفلت كتب التفسير بآرائه وأفكاره في العقائد والتفسير.

4 ـ حجر بن عدي الكنديّ: من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام . يصفه الإمام أبو عبد الله الحسين بن علي عليه السلام بقوله مندّداً بعمل معاوية، حيث قتله بشهادةٍ مزوّرةٍ حاكها زياد بن أبيه: "ألست القاتل حجراً أخا كندة، والمصلّين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع، ولا يخافون في الله لومة لائمٍ، قتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلّظة والمواثيق المؤكّدة؟"8 وقد استشهد في مرج عذراء عام 51 هـ.

5 ـ كميل بن زياد النخعيّ: "لمّا ولي الحجاج طلب كميل بن زياد فهرب منه، فحرم قومه عطاءهم، فلما رأى كميل ذلك قال: أنا شيخٌ كبيرٌ قد نفد عمري، لا ينبغي أن أحرم قومي عطياتهم، فخرج فدفع بيده إلى الحجاج، فلما رآه قال له: لقد كنت أحبّ أن أجد عليك سبيلاً، فقال له كميل: لا تصرف عليّ أنيابك ولا تهدم عليّ، فوالله ما بقي من عمري إلّا مثل كواسل الغبار، فاقضِ ما أنت قاضٍ فإنّ الموعد الله وبعد القتل الحساب، ولقد خبّرني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنّك قاتلي، قال: فقال له الحجاج: الحجة عليك إذن، فقال كميل: ذاك إن كان القضاء إليك، قال: بلى، قد كنت فيمن قتل عثمان بن عفان، اضربوا عنقه، فضربت عنقه"9.

6 ـ الأصبغ بن نباتة: "من خاصّة أمير المؤمنين وعمّر بعده. روى عنه عليه السلام عهد الأشتر ووصيّته إلى محمّد ابنه"10. "وكان الأصبغ كثير الرواية، متقناً في حديثه، من كبار التابعين. وكان أكثر رواياته عن أمير المؤمنين عليه السلام . وقد روى عن الصحابة، عن النبيّ صلى الله عليه وآله فضائل عليّ عليه السلام . وله رواياتٌ كثيرةٌ في فنون العلم: أبواب الفقه والتفسير والحكم وسائر الأبواب، ورواياتٌ في فضل أمير المؤمنين عليه السلام وفضل وليّه وشيعته، كما في اختصاص المفيد، وغيره"11.

7 ـ زيد بن صوحان العبدي: عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قائلاً: "كان من الأبدال، وقد وردت في فضله رواياتٌ عديدةٌ، قيل: إنّه لم يروِ عن النبي صلى الله عليه وآله ، وإنّما رواياته عن أمير المؤمنين عليه السلام . استشهد في معركة الجمل سنة 36 هجرية"12.

"كتبت عائشة من البصرة إلى زيد بن صوحان: من عائشة زوج النبيّ إلى ابنها زيد بن صوحان الخالص أمّا بعد إذا أتاك كتابي هذا فاجلس في بيتك وخذّل الناس عن عليّ بن أبي طالب حتّى يأتيك أمري. فلما قرأ زيد كتابها قال: أُمرتِ بأمرٍ وأُمرنا بغيره، فركبتِ ما أُمرنا به، وأمرتنا نركب ما أُمِرت هي به؛ أُمِرت أن تقرّ في بيتها، وأُمرنا أن نقاتل حتّى لا تكون فتنة، والسلام"13.

8 ـ صعصعة بن صوحان العبديّ: "أخو زيد الخير ...، ذكر في معاجم الصحابة. قال أبو عمر: كان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله لم يلقه ولم يره. كان سيداً فصيحاً خطيباً ديّناً. .... وقال عقيل بن عليّ بن أبي طالب لمعاوية في حديث: أمّا صعصعة فعظيم الشأن، عضب اللسان، قائد فرسان، قاتل أقران، يرتق ما فتق، ويفتق ما رتق، قليل النظير. وقال ابن الأثير: كان سيداً من سادات قومه عبد القيس، وكان فصيحاً خطيباً لسناً ديّناً فاضلاً يعد في أصحاب علي رضي الله عنه. له مع عثمان محاورة .... ومواقفه مع معاوية ذكرت جملة منها في مروج الذهب، وتاريخ ابن عساكر"14.

