يتم التحميل...

الاحسان والجهاد

الموضوعات الغيبية في القرآن

الاحـسـان عامل آخر من عوامل الدخول في موضع النعمة الالهية ولقد اشار القرآن الكريم الى هذا الـمـفـهـوم الواسع في آيات عديدة من جملتها الاية 85 المائدة فبعد ان اشارت هذه الاية الى وضع مـجموعة من علماء اهل الكتاب الذين انقلبوا بعد سماعهم

عدد الزوار: 7

الاحـسـان عامل آخر من عوامل الدخول في موضع النعمة الالهية ولقد اشار القرآن الكريم الى هذا الـمـفـهـوم الواسع في آيات عديدة من جملتها الاية 85 المائدة فبعد ان اشارت هذه الاية الى وضع مـجموعة من علماء اهل الكتاب الذين انقلبوا بعد سماعهم آيات القرآن الكريم وفاضت اعينهم بالدمع مـمـا عـرفـوه مـن الحق، قال تعالى بصددهم ﴿فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ.

صـحـيـح ان القرآن يذكر بان كل هذه النعم التي آثابهم اللّه بها لما قالوا بعظمة القرآن والايمان به ولـكن من البديهي ان هذا لم يكن قولا فقط بل كان قولاممزوجا بالايمان، ذلك الايمان الذي ملا كل وجـودهـم لـذا تقول الايات التي قبلها ﴿تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ لكن كيف يـكـون كـلام هـؤلا مـصـداقـا لـلاحـسان؟ يمكن القول اضافة الى انهم درسوا القرآن وتدبروا معانيه جيدا كذلك انهم اقروا واعترفوا بدين الحق وعملوا به بشكل جيد.

ونـستفيد من بعض الروايات ان الاحسان هو العبودية المقترنة باليقين الكامل والشعور بان الانسان تـحت رقابة اللّه تبارك وتعالى في جميع الاحوال كما ورد ذلك في حديث عن الرسول الاعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد سئل عن الاحسان فقال: "ان تعبد اللّه كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك".

من الواضح ان من يشعر بمثل هذه المراقبة فلن تكون عبادته عبادة حقة لها روح وحقيقة فحسب بل ان اثار هذا الشعور ستنعكس على جميع اعمال الانسان واقواله وسلوكه.


الجهاد والشهادة

ان كـل مـن له ادنى اطلاع على منطق القرآن والاسلام يعلم جيدا بالمقام السامي والدرجة الرفيعة لـلـمـجاهدين والشهداء في الاسلام، فلقد وعد القرآن صراحة هذه الطائفة المضحية بالجنة، ومن جـمـلـة الايات قوله تعالى ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ .

حقا انها لتجارة لا نظير لها،فالمشتري هو اللّه سبحانه وتعالى والبائعون هم المؤمنون المجاهدون.

الـبضاعة: الانفس والاموال التي وهبها اللّه اليهم والثمن الذي يدفع اليهم هو جنة الخلد وسند هذه المعاملة الكتب السماوية الثلاثة اضافة الى كل هذا هناك تبريك من قبل المشتري للبائع.

كـم هـي تـعـابير جميلة ورائعة مبارك وخالد وكم هو مقدار اللطف والمحبة في هذه المعاملة من قبل اللّه تبارك وتعالى؟

ونـستفيد من الاية السالفة انها لا تختص بالشهدا فقط بل ان هذه المعاملة تشمل المجاهدين في سبيل اللّه ايضا.

ونـلاحظ في الاية تقدم عبارة (يقتلون ) على (يقتلون ) وهذا دليل على ان الهدف الرئيس من الجهاد هو تدمير العدو لا الشهادة وبناء على ذلك فان الشهادة درجة رفيعة لا يبلغها الا الخاصة من اوليائه.

مـن هـنا لا يمكن ان يكون الغرض من الجهاد هو الشهادة ابدا وبتعبير ادق الشهادة ليست هدفا وانما هي وسيلة لتحقيق الهدف.


* نفحات قرأنية /6/ بحث الجنة / اية الله مكارم الشيرازي.

2015-02-01