يتم التحميل...

فانى قريب أجيب دعوة الداع

في الدعاء والزيارة

غاية عنايته بمسارعة اجابته ولم يجعل الجواب موقوفا على تبليغ الرسول بل قال: ( فانى قريب ) ولم يقل: قل لهم: انى قريب.

عدد الزوار: 17

قوله تبارك وتعالى: ( وإذا سألك عبادي عنى فانى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ).

واعلم أن هذه الآية قد دلت على أمور:

الأول: تعريضه تعالى لعباده بسؤاله بقوله: ( وإذا سئلك عبادي عنى فانى قريب ).

الثاني: غاية عنايته بمسارعة اجابته ولم يجعل الجواب موقوفا على تبليغ الرسول بل قال: ( فانى قريب ) ولم يقل: قل لهم: انى قريب.

الثالث: خروج هذا الجواب بالفاء المقتضى للتعقيب بلا فصل.

الرابع: تشريفه تعالى لهم برد الجواب بنفسه لينبه بذلك على كمال منزلة الدعاء وشرفه عنده تعالى ومكانه منه.

قال الباقر عليه السلام: ولا تمل من الدعا فإنه من الله بمكان

وقال عليه السلام لبريد بن معاوية بن وهب وقد سئله كثرة القراءة أفضل أم كثرة الدعا ؟

فقال عليه السلام كثرة الدعا أفضل ثم قرء ( قل ما يعبؤ بكم ربى لولا دعائكم ).

الخامس: دلت هذه الآية على أنه تعالى لامكان له إذ لو كان له مكان لم يكن قريبا من كل من يناجيه.

السادس: امره تعالى لهم بالدعا في قوله: ( فليستجيبوا لي ) أي فليدعوني.

السابع: قوله تعالى ( وليؤمنوا بي ) وقال الصادق عليه السلام أي وليتحققوا انى قادر على اعطائهم ما سئلوه فأمرهم باعتقادهم قدرته على اجابتهم.

وفيه فايدتان: اعلامهم باثبات صفة القدرة له. وبسط رجائهم في وصولهم إلى مقترحاتهم وبلوغ مراداتهم ونيل سؤالاتهم فان الانسان إذا علم قدرة معامله ومعاوضه

على دفع عوضه كان ذلك داعيا له إلى معاملته ومرغبا له في معاوضته كما أن علمه بعجز ه عنه على الضد من ذلك ، ولهذا تريهم يجتنبون معاملة المفلس.

الثامن تبشيره تعالى لهم بالرشاد الذي هو طريق الهداية المؤدى إلى المطلوب فكأنه بشرهم بإجابة الدعا.

ومثله قول الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: من تمنى شيئا وهو لله رضا لم يخرج من الدنيا حتى يعطاه. ويروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله.

وقال عليه السلام: إذا دعوت فظن حاجتك بالباب .


* عدة الداعي / ابن فهد الحلي.

2015-03-25