ويذكر في هذين القرنين عدد من رجالات العقيدة، الذين انتهجوا نهج أهل البيت عليهم السلام ، ولم يحيدوا عنه، ودافعوا عنه، ولم تأخذهم في الله لومة لائم، نذكر منهم:
ـ سعيد بن جبير، قنبر مولى أمير المؤمنين عليه السلام ، ميثم التمّار، ومالك الأشتر.

بعض متكلّمي الشيعة في القرن الثاني:
1 ـ زرارة بن أعين: "وهو مولى بني عبد الله …شيخ أصحابنا في زمانه، ومتقدّمهم. وكان قارئاً فقيهاً متكلّماً شاعراً، أديباً، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين، صادقاً في ما يرويه. قال أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه: رأيت له كتاباً في الاستطاعة والجبر15. وقال ابن النديم: وزرارة أكبر رجال الشيعة فقهاً وحديثا، ومعرفةً بالكلام والتشيع"16. وهو من الشخصيّات البارزة للشيعة التي اجتمعت العصابة على تصديقهم، وهو غنيّ عن التعريف والتوصيف.

2 ـ محمّد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة البجليّ: قال النجاشيّ: "مولى، الأحول أبو جعفر كوفيّ، صيرفيّ، يلقب مؤمن الطاق و صاحب الطاق ويلقبه المخالفون شيطان الطاق ...، فأمّا منزلته في العلم وحسن الخاطر، فأشهر وقد نسب إليه أشياء لم تثبت عندنا وله كتاب افعل لا تفعل ،... وله كتاب الاحتجاج في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، وكتاب كلامه على الخوارج، وكتاب مجالسه مع أبي حنيفة والمرجئة"17. وقال ابن النديم: "وكان متكلّماً حاذقاً، وله من الكتب كتاب الإمامة، كتاب المعرفة، كتاب الردّ على المعتزلة في إمامة المفضول، كتاب في أمر طلحة والزبير وعائشة"18.

3 ـ هشام بن الحكم: قال ابن النديم: "هو من متكلّمي الشيعة الإمامية وبطائنهم، وممّن دعا له الصادق عليه السلام فقال: أقول لك ما قال رسول الله لحسّان: لا تزال مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك . وهو الذي فتق الكلام في الإمامة، وهذّب المذهب، وسهّل طريق الحجاج فيه، وكان حاذقاً بصناعة الكلام، حاضر الجواب"19.

يقول الشهرستاني: "وهذا هشام بن الحكم، صاحب غور في الأُصول أي الكلام لا ينبغي أن يغفل عن إلزاماته على المعتزلة، فإنّ الرجل وراء ما يلزم به على الخصم، ودون ما يظهره من التشبيه وذلك أنّه ألزم العلاّف ..."20.

وقال النجاشي: "هشام بن الحكم، أبو محمّد مولى كندة، وكان ينزل بني شيبان بالكوفة، انتقل إلى بغداد سنة 199هـ، ويقال إنّ في هذه السنة مات، له كتاب يرويه جماعة ثم ذكر أسماء كتبه نذكر منها:

1. علل التحريم 2. الإمامة 3.الدلالة على حدوث الأجسام 4 . الردّ على الزنادقة. 5. الردّ على أصحاب الاثنين 6.الردّ على هشام الجواليقي 7. الردّ على أصحاب الطبائع. 8 . الشيخ والغلام في التوحيد. 9. التدبير في الإمامة. 10. إمامة المفضول.11. الوصيّة والردّ على منكريها. 12. اختلاف الناس في الإمامة. 13. الجبر والقدر. 14. الحكمين. 15. الردّ على المعتزلة وطلحة والزبير. 16.القدر. 17. الردّ على المعتزلة. 18. الردّ على أرسطاطاليس في التوحيد.19.المجالس في التوحيد. 20 .المجالس في الإمامة"21.

يقول عنه أحمد أمين: "أكبر شخصية شيعيّة في الكلام، ... وكان جدلاً قويّ الحجّة، ناظر المعتزلة وناظروه، ونقلت له في كتب الأدب مناظرات كثيرة متفرّقة تدلّ على حضور بديهته وقوّة حججه"22.

4 ـ قيس بن الماصر:أحد أعلام المتكلّمين، تعلّم الكلام من عليّ بن الحسين عليه السلام .

5 ـ عيسى بن روضة حاجب المنصور: كان متكلّماً، جيّد الكلام، وله كتاب في الإمامة.

6 ـ الضحّاك، أبو مالك الحضرميّ: "كوفيّ، عربيّ، أدرك أبا عبد الله عليه السلام ، وقال قوم من أصحابنا: روى عنه، وقال آخرون: لم يرو عنه، روى عن أبي الحسن، وكان متكلّماً، ثقة ثقة في الحديث، وله كتاب في التوحيد رواه عنه علي بن الحسن الطاطريّ"23. وقال ابن النديم: "من متكلّمي الشيعة، وله مع أبي عليّ الجبائي مجلس في الإمامة وتثبيتها بحضرة أبي محمّد القاسم بن محمّد الكرخي، وله من الكتب: كتاب الإمامة، نقض الإمامة على أبي عليّ ولم يتمّه"24.

7 ـ عليّ بن الحسن بن محمّد الطائيّ: "المعروف بـ الطاطريّ كان فقيهاً، ثقةً في حديثه، له كتب، منها: التوحيد، الإمامة، الفطرة، المعرفة، الولاية 25 وغيرها. وعدّه ابن النديم من متكلّمي الإمامية وقال: ومن القدماء الطاطريّ وكان شيعيّاً ... وتنقّل في التشيّع، وله من الكتب كتاب الإمامة حسن" 26.

8 ـ الحسن بن عليّ بن يقطين بن موسى: "مولى بني هاشم، وقيل مولى بني أسد، كان فقيهاً متكلّماً، روى عن أبي الحسن والرض عليهم السلام ، وله كتاب مسائل أبي الحسن موسى27عليه السلام . وبما أنّ أبا الحسن الأوّل توفي عام 183هـ، والثاني توفي عام 203هـ، فالرجل من متكلّمي القرن الثاني وأوائل القرن الثالث وهو الذي سأل الإمام الرضا عليه السلام بأنّه لا يقدر على لقائه في كلّ وقتٍ، "فعمّن يأخذ معالم دينه؟ فأجاب الإمام عليه السلام : خذ عن يونس بن عبد الرحمن"28.

9 ـ حديد بن حكيم: "أبو علي الأزدي المدائنيّ، ثقة، وجه، متكلّم، روى عن أبي عبد الله، وأبي الحسن عليهم السلام ، له كتابٌ يرويه محمّد بن خالد"29. وبما أنّه من تلاميذ الصادق والكاظم عليهم السلام فالرجل من متكلّمي الشيعة في القرن الثاني.

10 ـ فضال بن الحسن بن فضال: وهو من متكلّمي عصر الصادق عليه السلام ، وذكر الطبرسيّ في احتجاجه مناظرتَه مع أبي حنيفة، فلاحظ.

وما ذكرناه نماذج من مشاهير المتكلّمين في عصر الصادقين والكاظم عليهم السلام ، وهناك من لم نذكرهم ولهم مناظراتٌ احتفلت بها الكتب التاريخيّة والكلاميّة، كحمران بن أعين الشيبانيّ، وهشام بن سالم الجواليقيّ، والسيّد الحميري، والكُميت الأسديّ.

بعض متكلّمي الشيعة في القرن الثالث
1 ـ الفضل بن شاذان بن الخليل، أبو محمّد الأزديّ النيشابوريّ: كان أبوه من أصحاب يونس، وروى عن أبي جعفر الثاني وقيل الرض عليهم السلام ، وكان ثقةً، أحد أصحابنا الفقهاء، والمتكلّمين، وله جلالة في هذه الطائفة، وهو في قدره أشهر من أن نصفه، وذكر الكنجي أنّه صنّف مائة وثمانين كتاباً، وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الهادي والعسكريّ عليهم السلام ، وقد توفي عام 260 هـ، وقد ذكر النجاشي فهرست كتبه، نقتبس منه ما يلي: النقض على الإسكافيّ في تقوية الجسم، الوعيد، الردّ على أهل التعطيل، الإستطاعة، الإيمان، الردّ على الثنوية، إثبات الرجعة، الردّ على الغالية المحمّديّة، تبيان أصل الضلالة، الردّ على محمّد بن كرام، التوحيد في كتاب الله، الردّ على أحمد بن الحسين، الردّ على الأصمّ، كتاب في الوعد والوعيد آخر، الردّ على بيان إيمان ابن رباب الخارجيّّ ، محنة الإسلام، أربع مسائل في الإمامة، الردّ على المنّانية، الردّ على المرجئة، الردّ على القرامطة، الردّ على البائسة، اللطيف، القائم عليه السلام ، كتاب الإمامة الكبير، فضل أمير المؤمنين عليه السلام ، معرفة الهدى والضلالة، الخصال في الإمامة، الردّ على الحشويّة، الردّ على الحسن البصري في التفضيل، النسبة بين الجبرية والبترية 30.

ـ حكم بن هشام بن الحكم: "أبو محمّد، مولى كندة، سكن البصرة، وكان مشهوراً بالكلام، كلّم الناس، وحكي عنه مجالس كثيرة، ذكر بعض أصحابنا أنّه رأى له كتاباً في الإمامة" 31. توفّـي والده عام 200 أو 199هـ ، فهو من متكلّمي أواخر القرن الثاني، وأوائل القرن الثالث.

3 ـ داود بن أسد بن أعفر: "أبو الأحوص البصري رحمه الله شيخ جليل، فقيه متكلّم، من أصحاب الحديث، ثقة ثقة، وأبوه من شيوخ أصحاب الحديث الثقات، له كتب منها كتاب في الإمامة على سائر من خالفه من الأُمم، والآخر مجرّد الدلائل والبراهين"32. وذكره الشيخ الطوسي في الفهرست في باب الكنى فقال:"إنّه من جملة متكلّمي الإماميّة، لقيه الحسن بن موسى النوبختي، وأخذ عنه، واجتمع معه في الحائر على ساكنه السلام"33. وكان ورد للزيارة فبما أنّه من مشايخ الحسن بن موسى النوبختي المعاصر للجبائي ت 303هـ فهو من متكلّمي القرن الثالث.

4 ـ محمّد بن عبد الله بن مملك الاصبهانيّ: "أصله من جرجان، وسكن أصبهان، جليل في أصحابنا، عظيم القدر والمنزلة. كان معتزليّاً ورجع على يد عبد الرحمن بن أحمد بن جبرويه رحمه الله ، له كتب منها: كتاب الجامع في سائر أبواب الكلام الكبير، وكتاب المسائل والجوابات في الإمامة، كتاب مواليد الأئمّة عليهم السلام ، كتاب مجالسه مع أبي علي الجبائيّ 235 ـ 303 هـ "34.

5 ـ ثبيت بن محمّد، أبو محمّد العسكريّ: "صاحب أبي عيسى الورّاق محمّد بن هارون متكلّم حاذق، من أصحابنا العسكريّين، وكان أيضاً له اطّلاع بالحديث والرواية، والفقه، له كتاب توليدات بني أُميّة في الحديث، وذكر الأحاديث الموضوعة، وله الكتاب الذي يعزى إلى أبي عيسى الوراق في نقض العثمانيّة له، ودلائل الأئمّة عليهم السلام " 35.

6 ـ إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن هلال المخزوميّ: "أبو محمّد، أحد أصحابنا، ثقة فيما يرويه، قدم العراق، وسمع أصحابنا منه، مثل أيوب بن نوح، والحسن بن معاوية، ومحمّد بن الحسين، وعلي بن حسن بن فضّال، له كتاب التوحيد، كتاب المعرفة، كتاب الإمامة"36.

7 ـ محمّد بن هارون: "أبو عيسى الورّاق. له كتاب الإمامة، وكتاب السقيفة، وكتاب الحكم على سورة لم يكن، وكتاب اختلاف الشيعة والمقالات"37. وكانت وفاته سنة 247هـ.

8 ـ إبراهيم بن سليمان بن أبي داحة المزنيّ: "أبو إسحاق،كان وجه أصحابنا البصريّين في الفقه والكلام والأدب والشعر، والجاحظ يحكي عنه"38.

9 ـ محمّد بن الخليل السكاك: "بغداديّ يعمل السكك، صاحب هشام بن الحكم وتلميذه أخذ عنه، له كتب منها: كتاب الإمامة، وكتاب سمّاه التوحيد وهو تشبيه وقد نقض عليه" 39.

10 ـ الحسين بن اشكيب: "قال الكشي في رجال أبي محمّد الحسين بن اشكيب المروزيّ المقيم بسمرقند وكش عالم متكلّم مؤلف للكتب"40. من أصحاب أبي الحسن، وله من الكتب: كتاب الردّ على من زعم أنّ النبي كان على دين قومه، والردّ على الزيديّة.

11 ـ عبد الرحمن بن أحمد بن جبرويه: "أبو محمّد العسكريّ متكلّم من أصحابنا، حسن التصنيف، جيّد الكلام، وعلى يده رجع محمّد بن عبد الله بن مملك الأصبهاني عن مذهب المعتزلة إلى القول بالإمامة، وقد كلّم عباد بن سليمان ومن كان في طبقته، وقع إلينا من كتبه: كتاب الكامل في الإمامة، كتاب حسن"41.

12 ـ علي بن منصور: "أبو الحسن، كوفيّ سكن بغداد، متكلّم من أصحاب هشام، له كتب، منها: كتاب التدبير في التوحيد والإمامة"42.

13 ـ علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم بن يحيى التمّـار: "أبو الحسن، مولى بني أسد، كوفيّ، سكن البصرة، وكان من وجوه المتكلّمين من أصحابنا، كلّم أبا الهذيل 135 ـ 235 هـ والنظام 160 ـ 231هـ . له مجالس وكتب منها: كتاب الإمامة، كتاب مجالس هشام بن الحكم، وكتاب المتعة"43.

* علم الكلام, سلسلة مداخل العلوم , نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


1-لاحظ مثلا إجابته عن القضاء والقدر, بعد أن سأله شيخ عنهما:الصدوق ت:381ه: التوحيد/تصحيح وتعليق: هاشم الحسيني الطهراني,منشورات: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية-قم المقدسة ص381.ونهيه عن الخوض الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: نهج البلاغة/ شرح محمد عبده/ دار الذخائر, قم-إيران, ط.الاولى1412ه/ ج4 ص69.
2-آل عمران:34.
3-الحراني-ابن شعبة-الوفاة: ق4/تحف العقول/مؤسسة النشر الاسلامية التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة, ط.الثانية 1404ه ص231.
4-ابن عساكر ت:571ه: تاريخ مدينة دمشق/تحقيق:علي شيري/منشورات دار المفيد للطباعة والنشر,بيروت-لبنان,ط. 1415ه ج14 ص183و184.
5-الصدوق ت:381ه: التوحيد/تصحيح وتعليق: هاشم الحسيني الطهراني,منشورات: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية-قم المقدسة ص153.
6-المجلسي ت:1111ه: بحار الانوار/تحقيق: إبراهيم الميانجي, محمد الباقر البهبودي/ منشورات مؤسسة الوفاء,بيروت-لبنان,ط.الثانية1983 م.ج22 ص387 وج29 ص79.
7-الطوسي ت:460ه: الأمالي/منشورات:دار الثقافةللطباعة والنشر والتوزيع-قم,ط.1414ه ص459.
8-المجلسي ت:1111ه: بحار الانوار/تحقيق: إبراهيم الميانجي, محمد الباقر البهبودي/ منشورات مؤسسة الوفاء,بيروت-لبنان,ط.الثانية1983 م.ج44 ص213.
9-المفيد ت413ه: الإرشاد/تحقيق:مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث, منشورات:دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع,بيروت-لبنان,ط. الثانية 1414ه.ج1 ص327.
10-النجاسي ت:450ه: رجال النجاسي/مؤسسة النشر الاسلامية التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة, ط.الخامسة1416ه,الرقم5ص8.
11-الأبطحي-محمد علي: تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي/مطبعة فارس ط.الثانية1417ه,ج1ص201.
12-الطوسي ت:460ه:الخلاف/تحقيق:علي الخراساني,جواد الشهرستاني,مهدي نجف,منشورات: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية-قم المقدسة,ط.1409ه.ج2ص267.
13-المجلسي ت:1111ه: بحار الانوار/تحقيق: إبراهيم الميانجي, محمد الباقر البهبودي/ منشورات مؤسسة الوفاء,بيروت-لبنان,ط.الثانية1983 م.ج32 ص125.
14-الأميني ت:1392ه:الغدير/ منشورات: دار الكتاب العربي-بيروت-لبنان,ط.الثالثة1387ه, ج9 ص43.
15-النجاسي ت:450ه: رجال النجاسي/مؤسسة النشر الاسلامية التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة-ايران, ط.الخامسة1416ه,الرقم463ص175.
16-ابن النديم ت:438ه/ فهرست ابن النديم/ تحقيق تجدد-رضا/ طهران,ص276.
17-النجاسي ت:450ه: رجال النجاسي/مؤسسة النشر الاسلامية التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة-ايران, ط.الخامسة1416ه,الرقم886ص325.
18-ابن النديم ت:438ه/ فهرست ابن النديم/ تحقيق تجدد-رضا/ طهران,ص224.
19-م.ن.ص224.
20-الشهرستاني ت:548: الملل والنحل/تحقيق:محمد سيد كيلاني/منشورات: دار المعرفة,بيروت-لبنان/ج1 ص185.
21-النجاسي ت:450ه: رجال النجاسي/مؤسسة النشر الاسلامية التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة-ايران, ط.الخامسة1414ه /الرقم1164ص433.
22-أمين-أحمد:ضحى الإسلام ج3ص268/نقلا عن عبد الله نعمة: هشام بن الحكم/منشورات:دار الفكر اللبناني,ط.الثانية1985م. ص75.
23-النجاسي ت:450ه: رجال النجاسي/مؤسسة النشر الاسلامية التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة-ايران, ط.الخامسة1414ه /الرقم546ص205.
24-ابن النديم ت:438ه/ فهرست ابن النديم/ تحقيق تجدد-رضا/ طهران,ص226.
25-لاحظ:النجاسي ت:450ه: رجال النجاسي/مؤسسة النشر الاسلامية التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة-ايران, ط.الخامسة1414ه /الرقم667ص255.
26-ابن النديم ت:438ه/ فهرست ابن النديم/ تحقيق تجدد-رضا/ طهران,ص226.
27-النجاسي ت:450ه: رجال النجاسي/مؤسسة النشر الاسلامية التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة-ايران, ط.الخامسة1414ه /الرقم91ص45.
28--الحر العاملي ت1104ه:امل الآمل/مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث, قم-إيران,ط.الثانية1414ه./باب11:وجوب الرجوع في القضاء والفتوى إلى رواة الحديث,ج18.الحديث34,ص107.
29-النجاسي ت:450ه: رجال النجاسي/مؤسسة النشر الاسلامية التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة-ايران, ط.الخامسة1414ه /الرقم385ص148.
30-النجاسي ت:450ه: رجال النجاسي/مؤسسة النشر الاسلامية التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة-ايران, ط.الخامسة1414ه /الرقم840ص306.
31-م.ن.الرقم 351 ص136.
32-م.ن.الرقم 414 ص157.
33-الطوسي ت:460ه:الفهرست/ تحقيق:جواد القيومي/منشورات مؤسسة النشر الاسلامية,ط.الاولى1417ه الرقم878 ص277.
34-النجاسي ت:450ه: رجال النجاسي/مؤسسة النشر الاسلامية التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة-ايران, ط.الخامسة1414ه /الرقم1033ص380.
35-م.ن.الرقم300 ص117.
36-م.س, النجاسي الرقم 67 ص31.
37-م.ن.الرقم 87 ص372.
38-م.ن.الرقم 14 ص15.
39-م.ن.الرقم 889 ص328.
40-نقلا عن:النجاسي ت:450ه: رجال النجاسي/مؤسسة النشر الاسلامية التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة-ايران, ط.الخامسة1414ه /الرقم88ص45.
41-م.س, النجاسي الرقم 625ص236.
42-م.ن.الرقم 658 ص250.
43-م.ن.الرقم 661 ص251.

2015-11-01